اجتماعي

صعود العنف.. سقوط المشاركة

فائزة العجيلي

العنفُ‭ ‬الرقمي‭ ‬ضد‭ ‬المرأة‭ ‬مؤشرٌ‭ ‬أحمر‭ ‬يعلو‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تبدأ‭  ‬الديمقراطية‭ ‬

تكشف‭ ‬الزيادة‭ ‬الصادمة‭ ‬بنسبة‭ ‬89٪‭ ‬في‭ ‬العنف‭ ‬الرقمي‭ ‬ضد‭ ‬النساء‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬يناير‭ ‬إلى‭ ‬يونيو‭ ‬2025،‭ ‬مقارنة‭ ‬بسنة‭ ‬2024،‭ ‬عن‭ ‬واقع‭ ‬خطير‭ ‬يتجاوز‭ ‬مجرد‭ ‬أرقام‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬نصف‭ ‬سنوي‭ ‬للرصد‭ ‬الإلكتروني‭ ‬لمناهضة‭ ‬العنف‭ ‬ضد‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭.‬

هذا‭ ‬الارتفاع‭ ‬الحاد‭ ‬ليس‭ ‬مجرد‭ ‬مؤشر‭ ‬تقني،‭ ‬بل‭ ‬جرس‭ ‬إنذار‭ ‬اجتماعي‭ ‬وسياسي‭ ‬يضرب‭ ‬في‭ ‬عمق‭ ‬التجربة‭ ‬الانتخابية،‭ ‬ويكشف‭ ‬عن‭ ‬هشاشة‭ ‬الحماية‭ ‬الرقمية‭ ‬التي‭ ‬يُفترض‭ ‬أن‭ ‬تحمي‭ ‬النساء‭ ‬المرشحات‭ ‬والناشطات‭ ‬والناخبات‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء‭.‬

التقرير‭ ‬الذي‭ ‬سلّمته‭ ‬عضو‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬المفوضية‭ ‬العليا‭ ‬للانتخابات‭ ‬إلى‭ ‬وزيرة‭ ‬العدل،‭ ‬و‭ ‬وزيرة‭ ‬الدولة‭ ‬لشؤون‭ ‬المرأة‭ ‬يضع‭ ‬أمام‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬مرآة‭ ‬واضحة‭: ‬منصات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬تحولتْ‭ ‬إلى‭ ‬ساحة‭ ‬ترهيب،‭ ‬تُستخدم‭ ‬فيها‭ ‬الشائعات،‭ ‬والابتزاز،‭ ‬والتشهير‭ ‬كسلاح‭ ‬لعرقلة‭ ‬مشاركة‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬العامة‭.‬

ومع‭ ‬كل‭ ‬زيادة‭ ‬في‭ ‬حضور‭ ‬المرأة‭ ‬السياسي،‭ ‬يتسع‭ ‬نطاق‭ ‬الهجمات‭ ‬الرقمية‭ ‬التي‭ ‬تستهدف‭ ‬إسكاتها،‭ ‬وتشويه‭ ‬صورتها،‭ ‬ودفعها‭ ‬للانسحاب‭ ‬من‭ ‬المشاركة‭.‬

إنّ‭ ‬هذا‭ ‬الارتفاع‭ ‬غير‭ ‬المسبوق‭ ‬يفرض‭ ‬على‭ ‬الدولة‭ ‬والمجتمع‭ ‬المدني‭ ‬والإعلام‭ ‬التحرك‭ ‬العاجل‭ ‬لوضع‭ ‬آليات‭ ‬حماية‭ ‬أكثر‭ ‬قوة،‭ ‬وتشريعات‭ ‬رادعة،‭ ‬ونظم‭ ‬رصد‭ ‬فعّالة‭ ‬تمنح‭ ‬المرأة‭ ‬الأمان‭ ‬الرقمي‭ ‬الذي‭ ‬تستحقه‭.‬

فالعنف‭ ‬الرقمي‭ ‬ليس‭ ‬مجرد‭ ‬تعليقات‭ ‬مسيئة،‭ ‬بل‭ ‬شكل‭ ‬جديد‭ ‬من‭ ‬العنف‭ ‬السياسي‭ ‬يهدد‭ ‬نزاهة‭ ‬الانتخابات‭ ‬نفسها‭.‬

الانتخابات‭ ‬لا‭ ‬تُبنى‭ ‬بالصناديق‭ ‬فقط‭.. ‬بل‭ ‬بحماية‭ ‬من‭ ‬يجرأون‭ ‬على‭ ‬المشاركة‭ ‬فيها‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى