الرئيسيةثقافةمتابعات

على هامش معرض سرد بغرناطة حوار للفنان الليبي الكبير معتوق بوراوي

سميرة البوزيدي

الفنان‭ ‬الليبي‭ ‬‮«‬معتوق‭ ‬بوراوي‮»‬‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬الأسماء‭ ‬في‭ ‬الفن‭ ‬التشكيلي‭ ‬نحتَ‭ ‬اسمه‭ ‬مبكرًا‭ ‬على‭ ‬خارطة‭ ‬الفن‭ ‬في‭ ‬ليبيا،‭ ‬وفنه‭ ‬تعدى‭ ‬الحدود،‭ ‬والجغرافيا‭ ‬الليبية‭ ‬لينطلق‭ ‬في‭ ‬رحلة‭ ‬فنية‭ ‬طويلة‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬الوصاية‭ ‬الوطنية‭ ‬الرثة،‭ ‬رحلة‭ ‬فيها‭ ‬ما‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬المكابدة‭ ‬والشغف،‭ ‬والاصرار،ليكون‭ ‬اسمًا‭ ‬معروفًا،‭ ‬بفنه‭ ‬الانساني‭ ‬الذي‭ ‬تناول‭ ‬هموم‭ ‬الوطن‭ ‬والناس،‭ ‬واهتم‭ ‬بموضوع‭ ‬الهجرة‭ ‬بقوارب‭ ‬الموت‭ ‬عبر‭ ‬البحر،‭ ‬واقام‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المعارض‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬ليؤكد‭ ‬على‭ ‬قيمة‭ ‬الفن‭ ‬الليبي‭ ‬وقدرته‭ ‬على‭ ‬ان‭ ‬يكون‭ ‬مساويا‭ ‬لمسار‭ ‬الفن‭ ‬في‭ ‬العالم‭.‬

كتب‭ ‬عنه‭ ‬وعن‭ ‬تجربته‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الكتاب‭ ‬ونقاد‭ ‬الفن،‭ ‬في‭ ‬غرناطة‭ ‬كتب‭ ‬عنه‭ ‬الأديب‭ ‬الإسباني‭ ‬مانويل‭ ‬مونطالبو‭ :‬

‭”‬إن‭ ‬معتوق‭ ‬يدركُ‭ ‬أنَّ‭ ‬سرَّ‭ ‬الإبداعِ‭ ‬ليسَ‭ ‬في‭ ‬طيرانِ‭ )‬الفراشةِ‭( ‬بلْ‭ ‬في‭ ‬ظلِّها،‭ ‬وأنَّ‭ ‬القيمةَ‭ ‬ليسَتْ‭ ‬في‭ ‬العملِ‭ ‬الفنِّي‭ ‬ذاتهِ،‭ ‬ولا‭ ‬في‭ ‬الأشكالِ‭ ‬والألوانِ،‭ ‬بلْ‭ ‬في‭ ‬النزعةِ‭ ‬التي‭ ‬زُفَّتْ‭ ‬إليهِ،‭ ‬في‭: ‬الصراعِ‭ ‬الداخليِّ،‭ ‬في‭ ‬الجهدِ،‭ ‬في‭ ‬الخطوةِ‭ ‬المترددةِ،‭ ‬في‭ ‬الشغفِ،‭ ‬والعواطفِ‭ ‬المتدفقةِ‭”‬

كما‭ ‬صرحت‭ ‬الناقدة‭ ” ‬كنتشا‭ ‬باريوس‭ ” ‬عقب‭ ‬زيارتها‭ ‬للمعرض‭ :‬

‭”‬إن‭ ‬معرض‭ ‬معتوق‭ ‬أبوراوي‭ ‬في‭ ‬مركز‭ ‬غران‭ ‬كابيتان‭ ‬رحلة‭ ‬ساحرة‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬من‭ ‬الأحاسيس‭ ‬والألوان‭ ‬العميقة‭. ‬بأعماله‭ ‬الفنية‭ ‬التي‭ ‬تتخطى‭ ‬حدود‭ ‬الواقع،‭ ‬ينجح‭ ‬الفنان‭ ‬الفيلسوف‭ ‬في‭ ‬إيقاظ‭ ‬المشاعر‭ ‬الكامنة‭ ‬فينا‭. ‬عمل‭ ‬متحفي‭ ‬بجدارة‭”..‬وكتحية‭ ‬مني‮ ‬‭ ‬ومن‭ ‬صحيفة‭ ‬فبراير‭ ‬كان‭ ‬لنا‭ ‬معه‭ ‬هذا‭ ‬الحوار‭ ‬الهام‭ ..‬

الفنان‭ ‬معتوق‭ ‬بوراوي‮ ‬‭ ‬حدثنا‭ ‬عن‭ ‬بداية‭ ‬هذا‭ ‬المسار‭ ‬الفني‭ ‬بكل‭ ‬شغفه‭ ‬وربكته‭ ‬وتميزه‭ ‬ولماذا‭ ‬الرسم‭ ‬تحديدا؟‭ ‬

‭- ‬الحقيقة‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬الموضوع‭ ‬مترتب‭ ‬منذ‭ ‬الطفولة،‭ ‬العائلة‭ ‬والمحيط‭ ‬لم‭ ‬يوجها‭ ‬في‭ ‬نحو‭ ‬الفن،‭ ‬لكن‭ ‬هو‭ ‬شغف‭ ‬منذ‭ ‬الطفولة‭ ‬من‭ ‬مرحلة‭ ‬الوسائل‭ ‬التعليمية‭ ‬والنساط‭ ‬المدرسي،‭ ‬وقد‭ ‬تصادف‭ ‬اختيار‭ ‬احدى‭ ‬المجلات‭ ‬الحائطية‭ ‬فى‭ ‬الصف‭ ‬السادس‭ ‬للمشاركة‭ ‬فى‭ ‬معرض‭ ‬مدرسي،‭ ‬وكانت‭ ‬هناك‭ ‬ورش‭ ‬الالوان‭ ‬وكنت‭ ‬من‭ ‬الطلائع‭. ‬والموهوبين‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تم‭ ‬اختيار‭ ‬لوحتين‭ ‬لى‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬الدراسة‭ ‬الاعدادية‭ ‬وتم‭ ‬تأطيرها‭ ‬وعلقت‭ ‬فى‭ ‬مكتب‭ ‬المدير‭ ‬و‭ ‬هذا‭ ‬كان‭ ‬دافعاً‭ ‬قوياً‭ ‬لطفل‭ ‬في‭ ‬بداياته‭ ‬فى‭ ‬عالم‭ ‬الرسم‭ ‬،‭ ‬وفي‭ ‬الثانوية‭ ‬زاد‭ ‬الشغف‭ ‬وكبرت‭ ‬وكبرت‭ ‬اللوحات‭ ‬واصبحت‭ ‬جداريات،‭ ‬واخترت‭ ‬الدراسة‭ ‬في‭ ‬كلية‭ ‬الفنون‭ ‬بعد‭ ‬المرحله‭ ‬الثانوية،‭ ‬وهناك‭ ‬اتضحت‭ ‬الموهبة‭ ‬أكثر،‭ ‬وكان‭ ‬الاساتذه‭ ‬معجبين‭ ‬بلوحاتي‭ ‬،‭ ‬والموضوع‭ ‬كما‭ ‬أشرت‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬يكون‭ ‬به‭ ‬ربكة‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬وسؤال‭ ‬ببالي‭ ‬دائم‭ ‬هل‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬يكون‭ ‬الفن‭ ‬الرسم‭ ‬المستقبل‭ ‬الملائم‭ ‬لى‭ . ‬وكان‭ ‬كذلك‭ ‬بالفعل‭. ‬

بعد‭ ‬اكثر‭ ‬من‭ ‬عشرين‭ ‬سنة‭ ‬أين‭ ‬يقف‭ ‬الفنان‭ ‬بوراوي‭ ‬وما‭ ‬الذي‭ ‬مازال‭ ‬في‭ ‬جعبته‭ ‬المشرقة‭ ‬بالألوان؟‭ ‬

انا‭ ‬فى‭ ‬الحقيقة‭ ‬مطلع‭ ‬جيد‭ ‬على‭ ‬الحركة‭ ‬التشكيلية‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬،‭ ‬بحكم‭ ‬تواجدى‭ ‬فى‭ ‬اسبانيا‭ ‬وفي‭ ‬عدة‭ ‬دول‭ ‬قبلها،‭ ‬وأقف‮ ‬‭ ‬كفنان‭. ‬لدى‭ ‬ادواتی‭ ‬و‭ ‬همومی‭ ‬و‭ ‬افکاري‭ ‬وبثقافات‭ ‬متعددة‭ ‬دوليا‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬بلادى‭ ‬والبلدان‭ ‬الأخرى‭ ‬مثل‭ ‬اسبانيا،‭ ‬ويستمر‭ ‬فى‭ ‬العمل‭ ‬لأن‭ ‬العمل‭ ‬الفنى‭ ‬جزء‭ ‬يومي‭ ‬من‭ ‬حياتي‭ ‬وأحمل‭ ‬معى‭ ‬اوراقى‭ ‬وألوانى‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬معي‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬المقاهي‭ ‬أو‭ ‬الشاطئ‭ ‬أو‭ ‬غيرها‭ ‬،‭ ‬فهناك‭ ‬افكار‭ ‬وتغيير‭ ‬في‭ ‬المتاخ‭ ‬الثقافي‭ ‬والسياسى‭ ‬كلها‭ ‬دوافع‭ ‬للمزيد‭ ‬من‭ ‬الانتاج‭. ‬

نعم‭ ‬مازال‭ ‬فى‭ ‬جعبتى‭ ‬الكثير،‭ ‬ومشاريع‭ ‬مختلفة‭ ‬فالفن‭ ‬لايتوقف‭ ‬عند‭ ‬عمر‭ ‬اوحد‭ ‬معين‭. ‬

كيف‭ ‬تختار‭ ‬مواضيعك‭ ‬؟‭ ‬وهل‭ ‬للبيئة‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬او‭ ‬اسبانيا‭ ‬دور‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الاختيار‭ ‬؟‭ ‬

‭- ‬الحقيقة‭ ‬إن‭ ‬المواضيع‭ ‬هى‭ ‬التى‭ ‬تختارني‭ ‬،‭ ‬فالبيئة‭ ‬والمناخ‭ ‬والدافع‭ ‬الشخصي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬والنفسي‭ ‬والسياسي‭ ‬،يؤثرون‭ ‬كثيرا‭ ‬على‭ ‬الفنان،‭ ‬فمثلا‭ ‬فكرة‭ ‬الربيع‭ ‬عملت‭ ‬عنها‭ ‬کتاب‭ ‬فالوضع‭ ‬كان‭ ‬ملهما‭ ‬حتى‭ ‬وهو‭ ‬بكل‭ ‬هذا‭ ‬التوتر‭ ‬والغموض،‭ ‬،‭ ‬فالمواضيع‭ ‬تفرض‭ ‬نفسها‭ ‬بقوة،‭ ‬والبيئة‭ ‬لها‭ ‬دور‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الانتاج‭ ‬ولكن‭ ‬اعتقد‭ ‬من‭ ‬اقامة‭ ‬المعارض‭ ‬وجلب‭ ‬النجاحات‭ ‬،‭ ‬الوضع‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬يتراوح‭ ‬بين‭ ‬أهمية‭ ‬الفنون‭ ‬البصرية‭ ‬هل‭ ‬هي‭ ‬مهمة‭ ‬ام‭ ‬لا‭ ‬؟‭ ‬لكن‭ ‬في‭ ‬اوربا‭ ‬والعالم‭ ‬الموضوع‭ ‬واضح‭ ‬وكل‭ ‬فنان‭ ‬له‭ ‬ايقاعه‭ ‬الخاص‭ ‬واهتماماته‭ ‬وهناك‭ ‬نقاد‭ ‬و‭ ‬صحف‭ ‬تتابع‭ ‬الحركة‭ ‬الفنية

الفن‭ ‬التشكيلي‭ ‬الليبي‭ ‬الى‭ ‬اي‭ ‬مدى‭ ‬نجح‭ ‬في‭ ‬ترسيخ‭ ‬نفسه؟

‭- ‬سؤال‭ ‬معقد‭ ‬لان‭ ‬الفن‭ ‬التشكيلي‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬لم‭ ‬يأخذ‭ ‬صفة‭ ‬الحركة‭ ‬فهو‭ ‬يتراوح‭ ‬بين‭ ‬الحركة‭ ‬والتيارات‭ ‬،‭ ‬والفنان‭. ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬يأخذ‭ ‬على‭ ‬عاتقه‭ ‬محل‭ ‬المؤسسة‭ ‬الثقافية،‭ ‬لازالت‭ ‬المؤسسة‭ ‬ضعيفة‭ ‬جدا‭ ‬،‭ ‬وما‭ ‬زال‭ ‬المناخ‭ ‬الثقافي‭ ‬للفنون‭ ‬البصرية‭ ‬ضعيفاً‭ ‬،‭ ‬ليس‭ ‬لدينا‭ ‬غاليريات‭ ‬متخصصة‭ ‬لدينا‭ ‬قاعات‭ ‬عرض‭ ‬بسيطة‭ ‬جداً،‭ ‬لا‭ ‬تعطى‭ ‬الفرصه‭ ‬للفنانين‭ ‬الجدد،‭ ‬لهذا‭ ‬الموضوع‭ ‬ككل‭ ‬لا‭ ‬زال‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬الاهتمام‭ ‬الكبير‭ . ‬

حدثنا‭ ‬عن‭ ‬تجربتك‭ ‬في‭ ‬التدريس‭ ‬وهل‭ ‬هناك‭ ‬أجيال‭ ‬فنية‭ ‬جديدة‭ ‬قادمة‭ ‬خصوصا‭ ‬مع‭ ‬ظلامية‭ ‬الرؤية‭ ‬الموجودة‭. ‬

‭- ‬أما‭ ‬عن‭ ‬تجربتى‭ ‬فى‭ ‬التدريس‭ ‬فأنا‭ ‬في‭ ‬التدريس‭ ‬من‭ ‬سنة‭ ‬1994‭. ‬كمعيد‭ ‬في‭ ‬البداية،ولازلت‭ ‬مستمرا‭ ‬إلى‭ ‬يومنا‭ ‬هذا‭ ‬،‭ ‬المواهب‭ ‬موجودة‭ ‬فى‭ ‬اى‭ ‬بلد‭. ‬ولكن‭ ‬اذا‭ ‬لم‭ ‬تجد‭ ‬الرعاية‭ ‬سينتهي‮ ‬‭ ‬أمرها،‭ ‬لذلك‭ ‬مهمتنا‮ ‬‭ ‬کاساتذة‭ ‬وفنايين‭ ‬فى‭ ‬كليات‭ ‬الفنون‭ ‬مساندة‭ ‬هؤلاء‭ ‬،‭ ‬خصوصا‭ ‬وأن‭ ‬كلية‭ ‬الفنون‭ ‬الآن‭ ‬لها‭ ‬بصمتها‭ ‬الخاصة،‭ ‬وتخصص‭ ‬الرسم‭ ‬والتصوير‭ ‬به‭ ‬اساتدة‭ ‬يساهمون‭ ‬في‭. ‬الرقي‭ ‬بمستوى‭ ‬الفن،‭ ‬وهذا‭ ‬له‭ ‬ظلاله‭ ‬القوية‭ ‬على‭ ‬سنوات‭ ‬التدريس‭ ‬للطلبة‭ ‬والكلية‭ ‬تخرج‭ ‬اجيالاً‭ ‬مختلفة‭ ‬منهم‭ ‬من‭ ‬واصل‭ ‬ومنهم‭ ‬من‭ ‬توقف‭ ‬،‭ ‬ومنهم‭ ‬من‭ ‬يزال‭ ‬يكافح‭ ‬في‭ ‬غياب‭ ‬تام‭ ‬لدور‭ ‬المؤسسة‭ ‬الثقافية‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭.‬

في‭ ‬غياب‭ ‬واضح‭ ‬لتشجيع‭ ‬الآداب‭ ‬والفنون،‭ ‬هل‭ ‬تؤمن‭ ‬بأن‭ ‬الفن‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬له‭ ‬جدوى؟‭ ‬

‭- ‬الفن‭ ‬له‭ ‬جدوى‭ ‬عندما‭ ‬يكون‭ ‬واثقا‭ ‬له‭ ‬جمهور‭ ‬ومهتمون‭. ‬فاذا‭ ‬لم‭ ‬تتوفر‭ ‬جميع‭ ‬الادوات‭ ‬سيكون‭ ‬ضعيفاً‭ ‬بلا‭ ‬جدوى،ولهذا‭ ‬أحيي‭ ‬كل‭ ‬فنانين‭ ‬ليبيا‭ ‬الذين‭ ‬كانوا‭ ‬عصاميين‭ ‬وقاموا‭ ‬بعمل‭ ‬معارضهم‭ ‬بمجهودات‭ ‬شخصية‭ ‬ولا‭ ‬زالوا‭ ‬مستمرين‭ ‬حتى‭ ‬معرصي‭ ‬الأخير‭ ‬بغرناطة‭ ‬كان‭ ‬مجهودات‭ ‬شخصية،‭ ‬الدولة‭ ‬لازالت‭ ‬ضعيفة‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬الفن‭ ‬واستيعابه‭ ‬كمكون‭ ‬حضاري‭ ‬لابد‭ ‬منه‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬بلاد‭. ‬

أخذ‭ ‬موضوع‭ ‬الهجرة‭ ‬عبر‭ ‬البحر‭ ‬حيزا‭ ‬مهما‭ ‬من‭ ‬تجربتك

فهل‭ ‬ساهم‭ ‬الفن‭ ‬في‭ ‬علاجها‭ ‬والحد‭ ‬منها‭ ‬

‭- ‬موضوع‭ ‬الهجرة‭ ‬تابعته‭ ‬جيدا‭ ‬اشتغلت‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬2003‭ ‬خلال‭ ‬وجودی‭ ‬بأسبانيا،‭ ‬وكان‭ ‬الاعلام‭ ‬يتابع‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬الحزينة‭ ‬او‭ ‬الدراماتيكية‭ ‬للموتى‭ ‬والغرقى‭ ‬للأفارقة‭ ‬القادمين‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬البحر‭ ‬،‭ ‬فكرة‭ ‬قوارب‭ ‬الموت‭ ‬خطرت‭ ‬لى‭ ‬،‭ ‬باسبانيا،‭ ‬فبدات‭ ‬اشتغل‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬وكان‭ ‬لى‭ ‬الحظ‭ ‬في‭ ‬الانتقال‭ ‬على‭ ‬طول‭ ‬خط‭ ‬السواحل‭ ‬الاسبانية‭ ‬من‭ ‬جزر‭ ‬الكنارى‭ ‬حتى‭ ‬مالقا‭ ‬وسالورينيا

وكان‭ ‬الافارقة‭ ‬يأتون‭ ‬أحياء‭ ‬و‭ ‬امواتا‭ ‬،‭ ‬وكان‭ ‬الامر‭ ‬مؤسفا‭ ‬ومؤثرا‭ ‬فهولاء‭ ‬الأفارقة‭ ‬أخوة‭ ‬لنا‭ ‬،‭ ‬فلذلك‭ ‬قمت‭ ‬بمعرض‭ ‬في‭ ‬2012‭ ‬وصدر‭ ‬لى‭ ‬كتاب‭ ‬فني‭ ‬حوى‭ ‬كل‭ ‬لوحات‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬وكان‭ ‬له‭ ‬صدى‭ ‬فى‭ ‬الاعلام‭ ‬الاسباني‭ ‬وهي‭ ‬فترة‭ ‬أعتز‭ ‬بها‭ ‬كثيرا‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬حياتي‭ . ‬

هل‭ ‬تتابع‭ ‬الفنانين‭ ‬الجدد؟‭ ‬ومن‭ ‬استرعى‭ ‬انتباهك‭ ‬منهم‭ ‬وتظن‭ ‬أن‭ ‬له‭ ‬مستقبلا‭ ‬فنيا‭ ‬مميزا؟‭ ‬

‭- ‬نعم‭ ‬اتابع‭ ‬الفنانين‭ ‬الجدد،‭ ‬باعتبارى‭ ‬استاذا‭ ‬بالجامعة‭ ‬بكليةالفنون‭ ‬في‭ ‬طرابلس‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬باعتباري‭ ‬استاداً‭ ‬شرفياً‭. ‬في‭ ‬الجامعات‭ ‬الاسبانية‭ ‬التي‭ ‬ألقى‭ ‬بها‭ ‬محاضرات‭ ‬للطلبة‭ ‬باللغة‭ ‬الاسبانية‭ ‬،‭ ‬أما‭ ‬الفنانين‭ ‬الجدد‭ ‬كبيراً‭ ‬من‭ ‬ليبيا‮ ‬‭ ‬فقد‭ ‬تخرج‭ ‬على‭ ‬يدي‭ ‬عددا‭ ‬كبيرا‭ ‬منهم،‭ ‬واشتهروا‭ ‬كأسماء‮ ‬‭ ‬معروفة‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬الفن‭ ‬التشكيلى،‮ ‬‭ ‬ولقد‭ ‬تابعتم‭ ‬المعرض‭ ‬السنوى‭ ‬الذى‭ ‬اقمته‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬والذي‭ ‬حوى‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬اللوحات‭ ‬الفنية‭ ‬المميزة‭ ‬لهم‭ .‬

حدثنا‭ ‬عن‭ ‬معرضك‭ ‬الأخير‮ ‬‭ ‬في‭ ‬غرناطة‭ ‬وصداه‭ ‬بين‭ ‬المهتمين‭ ‬والمتابعين؟‭ ‬

‭- ‬معرضي‭ ‬الأخير‭ ‬والذي‭ ‬جاء‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ “‬سرد‭ ” ‬سردت‭ ‬فيه‮ ‬‭ ‬قصة‭ ‬حياتى‭ ‬فى‭ ‬اسبانيا‭ ‬بجميع‭ ‬مراحلها‭ ‬من‭ ‬وصولي‭ ‬اليها‭ ‬فى‭ ‬2002‭ ‬حتى‭ ‬2025،‭ ‬واللوحات‭ ‬هي‭ ‬سيرة‭ ‬أعمال‭ ‬تعبر‭ ‬عن‭ ‬مراحل‭ ‬تطورى‭ ‬واستيعابي‭ ‬للفن‭ ‬التشكيلي‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬ومقارنته‭ ‬باسبانيا،‭ ‬ثم‭ ‬حكم‭ ‬مراحل‭ ‬الدراسة‭ ‬الی‭ ‬تخرجى‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬غرناطة‭ ‬كأستاذ،‭ ‬واهم‭ ‬المحطات‭ ‬التي‭ ‬شهدتها‭ ‬من‭ ‬بداية‭ ‬وجودي‭ ‬باسبانيا‭ ‬من‭ ‬اللوحات‭ ‬الأولى‭ ‬حتى‭ ‬الأخيرة‭ ‬عبر‭ ‬ثمان‭ ‬مراحل‭ ‬ففكرنا‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هذا‭ ‬الزمن‭ ‬هو‭ ‬خلاصة‭ ‬المعرض‭.‬

طبعاً‭ ‬أنا‭ ‬كاستاذ‭ ‬فى‭ ‬الجامعات‭ ‬الاسبانية‭ ‬وعضو‭ ‬فى‭ ‬لجنة‭ ‬الأبحاث‭ ‬وهى‭ ‬التي‭ ‬اقترحت‮ ‬‭ ‬اقامة‭ ‬المعرض‭ ‬التشكيلي‮ ‬‭ ‬وتم‭ ‬تكريمى‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬اقليم‭ ‬ومقاطعة‭ ‬الاندلس،‭ ‬فتم‭ ‬افتتاح‭ ‬العام‭ ‬الثقافى‭ ‬بلوحاتى‭ ‬و‭ ‬معرضي‮ ‬‭ ‬وهذا‭ ‬فخر‭ ‬لكل‭ ‬فنان‭ ‬مغترب‭ ‬،‭ ‬وتم‭ ‬نشر‭ ‬جميع‭ ‬الملصقات‭ ‬الدعائية‭ ‬في‭ ‬الشوارع،‮ ‬‭ ‬واقيم‭ ‬المعرض‭ ‬فى‭ ‬اهم‭ ‬دور‭ ‬العرض‭ ‬التشكيلية‭ .‬

المعرض‭ ‬مهم‭ ‬جداً‭ ‬فى‭ ‬تاريخى‭ ‬لأنه‭ ‬يقفل‭ ‬مرحله‭ ‬مهمة‭ ‬جداً‭ ‬في‭ ‬حياتي‭ ‬الفنية‭ ‬،‭ ‬اصدرت‭ ‬اكثر‭ ‬من‭ ‬ثماني‭ ‬كتب‭ ‬بصرية،‭ ‬وهي‭ ‬موجودة‭ ‬بالمكتبات‭ ‬الاسبانية‭. ‬المهتمون‭ ‬بالنقد‭ ‬والثقافة‭ ‬التشكيلة‭ ‬،‮ ‬‭ ‬كتبوا‭ ‬عن‭ ‬المعرض‭ ‬باستفاضة‭ ‬،‭ ‬وتم‭ ‬نقل‭ ‬المعرض‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الإذاعة‭ ‬الاسبانية‭ ‬وبعض‭ ‬الصحف‭ ‬المحلية‭ ‬

هل‭ ‬من‭ ‬مشروع‭ ‬جديد‭ ‬قريبا؟‭ ‬

‭- ‬أما‭ ‬عن‭ ‬المشاريع‭ ‬الجديدة‭ ‬لدى‭ ‬دائما‭ ‬افكار‭ ‬جديدة،‭ ‬خصوصا‭ ‬بعد‭ ‬التجرية‭ ‬فى‭ ‬فنزويلا‭ ‬والارجنين‭ ‬والنمسا‭ ‬وبلجيكا‭ ‬وفي‭ ‬ليبيا‭ ‬والمكسيك‭ ‬وإسبانيا‭. ‬لهذا‭ ‬على‭ ‬الفنان‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬ينتظر‭ ‬دعم‭ ‬المؤسسات‮ ‬‭ ‬فالفن‭ ‬التشكيلي‭ ‬هو‭ ‬موضوع‭ ‬الفنان‭ ‬شخصياً‭ ‬وليس‭ ‬موضوع‭ ‬الدولة،‭ ‬فالفنان‭ ‬التشكيلي‭ ‬الليبي‭ ‬هو‭ ‬الذى‭ ‬يعتني‭ ‬بموهبته‭ ‬وفنه‭ ‬ومحاولة‭ ‬إيصالها‭ ‬الى‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬في‭ ‬العالم‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى