الاولىالرئيسية

طابور .. مستندات .. يوم التصوير .. (اسم جدك غلط في المـنظـومة) !!

انتصار المغيربي

يعدُ‭ ‬‮«‬جواز‭ ‬السفر‮»‬‭ ‬من‭ ‬الوثائق‭ ‬الرسمية‭ ‬التي‭ ‬ترمز‭ ‬للهوية‭ ‬الوطنية،‭ ‬وحق‭ ‬تنقل‭ ‬المواطن‭ ‬من‭ ‬بلد‭ ‬لآخر‭ ‬وما‭ ‬يدعمه‭ ‬من‭ ‬وثائق‭ ‬داخل‭ ‬البلاد‭ ‬البطاقة‭ ‬الشخصية‭ ‬التي‭ ‬تعد‭ ‬تعريفًا‭ ‬شخصيًا‭ ‬ووثيقة‭ ‬رسمية‭ ‬تثبت‭ ‬هوية‭ ‬الفرد‭ ‬مما‭ ‬يسهل‭ ‬عليه‭ ‬عملية‭ ‬التعرَّف‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المعاملات‭.‬

‭ ‬إلا‭ ‬إنَّ‭ ‬التشديد‭ ‬على‭ ‬إبراز‭ ‬جواز‭ ‬السفر‭ ‬بدل‭ ‬البطاقة‭ ‬الشخصية‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المعاملات‭ ‬الرسمية،‭ ‬وغير‭ ‬الرسمية‭ ‬سبَّب‭ ‬ظهور‭ ‬مشكلة‭ ‬إمكانية‭  ‬ضياعه‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭  ‬قلق‭ ‬المواطن‭ ‬من‭  ‬زيادة‭ ‬رسوم‭ ‬الدفع‭ ‬عند‭ ‬ضياعه،‭ ‬وتأخر‭ ‬استلام‭  ‬جواز‭ ‬سفر‭  ‬بدل‭ ‬ضائع‭.‬

كما‭ ‬برزتْ‭ ‬مشكلات‭ ‬عديدة‭ ‬لحامليه‭ ‬داخل‭ ‬وخارج‭ ‬البلاد‭ ‬بسبب‭ ‬إطالة‭ ‬المرحلة‭ ‬الانتقالية‭ ‬وعدم‭ ‬استقرار‭ ‬السياسي،‭ ‬والاقتصادي‭ ‬مما‭ ‬أثر‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬على‭ ‬قيمته‭ ‬والغرض‭ ‬الأساسي‭ ‬من‭ ‬إصداره‭. ‬بالإضافة‭ ‬لصعوبات‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬تأشيرات‭ ‬السفر‭ ‬لبعض‭ ‬الدول‭ ‬والمشكلات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالتصديق‭ ‬والتحقَّق‭.‬

في‭ ‬هذا‭ ‬التحقيق‭ ‬نستعرض‭ ‬واقع‭ ‬‮«‬جواز‭ ‬السفر‭ ‬الليبي‮»‬‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الأسئلة‭ ‬التالية‭:‬

‭- ‬أيهما‭ ‬أهم‭ ‬أن‭ ‬يتحصل‭ ‬المواطن‭ ‬على‭ ‬جواز‭ ‬سفر،‭ ‬أم‭ ‬بطاقة‭ ‬شخصية؟‭.‬

‭- ‬ما‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬حاملي‭  ‬جواز‭ ‬السفر‭ ‬الليبي؟‭.‬

‭- ‬كيف‭ ‬يمكن‭ ‬تحسين‭ ‬وضعيته‭ ‬على‭ ‬الصعيدين‭ ‬المحلي‭ ‬والدولي؟‭.‬

‭- ‬ما‭ ‬التطورات‭ ‬الأخيرة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال؟‭  

أجاب‭ ‬م‭. ‬أيمن‭ ‬المجبري‭ ‬قائلاً‭ :‬

‭ ‬صدر‭ ‬جواز‭ ‬السفر‭ ‬الليبي‭ ‬بعد‭ ‬استقلال‭ ‬ليبيا‭ ‬عام‭ ‬1951م‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الحكومة‭ ‬الليبية‭ ‬كوثيقة‭ ‬رسمية‭ ‬للسفر‭ ‬والهوية‭. ‬وقد‭ ‬شهد‭ ‬الجواز‭ ‬تغييرات‭ ‬في‭ ‬التصميم‭ ‬والمحتوى‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬السنين،‭ ‬وذلك‭ ‬بناءً‭ ‬على‭ ‬التطورات‭ ‬السياسية،‭ ‬والإدارية‭ ‬في‭ ‬البلاد‭.‬

كما‭ ‬أنّ‭  ‬حصول‭ ‬المواطن‭ ‬الليبي‭ ‬على‭ ‬البطاقة‭ ‬الشخصية‭ ‬يعد‭ ‬أمرًا‭ ‬ذا‭ ‬أهمية‭ ‬كبيرة‭ ‬لعدة‭ ‬أسباب‭ ‬منها‭  ‬أنها‭ ‬تتيح‭ ‬للمواطنين‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬عديد‭ ‬الخدمات‭ ‬الحكومية‭ ‬مثل‭: )‬التعليم،‭ ‬والصحة،‭ ‬والمساعدات‭ ‬الاجتماعية‭(.‬

كما‭ ‬تمنح‭ ‬البطاقة‭ ‬حقوقًا‭ ‬قانونية‭ ‬للمواطن‭  ‬مثل‭ ‬حق‭ ‬التصويت،‭ ‬والترشح‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭.  ‬وتساعد‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬الأمان‭ ‬والسلامة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التأكد‭ ‬من‭ ‬هوية‭ ‬الأفراد‭ ‬في‭ ‬الأماكن‭ ‬العامة،‭ ‬والمعاملات‭ ‬الرسمية،‭ ‬وتسهل‭ ‬البطاقة‭ ‬الشخصية‭ ‬حركة‭ ‬الأفراد‭ ‬داخل‭ ‬البلاد‭ ‬حيث‭ ‬تُستخدم‭ ‬في‭ ‬عدة‭ ‬نقاط‭ ‬التفتيش،‭ ‬والأماكن‭ ‬الرسمية‭. ‬كما‭ ‬تُستخدم‭ ‬في‭ ‬عمليات‭ ‬التوثيق‭ ‬المختلفة‭ ‬مثل‭ ‬فتح‭ ‬حسابات،‭ ‬والمعاملات‭ ‬المصرفية‭. ‬

وأكد‭ ‬‮«‬المجبري‮»‬‭ ‬أن‭ ‬البطاقة‭ ‬الشخصية‭ ‬أداةً‭ ‬مهمة‭ ‬لتعزيز‭ ‬الهوية‭ ‬الوطنية،‭ ‬وتمكين‭ ‬المواطنين‭ ‬من‭ ‬ممارسة‭ ‬حقوقهم‭ ‬وواجباتهم‭ ‬بشكل‭ ‬فعَّال،‭ ‬وإنها‭ ‬تُسهم‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬جواز‭ ‬السفر‭ ‬من‭ ‬الضياع‭ ‬حيث‭ ‬أصبح‭ ‬يستخدم‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المعاملات‭ ‬اليومية‭ ‬حتى‭ ‬في‭  ‬حجز‭ ‬خيمة،‭ ‬وكراسي‭ ‬في‭ ‬المناسبات‭ ‬الاجتماعية‭.‬

وفي‭ ‬السياق‭ ‬ذاته‭ ‬قال‭ ‬أ‭. ‬مفتاح‭ ‬الطابوني‭ ‬موظف‭ :‬

إن‭  ‬أحد‭ ‬أسباب‭ ‬ضياع‭ ‬جواز‭ ‬السفر‭ ‬الليبي‭  ‬التشدَّد‭ ‬في‭ ‬طلبه‭ ‬في‭ ‬كافة‭  ‬المعاملات‭ ‬اليومية‭ ‬كـ‭)‬المصارف‭ ‬وشركة‭ ‬الاتصالات‭(  ‬عند‭ ‬استخراج‭ ‬شفرة‭ ‬‭)‬ليبيانا‭ ‬والمدار‭ ‬الجديد‭ ‬و‭ ‬ltt‭ (‬،‭ ‬وغيرها‭.‬

من‭ ‬المفترض‭ ‬أنَّ‮«‬جواز‭ ‬السفر‮»‬‭ ‬مخصصٌ‭ ‬فقط‭ ‬للسفر‭ ‬بينما‭ ‬البطاقة‭ ‬الشخصية‭ ‬لإثبات‭ ‬الهوية‭.‬

وأضافتْ‭ ‬أ‭.‬سهيلة‭  ‬مختار‭  ‬محرَّرة‭ ‬عقود‭  ‬أن‭ ‬جواز‭ ‬‮«‬السفر‭ ‬الليبي‮»‬‭ ‬مر‭ ‬بعدة‭ ‬مراحل‭ ‬من‭ ‬التغيير،‭ ‬كان‭ ‬جواز‭ ‬السفر‭ ‬قويًا‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬معينة،‭ ‬لكن‭ ‬الأحداث‭ ‬السياسية‭ ‬والأمنية‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬تراجع‭ ‬قيمته‭.‬

و‭ ‬أوضحتْ‭ ‬حدوث‭ ‬تغيير‭ ‬في‭ ‬تصميم‭ ‬جواز‭ ‬السفر‭ ‬الليبي‭ ‬عدة‭ ‬مرات؛‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬التصميمُ‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬إصداره‭  ‬بسيطًا‭ ‬ويعكس‭ ‬الهوية‭ ‬الوطنية،‭ ‬ولكن‭ ‬مع‭ ‬مرور‭ ‬الوقت‭ ‬شهد‭ ‬عدة‭ ‬تحديثات‭ ‬وتصميمات‭ ‬جديدة؛‭  ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬استخدام‭ ‬ألوان‭ ‬مختلفة‭ ‬في‭ ‬إصداراته‭ ‬الجديدة،‭ ‬وإضافة‭ ‬رموز‭ ‬وطنية‭ ‬مثل‭ ‬شعار‭ ‬الدولة‭ ‬تم‭ ‬فيه‭  ‬تحسينات‭ ‬في‭ ‬عناصر‭ ‬الأمان‭ ‬مثل‭ ‬استخدام‭ ‬تقنيات‭ ‬حديثة‭ ‬لمنع‭ ‬التزوير‭.‬

كما‭ ‬تغيير‭ ‬تصميم‭ ‬الصفحات‭ ‬الداخلية‭ ‬لتسهيل‭ ‬الاستخدام،‭ ‬وتوفير‭ ‬معلومات‭ ‬إضافية،‭ ‬والتصميم‭ ‬الحالي‭ ‬المتطور‭ ‬يعكس‭  ‬للجواز‭ ‬التغيرات‭ ‬السياسية،‭ ‬والاجتماعية‭ ‬في‭ ‬البلاد‭.‬

تم‭ ‬إصدار‭ ‬جواز‭ ‬سفر‭ ‬جديد‭ ‬بتصميم‭ ‬محسن‭ ‬يشمل‭ ‬ميزات‭ ‬أمان‭ ‬متقدمة‭ ‬مثل‭ ‬الشريط‭ ‬الممغنط،‭ ‬وعناصر‭ ‬أمان‭ ‬أخرى‭ ‬لمنع‭ ‬التزوير،‭ ‬هذا‭ ‬التحديث‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬جهود‭ ‬الحكومة‭ ‬لتحسين‭ ‬نظام‭ ‬الهويات‭ ‬الوطنية‭.‬

مؤكدةً‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬حالياً‭ ‬تغيير‭ ‬في‭ ‬مواصفات‭ ‬جواز‭ ‬السفر‭ ‬الليبي‭ ‬القديم‭ ‬مقارنة‭ ‬بالجديد‭ ‬بعد‭ ‬التحديث‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2018‭.‬

كما‭ ‬تم‭ ‬تحديث‭ ‬التصميم‭ ‬ليكون‭ ‬أكثر‭ ‬حداثة‭ ‬وجاذبية‭ ‬مع‭ ‬استخدام‭ ‬ألوان‭ ‬جديدة‭ ‬ورموز‭ ‬وطنية‭ ‬واضحة‭. ‬كما‭ ‬تحتوي‭ ‬الصفحات‭ ‬الداخلية‭ ‬للجواز‭ ‬الجديد‭ ‬على‭ ‬معلومات‭ ‬إضافية‭ ‬مثل‭ ‬تفاصيل‭ ‬حول‭ ‬التاريخ‭ ‬والثقافة‭ ‬الليبية‭ ‬مع‭ ‬تصميمات‭ ‬فنية‭ ‬محسنة،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تحسين‭ ‬طريقة‭ ‬عرض‭ ‬البيانات‭ ‬الشخصية‭ ‬لتكون‭ ‬أكثر‭ ‬وضوحًا،‭ ‬وسهولة‭ ‬في‭ ‬القراءة‭. ‬وختمتْ‭ ‬قائلة‭ :‬

إنّ‭ ‬هذه‭ ‬التغييرات‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬الأمان‭ ‬وتسهيل‭ ‬عملية‭ ‬السفر‭.‬

‭ ‬وفي‭ ‬سياق‭ ‬متصل‭ ‬قال‭ ‬د‭. ‬عبدالحفيظ‭ ‬سليمان‭ ‬قانوني‭:‬

عديد‭ ‬الدول‭ ‬تفرض‭ ‬قيودًا‭ ‬صارمة‭ ‬على‭ ‬دخول‭ ‬حاملي‭ ‬جواز‭ ‬السفر‭ ‬الليبي‭ ‬مما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬صعوبة‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬تأشيرات‭. ‬وبعض‭ ‬الدول‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬تعترف‭ ‬بهذا‭ ‬الجواز‭ ‬بمستوى‭ ‬الاعتراف‭ ‬بجوازات‭ ‬دول‭ ‬أخرى‭  ‬مما‭ ‬يسبب‭ ‬مشكلات‭ ‬في‭ ‬إجراءات‭ ‬الدخول‭.‬

كما‭ ‬أنّ‭ ‬الوضع‭ ‬الأمني‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬يؤثر‭ ‬على‭ ‬السفر‭  ‬فقد‭ ‬تتعرض‭ ‬الرحلات‭ ‬للتأجيل‭ ‬أو‭ ‬الإلغاء‭.‬

إضافة‭ ‬إلى‭ ‬ضعف‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬للنقل‭ ‬والمطارات‭ ‬مما‭ ‬يعيق‭ ‬السفر‭. ‬كما‭ ‬إن‭ ‬تدهور‭ ‬الوضع‭ ‬الاقتصادي‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬التحديات‭ ‬ويظهر‭ ‬تأثيرها‭ ‬على‭ ‬قدرة‭ ‬الأفراد‭ ‬على‭ ‬تحمل‭ ‬تكاليف‭ ‬السفر‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬أسعار‭ ‬التذاكر‭ ‬والإقامة‭.  ‬وأكد‭ ‬‮«‬سليمان‮»‬‭ ‬أن‭ ‬التغيرات‭ ‬السياسية‭ ‬وعدم‭ ‬الاستقرار‭ ‬الحكومي‭ ‬تؤثر‭ ‬على‭ ‬إصدار‭ ‬الجوازات‭ ‬وتحديثها؛‭ ‬منها‭ ‬تعقيد‭ ‬الإجراءات‭ ‬القنصلية‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬التأشيرات،‭ ‬أو‭ ‬الخدمات‭ ‬الأخرى‭.‬

بالتالي‭ ‬تجتمع‭ ‬هذه‭ ‬التحديات‭ ‬لتجعل‭ ‬السفر‭ ‬صعبًا‭ ‬على‭ ‬حاملي‭ ‬جواز‭ ‬السفر‭ ‬الليبي‭.‬

وقال‭ ‬المواطن‭ ‬مفتاح‭ ‬الشامس‭ ‬تاجر‭:‬

  ‬إنّ‭ ‬مشكلات‭ ‬الجواز‭ ‬المتكرَّرة‭ ‬والتي‭ ‬نسمعها‭ ‬من‭ ‬موظفي‭  ‬بعض‭ ‬الفروع‭ ‬في‭ ‬أغلب‭ ‬المدن‭ ‬هي‭  ‬غير‭ ‬متوفرة‭ )‬جلدة‭ ‬الجواز‭(‬،‭ ‬وندرة‭ ‬توفرها‭.‬

مؤكداً‭ ‬أنّ‭ ‬ووجود‭ ‬طوابير‭ ‬عند‭ ‬التسجيل‭ ‬والتصوير‭ ‬تكمن‭ ‬في‭ ‬انتشار‭ ‬الواسطة‭ ‬والمحسوبية،‭  ‬والحل‭ ‬التعامل‭ ‬بالتقنية‭ ‬الحديثة‭. ‬

في‭ ‬سياق‭ ‬آخر‭ ‬قالت‭ ‬أ‭. ‬حنان‭ ‬الزروق‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬مؤسسة‭ )‬مبدعات‭ ‬ليبيا‭(  ‬أنا‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة،‭ ‬وأعاني‭ ‬إعاقة‭ ‬بسبَّب‭ ‬خطأ‭ ‬طبي،‭ ‬ومكان‭ ‬إقامتي‭ ‬منطقة‭ )‬القلعة‭(‬،‭ ‬ولتجديد‭ ‬جواز‭ ‬سفري‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬الجوازات‭ ‬فرع‭  ‬القلعة‭  ‬تفاجأتُ‭ ‬بعدم‭ ‬وجود‭ ‬مصعد‭ ‬كهربائي،‭ ‬والتشديد‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التصوير‭ ‬للمواطنين‭ ‬كافة‭ ‬حتى‭  ‬كبار‭ ‬السن‭ ‬والمعاقين،‭ ‬وقد‭ ‬اضطرّرتُ‭ ‬لصعود‭ ‬الدور‭ ‬الثاني‭  ‬بصعوبة،‭ ‬ولكن‭ ‬عند‭ ‬النزول‭ ‬سقطتُ‭ ‬من‭ ‬الدروج‭ ‬تسبّبت‭ ‬ليّ‭ ‬في‭ ‬أضرار‭ ‬وكسور،‭ ‬وشدَّدتْ‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬توفر‭ ‬مكان‭ ‬لذوي‭ ‬الإعاقة‭. ‬والحل‭ ‬عند‭ ‬استخراج‭ ‬جواز‭ ‬السفر‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬يخصص‭ ‬يومًا‭ ‬لذوي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة،‭ ‬وكبار‭ ‬السن،‭ ‬ويومًا‭ ‬للنساء‭ ‬وآخر‭ ‬للرجال‭. ‬ولا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬توفير‭ ‬شباك‭ ‬لجواز‭ ‬السفر‭ ‬المستعجل‭ ‬للموطنين‭ ‬ذا‭ ‬المهمات‭ ‬الرسمية‭ ‬و‭ ‬الطلاب‭ ‬الدارسين‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬والمرضى‭ ‬الحاملين‭ ‬لتقرير‭ ‬طبي‭ ‬من‭ ‬مستشفى‭ ‬عام‭ ‬

وقال‭ ‬م‭. ‬هشام‭  ‬العريفي‭ ‬تخصص‭ ‬إدارة‭ ‬الأعمال‭ ‬وحل‭ ‬الأزمات‭:‬

‭ ‬إنّ‭  ‬قلق‭ ‬المواطن‭ ‬الليبي‭  ‬يظهر‭ ‬عند‭  ‬خروجه‭  ‬من‭ ‬منزله‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحصول‭  ‬على‭ ‬إصدار‭ ‬جديد‭  ‬لجواز‭ ‬سفره‭ ‬أو‭ ‬عند‭ ‬تجديده،‭ ‬و‭ ‬حاليًا‭ ‬تم‭ ‬إصدار‭  ‬النموذج‭ ‬الجديد‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬فيه‭ ‬ختم‭ ‬حراري‭ ‬لكن‭ ‬صعب‭ ‬الحصول‭ ‬عليه‭  ‬لأن‭ ‬المشكلة‭  ‬مطابع‭ ‬الداخلية‭ ‬تطبع‭ ‬عددًا‭ ‬محدودًا‭  ‬بينما‭ ‬يزداد‭  ‬الطلب‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬أغلب‭ ‬النَّاس‭ ‬وأشار‭ ‬إن‭ ‬شح‭ ‬النموذج‭ ‬الجديد‭ ‬يفتح‭  ‬ثغرة‭ ‬لدى‭ ‬النفوس‭ ‬ضعيفة‭ ‬الإيمان‭ ‬للمتاجرة‭  ‬فيه‭  ‬ليتم‭ ‬بيعه‭ ‬بسعر‭ ‬مبالغ‭ ‬فيه‭.‬

‭ ‬وأكد‭ ‬‮«‬العريفي‮»‬‭ ‬وصل‭ ‬السعر‭ ‬في‭ ‬مدن‭ ‬الضواحي‭  ‬40‭ ‬دينارًا،‭ ‬كما‭ ‬لا‭ ‬يتوفر‭ ‬أصلاً‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المدن‭ ‬البعيدة‭ ‬عن‭ ‬العاصمة‭ ‬طرابلس‭.‬

وتساءل‭ ‬لماذا‭ ‬دفع‭ ‬3‭ ‬دينارات‭ ‬ونص‭ ‬الدينار،‭ ‬فهو‭ ‬ليس‭ ‬ورق‭ ‬حرير‭ ‬ليصل‭ ‬هكذا‭ ‬سعر‭.‬

كما‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬عند‭ ‬تغيير‭ ‬النموذج‭ ‬يكون‭ ‬على‭ ‬حسب‭ ‬نص‭ ‬عدد‭ ‬السكان،‭ ‬ويوزع‭ ‬على‭ ‬فروع‭ ‬الجوازات‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يحدث‭ ‬العجز‭ ‬ومشكلة‭ ‬صعوبة‭ ‬الحصول‭ ‬عليه‭ ‬فهو‭ ‬مجرد‭ ‬ورقة‭ ‬مطبوعة‭ ‬والدمغة‭ ‬المفروض‭ ‬لا‭ ‬تتجاوز‭ ‬50‭ ‬ينارًا‭.‬

وأضاف‭ ‬أن‭ ‬الحل‭ ‬يكمن‭ ‬في‭ ‬استخدام‭ ‬النظام‭ ‬الإلكتروني‭ ‬حيث‭ ‬يعرف‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الموقع‭ ‬الرسمي‭ ‬للجوازات‭ ‬على‭ ‬الأوراق‭ ‬المطلوبة‭ ‬والتي‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬ترسل‭ ‬أيضاً‭ ‬إليهم‭ ‬بدل‭ ‬هدر‭ ‬الأوراق،‭ ‬وتعب‭ ‬المواطنين،‭ ‬وتنقلهم‭ ‬من‭ ‬مكان‭ ‬لآخر‭ ‬وترك‭ ‬عملهم‭ ‬لأجل‭ ‬إتمام‭ ‬إجراءات‭ ‬التسجيل،‭ ‬ويوم‭ ‬آخر‭ ‬للتصوير‭ ‬ثم‭ ‬يوم‭ ‬لاستلام‭ ‬الجواز‭.‬

وأضاف‭ ‬إن‭ ‬بعض‭ ‬فروع‭ ‬الجوازات‭ ‬يشرط‭ ‬رسالة‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬العمل‭ ‬الصح‭ ‬إصدار‭ ‬جواز‭ ‬دون‭ ‬معرفة‭ ‬جهة‭ ‬العمل‭ ‬لأن‭ ‬هذا‭ ‬الشرط‭ ‬يكون‭ ‬للعسكريين‭ ‬فقط‭ ‬كـ‭)‬الشرطة‭ ‬أو‭ ‬الجيش‭ ‬أو‭ ‬الاستخبارات‭( ‬هؤلاء‭ ‬فقط‭ ‬يشترط‭ ‬عليهم‭ ‬رسالة‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬العمل‭ ‬لخصوصية‭ ‬المهنة‭  ‬والحل‭ ‬أن‭ ‬تتشبع‭ ‬الفروع‭ ‬بالخدمات‭ ‬الضرورية‭ ‬ليحصل‭ ‬المواطن‭ ‬على‭ ‬جواز‭ ‬سفر‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تسبب‭ ‬وجود‭  ‬سوق‭ ‬موازٍ‭ ‬ينشط‭ ‬فيه‭ ‬ضعاف‭ ‬النفوس‭ ‬لاستغلال‭ ‬المواطن‭.‬

وقال‭ ‬العريفي‭ : ‬بما‭ ‬أن‭  ‬البيانات‭ ‬الشخصية‭ ‬مسجلة‭ ‬مسبقة‭ ‬في‭ ‬منظومة‭ ‬الدولة‭ ‬الليبية‭ ‬بإتقان‭ ‬واحترافية،‭ ‬فلماذا‭ ‬إهدار‭ ‬الوقت‭ ‬والصرف‭ ‬على‭ ‬أوراق‭ ‬جديدة‭.‬

مؤكدًا‭ ‬أن‭ ‬الحل‭ ‬يكمن‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬وتحديث‭ ‬المنظومة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬بما‭ ‬تتماشى‭ ‬مع‭ ‬العصر‭ ‬التقنية‭ ‬الحديثة،‭ ‬بحيث‭ ‬يدخل‭ ‬المواطن‭ ‬الصحفة‭ ‬الرسمية‭ ‬لإدارة‭ ‬الجوازات‭ ‬كلٌ‭ ‬حسب‭ ‬منطقته،‭ ‬ويتعرف‭ ‬على‭ ‬الأوراق‭ ‬المطلوبة‭ ‬تم‭ ‬يعبي‭ ‬النموذج‭ ‬الرسمي‭ ‬الإلكتروني‭ ‬والتي‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬تربط‭ ‬بقاعدة‭ ‬البيانات‭ ‬الشخصية‭ ‬من‭  ‬السجل‭ ‬المدني؛‭ ‬وبالتالي‭ ‬تسهل‭ ‬عملية‭ ‬حجز‭ ‬موعد‭ ‬لتقديم‭ ‬الأوراق‭ ‬الرسمية‭ ‬والتصوير‭ .‬

وشدَّد‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬توفير‭ ‬الدورات‭ ‬التدريبية،‭ ‬وتخصيص‭ ‬موظف‭ ‬ذي‭ ‬كفاءة‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬كتابة‭ ‬البيانات‭ ‬الشخصية‭ ‬للمواطن‭ ‬في‭ ‬النموذج‭ ‬الجديد‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬الموظفين‭ ‬يعاني‭ ‬ضعف‭ ‬الكتابة‭ ‬والإملاء‭ ‬وهذا‭ ‬قد‭ ‬يسبَّب‭ ‬مشكلة‭ ‬عند‭ ‬تجديد‭ ‬الجواز‭ ‬فعندما‭ ‬تحصلتُ‭ ‬على‭ ‬جواز‭ ‬في‭ ‬2015م،‭ ‬وسافرتُ‭ ‬إلى‭ ‬عدة‭ ‬دول‭ ‬وحاليًا‭ ‬تم‭ ‬تجديد‭ ‬صلاحيته‭ ‬وأجهتني‭ ‬مشكلة‭  ‬التحقيق‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬محاسبتي‭ ‬على‭ ‬الجواز‭ ‬القديم‭ ‬فعندما‭ ‬أخذ‭  ‬موظف‭ ‬الجوازات‭  ‬مني‭ ‬الجواز‭  ‬الجديد‭ ‬لأن‭  ‬الجواز‭ ‬السفر‭ ‬الأول‭ ‬تم‭ ‬إصداره‭ ‬وليس‭ ‬مفعلًلا‭  ‬وهذا‭ ‬ليس‭ ‬ذنبي‭ ‬وارهقني‭ ‬التحقيق‭ ‬معي،‭ ‬وسؤالي‭ ‬كيف‭ ‬الجمارك‭ ‬تركوك‭ ‬تسافر،‭ ‬والصح‭ ‬محاسبتي‭ ‬إذا‭ ‬استعملته‭ ‬بالخطأ‭ ‬أو‭ ‬عدم‭ ‬المحافظة‭ ‬عليه‭ ‬تم‭ ‬إن‭  ‬التصوير‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬والإصدار‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬آخر‭ ‬والتفعيل‭ ‬في‭ ‬مكان‭..‬كما‭ ‬تساءل‭ ‬عن‭ ‬تعدد‭ ‬الألوان‭ ‬في‭ ‬جواز‭ ‬السفر‭ ‬حسب‭ ‬صفة‭ ‬الشخص،‭ ‬فالعسكري‭ ‬له‭ ‬جواز‭ ‬سفر‭ ‬عسكري،‭ ‬والمواطن‭ ‬العادي‭ ‬له‭ ‬جواز‭ ‬سفر‭ ‬مدني‭ ‬أزرق،‭ ‬ووزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬‮«‬الدبلوماسيون‮»‬‭ ‬لهم‭ ‬جواز‭ ‬سفر‭ ‬بلون‭ ‬أحمر،‭ ‬وأيضًا‭ ‬أبنائهم‭ ‬لهم‭ ‬جواز‭ ‬خاص‭ ‬الصحيح‭ ‬أن‭  ‬الجواز‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬فقط‭  ‬لأصحاب‭ ‬النفوذ‭ ‬والسيادة‭ ‬والمناصب‭ ‬في‭ ‬الدولة،‭ ‬أو‭ ‬رجال‭ ‬الأمن‭ ‬لهم‭ ‬جواز‭ ‬سفر‭ ‬أحمر‭ ‬لكن‭ ‬موظفًا‭ ‬عاديًا‭ ‬وعنده‭ ‬علاقات‭ ‬يتحصل‭ ‬على‭ ‬جواز‭ ‬بلون‭ ‬الجلدة‭ ‬أحمر‭ ‬ويسافر‭ ‬به‭  ‬يعد‭ ‬هذا‭ ‬خطأ‭ ‬ولا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬سن‭ ‬قانون‭  ‬يمنع‭  ‬التجاوزات‭  ‬فيه‭ ‬لأن‭ ‬جواز‭ ‬السفر‭  ‬يرمز‭ ‬للهوية‭ ‬الوطنية‭ .‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى