
في ظل أزمة الكهرباء المتكرَّرة، التي تتصاعد في فصل الصيف تحديدًا، بات المواطن في طرابلس يعيش على وقع الانقطاعات اليومية وتذبذب برنامج الطرح الأحمال، وسط وعود دائمة بالتحسين.
ولكن السؤال المتكرَّر أين الحلول الجذرية في المشروعات المفترض إتمام تنفيذها؟، أو نسبة إنجازها كبيرة وصرفتْ عليها ميزانيات بالمليارات؟
ما يهم المواطن حل الأزمة التي تعطلت حلولها وزادت مبرَّراتها المرجحة بين القيل والقال .
لا التعذر في التوسع العمراني العشوائي ودون مخطط إسكاني مع الاستهلاك الزائد للمواطن أرهق الصيانة والشبكة، أو رخص جباية الكهرباء في ليبيا شجعتْ تحوَّل مصانع من دول الجوار للعمل داخلها سبّب في استنزاف الطاقة بالشبكة .
وللوقوف على الحقيقة، ومعرفة الأسباب والعراقيل أجرينا هذا الحوار مع مدير دائرة توزيع الكهرباء بطرابلس م. عبد العاطي نصير، الذي صرّح لـ)فبراير ( قائلاً:
تمتد أعمالنا على رقعة جغرافية وإدارية واسعة من طريق الشط بطرابلس إلى الحدواد الإدارية بمنطقة الهيرة ومنطقي سوق الخميس امسحيل وسيدي السائح وكامل منطقة عين زارة وبئر الاسطى ميلاد وسوق الجمعة والفرناج وتتبع الإدارة عشرة «10» دوائر قصر بن غشير ومناطق طريق المطار كاملة .
دور إدارتنا
وأضاف نصير : دور الإدارة صيانة الأعطال الخاصة بالمستهلكين «المواطنين»، وتنفيذ التوصيلات الخاصة في حالة توفر الإمكانات والمواد .
توسيع الرقعة أرهق الشبكة
وأردف قائلاً: إنّ الإدارة تتبعها رقعة جغرافية كبيرة منتجة للتوسع العمراني في مناطق عين زارة وبئر الاسطى ميلاد، وسيدي السائح سبب إرهاقًا في صيانة الشبة ولهذا خصّصنا فرق عمل ميداني خاصة لصيانة أعطال المواطنين .
البناء العشوائى
وأوضح: مشكلتنا البناء والمقسمات العشوائية في مناطق عين زارة، وبئر الأسطى ميلاد، وسيدي السائح، وقصر بن غشير دوائرها الكهربائية للشبكة تضرّرت بسبب الحروب ثم أُعيد عملها من قبل الشركة من جديد .
تعاون المواطنين
كما أجابنا م. ابن نصير: عن تعاون المواطنين مع الشركة قال : لدينا تعاون مثلاً مع التاجر نقدم لهم دراسات الجدوى المعدة من قبل إدارة التخطيط والدراسات قبل تنفيذ مشاريعهم للبناء في الموقع المحدّد، والمخالف يتم ضبطه وتحويله لجهاز الشرطة القضائية وإدارة التفتيش ويفصل عليه الكهرباء حتى تنفيذ مواصفات شركة الكهرباء.
تخفيف الأحمال
وأشار أثناء حديثه معنا / في السابق كنتُ مدير إدارة المشروعات بالمنطقة، ومدير إدارة التنفيذ والمتابعة منذ سنتين قمنا بشغل كبير في منطقة عين زارة ومنطقة سيدي السائح ومدينة ترهونة كانت تتبع للإدارة أدخلنا على الشبكة العامة بمنطقة عين زارة حوالي « 200 ميغا » حقّنا المنطقة بهدف تخفيف الأحمال كما قمنا بإنشاء محطة التكبالي « 220 »وتطوير محطة«230» بالكامل وفق المعايير الدولية وأقمنا محطة جديدة بالحي الدبلوماسي وأحمالها حوالي )60٪ و70٪(، والحمد لله عالجت الكثير من مشكلات كطرح الأحمال أو ضغط الشبكة، أو انقطاعها ويشهد على تحسنها سكان المنطقة.
كذلك بناء محطة «30» في الحي الدبلوماسي ودخلتْ للشبكة كما قمنا بصيانة محطة في منطقة القبائلية التي دخلتْ على الشبكة منذ حوالي ثلاثة أشهر ويوجد بها اثنان محولات بـ) 20( ميغا وأحمالها تفوق « 24 ميغا ».
مشاريع
وأضاف ابن نصير : لدينا مشاريع توسعة طريق عين زارة، ووداي الربيع ويتم الآن ربط كوابل جديدة للمبنى الذي أنشئ عام 2024، ومعداتها موجودة ونحن ننتظر في الربط النهائي للتشغيل تغير ملحوظ
وسؤالنا عن شعور المواطن بالمشاريع المنجزة قال م. ابن نصير : أحس المواطن بتغير ملحوظ خصوصًا منطتي عين زاره، ،سيدي السائح، وأضاف : أنشاءنا محطة توليد بمنطقة بئر العالم وفي صدّد تنفيذ مشروع حيوي بمنطقة الحبابية وهي محطة «220 » تغطى مناطق جنوب طرابلس بالكامل .
تعامل الشركة
سؤالنا عن وجود مشاريع لمصانع للصناعات الصغرى، والربط العشوائي كيف تعاملتْ الشركة معهم أجابنا م. ابن نصير : توجد هذه المصانع للصناعات الصغرى في مناطق محدّودة كمنطقة سيدي السائح أصبحت صناعية معاملتها الشركة معهم وفق المواصفات وإعداد المخطط المناسب لها وم اهو مسموح ربطها حسب قدرات المحطة أو تطويرها
أعطال يومية
وأوضح م.عبدالعاطي: أن الأعطال بالشبكة شبه يومي لدينا قطع كابل في منطقة شط الهنشير، وأظلمت المنطقة ووجدنا حلولًا بتغذيتها من مصدر شبكة آخر، والكابل موجود على الطريق الرئيس ولا تتم الصيانة إلا بتراخيص من البلدية ومرافق الدولة المختصة وسيتم حفر وصيانته بالكامل وارجاع الخط للشبكة.
العشوائيات
وأكد لنا م. ابن نصير : أن بناء العشوائيات في الأراضي خارج المخطّط هي السبب الأول في إحداث الأضرار، والأعطال كوابل الشبكة المواصلة بالمحطات لتغذية الأحياء والمناطق السكنية والمواقع التجارية، وهذا أرهق الشركة في الصيانة المتكرّرة وانقطاع الشبكة كذلك لدينا إشكالية قطع الأسلاك الكهربائية، والنحاسية لغرض سرقتها أختفتْ منذ شهرين، ثم رجعتْ خلال العشرة الأيام الماضية وخصوصًا في ضواحي عين زارة، وسيدي السائح.
تعد على الشبكة
وأجابنا عن تعاملهم مع مقسمات سكنية التي لا توجد فيها شبكة كهرباء فقال م. عبدالعاطي: أنصح المواطنين بعدم شراء أرض في مقسمات سكنية غير مربوطة بالشبكة كما أناشدهم الابلاغ عن أي تعد على الشبكة؛ فمثلاً مقسم سكني به ستون منزلًا يحتاج إلى مولد نصف ميغا، وسيكلف الدولة، 200 ألف دينار .
لتقليل الأضرار
وحول سؤالنا عن الشركة وتعاونها مع الجهات الأخرى ؟
أجابنا : لدينا تعاون مشترك حسب مخاطبتهم لنا برسائل موثقة لاتخاذ إجراء معين كتغيير مسار فتوجب ضرورة إشراك الشركة العامة لمعرفة خريطة مسارات الكوابل لتفادي عطبها أو قطعها تحسباً لتقليل الأضرار الاحتمالية للشبكة.
وبصراحة العشوائيات هي السبب الأول لطرح الأحمال وتحتاج إلى تكاتف جهود في البلديات والمرافق والحرس البلدي. والشرطة الزراعية مع الشركة لنحل هذه المشكلة.
غياب التخطيط
مع تعثر المشاريع استمرأت الأحمال في الارتفاع وأضاف المواطنون طوابق جديدة لمنازلهم في ظل غياب التخطيط .
. كما وجدت مصانع من دول الجوار في رخص الكهرباء فرصة للانتقال إلى ليبيا مما زاد تضخم الطلب وتقلص الإنتاج والنتيجة القاعات متكررة وصلت إلى أربع مرات يومياً .
ونحن نعمل على إعادة إدخال بعض الوحدات التي خرجت عن الخدمة، بالإضافة إلى حملات صيانة عاجلة.
ونأمل أن نوفّر استقرارًا نسبيًا خلال الشهر القادم.
لكن الحل الجذري يحتاج وقتًا واستثمارات ضخمة، فالوضع حساس ومعقّد. نحن نعيش تبعات أكثر من عقد من التدهور في البنية التحتية.
شبكتنا متعبة، وتحتاج إلى إعادة تأهيل كاملة، إضافةً إلى نقص في الإنتاج مقارنةً بحجم الطلب المتزايد، خصوصًا في طرابلس التي تُعدّ من أكثر المناطق كثافة سكانية. لكننا لا نقف مكتوفي الأيدي، وهناك فرق ميدانية تعمل على مدار الساعة.
البعض يتهم الدائرة بعدم الشفافية، أو التستر على المحسوبيات في التوزيع، ما ردكم؟
هذه الاتهامات نسمعها باستمرار، وهي ناتجة عن الإحباط، ونتفهمها. لكنَّنا نعمل وفق المعطيات الفنية، وليس وفق «العلاقات».
وأقول بوضوح: لا أحد فوق الشبكة، وإذا وُجد استثناء فليتم توثيقه. المطلوب أن نعمل جميعًا على ضبط التعديات، لأن من يربط بيته عشوائيًا يحرم غيره.
هل لديكم خطة بديلة إذا استمر العجز، أو تعطلتْ محطات التوليد الكبرى؟
الخطة البديلة الوحيدة الآن هي الطرح المُنظم. لا يوجد خيار آخر. الحل الجذري هو الاستثمار في الطاقة البديلة، ودخول محطات جديدة على المدى المتوسط.
أما على المدى القصير، فنحن نتحرك حسب الظروف. نعرف أن النَّاس تعبت، ونحن كذلك، لكن نحاول إبقاء الشبكة على قيد الحياة.
كلمة أخيرة لسكان طرابلس
نحن لا نطلب من النّاس أن يتحملوا أكثر، بل نطلب منهم أن يكونوا جزءًا من الحل: بالترشيد، بعدم الربط العشوائي، وبمساعدة فرق الصيانة بدل مهاجمتها. لا نعد بشيء غير ممكن، لكن نعد بالعمل الجاد، بكل ما نملك.
لمحة ..
مشروع وطني ..
رغم تنفيذ مشروع كهربائي وطني رصدتْ له الميزانيات كان يفترض أن ينجز خلال ثلاث سنوات امتد العمل إلى سبع سنوات فقد بدأ التصنيع نهاية ـ2019 لكن جائحة كورونا عطلت وصول المعدات ثم جاءت الحروب داخل طرابلس لتزيد )الحال على حالة( وتوقف العمل في مشاريع مترابطة .
.. نتائج الإنفاق
في هذه الظروف صرف نحو «3.1» مليار دينار أنفق منها «2.5» مليار دينار حتي منتصف عام 2022؛ لكن نتائج هذا الانفاق لم تظهر فوراً : إذ أن استثمارات عامي 2020 و 2021 لم تبدأ أعطاء ثمارها إلا في عام 2023 عندما دخلت 2000 ميغا إلى الشبكة
رصد المليارات
الحقيقة تم رصد أكثر من «107» مليارات دولار للكهرباء منذ عام 2012 لكن النتيجة ؟! واقع يزداد سوءًا بين أعوام 2017.2012 .
وقعت عقود بقيمة 90 مليارًا لكن ما صرف فعلياً لم يتجاوز 30 مليارًا.
في عام 2024 سجل أعلى إنفاق سنوي بقيمة 12.4 مليار دولار مقابل تعاقدات لم تتجاوز 2 مليار وحتي منتصف عام 2025 لايزال الصرف مستمراً وبأثر غائب في المجمل.
وأنفق الليبيون 58.3 مليار دولار على الكهرباء .. بلا كهرباء
مشروعات تعثرت
حسب ما يتدوال يفترض شبكة الجهد العالي 400 ك.ف أن تربط شرق ليبيا بغربها حتى طبرق كانت أحد الحلول لحل أزمة الكهرباء لكن المشروع كسابقه لم يتكمل .
كما تعثرت مشاريع التوليد الرئيسة : كمحطة سرت البخارية 1400 ميغا، وغرب طرابلس1400 ميغا، والزويتينة200 ميغا مشاريع كان يمكن أن تغير نمط الشبكة بالكامل لو أكتملتْ بحلول عام 2014.
غياب التخطيط
مع تعثر المشاريع استمرت الأحمال في الارتفاع، وأضاف المواطنون طواب جديدة إلى منازلهم في ظل غياب التخطيط .
كما وجدتْ مصانع من دول الجوار نظرًا لرخص الهكرباء فرصة للانتقال إلى ليبيا مما زاد تضخم الطلب وتقلص الإنتاج والنتيجة انقطاعات متكرّرة وصلت إلى أربع مرات يوميًا.