
هي أشياءٌ تتدلّى
كأفواهٍ تضحك علينا من فوق الأسوار،
مستحيلةٌ في وطنٍ
يضع السلسلة على عنقك
ثم يبيعك مفاتيحها على هيئة صدقة.
أشياءٌ في هذا الوطن
بدت بعيدةً كنجمة،
كنجمةٍ تتحطّم في يد الغيم،
مستحيلةً كأن يكتمل اللقاء
في حضنٍ مبلّلٍ بالغياب.
وطنٌ يوزّع الموت كهدايا العيد،
ويخطف الضحكات
كما تُخطفُ الأطفال في الليل.
أحزم أمتعتي في الوسادة،
أهرب من سريري إلى سريري،
ولا أجد غير الحلم
طريقًا لم يعرفه الوشاة
أغلق عينيّ
لأفتح أبوابًا لا يراها أحد،
فلا سبيل إلى تلك الجهات
إلا أن أكون
طائرًا من ورق.
ولكي لا أُشفق على نفسي حين أصحو،
ولكي لا أترك للواقع ابتسامته الخبيثة
تطاردني،
تتدلّى كسكينٍ فوق وجهي،
أمتطي صهوة القصيدة:
أصفع بها وجهه ووجهي،
أهوي وأرتفع،
ثم أمضي.
أطير على حروفها،
كمن يصعد سماءً من مرايا،
وأترك الأرض تحت قدمي
كثوبٍ بالٍ،
نرتديها وطنًا
فلا تمنحنا سوى العراء.



