رأي

طوبى لإسماعيل هنية

■ أمين مازن

ووريَ‭ ‬جسد‭ ‬المناضل‭ ‬الفلسطيني‭ -‬الحمساوي‭ ‬البارز‭- ‬إسماعيل‭ ‬هنية‭ ‬تراب‭ ‬الدوحة‭ ‬حيث‭ ‬إقامته‭ ‬وعدد‭ ‬من‭ ‬رفاقه‭ ‬بعد‭ ‬استشهاده‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬الإيرانية‭ ‬التي‭ ‬حلَّ‭ ‬بها‭ ‬لحضور‭ ‬مراسم‭ ‬تنصيب‭ ‬الرئيس‭ ‬المنتخب‭ ‬واستقباله‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬المرشد‭ ‬الشيعي‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬المشترك،‭ ‬لم‭ ‬يفُتْ‭ ‬إيران‭ ‬أن‭ ‬تودع‭ ‬الفقيد‭ ‬بالصلاة‭ ‬على‭ ‬جثمانه‭ ‬رغم‭ ‬علمها‭ ‬بالطبع‭ ‬أن‭ ‬الإقبار‭ ‬سيكون‭ ‬في‭ ‬الدوحة‭ ‬حيث‭ ‬الإقامة‭ ‬ومركز‭ ‬التحرك‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬وسط‭ ‬المفاوضات‭ ‬المكوكية‭ ‬والمتنوعة‭ ‬ووسط‭ ‬أنباء‭ ‬ما‭ ‬انفكّت‭ ‬تتحدث‭ ‬عن‭ ‬قرب‭ ‬التوقيع‭ ‬الذي‭ ‬سيؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تبادل‭ ‬العدد‭ ‬المتفق‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬الأسرى‭ ‬تأسيسًا‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬أفلحت‭ ‬‮«‬حماس‮»‬‭ ‬في‭ ‬أسره‭ ‬عشية‭ ‬هجومها‭ ‬التاريخي‭ ‬وما‭ ‬تلاه‭ ‬من‭ ‬حرب‭ ‬دخلت‭ ‬أخيرًا‭ ‬مائتها‭ ‬الرابعة،‭ ‬وكان‭ ‬للشهيد‭ ‬‮«‬هنية‮»‬‭ ‬دوره‭ ‬الملحوظ‭ ‬فيها‭ ‬لولا‭ ‬أن‭ ‬تم‭ ‬اصطياده‭ ‬بهذا‭ ‬الصاروخ‭ ‬الذي‭ ‬ألحقه‭ ‬وحَرَسَه‭ ‬بمن‭ ‬سبقه‭ ‬من‭ ‬أولاده،‭ ‬وأحفاده‭ ‬في‭ ‬مواكب‭ ‬الشهادة‭ ‬ولم‭ ‬يترك‭ ‬سوى‭ ‬مزيد‭ ‬الصلابة‭ ‬والحرص‭ ‬على‭ ‬الخروج‭ ‬بأكثر‭ ‬الشروط‭ ‬القابلة‭ ‬للتضحية،‭ ‬وإذا‭ ‬كان‭ ‬كل‭ ‬مراقب‭ ‬منصف‭ ‬لا‭ ‬يملك‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬يقطع‭ ‬بأن‭ ‬الشهيد‭ ‬البطل‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬قد‭ ‬نال‭ ‬ما‭ ‬راهن‭ ‬عليه،‭ ‬فإنه‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬الإفلات‭ ‬من‭ ‬مكابدة‭ ‬الأسئلة‭ ‬الناتجة‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬النهاية‭ ‬المشرفة‭ ‬للشهيد‭ ‬‮«‬هنية‮»‬،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬تفتح‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬حصر‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬الأسئلة‭ ‬سواء‭ ‬بصدد‭ ‬أول‭ ‬نبأ‭ ‬أرجعَ‭ ‬إطلاق‭ ‬الصاروخ‭ ‬من‭ ‬خارج‭ ‬التراب‭ ‬الإيراني‭ ‬ليكون‭ ‬مروره‭ ‬بأكثر‭ ‬من‭ ‬محطة‭ ‬وتوقيت‭ ‬أواومر‭ ‬ما‭ ‬قيل‭ ‬بأنه‭ ‬قد‭ ‬زُرِعَ‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬بمعنى‭ ‬أن‭ ‬الموقف‭ ‬الإيراني‭ ‬من‭ ‬الحرب‭ ‬ليس‭ ‬موضع‭ ‬إجماع‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬موضع‭ ‬انقسام‭ ‬إن‭ ‬يكن‭ ‬اغتيال‭ ‬‮«‬هنية‮»‬‭ ‬أحد‭ ‬مظاهره؛‭ ‬فليس‭ ‬من‭ ‬المستبعد‭ ‬أن‭ ‬تتلو‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬تطورات‭ ‬أخرى،‭ ‬وما‭ ‬من‭ ‬غرابة‭ ‬في‭ ‬القولين،‭ ‬فالبلد‭ ‬الذي‭ ‬له‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬التاريخ‭ ‬وكل‭ ‬هذا‭ ‬الحضور‭ ‬طوال‭ ‬القرن‭ ‬الذي‭ ‬رافق‭ ‬خروج‭ ‬المشروع‭ ‬الصهي‭ .. ‬وني‭ ‬والتشابك‭ ‬الدولي،‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مليئًا‭ ‬بمن‭ ‬لا‭ ‬يتردد‭ ‬في‭ ‬الحماس‭ ‬للخيارين‭ ‬وإن‭ ‬أخفى‭ ‬ما‭ ‬يُبطِن،‭ ‬وعندما‭ ‬يتنادى‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬حسني‭ ‬النية‭ ‬حول‭ ‬ردة‭ ‬الفعل‭ ‬الإيرانية‭ ‬المنتظرة‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الجريمة‭ ‬التي‭ ‬مسَّتْ‭ ‬السيادة‭ ‬الإيرانية‭ ‬ويذهب‭ ‬بهم‭ ‬التسرّع‭ ‬إلى‭ ‬تحديد‭ ‬الأمكنة‭ ‬والأذرع،‭ ‬فلا‭ ‬شك‭ ‬أنهم‭ ‬لا‭ ‬يضعون‭ ‬في‭ ‬اعتباراتهم‭ ‬إن‭ ‬القرار‭ ‬الإيراني‭ ‬وإن‭ ‬يكن‭ ‬ظاهريًا‭ ‬بيد‭ ‬بعض‭ ‬المراجع‭ ‬الروحية‭ ‬فإن‭ ‬ذلك‭ ‬لا‭ ‬ينفي‭ ‬إمكانية‭ ‬وجود‭ ‬طرف‭ ‬يستحيل‭ ‬اكتشافه‭ ‬بالقدر‭ ‬نفسه‭ ‬المتعلق‭ ‬بتأثيره‭ ‬وأن‭ ‬التلويح‭ ‬بالمصلحة‭ ‬الإيرانية‭ ‬الكبرى،‭ ‬أو‭ ‬الحقيقية،‭ ‬أو‭ ‬أي‭ ‬تسمية‭ ‬شاء‭ ‬المُعَبِّر،‭ ‬إنما‭ ‬تعني‭ ‬بحق،‭ ‬ذلك‭ ‬المرجح‭ ‬النهائي‭ ‬للموازين،‭ ‬والمُعَدّل‭ ‬لها،‭ ‬بمعنى‭ ‬أن‭ ‬القاعدة‭ ‬العريضة‭ ‬تفوق‭ ‬كل‭ ‬الحسابات‭ ‬ومَنْ‭ ‬يدرِ؟‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬الانتظار‭ ‬أفضل،‭ ‬وأوفر‭ ‬وأجدى‭.. ‬فطوبى‭ ‬لإسماعيل‭ ‬بما‭ ‬قدّمَ‭ ‬والرحمة‭ ‬له‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬نال‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى