فنون

طائر‭ ‬من‭ ‬ورق‭ ‬

عبد‭ ‬الرسول‭ ‬محمد

هي‭ ‬أشياءٌ‭ ‬تتدلّى

كأفواهٍ‭ ‬تضحك‭ ‬علينا‭ ‬من‭ ‬فوق‭ ‬الأسوار،

مستحيلةٌ‭ ‬في‭ ‬وطنٍ

يضع‭ ‬السلسلة‭ ‬على‭ ‬عنقك

ثم‭ ‬يبيعك‭ ‬مفاتيحها‭ ‬على‭ ‬هيئة‭ ‬صدقة‭. ‬

أشياءٌ‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الوطن

بدت‭ ‬بعيدةً‭ ‬كنجمة،

كنجمةٍ‭ ‬تتحطّم‭ ‬في‭ ‬يد‭ ‬الغيم،

مستحيلةً‭ ‬كأن‭ ‬يكتمل‭ ‬اللقاء‭ ‬

في‭ ‬حضنٍ‭ ‬مبلّلٍ‭ ‬بالغياب‭. ‬

وطنٌ‭ ‬يوزّع‭ ‬الموت‭ ‬كهدايا‭ ‬العيد،

ويخطف‭ ‬الضحكات

كما‭ ‬تُخطفُ‭ ‬الأطفال‭ ‬في‭ ‬الليل‭. ‬

أحزم‭ ‬أمتعتي‭ ‬في‭ ‬الوسادة،

أهرب‭ ‬من‭ ‬سريري‭ ‬إلى‭ ‬سريري،

ولا‭ ‬أجد‭ ‬غير‭ ‬الحلم

طريقًا‭ ‬لم‭ ‬يعرفه‭ ‬الوشاة‭ ‬

أغلق‭ ‬عينيّ

لأفتح‭ ‬أبوابًا‭ ‬لا‭ ‬يراها‭ ‬أحد،

فلا‭ ‬سبيل‭ ‬إلى‭ ‬تلك‭ ‬الجهات

إلا‭ ‬أن‭ ‬أكون

طائرًا‭ ‬من‭ ‬ورق‭. ‬

ولكي‭ ‬لا‭ ‬أُشفق‭ ‬على‭ ‬نفسي‭ ‬حين‭ ‬أصحو،

ولكي‭ ‬لا‭ ‬أترك‭ ‬للواقع‭ ‬ابتسامته‭ ‬الخبيثة

تطاردني،

تتدلّى‭ ‬كسكينٍ‭ ‬فوق‭ ‬وجهي،

أمتطي‭ ‬صهوة‭ ‬القصيدة‭:‬

أصفع‭ ‬بها‭ ‬وجهه‭ ‬ووجهي،

أهوي‭ ‬وأرتفع،

ثم‭ ‬أمضي‭. ‬

أطير‭ ‬على‭ ‬حروفها،

كمن‭ ‬يصعد‭ ‬سماءً‭ ‬من‭ ‬مرايا،

وأترك‭ ‬الأرض‭ ‬تحت‭ ‬قدمي

كثوبٍ‭ ‬بالٍ،

نرتديها‭ ‬وطنًا‭ ‬

فلا‭ ‬تمنحنا‭ ‬سوى‭ ‬العراء‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى