
يخاطبُ الشاعر «أحمد شوقي» الصائمين في شهر رمضان قائلاً :
يا مديم الصوم فى الشهر الكريم
صمْ عن الغيبة يومًا والنميم
فصيام شهر رمضان لا يكتمل إذا لم يكن يحمل معاني أخلاقية عالية متمثلة في الصيام عن الغيبة، والنميمة والتباهى الاجتماعي الكاذب بالأكلات الفاخرة على الملأ
شهر رمضان يحمل بصمة خاصة مختلفة عن كل شهور السنة؛ فهو حين يحل يجلبُ معه رائحة الذكريات والدفء العائلي، ووجوه الأهل الراحلين الذين كانوا يمنحون للشهر بهجته ودفئه، لا تعلو في الشهر الكريم الروحانيات والطقوس الاجتماعية فقط وإنما تنشط فيه الفعاليات الثقافية من ندوات وأمسيات شعرية وقصصية ومعارض فنون تشكيلية ورغم أني لا أشارك فى التظاهرات الثقافية التى يزخر بها شهر رمضان ولكني أتابعها بمحبة وحبور، وبالنسبة ليّ رمضان هو شهر القراءة بامتياز، وفيه تصيبني حمى للقراءة طيلة لياليه الهادئة الجميلة ولا أفضل الخروج، أو السهر فى الزحمة والضجيج، أو متابعة الطقوس الاجتماعية إلا في حالة الضرورة؛ فليالى شهر رمضان الطويلة تمنحني الرحابة والجو الهادىء، للتأمل والقراءة والكتابة بعيدًا عن الضجيج وربما لأن هناك نفسًا صوفيًا فى تكوينى الجينى والنفسى فأن لشهر رمضان مكانة عزيزة فى نفسى حيث تطير الروح إلى زمان الأهل الراحلين وتكتب رسائل الاشتياق إلى أرواحهم التى حلقت إلى عليين .
شهر رمضان هو شهر متخم بالإبداع حيث يمنح عشاق القراءة والكتابة البراح العظيم لانطلاق الروح فى سماوات الفكر والأدب ويتقد فيه الذهن بصفاء عالٍ للقراءة والكتابة المغذية للقلب والعقل، والروح .