فنونقضية العدد

على هامش المهرجان.. المـرأة داخل الـنص .. “ماهناش” على المسرح

حليمة التواتي

في‭ ‬ظل‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬ممثل‭ ‬لدور‭ ‬ما‭ ‬يصبح‭ ‬الأسهل‭ ‬على‭ ‬المخرج‭ ‬هو‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬ممثل‭ ‬ذكر‭ ‬لتجسيد‭ ‬الدور‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬بذل‭ ‬جهد‭ ‬في‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬ممثلة‭ ‬أو‭ ‬حل‭ ‬التحديات‭ ‬المرتبطة‭ ‬بحضورها

على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬حضور‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬النص‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬الاهتمام‭ ‬في‭ ‬الحركة‭ ‬المسرحية‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬منصبا‭ ‬على‭ ‬قضايا‭ ‬ذكورية‭ ‬أو‭ ‬عروض‭ ‬لا‭ ‬تتطلب‭ ‬بالضرورة‭ ‬حضورا‭ ‬نسائيا‭ ‬لافتا‭ ‬لهذا‭ ‬

تعتبر‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬التحديات‭ ‬الرئيسية‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬الحركة‭ ‬المسرحية‭ ‬والفنية‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المناطق‭ ‬في‭ ‬بلادنا‮ ‬‭ ‬عن‭ ‬غياب‭ ‬العنصر‭ ‬النسائي‭ ‬علي‭ ‬خشبة‭ ‬المسرح‭ ‬رغم‭ ‬وجودها‭ ‬في‭ ‬النص‭ ‬وقيام‭ ‬الرجل‭ ‬بأداء‭ ‬دور‭ ‬المرأة‭ ‬وعدم‭ ‬الاقتناع‭ ‬هو‭ ‬سؤال‭ ‬يحمل‭ ‬في‭ ‬طياته‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الإحباط‭ ‬والتساؤلات‭ ‬التي‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬إجابات‭ ‬واضحة‭ ‬

المـهـرجـان‭ ‬إسـتدامـة‭ ‬ام‭ ‬‮«‬لـــــــــــــمـــــة‮»‬‭ ‬وتـنـفـيـس‭ ‬مـوسـمي

فكان‭ ‬يشغلنا‭ ‬ونحن‭ ‬كمهتميين‭ ‬بالشان‭ ‬الفني‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭ ‬عدم‭ ‬تواجد‭ ‬العنصر‭ ‬النسائي‭ ‬علي‭ ‬الخشبة‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المهرجانات‭ ‬التي‭ ‬قامت‭ ‬في‭ ‬عدة‭ ‬مناطق‭ ‬وان‭ ‬حضورها‭ ‬كان‭ ‬خجولا‭ ‬جدا‭ ‬الا‭ ‬مارحم‭ ‬ربي‭ ‬فكان‭ ‬يدور‭ ‬في‭ ‬ادهانناا‭ ‬لماذا‭ ‬هذا‭ ‬الغياب‭ ‬وماسببه‭ ‬وخاصة‭ ‬ان‭ ‬الفنانة‭ ‬موجودة‭ ‬ولماذا‭ ‬كانت‭ ‬بعض‭ ‬العروض‭ ‬وان‭ ‬لما‭ ‬تكون‭ ‬جلها‭ ‬دور‭ ‬المراة‭ ‬علي‭ ‬الخشبة‭ ‬غير‭ ‬مرئي‭ ‬وان‭ ‬وجد‭ ‬في‭ ‬النص‭ ‬علي‭ ‬الخشبة‭ ‬كان‭ ‬يقوم‭ ‬بدورها‭ ‬الرجل‭ … ‬فكنا‭ ‬نحمل‭ ‬سؤالنا‭ ‬في‭ ‬جعبتنا‭ ‬وننتظر‭ ‬ان‭ ‬يسقينا‭ ‬الاخرون‭ ‬بالاجابة‭ ‬ويبشبشوا‭ ‬علينا‭ ‬برداد‭ ‬بارد‭ ‬من‭ ‬الاجابات‭ ‬لتطفي‭ ‬حيرتنا‭ ‬وتساولاتنا‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تشغلنا‭ .. ‬استغلينا‭ ‬قيام‭ ‬مهرجان‭ ‬المسرح‭ ‬الوطني‭ ‬في‭ ‬دورته‭ ‬13‭ ‬وتوجهنا‭ ‬بسؤالنا‭ ‬لبعض‭ ‬الفنانات‭ ‬المعنيات‭ ‬بالسؤال‭…‬ما‭ ‬هي‭ ‬الأسباب‭ ‬الحقيقية‭ ‬التي‭ ‬تمنعهن‭ ‬من‭ ‬التواجد‭ ‬على‭ ‬الركح‭ ‬؟‭ ‬هل‭ ‬هي‭ ‬أسباب‭ ‬ذاتية‭ (‬عزوف‭) ‬أم‭ ‬أسباب‭ ‬موضوعية‭ ‬؟‭. ‬ام‭ ‬ان‭ ‬صعوبة‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬الفرص‭ ‬أو‭ ‬الموانع‭ ‬هي‭ ‬اجتماعية‭ ‬؟‭…. ‬لماذا‭ ‬الرجل‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬يقوم‭ ‬بدور‭ ‬المراة‭ ‬برغم‭ ‬ان‭ ‬اداءه‭ ‬غير‭ ‬مقنع‭ ‬وهذا‭ ‬بشهادة‭ ‬الكل‭ ‬لماذا‭ ‬التقصير‭ ‬والتنقيص‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬الفنانة‭ ‬وحق‭ ‬وجودها‭ ‬كما‭ ‬اكد‭ ‬النص‭ ‬على‭ ‬خشبة‭ ‬المسرح؟‭ ‬

اولا‭ ‬كنا‭ ‬مع‭ ‬الدكتورة‭ .. ‬وسام‭ ‬بوزقية‭  ‬والتي‭ ‬اجابت‭ ‬بقولها‭ .‬

هناك‭ ‬نقص‭ ‬ملحوظ‭ ‬في‭ ‬وجود‭ ‬الفنانات‭ ‬في‭ ‬العروض‭ ‬المسرحية‭ ‬خلال‭ ‬المهرجان،‭ ‬وأن‭ ‬ظهور‭ ‬الفنانة‭ ‬ما‭ ‬زال‭ ‬خجولًا‭ ‬جدًا‭.‬

و‭ ‬غالبا‭ ‬ما‭ ‬تفرض‭ ‬العادات‭ ‬والتقاليد‭ ‬نظرة‭ ‬سلبية‭ ‬على‭ ‬عمل‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الفن‭ ‬خاصة‭ ‬المسرح‭ ‬الذي‭ ‬يتطلب‭ ‬تفاعلًا‭ ‬مباشرًا‭ ‬وحضورًا‭ ‬جماهيريًا،‭ ‬مما‭ ‬يحد‭ ‬من‭ ‬أعداد‭ ‬الممثلات‭ ‬المتاحا

وكما‭ ‬ذكرت‭ ‬الدكتورة‭ ‬بوزكير‭ ‬ان‭ ‬أي‭ ‬شكل‭ ‬من‭ ‬أشكال‭ ‬التشدد‭ ‬الاجتماعي‭ ‬أو‭ ‬الفكري‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يشكل‭ ‬ضغطًا‭ ‬على‭ ‬الفنانة‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬أسرتها،‭ ‬مما‭ ‬يدفعها‭ ‬لعدم‭ ‬المشاركة‭ ‬أو‭ ‬يمنع‭ ‬المخرجين‭ ‬من‭ ‬اختيار‭ ‬العنصر‭ ‬النسائي‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المناطق‭. ‬

واضافت‭ ‬عندما‭ ‬يؤدي‭ ‬الرجل‭ ‬دور‭ ‬المرأة‭ (‬وهو‭ ‬تقليد‭ ‬مسرحي‭ ‬قديم‭ ‬عالميًا،‭ ‬لكنه‭ ‬يصبح‭ ‬إشكالية‭ ‬عند‭ ‬فرضه‭ ‬بسبب‭ ‬القيود‭)‬،‭ ‬فإنه‭ ‬غالبًا‭ ‬ما‭ ‬يؤثر‭ ‬على‭ ‬مصداقية‭ ‬الدور‭ ‬وعمق‭ ‬الشخصية‭ ‬النسائية،‭ ‬ويفقد‭ ‬المسرح‭ ‬فرصة‭ ‬لتقديم‭ ‬قضايا‭ ‬المرأة‭ ‬بصوتها‭ ‬الحقيقي‭.‬

إن‭ ‬مطالبة‭ ‬الدكتورة‭ ‬بوزقية‭ ‬بتمكين‭ ‬المرأة‭ ‬من‭ ‬أداء‭ ‬أدوارها‭ ‬الفنية‭ ‬هي‭ ‬دعوة‭ ‬لـ‭ ‬احترام‭ ‬المهنية‭ ‬الفنية‭ ‬وتمكين‭ ‬الفنانة‭ ‬من‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬قضاياها‭ ‬ومجتمعها‭ ‬بطريقة‭ ‬احترافية‭ ‬ومحترمة

‭_ ‬وهذا‭ ‬تصريح‭ ‬قوي‭ ‬من‭ ‬الفنانة‭ ‬رندة‭ ‬عبد‭ ‬اللطيف‭ ‬التي‭ ‬شاركت‭ ‬في‭ ‬المهرجان‭ ‬المسرح‭ ‬الوطني‭ ‬بمسرحية‭ ‬‮«‬طاحو‭ ‬نجوم‭ ‬الليل‮»‬

حيث‭ ‬اكدت‭ ‬الفنانة‭ ‬فكرة‭ ‬حضور‭ ‬الممثلة‭ ‬في‭ ‬النص‭ ‬ولكنها‭ ‬غالبا‭ ‬ما‭ ‬تغيب‭ ‬عن‭ ‬المسرح‭ ‬وتصف‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬بأنه‭ ‬حقيقة‭ ‬واضحة‭ ‬وملموسة‭ ‬

وإنها‭ ‬تدافع‭ ‬بقوة‭ ‬عن‭ ‬وجود‭ ‬العنصر‭ ‬النسائي‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المجالات‭ ‬الفنية‭ ‬وليس‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬المسرح

وتؤكد‭ ‬أن‭ ‬دور‭ ‬المرأة‭ ‬وأدائها‭ ‬على‭ ‬المسرح‭ ‬يقدم‭ ‬بعد‭ ‬أكثر‭ ‬وضوحا‭ ‬وأداء‭ ‬أجمل‭ ‬مما‭ ‬يوحي‭ ‬بأن‭ ‬حضورها‭ ‬يعزز‭ ‬القيمة‭ ‬الفنية‭ ‬للعمل

وتعترف‭ ‬الفنانة‭ ‬رندا‭ ‬بأن‭ ‬غياب‭ ‬الممثلات‭ ‬أكثر‭ ‬وضوحا‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المناطق‭ ‬خارج‭ ‬طرابلس‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬مهرجان‭ ‬المسرح‭ ‬الوطني‭ ‬حضور‭ ‬العنصر‭ ‬النسائي‭ ‬واضح‭ ‬وقوي‭ ‬خاصة‭ ‬من‭ ‬الممثلات‭ ‬الطرابلسيات‭ ‬وفي‭ ‬المسرحيات‭ ‬الطرابلسية‭ ‬

وتبرر‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬ينبغي‭ ‬إلقاء‭ ‬اللوم‭ ‬على‭ ‬الفرق‭ ‬التي‭ ‬تفتقر‭ ‬إلى‭ ‬العنصر‭ ‬النسائي‭ ‬وتعزو‭ ‬غيابها‭ ‬ربما‭ ‬إلى‭ ‬صعوبات‭ ‬السفر‭ ‬أو‭ ‬ظروف‭ ‬أخرى‭ ‬تمنع‭ ‬النساء‭ ‬من‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬العرض

وتدعو‭ ‬إلى‭ ‬تكثيف‭ ‬الجهود‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يقع‭ ‬العب‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬الهيئة‭ ‬العامة‭ ‬للسينما‭ ‬والمسرح‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬القطاع‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬في‭ ‬مراحله‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬النمو‭ ‬والتطور‭ ‬وتوجه‭ ‬نداؤها‭ ‬الرئيسي‭ ‬نحو‭ ‬العائلات‭ ‬ورجال‭ ‬الأعمال‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المناطق‭ ‬لدعم‭ ‬الفنانة‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬الجوانب‭ ‬لضمان‭ ‬اكتمال‭ ‬العنصر‭ ‬النسائي‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬أداء

‭_ ‬نعيمة‭ ‬ابراهيم‭ ‬النائلي‭ ‬

فنانات‭ ‬الجيل‭ ‬السابق‭ ‬أمثال‭ ‬الأديبة‭ ‬والإذاعية‭ ‬الرائدة‭ ‬خديجة‭ ‬الجهمي‭ (‬المعروفة‭ ‬بنت‭ ‬الوطن‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬من‭ ‬أوائل‭ ‬المدافعات‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬المرأة‭ ‬وأسست‭ ‬مجلات‭ ‬تعنى‭ ‬بها‭ ‬وأمباركة‭ ‬عدالة‭ (‬التي‭ ‬ورد‭ ‬اسمها‭ ‬في‭ ‬السياق‭ ‬الثقافي‭ ‬الليبي‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬مثل‭ ‬حقوق‭ ‬الطفل‭ ‬والإرشاد‭ ‬النفسي‭) ‬والفنانة‭ ‬القديرة‭ ‬حميدة‭ ‬الخوجة‭ ‬التي‭ ‬تجاوزت‭ ‬مسيرتها‭ ‬نصف‭ ‬قرن‭ ‬وغيرهن‭ ‬كن‭ ‬حقا‭ ‬يخضن‭ ‬معركة‭ ‬الوجود‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ظروف‭ ‬اجتماعية‭ ‬صعبة‭ ‬كانت‭ ‬تقيد‭ ‬ظهور‭ ‬المرأة‭ ‬ظهورهن‭ ‬القليل‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬نقصا‭ ‬في‭ ‬موهبتهن‭ ‬بل‭ ‬كان‭ ‬نتيجة‭ ‬حتمية‭ ‬لتلك‭ ‬الظروف‭.‬

ملاحظتي‭ ‬حول‭ ‬أداء‭ ‬الرجل‭ ‬لدور‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬العروض‭ ‬المسرحية‭ ‬اسباب‭ ‬قد‭ ‬تخص‭ ‬الفرق‭ ‬أو‭ ‬قصر‭ ‬مدة‭ ‬العروض‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬لا‭ ‬تُعتبر‭ ‬دائمًا‭ ‬نفيا‭ ‬لدور‭ ‬المرأة‭ ‬بل‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬في‭ ‬سياقات‭ ‬مسرحية‭ ‬معينة‭ (‬كالتراثية‭ ‬القديمة‭ ‬أو‭ ‬لأسباب‭ ‬إنتاجية‭) ‬أو‭ ‬لأسباب‭ ‬فنية‭ ‬خاصة‭ ‬بالفرقة‭ ‬والأهم‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬لم‭ ‬يعطك‭ ‬انطباعًا‭ ‬سيئًا‭ ‬مما‭ ‬يدل‭ ‬على‭ ‬وعيك‭ ‬بطبيعة‭ ‬الفن‭ ‬المسرحي‭.‬

أكدت‭ ‬نعيمة‭ ‬ان‭ ‬دور‭ ‬الفنانة‭ ‬موجودة‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬العصور‭ ‬وخاصة‭ ‬الفنانة‭ ‬الطرابلسية‮»‬‭ ‬هو‭ ‬تأكيد‭ ‬على‭ ‬الأصالة‭ ‬والاستمرارية‭ ‬لهذا‭ ‬الدور‭ ‬الريادي‭ ‬في‭ ‬المشهد‭ ‬الفني‭ ‬الليبي‭.‬

‭_ ‬عبير‭ ‬الترهوني‭ ‬ممثلة‭ ‬كوميدية

‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظري‭ ‬تعد‭ ‬قضية‭ ‬غياب‭ ‬وحضور‭ ‬المرأة‭ ‬على‭ ‬خشبة‭ ‬المسرح‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬تثير‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬النقاش‭ ‬في‭ ‬الأوساط‭ ‬الفنية‭ ‬والثقافية‭ ‬وتشير‭ ‬ايضا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬غيابها‭ ‬قد‭ ‬يعود‭ ‬لأسباب‭ ‬عملية‭ ‬مثل‭ ‬التكاليف‭ ‬المادية‭ (‬إقامة‭ ‬ومصروفات‭ ‬الفرق‭ ‬القادمة‭ ‬من‭ ‬مناطق‭ ‬أخرى‭) ‬أو‭ ‬حجم‭ ‬الدور‭ (‬أدوار‭ ‬ثانوية‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬ترغب‭ ‬فنانة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬القيام‭ ‬بها

‭ ‬وفي‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬المجتمعات‭ ‬قديمًا‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬محاذير‭ ‬اجتماعية‭ ‬وثقافية‭ ‬وحتى‭ ‬دينية‭ ‬تمنع‭ ‬أو‭ ‬تحد‭ ‬من‭ ‬ظهور‭ ‬المرأة‭ ‬على‭ ‬المسرح‭ ‬مما‭ ‬كان‭ ‬يدفع‭ ‬للاستعانة‭ ‬بالرجال‭ ‬أو‭ ‬الصبية‭ ‬لأداء‭ ‬الأدوار‭ ‬النسائية‭ ‬

واسباب‭ ‬اجتماعية‭ ‬أخرى‭ ‬تشمل‭ ‬نظرة‭ ‬المجتمع‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬تكون‭ ‬داعمة‭ ‬لعمل‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬أو‭ ‬قلة‭ ‬الحوافز‭ ‬والفرص‭ ‬المهنية‭ ‬الكافية‭ ‬

تتفق‭ ‬وجهة‭ ‬نظري‭ ‬تمامًا‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬يؤكد‭ ‬عليه‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬النقاد‭ ‬والمسرحيين‭ ‬حول‭ ‬ضرورة‭ ‬وجود‭ ‬العنصر‭ ‬النسائي‭ ‬فهو‭ ‬يمثل‭ ‬إضافة‭ ‬وقيمة‭ ‬للعرض‭ ‬ويعكس‭ ‬الواقع‭ ‬الاجتماعي‭ ‬بشكل‭ ‬أكثر‭ ‬شمولاً‭ ‬وطبيعية

وتضيف‭ ‬الفنانة‭ ‬يعتبر‭ ‬حضور‭ ‬المرأة‭ ‬أساسيا‭ ‬لتقديم‭ ‬قضاياها‭ ‬ومعاناتها‭ ‬ووجهة‭ ‬نظرها‭ ‬من‭ ‬منظورها‭ ‬الخاص‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يتقنه‭ ‬الرجل‭ ‬مهما‭ ‬حاول‭ ‬لأنه‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬إيصال‭ ‬العمق‭ ‬والتفاصيل‭ ‬التي‭ ‬تشعر‭ ‬بها‭ ‬الممثلة‭ ‬التي‭ ‬تجسد‭ ‬الدور‭ ‬بصدق

وتري‭ ‬ايضا‭ ‬ان‭ ‬وجود‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬المسرح‭ ‬هو‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬التوازن‭ ‬والتعبير‭ ‬الكامل‭ ‬عن‭ ‬المجتمع‭ ‬والمطالبة‭ ‬بإقامة‭ ‬مهرجانات‭ ‬مدرسية‭ ‬ودورات‭ ‬تدريبية‭ ‬لتشجيع‭ ‬واكتشاف‭ ‬المواهب‭ ‬النسائية‭ ‬هي‭ ‬خطوة‭ ‬هامة‭ ‬نحو‭ ‬تعزيز‭ ‬هذا‭ ‬الحضور‭ ‬وتطويره

في‭ ‬الختام‭ ‬تضيف‭ ‬الفنانة‭ ‬إن‭ ‬إشراك‭ ‬المرأة‭ ‬ككاتبة‭ ‬ومخرجة‭ ‬وممثلة‭ ‬أمر‭ ‬حيوي‭ ‬ليتمكن‭ ‬المسرح‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬دوره‭ ‬التعبيري‭ ‬والاجتماعي‭ ‬الكامل‭.‬

ثم‭ ‬اخذنا‭ ‬سؤالنا‭ ‬االتالي‭ _‬وكان‭ ‬عن‭ ‬المهرجان‭ ‬الوطني‭ ‬للمسرح‭ ‬دورته‭ ‬13

وسؤال‭ ‬عن‭ ‬الاستدامة‭ ‬والاستمرارية‭ ‬للمهرحان‭ ‬وفق‭ ‬مواعيد‭ ‬تابثة‭ ‬ام‭ ‬انها‭ ‬مجرد‭ ‬لمة‭ ‬او‭ ‬تنفيس‭ ‬موسمى‭ ‬؟‭ ‬وبداية‭ ‬اجابنا‭ ‬عبد‭ ‬الباسط‭ ‬أبو‭ ‬قندة‭ ‬رئيس‭ ‬الهيئة‭ ‬العامة‭ ‬للسينما‭ ‬والمسرح

يؤكد‭ ‬عبد‭ ‬الباسط‭ ‬على‭ ‬الاعتراض‭ ‬على‭ ‬وصف‭ ‬الدورة‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬متأخرة‮»‬،‭ ‬ويفضل‭ ‬استخدام‭ ‬‮«‬الدورة‭ ‬اللي‭ ‬فاتت‮»‬‭ (‬الماضية

و‭ ‬يشدد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬المهرجان‭ ‬لم‭ ‬يتأخر‭ ‬بل‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬موعده‭ ‬المحدد‭ ‬كل‭ ‬سنتين‭ ‬الدورة‭ ‬الماضية‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬سنة‭ ‬2023‭.‬

الدورة‭ ‬الحالية‭ ‬في‭ ‬سنة‭ ‬2025

وذكر‭ ‬أن‭ ‬الدورة‭ ‬الماضية‭ ‬كان‭ ‬مقررا‭ ‬لها‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬10‭ ‬ولكن‭ ‬لظروف‭ ‬درنة‭ ‬والأحداث‭ ‬التي‭ ‬وقعت‭ ‬تم‭ ‬تأجيلها‭ ‬إلى‭ ‬شهر‭ ‬12

و‭ ‬يقول‭ ‬أن‭ ‬المهرجان‭ ‬ليس‭ ‬مجرد‭ ‬‮«‬تنفيس‭ ‬موسمي‮»‬‭ ‬بل‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬موعده‭ ‬المحدد‭ ‬وهو‭ ‬مقرر‭ ‬كل‭ ‬سنتين

وعن‭ ‬سؤالنا‭ ‬كيف‭ ‬قدمت‭ ‬عروض‭ ‬المهرجان‭ ‬الوطني‭ ‬الفساد‭ ‬والصراع‭ ‬ووجع‭ ‬الموطن‭ ‬علي‭ ‬الخشبة‭.. ‬

أجاب‭… ‬أن‭ ‬العروض‭ ‬المسرحية‭ ‬تناولت‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬الهامة‭ ‬مثل‭ ‬الفساد،‭ ‬والصراع،‭ ‬واللّمَّة‭ (‬الوحدة‭) ‬قضايا‭ ‬اجتماعية‭ ‬ووطنية‭ ‬تخص‭ ‬المواطن‭ ‬منها‭ ‬الاجتماعية‭ ‬ومشاكل‭ ‬التشظي‭ ‬الذي‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬الوطن‭ ‬وهي‭ ‬بمثابة‭ ‬رسائل‭ ‬وهي‭ ‬مهمة‭ ‬جداً‭ ‬تطرقت‭ ‬لوجع‭ ‬المواطن‭ ‬ولامست‭ ‬وجع‭ ‬المواطن‭ ‬

ويرى‭ ‬ابوقندة‭ ‬أن‭ ‬الدورة‭ ‬كانت‭ ‬ناجحة‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬العروض‭ ‬وان‭ ‬المهرجان‭ ‬نجح‭ ‬في‭ ‬لم‭ ‬الليبيين‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬المدن‭ ‬الليبية‭ ‬لان‭ ‬الفن‭ ‬يجمع‭ ‬مش‭ ‬يفرق‭.. ‬والسياسيين‭ ‬يفرقوا‭.. ‬والفنانين‭ ‬يجمعوا‭ ‬

‭_ ‬المخرج‭ ‬منير‭ ‬باعور‭ ‬كان‭ ‬له‭ ‬راي‭ ‬اخر‭ ‬

حيث‭ ‬يري‭ ‬أن‭ ‬المهرجان‭ ‬لن‭ ‬يتجاوز‭ ‬كونه‭ ‬‮«‬عادة‭ ‬سنوية‮»‬‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬تتغير‭ ‬الظروف‭ ‬المحيطة

بالمسرح‭ ‬ويؤكد‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬وجود‭ ‬خطة‭ ‬سنوية‭ ‬متكاملة‭ ‬تشمل‭ ‬تدريبات‭ ‬وورش‭ ‬عمل‭ ‬تغطي‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات‭ ‬والفئات‭ ‬العمرية

ويري‭ ‬باعور‭ ‬أنه‭ ‬لن‭ ‬يتم‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬مهرجان‭ ‬وطني‭ ‬يليق‭ ‬بدولة‭ ‬لها‭ ‬تاريخ‭ ‬مسرحي‭ ‬مثل‭ ‬ليبيا‭ ‬طالما‭ ‬أن‭ ‬الفرق‭ ‬المسرحية‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬عرض‭ ‬واحد‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬السنة‭ ‬

ويعرب‭ ‬عن‭ ‬أمنيته‭ ‬في‭ ‬الاستمرار‭ ‬ولكنه‭ ‬يلاحظ‭ ‬أن‭ ‬مستوى‭ ‬المهرجان‭ ‬يصبح‭ ‬أسوأ‭ ‬كل‭ ‬سنة‭ ‬مقارنة‭ ‬بالتي‭ ‬سبقتها‭ ‬ويؤكد‭ ‬أن‭ ‬المشكلة‭ ‬لا‭ ‬تكمن‭ ‬في‭ ‬الممثل‭ ‬أو‭ ‬الفرق‭ ‬بل‭ ‬في‭ ‬قلة‭ ‬التدريبات‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬السنة‭ ‬وقلة‭ ‬استقطاب‭ ‬العناصر‭ ‬الجديدة

ويشدد‭ ‬باعور‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الخطة‭ ‬السنوية‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تضعها‭ ‬الجهة‭ ‬المسؤولة‭ ‬على‭ ‬الفرق‭ (‬الهيئة‭ ‬العامة‭ ‬للسينما‭ ‬والمسرح‭) ‬وليس‭ ‬الفرق‭ ‬نفسها‭ ‬ويذكر‭ ‬أمثلة‭ ‬مثل‭ ‬إلزام‭ ‬الفرق‭ ‬بـ‭ ‬ثلاثة‭ ‬عروض‭ ‬سنوية‭ ‬والمشاركة‭ ‬في‭ ‬مدن‭ ‬أخرى‭ ‬والتبادل‭ ‬والزيارات‭ ‬بين‭ ‬الفرق‭ ‬

و‭ ‬يرى‭ ‬أنه‭ ‬بدون‭ ‬هذه‭ ‬الخط‭ ‬سيبقى‭ ‬المهرجان‭ ‬مجرد‭ ‬ملتقى‭ ‬جميل‭ ‬للفنانين‭ ‬لكنه‭ ‬لن‭ ‬يتجاوز‭ ‬مرحلة‭ ‬‮«‬الملتقى‮»‬‭ ‬وستكون‭ ‬النتيجة‭ ‬نحن‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬أفضل‭ ‬من‭ ‬علي‭ ‬المسرح‭ ‬أي‭ ‬أن‭ ‬الأثر‭ ‬الاجتماعي‭ ‬أهم‭ ‬من‭ ‬الأثر‭ ‬الفني‭. ‬

‭_‬علاء‭ ‬الاوجلي‭ ‬ممثلل‭ ‬مسرحي‭..‬

والذي‭ ‬اكد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬المهرجان‭ ‬هو‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مجرد‭ ‬‮«‬لمة‮»‬‭ ‬بل‭ ‬يمثل‭ ‬حدثا‭ ‬ذا‭ ‬أهمية‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬المشهد‭ ‬الفني‭ ‬والوطني‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭ ‬لهذا‭ ‬كنا‭ ‬تنتظر‭ ‬عودته‭ ‬بفارغ‭ ‬الصبر‭ ‬لذا‭ ‬قمنا‭ ‬بتجهيز‭ ‬عملين‭ ‬أحدهما‭ ‬باسم‭ ‬المسرح‭ ‬الوطني‭ ‬طرابلس‭ ‬والآخر‭ ‬باسم‭ ‬فرقة‭ ‬بنغازي‭ ‬للفنون‭ ‬المسرحية‭ ‬وهو‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬حماسنا‭ ‬ورغبتنا‭ ‬في‭ ‬المشاركة‭ ‬القوية‭ ‬واشار‭ ‬علاء‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬نقص‭ ‬الممثلين‭ ‬أثر‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬الثاني‭ ‬لفرقة‭ ‬بنغازي‭ ‬وهو‭ ‬تحد‭ ‬يواجه‭ ‬الحركة‭ ‬المسرحية‭ ‬شاركنا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المهرجان‭ ‬للدورة‭ ‬13‭ ‬بعمل‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬أهل‭ ‬الخفاء»لفرقة‭ ‬المسرح‭ ‬الوطني‭ ‬بنغازي‭ ‬رواية‭ ‬‮«‬ربوت‭ ‬الصخرة‮»‬‭ ‬للكاتب‭ ‬إبراهيم‭ ‬الكوني‭ ‬والكتابة‭ ‬المسرحية‭ ‬الأستاذ‭ ‬خالد‭ ‬نجم‭ ‬تأليف‭ ‬وسينوغرافيا‭ ‬وإخراج‭ ‬نصر‭ ‬الأوجلي‭ ‬البطولة‭ ‬لمجموعة‭ ‬من‭ ‬شباب‭ ‬المسرح‭ ‬الوطني

أشار‭ ‬الاوجلي‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬العروض‭ ‬تناولت‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬قضايا‭ ‬ومشاكل‭ ‬تهم‭ ‬المواطن‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬قضايا‭ ‬الفساد‭ ‬والصراع‭ ‬ووجع‭ ‬الوطن‭ ‬وأبدي‭ ‬الفنان‭ ‬ملاحظتة‭ ‬حول‭ ‬أن‭ ‬أغلب‭ ‬العروض‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬تندرج‭ ‬تحت‭ ‬مسمى‭ ‬‮«‬كوميديا‭ ‬دراكي‮»‬‭ ‬تتسم‭ ‬بـ‭ ‬التكرار‭ ‬في‭ ‬القصة‭ ‬والموضوع‭ ‬والمضمون‭ ‬ايضا‭ ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬يقدمها‭ ‬هم‭ ‬‮«‬أصحاب‭ ‬كار‭ ‬حرفيين‭ ‬مسرح‮»‬

في‭ ‬الختام‭ ‬يضيف‭ ‬الفنان‭ ‬علاء‭ ‬كانت‭ ‬رغبتنا‭ ‬من‭ ‬المشاركة‭ ‬هي‭ ‬الارتقاء‭ ‬بمستوى‭ ‬المهرجان‭ ‬الوطني،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬فخرنا‭ ‬بالعمل‭ ‬الذي‭ ‬قدمناه‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى