الرئيسية

طير ونجروا تحته : الـدولار (ركب)الـدولار (نزل) !!

نادية البطني

نظراتٌ‭ ‬حزينة‭ ‬ارتسمتْ‭ ‬على‭ ‬ملامح‭ ‬عجوز‭ ‬طاعنة‭ ‬في‭ ‬السن‭ ‬دخلتْ‭ ‬إلى‭ ‬إحدى‭ ‬الصيدليات‭ ‬تسأل‭ ‬عند‭ ‬دواء‭ ‬اظنه‭ ‬لمرض‭ ‬مزمن‭  ‬كان‭ ‬ثمنه‭ ‬بكذا،‭ ‬ثم‭ ‬أصبح‭ ‬بكذا،‭ ‬ردتْ‭ ‬عليها‭ ‬الصيدلانية‭ ‬نعطيهولكِ‭ ‬ياحاجة؟؟‭ ‬اجابتها‭ ‬لا‭ ‬اعطيني‭ ‬البديل‭ ‬قالتْ‭ ‬لها‭ ‬مافيش،‭ ‬أجابتها‭ ‬بنبرة‭ ‬مملؤة‭ ‬بالحسرة‭ ‬والحزن‭ : ‬الدواء‭ ‬غالي،‭ ‬ومانقدرش‭ ‬نأخذه،‭ ‬ثم‭ ‬انصرفتْ‭ ‬بخطى‭ ‬بطئية‭.‬

ومثيلاتها‭ ‬كثر‭.‬

سألتُ‭ ‬الصيدلانية‭:‬

الَّاس‭ ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬شراء‭ ‬الدواء‭.‬

أجابتْ‭: ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬يمر‭ ‬إلا‭ ‬وتجي‭ ‬عدة‭ ‬حالات‭ ‬نفس‭ ‬حالة‭ ‬الحاجة‭ ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬حتى‭ ‬شراء‭ ‬دواء‭ ‬السكر،‭ ‬وآباء‭ ‬لايستطيعون‭ ‬شراء‭ ‬حليب‭ ‬ولا‭ ‬حافظات‭ ‬

طيب‭ ‬لماذا‭ ‬الأسعار‭ ‬غير‭ ‬ثابتة‭ ‬سألتها؟

أجابتْ‭ ‬السبب‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬صاحب‭ ‬الصيدلية‭ ‬لأنه‭ ‬هو‭ ‬الآخر‭ ‬عندما‭ ‬يذهب‭ ‬لسوق‭ ‬الجملة‭ ‬لشراء‭ ‬نواقص‭ ‬الصيدلية‭ ‬يجد‭ ‬الأسعار‭ ‬وصلت‭ ‬الدبل،‭ ‬التجار‭ ‬الكبار‭ -‬أي‭ ‬تجار‭ ‬الجملة‭- ‬هم‭ ‬المسؤلون‭ ‬عن‭ ‬ذبح‭ ‬المواطن،‭ ‬فالبتالي‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬زبائننا‭ ‬يضطرون‭ ‬للشراء‭ ‬بالدين‭ ‬لحين‭ ‬ما‭ ‬تنزل‭ ‬مرتباتهم‭ ‬وبمجرد‭ ‬نزولها‭ ‬تكون‭ ‬السلعه‭ ‬قد‭ ‬زادت‭ ‬النصف‭.‬

ألا‭ ‬يوجد‭ ‬حلٌ‭ ‬منطقي‭ ‬للموضوع‭ ‬الدواء‭ ‬شيء‭ ‬مهم،‭ ‬والمرض‭ ‬زائر‭ ‬ثقيل‭ ‬لا‭ ‬نعرف‭ ‬متى‭ ‬يزورنا‭ ‬؟

الحل‭ ‬في‭ ‬أيدي‭ ‬الجهات‭ ‬المسؤولة‭ ‬ممكن‭ ‬أنّ‭ ‬يكون‭ ‬‮«‬الدواء‮»‬‭ ‬مثلاً‭ ‬من‭ ‬الأشياء‭ ‬المدعومة،‭ ‬ويجب‭ ‬على‭ ‬الدولة‭ ‬توفيره‭ ‬هذا‭ ‬أبسط‭ ‬شيء،‭ ‬ولماذا‭ ‬لا‭ ‬يتم‭ ‬توفيره‭ ‬في‭ ‬الصيدليات‭ ‬الحكومية‭ ‬والمستشفيات‭ ‬بوصفات‭ ‬طبية‭ ‬معتمدة‭ ‬من‭ ‬المستشفى‭ ‬نفسه،‭ ‬أو‭ ‬المستوصف‭ ‬

الحالُ‭ ‬ليس‭ ‬بأحسن‭ ‬منه‭ ‬عند‭ ‬محال‭ ‬المواد‭ ‬الغذئية‭ )‬يمنع‭ ‬منعًا‭ ‬باتًا‭ ‬البيع‭ ‬بالدين‭(‬؛‭ ‬حيث‭ ‬أصبحتْ‭ ‬هذه‭ ‬العبارة‭ ‬الراعي‭ ‬الرسمي‭ ‬لأغلب‭ ‬أصحاب‭ ‬المحال‭ ‬الغذئية‭.‬

وحين‭ ‬سألتُ‭ ‬أحدهم‭ ‬ممازحةً‭ ‬هل‭ ‬لديك‭ ‬كراسة‭ ‬تكتب‭ ‬فيها‭ ‬الديون،‭ ‬اجابني‭ ‬نعم‭ ‬الكراسة‭ ‬تعبتْ،‭ ‬والدين‭ ‬زاد،‭ ‬وماذا‭ ‬سأربح‭ ‬أنا،‭ ‬أو‭ ‬نسكر‭ ‬المحل‭ ‬خير،‭ )‬الزيت‭ ‬والطماطم‭ ‬والسكر‭ ‬والحليب‭( ‬بالدين‭ ‬يا‭ ‬سبحان‭ ‬الله،‭ ‬الإنسانُ‭ ‬في‭ ‬قوت‭ ‬يومه‭ ‬أصبح‭ ‬عاجزًا‭ ‬أمام‭ ‬غول‭ ‬الأسعار‭ ‬المستمر‭ ‬والمتزايد‭ ‬والمتضخم‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يسد‭ ‬فيه‭ ‬زيادة‭ ‬مرتب،‭ ‬أو‭ ‬جمعيات،‭ ‬أو‭ ‬حتي‭ ‬صدقات‭ ‬وهبات،‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬رحم‭ ‬ربي‭ .‬

والنَّاس‭ ‬أصبحوا‭ ‬يسألون‭ ‬من‭ ‬وين‭ ‬هذا‭ ‬جاب‭ ‬فلوس،‭ ‬ومن‭ ‬وين‭ ‬هذا‭ ‬يدير‭ ‬في‭ ‬صيانة‭ ‬لمنزله،‭ ‬أو‭ ‬يبني‭ ‬في‭ ‬عمارة‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬7‭ ‬أدوار،‭ ‬يا‭ ‬تُرى‭ ‬هل‭ ‬الزمان‭ ‬دوار،‭ ‬بحيث‭ ‬أصبح‭ ‬المواطن‭ ‬محتارًا،‭ ‬من‭ ‬وين‭ ‬يجيب‭..‬؟‭!!.‬

منيرة‭ ‬‮«‬أم‭ ‬عبدو‮»‬‭ ‬كما‭ ‬تحب‭ ‬أنّ‭ ‬تسمي‭ ‬نفسها‭ ‬أخبرتني‭ :‬

أنها‭ ‬تعمل‭ ‬في‭ ‬وظيفة‭ ‬محترمة،‭ ‬وهي‭ ‬أم‭ ‬لثلاثة‭ ‬أولاد‭ ‬صغار‭ ‬في‭ ‬الابتدائي‭ ‬أحدهم‭ ‬في‭ ‬التمهيدي،‭ ‬ومحتارة‭ ‬كيف‭ ‬تتدبر‭ ‬أمورها،‭ ‬واحتياجاتها‭ ‬المعيشية‭ ‬اليومية‭ .‬

وأضافتْ‭ ‬وقتنا‭ ‬هذا‭ ‬يبي‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬خدمة‭ ‬وحدة،‭ ‬وإنّ‭ ‬شاء‭ ‬الله‭ ‬الحال‭ ‬يلايم،‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬مصروفات‭ ‬الأطفال،‭ ‬والمدارس‭ ‬والأكل‭ ‬والملابس،‭ ‬أشياء‭ ‬استغنيتُ‭ ‬عنها‭ ‬في‭ ‬حياتي‭ ‬لم‭ ‬أعدْ‭ ‬اشتريها‭ ‬وضعتها‭ ‬في‭ ‬خانة‭ ‬‮«‬الكماليات‮«‬،‭ ‬وهي‭ ‬ضرورية‭ ‬حتي‭ ‬لا‭ ‬اثقل‭ ‬كاهلي‭ ‬بالديون‭ ‬وتسير‭ ‬المركب‭ ‬إلى‭ ‬بر‭ ‬بالأمان‭.‬

محمد‭ ‬السيد‭ ‬قال‭ :‬

جملة‭ ‬واحدة‭ ‬‮«‬خليها‭ ‬في‭ ‬سركِ‮»‬،‭ ‬أنتِ‭ ‬تشوفي‭ ‬في‭ ‬الوضع،‭ ‬ما‭ ‬فهمته‭ ‬من‭ ‬كلامه‭ ‬إنّ‭ ‬سعر‭ ‬الدجاج‭ ‬في‭ ‬الزايد‭ ‬وخلي‭ ‬اللحوم‭ ‬الأخرى‭ )‬أغنام،‭ ‬وبقر،‭ ‬وإبل‭( ‬من‭ ‬العيد‭ ‬للعيد‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬المناسبة‭ ‬

الحوار‭ ‬كان‭ ‬طبعًا‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬محل‭ ‬اللحوم‭ ‬والدواجن‭.‬

سيدة‭ ‬أخرى‭ ‬أضافت‭:‬

كانتْ‭ ‬تستمع‭ ‬إلى‭ ‬الحوار‭ )‬الدنيا‭ ‬طايرة‭ ‬ونحنا‭ ‬نجروا‭ ‬وراها‭(‬،‭ ‬‮«‬الدولار‮»‬‭ ‬قالوا‭ ‬نزل‭ ‬وسعر‭ ‬البضاعة‭ ‬نفسه‭ ‬ما‭ ‬تغير‭ ‬شيء‭. ‬

عبد‭ ‬السلام‭ ‬عمار‭ ‬قال‭ :‬

ردوا‭ ‬المرتبات‭ ‬زيّ‭ ‬ما‭ ‬كانت‭ ‬لا‭ ‬نريدها‭ ‬الزيادة‭ ‬التي‭ ‬رفعتْ‭ ‬معها‭ ‬الأسعار‭.‬

ننتظر‭ ‬الفرج‭ ‬مع‭ ‬بداية‭ ‬العام‭ ‬القادم‭ ‬لعله‭ ‬خير‭ .‬

ولعل‭ ‬البضاعة‭ ‬تنزل‭ ‬أسعارها‭ ‬بحيث‭ ‬تكون‭ ‬في‭ ‬متناول‭ ‬الجميع‭.‬

هناك‭ ‬بعض‭ ‬الأشياء‭ ‬أحيانًا‭ ‬يستطيع‭ ‬المواطنون‭ ‬الاستغناء‭ ‬عنها‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬يشطبونها‭ ‬من‭ ‬أجندتهم‭ ‬اليومية‭ ‬ويوفرونها‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬لاحق‭ ‬متي‭ ‬ما‭ ‬توفر‭ ‬المال‭ ‬لذلك؛‭ ‬أما‭ ‬الأدوية،‭ ‬والعلاج‭ ‬فحدث‭ ‬ولا‭ ‬حرج،‭ ‬فمن‭ ‬سوق‭ ‬الأدوية‭ ‬‮«‬أدوية‭ ‬الجملة‮»‬‭ ‬أردنا‭ ‬إيصال‭ ‬صرخة‭ ‬استغاثة‭ ‬من‭ ‬مواطن‭ ‬لاخيه‭ ‬المريض‭ ‬بالسرطان‭ -‬عافانا‭ ‬وعافاكم‭ ‬الله‭- ‬دواء‭ ‬كان‭ ‬ثمنه‭ ‬1500‭ ‬د‭.‬ل،‭ ‬ومازال‭ ‬عنده‭ ‬جرعات‭ ‬أخرى‭ ‬يجب‭ ‬عليه‭ ‬اخذها‭.‬

قال‭ ‬بالحرف‭ ‬الواحد‭ ‬لا‭ ‬استطيع‭ ‬توفيرها،‭ ‬وكان‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬العون‭ ‬الدولة‭ ‬كانت‭ ‬توفر‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الأدوية‭ ‬والجرعات،‭ ‬وكذلك‭ ‬أدوية‭  ‬المخ‭ ‬والأعصاب‭ ‬تقريبًا،‭ ‬وحسب‭ ‬ما‭ ‬فهمنا‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬عطاءات‭ ‬وتجار‭ ‬هم‭ ‬ملزمون‭ ‬بتوريدها،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬توفيرها‭ ‬للصيدليات‭ ‬الصغير،‭ ‬والمركزية‭ ‬بأسعار‭ ‬تكون‭ ‬في‭ ‬متناول‭ ‬الجميع؛‭ ‬لماذا‭ ‬زاد‭ ‬سعرها‭ ‬للدبل؟،‭ ‬ولماذا‭ ‬بعضها‭ ‬اختفى؟،‭ ‬وكيف‭ ‬وصلتْ‭ ‬لتجار‭ ‬السوق‭ ‬السوداء‭.‬

كل‭ ‬هذه‭ ‬الحقيقة‭ ‬أسئلة‭ ‬نقف‭ ‬عندها‭ ‬لعلنا‭ ‬نجد‭ ‬لها‭ ‬اجابات‭.‬

هذا‭ ‬غير‭ ‬سعر‭ ‬الخضار،‭ ‬والفواكه‭ ‬والملابس،‭ ‬والأحذية‭ ‬التي‭ ‬يقول‭ ‬عنها‭ ‬الأخ‭ ‬مصطفى‭ ‬إنها‭ ‬‮«‬طايرة‭ ‬طيارة‮»‬،‭ ‬هناك‭ ‬بعض‭ ‬المحال‭ )‬تنش‭ ‬في‭ ‬الذبان‭(‬،‭ ‬وأخرى‭ ‬يدفع‭ ‬أصحابها‭ ‬الايجارات،‭ ‬وقد‭ ‬أصابها‭ ‬الكساد،‭ ‬وخلت‭ ‬من‭ ‬المشترين‭ ‬والله‭ ‬المستعان‭.‬

وهذا‭ ‬حال‭ ‬الأسعار،‭ ‬والتجار‭ ‬والدولار،‭ ‬ولا‭ ‬يخفى‭ ‬الحال‭ ‬عنكم

‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬نفسه‭ ‬لا‭ ‬يختلف‭ ‬كثيرًا‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬خارج‭ ‬مدينة‭ ‬طرابلس‭ ‬هي‭ ‬أيضًا‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬ارتفاع‭ ‬جنوني‭ ‬في‭ ‬الأسعار‭ ‬تقريبًا‭ ‬فرق‭ ‬دينار‭ ‬أو‭ ‬دينارين‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬الفارق‭ ‬كبيرًا،‭ ‬وعدم‭ ‬ثبات‭ ‬سعر‭ ‬السلعة‭ ‬أيضًا‭ ‬هي‭ ‬نفسها،‭ ‬المنتج‭ ‬نفسه،‭ ‬والصنف‭ ‬نفسه،‭ ‬حتي‭ ‬إنّ‭ ‬أحد‭ ‬الإخوة‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬‮«‬مول‭ ‬كبير‮»‬‭ ‬قال‭ :‬

كل‭ ‬شيء‭ ‬موجود،‭ ‬وبكميات‭ ‬كبيرة‭ ‬والحمدلله‭ ‬كل‭ ‬المنتجات‭ ‬متوفرة‭ ‬إلا‭ ‬إنها‭ ‬غالية‭ ‬من‭ ‬أبسط‭ ‬شيء‭ ‬إلى‭ ‬أكبر‭ ‬شيء‭ ‬غلاء‭ ‬ثم‭ ‬غلاء‭ ‬لا‭ ‬نريد‭ ‬مولات‭ ‬كبيرة‭ ‬نطالب‭ ‬بعودة‭ ‬الجمعيات‭ ‬الاستهلاكية‭ ‬لأن‭ ‬غالبية‭ ‬العائلات‭ ‬الليبية‭ ‬من‭ ‬محدودي‭ ‬الدخل،‭ ‬والمتقاعدين‭.‬

الأخت‭ ‬كريمة‭ ‬محمد‭ ‬قالت‭ :‬

يبدو‭ ‬أن‭ ‬الكل‭ ‬متفاهمين‭ ‬على‭ ‬التسعيرة‭ ‬نفسها‭ ‬كل‭ ‬المحال‭ ‬غالية‭ ‬صاحب‭ ‬الدخل‭ ‬المحدود،‭ ‬والكادح‭ ‬‮«‬وين‭ ‬يمشي‮»‬‭ ‬رب‭ ‬الأسرة‭ ‬إلى‭ ‬متي‭ ‬سيتحمل‭ ‬ويصمد‭.‬

الأخت‭ ‬سومة‭ ‬أجابت‭: ‬

رجال‭ ‬الحرس‭ ‬البلدي‭ ‬مطلوب‭ ‬منهم‭ ‬قليل‭ ‬من‭ ‬الجدية،‭ ‬والوطنية،‭ ‬وأن‭ ‬يفرضوا‭ ‬وجودهم‭ ‬ويطبقوا‭ ‬قرارات‭ ‬وزير‭ ‬الاقتصاد‭ ‬بخفض‭ ‬الأسعار،‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬المعقول‭ ‬بمجرد‭ ‬يزيد‭ ‬سعر‭ ‬الدولار‭ ‬كل‭ ‬السلع‭ ‬في‭ ‬اللحظة‭ ‬نفسها‭ ‬تزيد،‭ ‬وما‭ ‬أن‭ ‬ينزل‭ ‬يرفض‭ ‬التجار‭ ‬تنزيل‭ ‬الأسعار‭ ‬بحجة‭ ‬أنه‭ ‬اشترى‭ ‬بتسعيرة‭ ‬قديمة،‭ ‬ويقولكَ‭ ‬أنه‭ ‬هو‭ ‬الخاسر‭ .. ‬لا‭ ‬طبعًا‭ ‬الخاسر‭ ‬الوحيد‭ ‬هو‭ ‬المواطن‭ ‬فقط‭.‬

أم‭ ‬حنين‭ :‬

اطالبُ‭ ‬بدعم‭ ‬السلع‭ ‬التموينية‭ ‬الضرورية،‭ ‬واللازمة‭ ‬مثل‭ :‬

حليب‭ ‬الأطفال،‭ ‬وكذلك‭ ‬أدوية‭ ‬الأورام،‭ ‬والأدوية‭ ‬الأخرى‭ ‬لكبار‭ ‬السن‭.‬

هذا‭ ‬لن‭ ‬يتم‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬تتكاتف‭ ‬أجهزة‭ ‬الدولة‭ ‬مع‭ ‬التجار،‭ ‬و‭ ‬وزارة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والحرس‭ ‬البلدي‭ ‬بضبط‭ ‬الأسعار،‭ ‬وحتي‭ ‬وإن‭ ‬ارتفعت‭ ‬يكون‭ ‬الارتفاع‭ ‬بنسبة‭ ‬بسيطة،‭ ‬وفي‭ ‬مقدور‭ ‬المواطن‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬ظروفه‭ ‬المالية،‭ ‬ومراعاة‭ ‬الكل‭ ‬القادر،‭ ‬والمتوسط،‭ ‬وذي‭ ‬الدخل‭ ‬المحدود‭ ‬والمتقاعدين‭.‬

بالنسبة‭ ‬لموضوع‭ ‬الأسعار‭ ‬ونزولها‭ ‬بعد‭ ‬إصدار‭ ‬قرار‭ ‬الضريبة‭ ‬على‭ ‬سعر‭ ‬الدولار‭ ‬بالنسبة‭ ‬للمواد‭ ‬الغذائية‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬أي‭ ‬نزول‭ ‬للأسعار‭ ‬والاشكالية‭ ‬هي‭ ‬في‭ ‬المستورد‭ ‬أو‭ ‬التاجر‭ ‬صاحب‭ ‬مخازن‭ ‬الأغذية‭ ‬وهذا‭ ‬الشئ‭ ‬بالتأكيد‭ ‬يؤثر‭ ‬سلبًا‭ ‬على‭ ‬المواطن‭ ‬بالذات‭ ‬عندما‭ ‬ينزل‭ ‬الدولار،‭ ‬الأسعار‭ ‬كما‭ ‬هي‭ ‬لا‭ ‬جديد‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬أؤكد‭ ‬أن‭ ‬المشكلة‭ ‬كما‭ ‬ذكرتُ‭ ‬في‭ ‬مصرف‭ ‬ليبيا‭ ‬المركزي‭ ‬الذي‭ ‬يفتح‭ ‬في‭ ‬اعتمادات‭ ‬دون‭ ‬وضع‭ ‬ضوابط،‭ ‬وأن‭ ‬كانت‭ ‬على‭ ‬سعر‭ ‬الصرف‭ ‬الحالي،‭ ‬وهنا‭ ‬المشكلة؛‭ ‬عندما‭ ‬يتقدم‭ ‬المستورد‭ ‬بملف

لفتح‭ ‬اعتماد‭ ‬من‭ ‬المركزي‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬أي‭ ‬ضوابط‭ ‬مثل‭ : ‬تعهدات‭ ‬وغيره‭ ‬وهذا‭ ‬زاد‭ ‬الطين‭ ‬بلة،‭ ‬وأصبح‭ ‬المواطن‭ ‬بين‭ ‬دفتي‭ ‬الرحى‭ ‬غلاء‭ ‬الأسعار،‭ ‬وتأخر‭ ‬المرتبات‭..‬

الحلول‭ .. ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬وضع‭ ‬ضوابط‭ ‬قانونية‭ ‬على‭ ‬المستوردين،‭ ‬والتجار‭ ‬الكبار‭ ‬تلزمهم‭ ‬إجباريًا‭ ‬بوضع‭ ‬أسعار‭ ‬تتماشى‭ ‬مع‭ ‬الوضع‭ ‬الجديد‭ ‬للدولار‭ ‬وسعر‭ ‬العُملة‭ ‬حتى‭ ‬يتمكن‭ ‬المواطن‭ ‬من‭ ‬العيش،‭ ‬ومجاراة‭ ‬حياته‭ ‬وحياة‭ ‬أسرته‭ ‬بالشكل‭ ‬الذي‭ ‬يريده‭ .‬

وزارة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬لا‭ ‬وجود‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬وضع‭ ‬الضوابط‭ ‬الالزامية‭ ‬وتنقصها‭ ‬فكرة‭ ‬التنفيذ‭ ‬والدعم‭ ‬لها‭ ..‬

احيانا‭ ‬نلتمس‭ ‬العذر‭ ‬للتاجر‭ ‬ونقول‭ ‬ما‭ ‬ذنبه‭ ‬في‭ ‬خفض‭ ‬اسعار‭ ‬سلعة‭ ‬هو‭ ‬استوردها‭ ‬قبل‭ ‬نزول‭ ‬سعر‭ ‬الدولار‭ ‬وكلفته‭ ‬تلك‭ ‬الحسبة‭ ‬وفي‭ ‬ذات‭ ‬الوقت‭ ‬نلعن‭ ‬غلاء‭ ‬الأسعار‭ ‬المتصاعد‭ ‬الذي‭ ‬ارهق‭ ‬كاهل‭ ‬المواطن‭ ‬وجعله‭ ‬عبد‭ ‬سياسات‭ ‬خاطئة،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬ان‭ ‬الدولة‭ ‬تريد‭ ‬أن‭ ‬تساعد‭ ‬المواطن‭ ‬وتخفف‭ ‬عليه‭ ‬عباء‭ ‬الحياة‭ ‬،هي‭ ‬أمور‭ ‬متشابكة‭ ‬وحلقة‭ ‬متسلسلة‭ ‬،فهمنا‭ ‬من‭ ‬التجار‭ ‬الدين‭ ‬التقيناهم‭ ‬وحاورناهم‭ ‬ان‭ ‬هناك‭ ‬سوء‭ ‬تنسيق‭ ‬بينهم‭ ‬وبين‭ ‬أصحاب‭ ‬القرار‭ ‬جعلهم‭ ‬في‭ ‬ورطة‭ ‬،وكذا‭ ‬المواطن‭ ‬متورط‭ ‬هو‭ ‬الآخر،‭ ‬وما‭ ‬وصلنا‭ ‬أيضا‭ ‬من‭ ‬التجار‭ ‬والمواطن‭ ‬ان‭ ‬مثل‭ ‬هكذا‭ ‬قرارات‭ ‬ياسيادة‭ ‬الدولة‭ ‬المحترمة‭ ‬لا‭ ‬تقرر‭ ‬وتنفد‭ ‬بين‭ ‬ليلة‭ ‬وضحاها‭ ‬بل‭ ‬تحتاج‭ ‬الي‭ ‬وقت‭ ‬ربما‭ ‬اسابيع‭ ‬او‭ ‬شهور‭ ‬حتي‭ ‬يتهيأ‭ ‬التاجر‭ ‬وبتخلص‭ ‬من‭ ‬بضاعته‭ ‬التي‭ ‬استوردها‭ ‬بسعر‭ ‬الدولار‭ ‬القديم‭ ‬،وهو‭ ‬الآن‭ ‬منظر‭ ‬لبيعها‭ ‬بالسعر‭ ‬المخفض‭ ‬الجديد‭ ‬وبين‭ ‬ارتفاع‭ ‬وانخفاض‭ ‬وانحسار‭ ‬وعدم‭ ‬تباث‭ ‬سعر‭ ‬الدينار‭ ‬أمام‭ ‬الدولار‭ ‬كان‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬عون‭ ‬المواطن‭ ‬والتاجر‭ ‬والدولة

الكل‭ ‬مستاء‭ ‬والكل‭ ‬يريد‭ ‬ان‭ ‬يخرج‭ ‬بنتيجة‭ ‬مرضية‭ ‬،بحيث‭ ‬لايتحكم‭ ‬اي‭ ‬تاجر‭ ‬او‭ ‬مؤسسة‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬قوت‭ ‬المواطن‭ ‬تحت‭ ‬اي‭ ‬مسمي‭ ‬كان‭ ‬ولاي‭ ‬ظرف‭ ‬كان‭ ‬

الاستاذ‭ ‬منير‭ ‬عون‭ :‬

قال‭ ‬لو‭ ‬فرضنا‭ ‬ان‭ ‬سعر‭ ‬الدولار‭ ‬غير‭ ‬تابت‭ ‬ويتارجح‭ ‬صعودا‭ ‬نزولا،فلا‭ ‬يعني‭ ‬هذا‭ ‬مبررا‭ ‬كاملا‭ ‬لرفع‭ ‬الأسعار،‭ ‬طيب‭ ‬الخضروات‭ ‬والفواكه‭ ‬ماعلاقتها‭ ‬بالدولار‭ ‬او‭ ‬الاستثمار،‭ ‬حين‭ ‬نسأل‭ ‬اي‭ ‬مزارع‭ ‬او‭ ‬تاجر‭ ‬الصاحب‭ ‬بقالة‭ ‬سيقول‭ ‬بأن‭ ‬المبيدات‭ ‬غالية‭ ‬والاسمدة‭ ‬ومستلزمات‭ ‬الزراعة‭ ‬كذلك‭ ‬،لاينقص‭ ‬الا‭ ‬ان‭ ‬يقول‭ ‬حتي‭ ‬ماء‭ ‬السقي‭ ‬غالي‭ ‬او‭ ‬أنه‭ ‬يدفع‭ ‬حق‭ ‬الكهرباء‮ ‬‭ ‬للري‭ ‬الأمر‭ ‬فعلا‭ ‬أصبح‭ ‬مبالغ‭ ‬فيه‭ ‬،وأصبح‭ ‬التاجر‭ ‬يتحجج‭ ‬باي‭ ‬شي‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬ان‭ ‬يبرر‭ ‬لنفسه‭ ‬رفع‭ ‬السعر‭ ‬الذي‭ ‬يعجبه‭ ‬ومناسبه

الاستاذ‭ ‬فرحات‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬أكد‭ ‬ان‭ ‬الخلل‭ ‬يكمن‭ ‬في‭ ‬السلطة‭ ‬العليا‭ ‬للدولة‭ ‬لو‭ ‬انها‭ ‬م‭ ‬الاول‭ ‬حددت‭ ‬الأسعار‭ ‬خاصة‭ ‬المواد‭ ‬الأساسية‭ ‬والضرورية‭ ‬فبكل‭ ‬تأكيد‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬تجاوزات‭ ‬وخروقات‭ ‬،ثم‭ ‬إن‭ ‬بعضا‭ ‬م‭ ‬المواطنين‭ ‬في‭ ‬الشارع‭ ‬العام‭ ‬اسمعهم‭ ‬يضعون‭ ‬كل‭ ‬اللوم‭ ‬علي‭ ‬الجهات‭ ‬الضبطية‭ ‬والحرس‭ ‬البلدي‭ ‬،هم‭ ‬لاعلاقة‭ ‬لهم‭ ‬سوي‭ ‬ضرظ‭ ‬المخالفات‭ ‬فقط‭ ‬او‭ ‬التجاوزات‭ ‬او‭ ‬التفتيش‭ ‬علي‭ ‬صلاحية‭ ‬المنتجات‭ ‬داخل‭ ‬الاسواق‭ ‬الكبيرة‭ ‬والمحلات‭ ‬الاخري‭ ‬،لابد‭ ‬من‭ ‬الدولة‭ ‬ان‭ ‬تضرب‭ ‬بيد‭ ‬من‭ ‬حديد‭ ‬من‭ ‬الأساس‭ ‬وتحدد‭ ‬الأسعار‭ ‬وفق‭ ‬آليات‭ ‬تراها‭ ‬مناسبة‭ ‬لها‭ ‬ولمواطنيها‭ ‬وهذا‭ ‬مامعمول‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬الاخري‭ ‬

يسرا‭ ‬الصويعي‭ ‬تعمل‭ ‬في‭ ‬صيدلية‭ ‬طبية‭ :‬

هي‭ ‬مسؤلية‭ ‬تضامنية‭ ‬من‭ ‬الكل‭ ‬،سواء‭ ‬في‭ ‬الدواء‭ ‬أو‭ ‬السلع‭ ‬الغدايية‭ ‬التموينة‭ ‬الاخري‭ ‬،خاصة‭ ‬الدواء‭ ‬شي‭ ‬مهم‭ ‬واساسي‭ ‬لاغني‭ ‬عنه‭ ‬ولايستطيع‭ ‬ان‭ ‬يسبدله‭ ‬المريض‭ ‬هناك‭ ‬بعض‭ ‬الحالات‭ ‬التي‭ ‬فعلا‭ ‬لاتستطيع‭ ‬شراء‭ ‬الدواء،خاصة‭ ‬الأمراض‭ ‬المزمنة‭ ‬،فهم‭ ‬يعانون‭ ‬كثيرا‭ ‬،في‭ ‬حين‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬مضت‭ ‬كانت‭ ‬الدولة‭ ‬توفر‭ ‬الأدوية‭ ‬في‭ ‬صيدلياتها‭ ‬اما‭ ‬الآن‭ ‬فاغلب‭ ‬الدواء‭ ‬يشتريه‭ ‬المواطن‭ ‬من‭ ‬الصيدليات‭ ‬التجارية‭ ‬وهذا‭ ‬مايزيد‭ ‬الطين‭ ‬بلة‭ ‬ويعقد‭ ‬الامور‭ ‬اكثر‭ ‬،هناك‭ ‬أدوية‭ ‬بدأنا‭ ‬ناخدها‭ ‬من‭ ‬تجار‭ ‬السوق‭ ‬السوداء‭ ‬نظرا‭ ‬لعدم‭ ‬توفرها‭ ‬مطلقا‭ ‬عند‭ ‬تجار‭ ‬الاعتمادات‭ ‬،كادوية‭ ‬الأعصاب‭ ‬والاورام‭ ‬،يجب‭ ‬أن‭ ‬تساهم‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الأدوية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الغلاء‭ ‬المعيشي‭ ‬القاسي‭ ‬الذي‭ ‬طال‭ ‬كل‭ ‬شي‮ ‬‭ ‬من‭ ‬غداء‭ ‬ودواء‭ ‬ومستلزمات‭ ‬أخري،‭ ‬خاصة‭ ‬المرضي‭ ‬فهم‭ ‬أكثر‭ ‬متضرر‭ ‬من‭ ‬موجة‭ ‬الغلا

ومازلنا‭ ‬ناكد‭ ‬ونعيد‭ ‬أن‭ ‬قوت‭ ‬المواطن‭ ‬الكادح‭ ‬وصاحب‭ ‬الدخل‭ ‬المحدود‭ ‬،يجد‭ ‬صعوبة‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬احتياجاته‭ ‬اليومية‭ ‬من‭ ‬ملبس‭ ‬وماكل‭ ‬ودواء‭ ‬وهذا‭ ‬مالمسناه‭ ‬او‭ ‬رايناه‭ ‬في‭ ‬عيون‭ ‬او‭ ‬نبرات‭ ‬صوت‭ ‬من‭ ‬التقيناهم،‭ ‬والذين‭ ‬أكدوا‭ ‬علي‭ ‬وجوب‭ ‬ان‭ ‬تقف‭ ‬معهم‭ ‬الدولة‭ ‬علي‭ ‬الاقل‭ ‬حتي‭ ‬في‭ ‬نزول‭ ‬المرتبات‭ ‬في‭ ‬وقتها‭ ‬،ومحاربة‭ ‬الغلا‭ ‬ومحاسبة‭ ‬كل‭ ‬مخطي‭ ‬لتكون‭ ‬كفة‭ ‬الميزان‭ ‬عادلة‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى