الــحــنــيــــن
عذرًا مدينتي .. فأنتِ لستِ ككل المدن
عذرًا مدينتي .. فأنا لا أطمع في مرضاتك
عذرا مدينتي .. فلقد كَفرتُ بكِ منذ أن ارتديتِ عباءة الأعرابي …….
طرابلس :
أكتب إليكِ هذه الرسالة وأنا كلي خجلٌ من سيدي سالم سلطان المدينة
أكتب إليكِ ولا أدري كيف أقابل سيدي الشعاب، وسيدي منيدر والحطاب، والهدار، والشنشان، وسيد عطية، وسيدي عبد الوهاب، وسيدي الكتاني، وأبو غرارة، والشيخة راضية
أكتب إليكِ واقفًا قبالة الشيخ عمر الجنزوري، والمحجوب الصرماني، وعبد الرحمن القلهود، وأبو الأسعاد العالم وعبد الرحمن البوصيري، والأمين العالم وعلي سيالة، والبلبالي، وسيدي البهلول والشيخ صباكة، ومحمود صبحي ومحمد حجازي العنقودي، وأحمد قنابة وأحمد الشارف، علي صدقي عبد القادر .. الشيخ مختار حورية، والأمين قنيوة ومحمد أبو سنينة ..
أكتبُ إليكِ وأنا أنظر بعين الرأفة والأسف لخليفة التليسي، والفقيه حسن، والنائب الأنصاري، وعلي الحسنين، والقويري .. وإلى كل من جف حبر قلمه وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة من أجلك ..
عذرًا للا حلومة، ومس توللي وكونتيسة فولبي، لأن جزاء حبكم لها كان الجفاء….
عذرًا شيخ قنيص .. فالغزال أصبح طريد الأعرابي الذي يريد أكل لحمه نيئًا بعد أن رآه بكل هذا البهاء .
عذرًا حاج أسامة البسطي .. فالأعرابي لا يكترث برتب المجد ..
عذرًا عبد القادر الجزيري وفاتح النعال، والطاهر عريبي، ومحمد أبو ريانة وجمال الدين الميلادي، وجميل القاضي وعلي منكوسة، ومحمد ومصطفى أبوجراد وعبد الله الربع، وخليفة الرماش وحسن الكعامي، معذرة إليكم وإلى كل من ارتدى طوق الياسمين وهو يجلس إجلالاً في حلقة الذكر ……
عذرًا حسن عريبي .. فالدمع سال والمحب لم يجد الوصال والأزمة لم تنفرج وليلها قد طال … .
عذرًا إلى كل عين تبدى طرفها من وراء النقاب .. إلى كل يد مخضبة بالحناء نترث وردها ورشت زهرها فوق رؤوس الرجال .. شكرًا إلى كل لسان زغرد فرحة بمرور الجوقة الراجلة الخاضعة بين يدي سيد الرجال ..
يا مصطفى غرامكَ
قد فتتَ الكبدَ
والشرب من مدامكَ
يبري من الكمدِ
علا الإله مقامك
سبحانه الصمد
عذرًا .. عذرًا .. عذرًا
ياسلام قدري )عرجون الفل ولى يابس ومعاش فاح منه شي .. وسيد الحلوين لا نشد علينا ولا شغل فكره بينا .. وريدي ماتبيش تتفكر ماضي مشي(.
خليفة الفرجاني ) معاش رينا زهرة الياسمين لأنها تعيش بالحب وتموت امتى ينقص .. والحب ناقص ولينا زمان عليه حتى دقات القلب معاش سمعناها ….) يامحمد مرشان .. راهي واطت العين عليا ….(
يا كاظم نديم ) راني حبيت وقدرت نبين حبي …(
عذرًا عذرًا عذرًا
معذرة منكم وإليكم جميعاً
فأنا أكره تناقضاتها .. أكره غرورها .. ولن أصدق كذبها مرة أخرى ..
أكرهها وأكره رائحة الدم والبارود التي تفوح منها وتعشش بأطراف جسدها جراء معاشرتها لذلك الأعرابي الملطخ بتلك الرائحة فأنا كنتُ شاهدًا على فعلتها المشينة … ومنذ تلك اللحظة انفكت عني عقدة أوديب …..