لنسأل أنفسنا ما الذي حققته لنا كرة القدم مذ عرفناها رسميًا وانضممنا بشأنها إلى الاتحادين الدولي والإفريقي وخضنا معها التصفيات القارية والعالمية؟ ما هي المحصلة والنتيجة التي جنيناها وخرجنا بها من مسيرة الدوريات التي نظمناها محليًا وتجاوز عددها الأربعين دوريًا ومن التصفيات التي شاركنا بها. ولم نغب عنها إلا لظروف استثنائية أو لتدخلات سياسية أحياننا أخري!
نحن لا نحسب للزمن مقياسا ولاننظر إلى الماضي لنقيمه ولا للحاضر لنستفيد منه ولا للمستقبل لنخطط له كي نصل إليه..نحن هكذا لا نبالي.نحيا ببلاهه ونترك مستقبلنا للصدفة وللحظ والعمل بمصطلح (الرغاطة) و(الفزعة) و(العشوائية)؛ فالدوري الليبي مثلا هو الدوري الوحيد في العالم الذي ليس له بداية محدَّدة ولا نهاية معلنه وجميع مبارياته تقام (بالتقسيط) دون تحديد للملاعب وللتواريخ وأيام اللعب وإن تم العمل ببرمجة معينة فهي لن تعمر طويلا فسرعان ما تلبث أن تعود الي نقطة الصفر وضربة. البداية بمجرد مشاركة إفريقية لبعض الأندية أو المنتخب الوطني فالتأجيل هو الغالب وسيد الموقف وقد تصل المدة الي شهر كامل مثلما حدث في دورينا لهذا الموسم!. حاليا نعيش في ( فزورة) لجنة المسابقات قررت تأجيل الدوري وإستئناف مبارياته في مرحلة الإياب الي ما بعد شهر رمضان بداعي مشكلة الملاعب وقلة الإنارة..الأندية هناك من وافق علي التأجيل ولو علي إستحياء وهناك من أصدر البيانات مصرا علي اللعب وإستكمال الدوري في موعده.وقد يلبي اتحاد الكرة رغبة الأندية وإصرارها على اللعب خاصة وأن أندية (الوزن الثقيل) علي رأي الرحل منصور صبره هي الأكثر قوة ونفوذا للتأثير في قرار الإتحاد العام وسيرضخ لمطالبها ويذعن لرغبتها ولاسبيل له غير ذلك! دوري بهكذا شكل وبهكذا تنظيم وبهكذا تأجيل وترحيل وتقسيط لافائدة ترجي منه ولن يطور من مستوي الكرة الليبية بل سيزيدها تراجعا وتخلفا علي ماهي عليه من تخلف ونكوص وإنحدار فني وتنظيمي علي كافة المستويات.!
دوري ومن يسيره ويقوده جعلوا الكرة الليبية في أسفل سافلين ومرغوا أنفها في التراب وأخرجوها من كل الإستحقاقات والتصفيات والبطولات..عبثوا بمصيرها جعلوها محل سخرية وتندر وتحسر وتهكم.دفعوها لأن تكون الحلقة الأضعف من بين أقل الدول تصنيفا في المرتبة الحادية والعشرين بعد المائة في تصنيف الفيفا العالمي والثالثة عشرة على المستوى العربي متخلفة عما كانت عليه في يوم ما وخلال سنوات خلت في المرتبة الخامسة والثلاثين عالميًا