غدامس:
عاداتٌ كثيرة توارثناها عن الأسلاف .. صارتْ مع مرور الزمن من طقوس الشهر الفضيل لارتباطها به ارتباطًا وثيقًا لا فكك منه .
حرصتْ الأمهات على بقاء هذه الطقوس واستمرارها إيمانًا منهن بأن حلاوة الشهر الفضيل لا تكتمل إلا في وجودها .
من هذه العادات ما يسبق الشهر الفضيل من استعدادات وتحضيرات وترتيبات وتجهيزات .
حلوى «تبارت»
من بين أهم هذه العادات الرمضانية عادة «تبارت» الذي يسبق رمضان وتحديدًا في النصف من شعبان لما لهذه اليوم من بركة في تراث أهالي المدينة .. فلا يكتفي الكبار بصيام نهاره والاطعام والتصدق فيه .. بل احدثوا فيه عادة تخص الأطفال .. في هذا اليوم تقدم الأمهات «تبارت» لأطفالهن.
«تبارت» نوعٌ من الحلوى الغدامسية تجهزها الأم لأبنائها الصغار احتفالًا بقدوم هذا الشهر .. تتكون هذه الحلوة من الخبز اليابس المدقوق المخلوط بالسمن يوضع وسط صحن يتوسطه قالب مخروطي من السكر ارتفاع شبر .. يُزين هذا الصحن والقالب الناصع البياض بأصناف الحلوى المختلفة .
يفرح الصغار كثيرًا بهذه الحلوى .. ويستعرض كل منهم «تبارته» الخاصة به.. يتبادلون الزيارات لبعضهم ليرى كل منهم «تبارت» صديقه، أو جاره ويطعمه منها .
تجهيز «الغجيرة»
والعجيرة من اللوازم المهمة والضرورية للشهر الفضيل .. تجهزها النساء لتكون مصاحبة لصفرة الإفطار .. وهي عبارة عن أصابع من التمر المعجون المخلوط بالزنجبيل، وأشياء أخرى ثم يغمس في دقيق القصب ويقدم مع البسيسة والحليب، أو السحلب مع آذان المغرب .
تقصي هلال رمضان
ومن بين أهم طقوس الشهر الفضيل للأطفال هو يوم تقصي هلال رمضان.
يصعدون إلى أسطح المدينة وينتظرون أن يعلن الكبار عن رؤيتهم للشهر الفضيل .. ما أن يصلهم الخبر حتى يسارعوا بنشره مرددين اهزوجة: )يفداد اوير ازكا رمضان( .. و معناها : ثبت الشهر وغدًا رمضان .
تعلو الزغاريد لتعانق سماء الواحة فرحًا بمقدم خير الشهور .. شهر البركة والفضل.
العرقوب
أما ما يميز الشهر الفضيل هو «العرقوب».عندما يبلغ الفتيان سن الصيام يحتفل الأهل بهذه المناسبة ويطلق على الفتى الصائم لقب العرقوب .. يجهز له الأب خزانة كبيرة مملوءة بما لذ وطاب من الأكلات والحلويات الغدامسية ويسلمه مفتاح هذه الخزانة لتكون أول تدريب للفتى على تحمل المسؤولية خاصة ومجاهدة النفس أمام مغريات خزانته طيلة يوم صيامه .
لكل حي من الأحياء عراقيبه .. يتبادلون الزيارات فيما بينهم ويحتفي بهم الأهل بالهدايا والعزومات .
بعد انتصاف الشهر يقوم العرقوب بتوزيع محتويات خزانته على أطفال الحي احتفاءً منه بهذا الشهر واشهارًا منه لاجتيازه مرحلة الصبى والانتقال لمرحلة الشباب لتحمل أعباء أكبر من تلك التي كان عليه تحملها قبل صيامه .
كل عام وأنتم بخير واعاده الله علينا وعليكم بالخير والبركة والصحة والسعادة .