
ليس من فراغ بداية اهتمام العالم بالشمس والرياح والرمال والمعادن النادرة لدرجة وجود من يسعى للسفر ورائها في كواكب الفضاء الخارجي..في هذا الصدد نشأ في الولايات المتحدة مجلس حوكمة تتبنى خطوطه العريضة الخوصصة بسبب اقتصار الاعتماد غالبا على الميزانية العامة..لكن الإصلاحات تتطلب دفع ثمن باهظ لفترة ما من أجل جني ثمار خطط التحول الإقتصادي..كما ليس هناك عملية جراحية ناجحة لإطالة عمر إقتصاد الشعوب بدون مضاعفات جانبية..وفي ذات السياق ظهر مؤخرا إتجاه متفاعل نحو مصدر جديد للطاقة مثلما ما عرضه الرئيس الأميركي بشراء جزيرة غرينلاند الغنية بالموارد الطبيعية..كما تعمل الإدارة الأمريكية على جمع وتخزين المعادن في قاع المحيط الهاديء..وذلك بعد أن علقت الصين صادراتها من سبعة معادن نادرة تشكل شريان شركات التكنولوجيا الفائقة في اليابان وألمانيا..وقبلها كشف الرئيس الأوكراني عن مخزون هائل من المعادن النادرة للتوصل إلى اتفاق مع الأمريكان..وتتميز المرحلة الحالية من الصراع الإقتصادي بالإنتقال الحاد من المفاوضات الدبلوماسية حول النفط والغاز إلى الضغط المتبادل مستقبلا محوره المعادن النادرة والطاقة المتجددة..وتماشيا مع ما سبق نما حجم صناديق الثروة السيادية عالميا بشكل كبير على غرار المحافظ الاستثمارية بعد استغلال كل مورد طبيعي للدولة..وهي الآن تدير تريليونات الدولارات مجتمعة..وفكرتها مثل والدا طفل يضعان في حسابه المصرفي للتوفير مبالغ مالية حسب القدرة ليستفيد من الرصيد عند بلوغه سن الرشد..من هنا تقاس فعالية أية حكومة ودخولها التاريخ بجعل حياة الأجيال القادمة مريحة بعد إتخاذ خطوة استشرافية تحت شعار القرش الأبيض لليوم الأسود..وذلك بالإدخار وفق سياسات نقدية استباقية..فأفضل طريقة للتنبؤ بالمستقبل هي صنعه..لذا ربما من المهم تشكيل مجلس حوكمة يقدم توصيات للحكومة تبدأ بالتعويل على عائدات الخصخصة..حيث يمكن أن يمهد ذلك لبيع الشركات المملوكة للدولة لدعم تأسيس صندوق ثروة سيادي تحت شعار الإدخار عادة رائعة لكن بدون استثمار يضيع..كما هو الحال في بعض صناديق أوروبا الشرقية وأمريكا اللاتينية حيث يستحوذ القطاع الخاص على حصص يستثمرها في صناعات ناشئة مثل التكنولوجيا والطاقة النظيفة لتعزيز القدرة التنافسية الوطنية..طبعا بعد تجاوز التقلبات الإقتصادية قصيرة الأجل قياسا بعمر الشعوب..لابد من التنسيق بين وزارتي العمل والتعليم ورجال الأعمال ولما لا تلقي تمويل مؤسسات دولية على هيئة قروض لإستيعاب الخريجين في المشاريع الخاصة الصغرى ودورات تكوين صنعة اليد..فالتنمية البشرية تعني اليوم القضاء على بطالة الشباب التي تخفض من معدل الجريمة وبالتالي يقود ذلك لإنتعاش قطاع السياحة..وشخصيا لاحظت إتجاه شباب الدواخل إلى تربية المواشي كنوع من الإستقلالية مدخل الحرية من البقاء تحت رحمة الدولة..الشعب الواعي لا يبحث عن مسكنات الأمان الإقتصادي المؤقت لأن المستقبل ملك لمن يستعد له اليوم..والمقصود الأبناء والأحفاد..وهذا يتأتى برفع يد الدولة تدريجيا بعد وضع المبضع الجراحي جانبا..