ما حذرت منه قد وقع وما كنت أخشاه حدث ومني منتخبنا بخسارة ثقيلة من مستضيفه التونسي بثلاثية دون رد ضمن ذهاب الجولة الثالثة من تصفيان الكان 2024 بساحل العاج.
التوانسة وجدوا كل الطرق إلى مرمانا سهلة وميسرة ومن دون أية عوائق أو عراقيل أو مطبات وكل المسارات كانت باتجاه مرمي اللافي سالكة ففي دقائق معدودة من الشوط الأول اهتزك شباك منتخبا الوطني لكرة القدم مرتين متتاليتن ودون ردة فعل من لاعبينا بل استسلمنا لصاحب الضيافة منذ الدقائق الأولى وحتى قرب نهايتها بالهدف الثالث وكأن نسور قرطاج يلعبون في حصة تدريبية و ليس مع منتخب جار في مباراة مصيرية فيما تلقى لاعبونا الضربات من كل جانب خاصة من ناحية الظهيرين ومن العمق الدفاعي الذي ظهر مهلهلا وغير قادر بالمرة على التصدي للإختراقات التونسية لاسيما من قبل المحترف المجبري الذي امتلك وسط الملعب بأكمله وظل سيدا له رغم محاولة لاعبينا إيقافه و الحد من تحركاته وخطورته وسرعة نقله للكرة!
منتخبنا تاه في ملعب راداس ولم يقم طيلة التسعين دقيقية الإ بهجوم واحد وبلعبة منسقة أضاع فيها محمد المنير هدفا لايضيع بعد مواجهته للحارس التونسي تماما وبشبه انفراد!
لم يعد مجديا البكاء على اللبن المسكوب وتشريح واقع المباراة وتفصيص دقائقها فذلك صار من الماضي وغير مجد وقد تبددت بنسبة كبيرة أحلامنا وحظوظنا في الترشح لأمم أفريقيا المقبلة فرقميا التوانسة يتصدرون مجموعتنا بسبع نقاط وخلفهم المنتخب الغيني الإستوائي بست نقاط ونحن بثلاثة نقاط وبتسوانا بنقطة يتيمة واحدة ولن يكون بمقدور منتخبنا فعل أي شئ للمنتخب التونسي حينما يكون في ضيافتنا غدا الثلاثاء بملعب شهداء بنينة في مباراة الجولة الرابعة التي تجمع المنتخبين فالمعطيات جميعها تصب في مصلحة التونسيين ولو نجحنا في التعادل على أقل تقدير فذلك خير من خسارة نقاط ثلاث علي ملعبنا!
تعرضنا لثلاثة خسائر في أخر ثلاثة مواجهات مع التونسيين في السنوات الثلاثة الأخيرة ووصلت الغلة التونسية الى إثني عشر هدفا مقابل هدفين فقط من نصيب منتخبنا مشتت الذهن وعديم الحلول وفاقد الحيلة مع توالي المدربين عليه واحدا بعد الأخر من بين عرب وعجم وأبناء وطن عجزوا كلهم على أن يأتوا بالعلاج الناجع والدواء الشافي لمرض استشرت خطورته في جسد منتخب أنهكته الضربات ونالت منه ومن كل المنتخبات وحرمته من أن يصل الى النهائيات وفي مختلف التصفيات والبطولات! وسيستمر هذا الوضع المتردي والبائس الذي عليه منتخبنا مالم يتدخل الخيرون والوطنيون المحبون والتواقون لرؤية منتخبهم في أفضل حال ويثوروا علي منظومة كرة القدم التي أفسدتها المصالح الآنية والمحاصصة المقيته وطغت عليها الجهوية اللعينة !