كان بالإمكان أن نكون أكثر حرصاً على مقدراتنا وثرواتنا لو كنا بوعي وإرادة حقيقية في اختيار المسؤولين والنخب.
ولكن فعلا طاح الفاس عالراس وحذث ما حدث ولازال مستمراً بنفس عميق وسط نفق متسع ومظلم وطويل..
مصرف ليبيا المركزي أصبح ترند السوشيل ميديا.. كما اصبح باسوورد منظومة هذا المصرف العالمي محط إهتمام كل الليبيين .. حتى والدتي التي لم تنه في حياتها يوماً واحداً في مقاعد الدراسة انشغلت بهذا الهم .
لقد وجدت نفسها مجبرة على التفكير في هذا الباسوورد كونه مصدراً أساسياً لمرتب والدي التقاعدي وأيضا لأبنائها غير التجار ممن يمتهنون وظائف خاضعة للخزانة العامة.. جارتنا الحاجة فاطمة أخبرت أمي بأن عهد المرتبات قد انتهى وأن الحالة الليبية قد فاقت مرحلة الأزمة إلى النهاية وأن الأمور وصلت للحم الحي ..
لقد بلغنا منتهى هموم الوطن والمواطن وأصبحت الأزمات خلفنا .. تماماً كما كانت سويسرا خلفنا عندما وصلنا إلى نهاية المطاف سابقاً..
في مؤتمر صحفي للرئيس ترامب عندما كان رئيساً للولايات المتحدة أجاب عن سؤال صحفي يتعلق بليبيا في تلك الفترة بأن الشعب الليبي لا يقدر ثرواته ولا يحافظ عليها ثم تجاوز ماتم سؤاله عليه مكتفياً بهذا الوصف الذي يختزل قيمة الشعب أمام ثرواته ومقدراته.
نحن لا نمتلك نخباً ولا وطنية وهذه حالة وحقيقة أصبحت واضحة لنا جميعاً من خلال تجربة طويلة جداً أيضاً وفق هذه الحقيقة أصبح لزاماً علينا أن نكون مجرد ساحة جغرافية تزخر بالثروات وتحتاج إلى من يتولى إدارة هذه القيمة الاقتصادية بشكل يرضينا ويحفظ ماء وجوهنا أمام العالم الذي يرصد جنون أفعالنا ويسخر من أزماتنا وقضايانا التي جعلت من أهم مؤسسة مالية تتعامل مع منظومة المصارف المالية الدولية بقوانين وقيم ثابتة مجرد بناية لا تختلف أبداً عن أي مؤسسة تعليمية لمراحل التعليم الأساسي..
فعلاً نحن نحتاج تغيير متكامل للمنظومة العقلية والسيكولوجية لمسؤولينا ونخبنا قبل حاجتنا لباسوورد منظومة مصرف ليبيا المركزي.. حتى وان سخرها الله لنا استجابة لدعوة الحاجة فاطمة
كونوا على أمل