من ثقب الباب
من المأثور المتداول عن نبتات الصبر من الشيوخ والعجائز أن الجنة تبي، والنار تبي .. كما من المعلوم أن الشياطين تصفد خلال شهر رمضان لأنه شهر فضيل..
التجار المرابون هم شياطين أيضًا إلا أن الفارق بينهم، وبين الشياطين التي لا نراها هو أنهم يترعرعون، وتشتعل نيرانهم خلال هذا الشهر..
إننا نحتاج فعلاً إلى نص خطابي ديني سواء الواعظ، أو نص الترهيب والترغيب لتوعية وتوجيه إلى ما هو أهم وأجدى لحياتنا اليومية..
نحن نحتاج لعودة الضمير والإنسانية أكثر من صلاة التراويح، ونحتاج للفهم والادراك أكثر من السلات الغذائية .. حيث إننا نحتاج الدين المعاملة في التواصل والبيع والشراء والأمانة بعد ما فقدنا الجانب القانوني الرادع الذي يتابع ويدافع عن حقوقنا قدر الإمكان..
لا يمكن لأي مجتمع أن يكون مجتمع دولة، ومؤسسات ما لم تحتكم فيه المهن خاصة التجارة إلى نظم قانونية ومهنية تحدد قيمه المالية في أي سلعة.. لأنها العامل الرئيس في استقرار الأسر .. خاصة خلال شهر القرآن..
لا شك أن الدولة غائبة تمامًا في تحديد سعر الصرف، والسلع بما فيها رغيف الخبز؛ فما بالك بكل من هب ودب وامتهن تجارة المواشي مثلًا بعدما كان تاجر خردوات.. يشتري ويبيع كيفما يريد ويشاء دون أي رادع..
لماذا هذا الشراهة؟، وهذا العبث بسلعة الحياة..؟
لقد اتسع لهيب أسعار ممن سموا تجارًا وتجاوزوا حتي خيالنا ليصل لفيحها إلى كل شيء متعلق بحياتنا اليومية.. لم يبقَ إلا الهواء الذي جعله الله متاحًا لكل من خلق من عباده وإلا لكنا رهائن الأكسجين.
كونوا – بخير