الرئيسيةرصد

طوابير البنزين .. سيناريو يتكرر والبلد يعوم في النفط

هدى الميلودي - عدسة - مخلص العجيلي

من‭ ‬طوابير‭ ‬لا‭ ‬تنتهي‭ ‬أمام‭ ‬محطات‭ ‬الوقود،‭ ‬إلى‭ ‬رحلات‭ ‬بحث‭ ‬عن‭ ‬قطرة‭ ‬بنزين‭ ‬تسد‭ ‬رمق‭ ‬السيارات،‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬أزمة‭ ‬الوقود‭ ‬قد‭ ‬أصبحتْ‭ ‬جزءًا‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬من‭ ‬المشهد‭ ‬اليومي‭ ‬؛ففي‭ ‬بلد‭ ‬يعوم‭ ‬على‭ ‬بحر‭ ‬من‭ ‬النفط،‭ ‬تتكرَّر‭ ‬فصول‭ ‬هذه‭ ‬المعاناة،‭ ‬‮«‬وين‭ ‬البنزينة؟‭!‬‮»‬‭ ‬سؤال‭ ‬بات‭ ‬يتردّد‭ ‬على‭ ‬ألسنة‭ ‬الليبيين‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬مضى،‭ ‬فمع‭ ‬شح‭ ‬الإمدادات‭ ‬وارتفاع‭ ‬الأسعار‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬السوداء،‭ ‬أصبحتْ‭ ‬التنقلات‭ ‬اليومية‭ ‬رحلة‭ ‬عذاب‭ ‬حقيقية‭. ‬من‭ ‬الموظف‭ ‬الذي‭ ‬يخشى‭ ‬التأخر‭ ‬عن‭ ‬عمله،‭ ‬إلى‭ ‬الطالب‭ ‬الذي‭ ‬يتخوف‭ ‬من‭ ‬فوات‭ ‬محاضراته،‭ ‬تتأثر‭ ‬شرائح‭ ‬واسعة‭ ‬من‭ ‬المجتمع‭ ‬بهذه‭ ‬الأزمة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تلوح‭ ‬في‭ ‬الأفق‭ ‬بوادر‭ ‬حل‭ ‬قريب‭ ‬لها‭.‬

فهل‭ ‬ستستمر‭ ‬هذه‭ ‬المعاناة؟،‭ ‬ومتى‭ ‬تعود‭ ‬شوارع‭ ‬ليبيا‭ ‬لتشهد‭ ‬انسيابية‭ ‬في‭ ‬الحركة‭ ‬دون‭ ‬قلق‭ ‬من‭ ‬انتهاء‭ ‬خزان‭ ‬الوقود؟‭.‬

أسئلة‭ ‬تنتظر‭ ‬إجابات‭ ‬شافية،‭ ‬بينما‭ ‬يظل‭ ‬المواطن‭ ‬هو‭ ‬الضحية‭ ‬الأولى‭ ‬لأزمة‭ ‬تتجدَّد‭ ‬فصولها‭ ‬بين‭ ‬الحين‭ ‬والآخر

صحيفة‭ )‬فبراير‭( ‬كان‭ ‬لها‭ ‬لقاءات‭ ‬مع‭ ‬المواطنين‭ ‬ليعبروا‭ ‬عن‭ ‬غضبهم‭ ‬بسبب‭ ‬أزمة‭ ‬نقص‭ ‬البنزين‭.‬

بداية‭.‬

المواطن‭ / ‬عبدالله‭ ‬البوسيفي‭: ‬طوابير‭ ‬طويلة‭ ‬وازدحام‭: ‬أمام‭ ‬محطات‭ ‬الوقود‭ ‬بصراحة‭ ‬مشهداً‭ ‬غير‭ ‬طبيعي؛‭ ‬حيث‭ ‬يقضي‭ ‬المواطنون‭ ‬ساعات‭ ‬طويلة،‭ ‬أحياناً‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬6‭ ‬ساعات،‭ ‬أو‭ ‬أكثر،‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬كمية‭ ‬قليلة‭ ‬من‭ ‬الوقود‭ ‬هذا‭ ‬يهدر‭ ‬وقتهم‭ ‬وجهدهم‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭. ‬مما‭ ‬يدفع‭ ‬نقص‭ ‬الوقود‭ ‬إلى‭ ‬ازدهار‭ ‬السوق‭ ‬السوداء؛‭ ‬حيث‭ ‬يُباع‭ ‬البنزين‭ ‬بأسعار‭ ‬مضاعفة،‭ ‬مما‭ ‬يشكل‭ ‬عبئًا‭ ‬ماليًا‭ ‬إضافيًا‭ ‬على‭ ‬المواطن،‭ ‬خاصة‭ ‬ذوي‭ ‬الدخل‭ ‬المحدود‭.‬إلى‭ ‬متى‭ ‬نعاني‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الأزمات‭ ‬ارتفاع‭ ‬الأسعار‭ ‬بسبب‭ ‬ارتفاع‭ ‬سعر‭ ‬الدولار،‭ ‬والمشكله‭ ‬أن‭ ‬البنزين‭ ‬يؤثر‭ ‬على‭ ‬الوقود‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬محطات‭ ‬توليد‭ ‬الكهرباء،‭ ‬مما‭ ‬يهدّد‭ ‬بانقطاع‭ ‬التيار‭ ‬الكهربائي‭ ‬بشكل‭ ‬أوسع‭ ‬وأطول،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬معاناة‭ ‬المواطنين‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ارتفاع‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة‭.. ‬ليك‭ ‬الله‭ ‬ياليبيا‭.‬

المواطن‭/ ‬سالم‭ ‬الزياني‭: ‬اعتقد‭ ‬أن‭ ‬الأزمة‭ ‬ناتجة‭ ‬عن‭ ‬سوء‭ ‬إدارة‭ ‬الموارد‭ ‬النفطية،‭ ‬والتوزيع‭ ‬غير‭ ‬العادل،‭ ‬وعمليات‭ ‬التهريب‭ ‬الواسعة‭ ‬النطاق‭. ‬هناك‭ ‬اتهامات‭ ‬بالفساد‭ ‬والتلاعب‭ ‬في‭ ‬عمليات‭ ‬التوزيع‭.‬والسبب‭ ‬أيضًا‭ ‬ضعف‭ ‬الرقابة‭ ‬على‭ ‬الحدود‭ ‬فشل‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬حماية‭ ‬حدودها‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬تهريب‭ ‬كميات‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الوقود‭ ‬المدعوم‭ ‬إلى‭ ‬الدول‭ ‬المجاورة‭.‬

تأخر‭ ‬وصول‭ ‬الناقلات

في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان،‭ ‬تُعزى‭ ‬الأزمة‭ ‬إلى‭ ‬تأخر‭ ‬وصول‭ ‬ناقلات‭ ‬الوقود‭ ‬إلى‭ ‬الموانئ‭ ‬الليبية،‭ ‬أو‭ ‬مشكلات‭ ‬في‭ ‬تفريغها‭ ‬وتوزيعها‭.‬

غياب‭ ‬الحلول‭ ‬الجذرية

مما‭ ‬يجعلنا‭ ‬نشعر‭ ‬بالإحباط‭ ‬من‭ ‬تكرار‭ ‬الأزمة‭ ‬دون‭ ‬وجود‭ ‬حلول‭ ‬جذرية‭ ‬وفعالة،‭ ‬الوعود‭ ‬الحكومية‭ ‬غالباً‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬تُنفذ‭.‬لذلك‭ ‬يجب‭ ‬وضع‭ ‬حلول‭ ‬بداية‭:‬

وقف‭ ‬التهريب،‭ ‬لأن‭ ‬مكافحة‭ ‬تهريب‭ ‬الوقود‭ ‬هي‭ ‬خطوة‭ ‬أساسية‭ ‬لحل‭ ‬الأزمة‭. ‬تحسين‭ ‬الرقابة‭ ‬والتوزيع‭: ‬بفرض‭ ‬رقابة‭ ‬مشددة‭ ‬على‭ ‬محطات‭ ‬الوقود‭ ‬وعمليات‭ ‬التوزيع‭ ‬لضمان‭ ‬وصول‭ ‬الوقود‭ ‬إلى‭ ‬المواطنين‭ ‬بأسعار‭ ‬مدعومة‭.‬كذلك‭ ‬توفير‭ ‬مخزون‭ ‬استراتيجي‭: ‬من‭ ‬الوقود‭ ‬لتجنب‭ ‬الأزمات‭ ‬المستقبلية‭.‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الشائعات‭: ‬وذلك‭ ‬بحث‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬المواطنين‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬الانجرار‭ ‬وراء‭ ‬الشائعات‭ ‬والتزاحم‭ ‬غير‭ ‬الضروري‭ ‬في‭ ‬محطات‭ ‬الوقود،‭ ‬لكن‭ ‬المواطنين‭ ‬يرون‭ ‬أن‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬الجهات‭ ‬الرسمية‭ ‬ضعيفة‭.‬

بشكل‭ ‬عام‭ ‬كل‭ ‬الليبيين‭ ‬محبطين‭ ‬من‭ ‬أزمة‭ ‬نقص‭ ‬البنزين‭ ‬التي‭ ‬أصبحت‭ ‬جزءاً‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬من‭ ‬حياتهم‭ ‬اليومية،‭ ‬ويحملون‭ ‬الجهات‭ ‬المسؤولة‭ ‬عن‭ ‬قطاع‭ ‬النفط‭ ‬المسؤولية‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬المعاناة‭ ‬المستمرة‭.‬

المواطن‭ / ‬جلال‭ ‬الميلودي‭ : ‬تعاني‭ ‬ليبيا‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬كونها‭ ‬دولة‭ ‬غنية‭ ‬بالنفط،‭ ‬من‭ ‬أزمات‭ ‬متكرّرة‭ ‬في‭ ‬نقص‭ ‬البنزين،‭ ‬مما‭ ‬يسبب‭ ‬معاناة‭ ‬كبيرة‭ ‬للمواطنين‭ ‬ويؤثر‭ ‬سلبًا‭ ‬على‭ ‬حياتهم‭ ‬اليومية‭ ‬معقوله‭ ‬طوابير‭ ‬طويلة‭ ‬ومبيت‭ ‬أمام‭ ‬المحطات‭ ‬أصبح‭ ‬مشهد‭ ‬اصطفاف‭ ‬السيارات‭ ‬لساعات‭ ‬طويلة،‭ ‬وأحيانًا‭ ‬المبيت‭ ‬أمام‭ ‬محطات‭ ‬الوقود،‭ ‬أمرًا‭ ‬شائعًا‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬المدن‭ ‬الليبية،‭ ‬هذا‭ ‬يهدر‭ ‬وقت‭ ‬المواطنين‭ ‬وجهدهم‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭. ‬ويتوفر‭ ‬البنزين‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬السوداء‭ ‬بأسعار‭ ‬مضاعفة‭ ‬عدة‭ ‬مرات‭ ‬عن‭ ‬السعر‭ ‬الرسمي،‭ ‬مما‭ ‬يثقل‭ ‬كاهل‭ ‬المواطنين‭ ‬على‭ ‬التنقل‭ ‬للعمل،‭ ‬الدراسة،‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬قضاء‭ ‬الحاجيات‭ ‬الأساسية،‭ ‬مما‭ ‬يعطل‭ ‬الحياة‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭. ‬ويتسبب‭ ‬نقص‭ ‬الوقود‭ ‬في‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬أجرة‭ ‬النقل‭ ‬للأفراد‭ ‬والبضائع،‭ ‬وبالتالي‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬السلع‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬مما‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬الأعباء‭ ‬المعيشية‭.‬انقطاع‭ ‬الكهرباء‭: ‬تعتمد‭ ‬بعض‭ ‬محطات‭ ‬الكهرباء‭ ‬على‭ ‬الوقود‭ ‬الخفيف،‭ ‬ونقص‭ ‬الوقود‭ ‬يهدد‭ ‬بانقطاع‭ ‬الكهرباء‭ ‬بشكل‭ ‬واسع‭ ‬النطاق،‭ ‬مما‭ ‬يفاقم‭ ‬المعاناة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة‭ ‬المرتفعة‭.‬

تهاني‭ ‬الزايدي‭: ‬مشاجرات‭ ‬واضطرابات‭ ‬بسبب‭ ‬الأزمة‭ ‬توترات‭ ‬بين‭ ‬الأفراد‭ ‬في‭ ‬محطات‭ ‬الوقود،‭ ‬وتخلق‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الفوضى‭ ‬وعدم‭ ‬الثقة‭.‬

وقصة‭ ‬تخزين‭ ‬الوقود‭  ‬حيث‭ ‬يضطر‭ ‬بعض‭ ‬المواطنين‭ ‬لتخزين‭ ‬الوقود‭ ‬في‭ ‬قوارير‭ ‬تحسبًا‭ ‬لاستمرار‭ ‬الأزمة،‭ ‬مما‭ ‬يشكل‭ ‬خطرًا‭ ‬على‭ ‬سلامتهم‭.‬وسلامة‭ ‬عائلاتهم

يعبر‭ ‬المواطنون‭ ‬عن‭ ‬استيائهم‭ ‬وغضبهم‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة‭ ‬المتكررة،‭ ‬ويرون‭ ‬أنها‭ ‬تعكس‭ ‬سوء‭ ‬الإدارة‭ ‬والفساد‭.‬

‮«‬وقوف‭ ‬الناس‭ ‬لفترة‭ ‬طويلة‭ ‬في‭ ‬الطابور‭ ‬ضياع‭ ‬للوقت‭ ‬ودون‭ ‬فائدة‭.. ‬ربي‭ ‬يفرج‭ ‬علينا‮»‬‭.‬

سالمة‭ ‬عبدالسلام‭: ‬تتساءل‭ ‬عن‭ ‬سبب‭ ‬استمرار‭ ‬الأزمة‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬الغنية‭ ‬بالنفط‭.‬

‭ ‬محطات‭ ‬الوقود‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬بها‭ ‬وقود،‭ ‬والمصارف‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬بها‭ ‬نقود،‭ ‬الشك‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬الأزمة‭ ‬مفتعلة‭ ‬لإلهاء‭ ‬الشعب‭ ‬عن‭ ‬الأوضاع‭ ‬السياسية‭.‬

ألوم‭ ‬المسؤولين‭ ‬بعدم‭ ‬اكتراثهم‭ ‬بمعاناة‭ ‬المواطن‭ ‬البسيط‭ ‬وانشغالهم‭ ‬بالصراع‭ ‬على‭ ‬السلطة‭.‬يجب‭ ‬مطالبة‭ ‬الحكومة‭ ‬بإلزام‭ ‬شركات‭ ‬توزيع‭ ‬الوقود‭ ‬بفتح‭ ‬المحطات‭ ‬المقفلة‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الـ‭)‬24‭( ‬ساعة‭.‬للتفريج‭ ‬على‭ ‬المواطن‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬لديه‭ ‬جهد‭ ‬لهذة‭ ‬الازمات‭.‬والأسباب‭ ‬الرئيسة‭ ‬لأزمة‭ ‬نقص‭ ‬البنزين‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭:‬

التهريب‭:‬‭ ‬يعد‭ ‬تهريب‭ ‬الوقود‭ ‬إلى‭ ‬خارج‭ ‬البلاد،‭ ‬خاصة‭ ‬إلى‭ ‬الدول‭ ‬الأفريقية‭ ‬المجاورة،‭ ‬أحد‭ ‬الأسباب‭ ‬الرئيسة‭. ‬يستغل‭ ‬تجار‭ ‬التهريب‭ ‬الفوضى‭ ‬والفراغ‭ ‬الأمني‭ ‬وضعف‭ ‬الرقابة‭.‬

انعدام‭ ‬الاستقرار‭: ‬يؤثر‭ ‬النزاع‭ ‬بين‭ ‬الأطراف‭ ‬السياسية‭ ‬المختلفة‭ ‬على‭ ‬إدارة‭ ‬قطاع‭ ‬النفط‭ ‬وتوزيع‭ ‬الوقود،‭ ‬ويخلق‭ ‬بيئة‭ ‬مواتية‭ ‬للفساد‭.‬

إغلاق‭ ‬المنشآت‭ ‬النفطية‭ ‬والحقول‭:‬‭ ‬تؤدي‭ ‬الإغلاقات‭ ‬المتكررة‭ ‬للحقول‭ ‬والموانئ‭ ‬النفطية‭ ‬إلى‭ ‬نقص‭ ‬في‭ ‬الإمدادات‭.‬

ضعف‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭:‬‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬منه‭ ‬البلاد‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬مخزون‭ ‬استراتيجي‭ ‬كافٍ‭ ‬للوقود‭ ‬إن‭ ‬الأزمة‭ ‬تعود‭ ‬إلى‭ ‬سوء‭ ‬إدارة‭ ‬الموارد‭ ‬النفطية‭ ‬والتوزيع‭ ‬غير‭ ‬العادل‭.‬

آمال‭ ‬التهامي‭: ‬يعاني‭ ‬الليبيون‭ ‬بشدة‭ ‬من‭ ‬نقص‭ ‬البنزين‭ ‬المتكرر،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬بلادهم‭ ‬غنية‭ ‬بالنفط‭.‬

الشعور‭ ‬بالإحباط‭ ‬الشديد‭ ‬من‭ ‬تكرار‭ ‬الأزمة،‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬ليبيا‭ ‬من‭ ‬أكبر‭ ‬الدول‭ ‬المنتجة‭ ‬للنفط‭ ‬في‭ ‬أفريقيا‭. ‬

إن‭ ‬هذا‭ ‬النقص‭ ‬غير‭ ‬مبرر‭ ‬ويشير‭ ‬إلى‭ ‬سوء‭ ‬إدارة‭ ‬وفساد‭. ‬يضطرون‭ ‬للوقوف‭ ‬في‭ ‬طوابير‭ ‬لساعات‭ ‬طويلة،‭ ‬وأحيانًا‭ ‬ليوم‭ ‬كامل،‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬كمية‭ ‬محدودة‭ ‬من‭ ‬البنزين‭.‬يؤدي‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬إلى‭ ‬تعطيل‭ ‬حياتهم‭ ‬اليومية،‭ ‬بدءًا‭ ‬من‭ ‬الذهاب‭ ‬إلى‭ ‬العمل‭ ‬والمدارس،‭ ‬وصولًا‭ ‬إلى‭ ‬الأنشطة‭ ‬الاقتصادية‭.‬

‭ ‬الأزمة‭ ‬في‭ ‬تفاقم

على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬أسعار‭ ‬الوقود‭ ‬المدعومة‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬الأرخص‭ ‬عالميًا،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬نقصها‭ ‬يدفع‭ ‬النّاس‭ ‬إلى‭ ‬السوق‭ ‬السوداء‭ ‬حيث‭ ‬تباع‭ ‬بأسعار‭ ‬باهظة‭ ‬جدًا،‭ ‬مما‭ ‬يثقل‭ ‬كاهل‭ ‬الأسر‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬بالفعل‭ ‬من‭ ‬ضعف‭ ‬الرواتب‭. ‬حتي‭ ‬تكاليف‭ ‬النقل‭ ‬للمواطنين‭ ‬والبضائع،‭ ‬تزيد‭ ‬مما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬السلع‭ ‬الأساسية‭ ‬والمواد‭ ‬الغذائية‭.‬

أيضًا‭ ‬نقص‭ ‬الوقود‭ ‬يهدد‭ ‬بانقطاع‭ ‬التيار‭ ‬الكهربائي‭ ‬بشكل‭ ‬واسع‭ ‬النطاق؛‭ ‬حيث‭ ‬تعتمد‭ ‬عديد‭ ‬محطات‭ ‬التوليد‭ ‬على‭ ‬الوقود‭ ‬الخفيف،‭ ‬مما‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬معاناة‭ ‬المواطنين‭.‬والسبب‭ ‬هو‭ ‬سوء‭ ‬الإدارة‭ ‬والفساد‭ ‬والتهريب،‭ ‬وعدم‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬تأمين‭ ‬إمدادات‭ ‬كافية‭ ‬ومنتظمة‭.  ‬وأحيانًا‭ ‬هناك‭ ‬عمليات‭ ‬التهريب‭ ‬الواسعة‭ ‬للوقود‭ ‬المدعوم‭ ‬إلى‭ ‬الدول‭ ‬المجاورة‭ ‬وأوروبا‭ ‬كسبب‭ ‬رئيس‭ ‬للنقص،‭ ‬مما‭ ‬يحرم‭ ‬السوق‭ ‬المحلي‭ ‬من‭ ‬حصته،‭ ‬والتوترات‭ ‬الأمنية‭ ‬والصراعات‭ ‬بين‭ ‬الأطراف‭ ‬المتنازعة‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬تعطيل‭ ‬سلاسل‭ ‬الإمداد‭ ‬وتفاقم‭ ‬الأزمة‭.‬

تؤثر‭ ‬أزمة‭ ‬الوقود‭ ‬سلبًا‭ ‬على‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطني،‭ ‬حيث‭ ‬تتوقف‭ ‬عديد‭ ‬الأنشطة‭ ‬التجارية‭ ‬والصناعية‭ ‬بسبب‭ ‬نقص‭ ‬الطاقة،‭ ‬والنقص‭ ‬سبب‭ ‬في‭ ‬إغلاق‭ ‬بعض‭ ‬الشركات‭ ‬وتراجع‭ ‬الإنتاج،‭ ‬مما‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬معدلات‭ ‬البطالة‭ ‬ويضعف‭ ‬القدرة‭ ‬الشرائية‭ ‬للمواطنين‭.‬

‭ ‬ضرورة‭ ‬إيجاد‭ ‬حلول‭ ‬جذرية‭ ‬ومستدامة‭ ‬للأزمة،‭ ‬مثل‭ ‬مكافحة‭ ‬التهريب‭ ‬بفعالية،‭ ‬وتحسين‭ ‬إدارة‭ ‬قطاع‭ ‬النفط،‭ ‬وتوزيع‭ ‬الوقود‭ ‬بشكل‭ ‬عادل‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬المناطق‭. ‬تتردّد‭ ‬مقترحات‭ ‬برفع‭ ‬الدعم‭ ‬عن‭ ‬الوقود‭ ‬مع‭ ‬توفير‭ ‬دعم‭ ‬نقدي‭ ‬مباشر‭ ‬للمواطنين،‭ ‬بهدف‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬التهريب‭ ‬وتوفير‭ ‬الوقود‭ ‬في‭ ‬المحطات،‭ ‬لكن‭ ‬هذه‭ ‬المقترحات‭ ‬تثير‭ ‬مخاوف‭ ‬بشأن‭ ‬تأثيرها‭ ‬على‭ ‬القوة‭ ‬الشرائية‭ ‬للمواطنين‭.‬

بشكل‭ ‬عام،‭ ‬تعكس‭ ‬وجهة‭ ‬نظر‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬بشأن‭ ‬نقص‭ ‬البنزين‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬اليأس‭ ‬والغضب‭ ‬من‭ ‬فشل‭ ‬السلطات‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬أبسط‭ ‬مقومات‭ ‬الحياة‭. ‬اللجنة‭ ‬التي‭ ‬ترأسها‭ ‬السيد‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬المكلف‭ ‬عماد‭ ‬الطرابلسي‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬متابعة‭ ‬المحطات‭ ‬وعمليات‭ ‬التوزيع‭ ‬بشكل‭ ‬دقيق‭  ‬وعدم‭ ‬التهاون‭ ‬مع‭ ‬التجاوزات‭.‬

وأعطى‭ ‬الطرابلسي‭ ‬توجيهاته‭ ‬إلى‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬بالوزارة‭ ‬بحماية‭ ‬وتأمين‭ ‬المحطات‭ ‬لضمان‭ ‬سير‭ ‬عملها‭ ‬بسلاسة‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الساعة‭. ‬وكانت‭ ‬شركة‭ ‬البريقة‭ ‬لتسويق‭ ‬النفط‭ ‬قد‭ ‬حددت‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬محطات‭ ‬الوقود،‭ ‬للعمل‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬24‭ ‬ساعة‭ ‬لتخفيف‭ ‬الازدحام‭.‬

الشركة‭ ‬وفي‭ ‬بيان‭ ‬لها‭ ‬الجمعة‭ ‬الماضية‭  ‬أشارت‭ ‬إلى‭ ‬تزويد‭ ‬كافة‭ ‬المحطات‭ ‬باحتياجاتها‭ ‬من‭ ‬الوقود‭ ‬وإمدادها‭ ‬بكميات‭ ‬إضافية‭ ‬من‭ ‬المشتقات‭ ‬النفطية‭ ‬بشكل‭ ‬مستمر‭ .‬

وأكدت‭ ‬الشركة‭ ‬التزامها‭ ‬بضمان‭ ‬توفير‭ ‬الوقود‭ ‬لجميع‭ ‬المواطنين،‭ ‬داعية‭ ‬إلى‭ ‬متابعة‭ ‬إعلاناتها‭ ‬لمعرفة‭ ‬قائمة‭ ‬المحطات‭ ‬التي‭ ‬ستستمر‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬طوال‭ ‬اليوم‭ ‬بعد‭ ‬التنسيق‭ ‬مع‭ ‬شركات‭ ‬التوزيع‭.‬

مروان‭ ‬حسن‭/‬الازمة‭ ‬انتهت‭ ‬وستعاود‭ ‬بعد‭ ‬شهرين‭ ‬محطات‭ ‬الوقود‭ ‬جنوب‭ ‬طرابلس‭ ‬مقفلة‭ ‬للاسف‭ ‬الشديد‭.‬

جمال‭ ‬فتحي‭/‬قال‭: ‬لماذا‭ ‬افتعال‭ ‬هذه‭ ‬الازمة‭ ‬رغم‭ ‬وجود‭ ‬البنزينة‭ ‬وتوفر‭ ‬سيارات‭ ‬تفريغ‭ ‬الوقود‭ ‬بشكل‭ ‬يومي‭ ‬فلا‭ ‬نعلم‭ ‬السبب‭ ‬الحقيقي‭ ‬لهذه‭ ‬الازمة‭.‬

مصطفي‭ ‬محمد‭/‬قال‭: ‬يفترض‭ ‬محاسبة‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬تسبب‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الازمة‭ ‬ورغم‭ ‬هذا‭ ‬يقولون‭ ‬سنرفع‭ ‬الدعم‭ ‬عن‭ ‬الوقود‭ ‬فورا‭ ‬دون‭ ‬سابق‭ ‬انذار‭ ‬او‭ ‬تخطيط‭ ‬مدروس‭ ‬لحل‭ ‬الازمات‭ ‬الطارئة‭ ‬والمواطن‭ ‬هو‭ ‬المتضرر‭ ‬الوحيد‭. ‬علي‭ ‬قال‭: ‬بصراحة‭ ‬الوضع‭ ‬اتعب‭ ‬المواطن‭ ‬الذي‭ ‬يتنقل‭ ‬من‭ ‬محطة‭ ‬وقود‭ ‬إلى‭ ‬اخرى‭ ‬لتعبئة‭ ‬خزان‭ ‬وقود‭ ‬سيارته‭ ‬ونقف‭ ‬بالساعات‭ ‬وقبل‭ ‬وصول‭ ‬إلى‭ ‬مضخة‭ ‬الوقود‭ ‬يقول‭ ‬لنا‭ ‬العامل‭ ‬انتهت‭ ‬البنزينة‭ ‬والمحطة‭ ‬مقفلة‭ ‬فهذا‭ ‬يجعلنا‭ ‬نعيد‭ ‬الطابور‭ ‬في‭ ‬محطة‭ ‬اخرى‭ ‬سبب‭ ‬هذه‭ ‬الازمة‭ ‬التي‭ ‬اعتقد‭ ‬أنها‭ ‬مفتعلة‭ ‬وربنا‭ ‬يصبرنا‭ ‬في‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الازمة

لا‭ ‬ثقة‭ ‬في‭ ‬الجهات‭ ‬الرسمية‭ ‬والاشاعات‭ ‬نصف‭ ‬المشكلة

الكل‭ ‬يشعر‭ ‬بالاحباط‭ ‬من‭ ‬تكرار‭ ‬الأزمة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى