
منذ عقود ظلّ الطالب الجامعي في ليبيا يعيش بين حلم العلم الذي يسعى إليه، وبين واقع صعب يثقل كاهله في كل فصل دراسي جديد. ومع اقتراب انطلاق «السمستر» القادم، تزداد الأسئلة وتتضاعف الهموم، بينما ينتظر الطالبُ من حكومته أن تسمع صوته وتلبي أبسط حقوقه في بيئة تعليمية كريمة.
تقول: الطالبة مودة :
حتى داخل العاصمة نواجه صعوبة، فالازدحام المروري يرهقنا، والوصول للجامعة يحتاج ساعات يومياً. لماذا لا تكون هناك حافلات خاصة بالطلاب لتخفيف هذه المعاناة؟.
طالب سالم:
أحياناً أترك المحاضرات لأنني لا أجد مكاناً أجلس فيه داخل القاعة. القاعات مكتظة والمقاعد مكسورة. نريد فقط صيانة وتجديدًا حتى نستطيع أن نتابع دروسنا بشكل طبيعي.
طالبة أسماء :
المكتبات فقيرة جداً بالكتب الحديثة والمراجع، بينما أغلب الأبحاث والمشاريع تحتاج مصادر حديثة. الدولة مطالبة بتوفير مراجع ورقية وإلكترونية لنواكب تطور العلم.
أستاذ جامعي:
نحن كأساتذة نواجه صعوبة في شرح المناهج بوسائل تقليدية، فغياب الأجهزة التقنية والمختبرات يضعف جودة التعليم.
لا يمكن أن نتحدث عن تطوير الجامعات دون تجهيز بنية تحتية علمية.
ولي أمر والدة طالب:
كل سمستر ندخل في دوامة جديدة:
مصاريف نقل، كتب، سكن. راتبي لا يكفي، وأحياناً أستدين حتى أضمن استمرار ابني في الدراسة.
نطالب بمنحة طلابية مستمرة وليست مجرد قرار يُنفذ مرة ثم يتوقف.
سند – طالب :
أقطع أكثر من 600 كيلومتر للوصول إلى جامعتي في طرابلس، ولا أجد سكناً جامعياً. أستأجر شقة مع زملائي بمبالغ باهظة.
هل يعقل أن الطالب: يتحمل كل هذا العناء وحده؟!.
طالبة أسماء:
نريد أن نشعر أن الدولة تضع الطالب ضمن أولوياتها. لا نريد أن نبدأ كل سمستر بخوف من القاعات المتهالكة أو قلة الإمكانات.
نحن نريد فقط أن ندرس ونبني مستقبلنا.
الطالب إسماعيل – من سبها يروي:
كل يومين نسافر أكثر من ساعة ونصف الساعة حتى نوصل للجامعة، لا توجد حافلات مخصصة، وأضطر أن أتنقل بسيارات الأجرة التي ترهقني مادياً، نريد وسيلة نقل آمنة ومنظمة للطلاب.
الإقامة الجامعية .. حلم بعيد
الطالبة عائشة من المنطقة الغربية تقول: جئتُ إلى طرابلس من أجل دراستي الجامعية، ولكن لا توجد مساكن مجهزة للطالبات، أضطر أن أستأجر شقة بمبالغ خيالية تفوق قدرة أسرتي. أليس من حقنا مساكن جامعية مثل باقي دول العالم؟».
قاعات متهالكة وإمكانات غائبة
الطالب أشرف يصف واقع الكليات:
القاعات تحتاج إلى صيانة عاجلة، الكراسي مكسرة، والسبورات قديمة، وأجهزة العرض غير متوفرة. كيف نواكب التطور العلمي بهذا الشكل؟. تكاليف الدراسة تثقل الأسر
أولياء الأمور كذلك يشتكون
الحاج محمد، والد إحدى الطالبات، يقول: نحن نتحمل أعباء السكن والمواصلات والكتب، بينما الدولة مطالبة بأن توفر على الأقل بيئة مناسبة تساعد أبناءنا على التعلم، فهم مستقبل ليبيا.
ومن هنا نقول :
هل ستخصص الحكومة حافلات تربط بين المناطق والجامعات؟
هل ستعيد فتح وصيانة المساكن الجامعية للطلاب القادمين من مناطق بعيدة؟
هل تمت صيانة القاعات وتجهيزها بما يلزم لاستقبال العام الجديد؟
هل هناك خطط لدعم الطالب مادياً ليواصل دراسته دون معاناة؟
إن أصوات الطلبة وفي كل مكان تلتقي عند همّ واحد:
المطالبة بحق التعليم الكريم. فالمعاناة في المواصلات، وغياب السكن الجامعي، وتردي القاعات، وارتفاع التكاليف ليست مجرد تفاصيل، بل هي جدار يحول بين الطالب ومستقبله.
ومن على صفحات صحيفة فبراير، نقول للحكومة:
«استمعوا إلى صوت طلابكم، فهم عماد المستقبل وركيزة الوطن. جهّزوا لهم مقاعد لائقة، ووفّروا وسائل نقل آمنة، وأعيدوا الحياة للمساكن الجامعية، وادعموا الطالب بمنحة تكفل له كرامته. لا يريد سوى بيئة تليق بالعلم، ليمنح ليبيا غداً.