فنون

سعاد خليل تتحدث عن المسرح والتلفزيون

حاورتها / هند التواتي

‭ ‬سعاد‭ ‬خليل‭ : ‬المناخ‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬صحيا‭ .. ‬

ولو‭ ‬استمر‭ ‬الاقصاء‭ ‬سأعلن‭ ‬اعتزالي

  ‬بمناسبة‭ ‬حصولها‭ ‬على‭ ‬الجائزة‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬مهرجان‭ ‬الشعر‭ ‬عبر‭ ‬حركة

‭)‬Poeti2000‭( ‬الرومانسية‭ ‬الرقمية‭ ‬الجديدة‭ ‬الإيطالية‮ ‬‭ ‬كانت‭ ‬لنا‭ ‬وقفة‭ ‬مع‭ ‬الفنانة‭ ‬القديرة‭ ‬‮«‬سعاد‭ ‬خليل‮»‬‭ ‬صاحبة‭ ‬التجربة‭ ‬الفنية‭ ‬العريقة‭ ‬التي‭ ‬تجاوزت‭ ‬معها‭ ‬الخمسين‭ ‬عامًا‭ ‬من‭ ‬العطاء‭ ‬لمختلف‭ ‬الفنون،‭ ‬وخاصة‭ ‬المسرح‭… ‬

كان‭ ‬الحديث‭ ‬مطولًا‭ ‬مع‭ ‬السيدة‭ ‬سعاد‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تتحدث‭ ‬بفخر‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬منجز‭ ‬قدمته،‭ ‬وحظيت‭ ‬بجائزة‭ ‬عنه،‭ ‬أو‭ ‬عن‭ ‬الذي‭ ‬ما‭ ‬يزال‭ ‬تحت‭ ‬الإنجاز،‮ ‬‭ ‬في‭ ‬الجانب‭ ‬الآخر‭ ‬كان‭ ‬الحديثُ‭ ‬عن‭ ‬التلفزيون‭ ‬والمسرح‭ ‬ذي‭ ‬شجون‭ ‬مما‭ ‬بان‭ ‬ذلك‭ ‬جليًا‭ ‬في‭ ‬نبرة‭ ‬صوتها‭ ‬عندما‭ ‬تطرقتْ‭ ‬معها‭ ‬عن‭ ‬غيابها‭ ‬الطويل‭ ‬عن‭ ‬شاشات‭ ‬التلفزيون،‭ ‬وألحقته‭ ‬مؤخرًا‭ ‬بغياب‭ ‬عن‭ ‬المسرح‭ ‬معشوقها‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬أنواع‭ ‬الفنون،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يُسمى‭ ‬أيضًا‭ ‬بـ‭)‬أبو‭ ‬الفنون‭(‬،‭ ‬ولأن‭ ‬الأمانة‭ ‬الصحفية‭ ‬تقتضي‭ ‬أن‭ ‬نفي‭ ‬بوعودنا‭ ‬فيما‭ ‬يتم‭ ‬نشره،‭ ‬وما‭ ‬يتم‭ ‬الاحتفاظ‭ ‬به‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬صفحات‭ ‬الجريدة‭ ‬سننشر‭ ‬ما‭ ‬وافقتْ‭ ‬السيدة‭ ‬سعاد‭ ‬خليل‭ ‬على‭ ‬نشره‭ ‬محبةً،‭ ‬وإحترامًا‭ ‬لمسيرتها‭ ‬المليئة‭ ‬بالإنجازات،‭ ‬والنجاحات‭ ‬ولعل‭ ‬أهمها‭ ‬حب‭ ‬وتقدير‭ ‬الجمهور‭ ‬الليبي،‭ ‬والعربي‭ ‬لها‭ .‬

ابتعدتُ‭ ‬عن‭ ‬المرئية‭ ‬ولا‭ ‬افكر‭ ‬في‭ ‬العودة

‭ ‬    ‬في‭ ‬البداية‭ ‬أود‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬قصيدة‭ ‬‮«‬الليل‮»‬‭ ‬والجائزة‭ ‬التي‭ ‬تحصلتْ‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬المسابقة‭ .. ‬وبأي‭ ‬لغة‭ ‬كتبتْ‭ ‬القصيدة؟

هي‭ ‬مسابقة‭ ‬في‭ ‬الشعر‭ ‬نظمتها‭ ‬حركة‭ ‬2000شاعر‭ ‬وشهدتْ‭ ‬مشاركات‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم،‭ ‬المسابقة‭ ‬تخضع‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬لشروط‭ ‬محدَّدة‭ ‬منها‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الموضوع‭ ‬موحدًا‭ ‬هذه‭ ‬السنة‭ ‬موضوع‭ ‬المسابقة‭ ‬عن‭ ‬‮«‬الليل‮»‬،‭ ‬وشاركتُ‭ ‬بنص‭ ‬شعري‭ ‬باللغة‭ ‬الإيطالية،‭ ‬وتحصلتُ‭ ‬على‭ ‬الترتيب‭ ‬الأول‭ ‬ولله‭ ‬الحمد‭ ‬وسيتم‭ ‬إدراجنا‭ ‬ضمن‭ ‬‮«‬انطولوجيا‮»‬‭ ‬عن‭ ‬الشعراء‭ ‬لعام‭ ‬2024‭.‬

وهذه‭ ‬ليستْ‭ ‬المرة‭ ‬الأولى‭ ‬فقد‭ ‬شاركتُ‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬بثلاث‭ ‬قصائد‭ ‬في‭ ‬جائزة‭ ‬الأكاديمية‭ ‬العالمية‭ ‬للأدب‭ ‬المعاصر‭ ‬‮«‬ليوس‭ ‬سينيكا‮»‬‭ ‬2023‭ ‬وتحصلتُ‭ ‬على‭ ‬جائزة،‭ ‬وتكريم،‭ ‬لكن‭ ‬لم‭ ‬اتمكن‭ ‬من‭ ‬الذهاب‭ ‬إلى‭ ‬مدينة‭ ‬‮«‬باري‮»‬‭ ‬الإيطالية‮ ‬‭ ‬لاستلامها‭ ‬بسبب‭ ‬بعض‭ ‬الظروف‭ ‬وفي‭ ‬حال‭ ‬تغيب‭ ‬المكرم‭ ‬عن‭ ‬الحضور‭ ‬الشخصي‭ ‬تُحجب‭ ‬الجائزة‭ ‬للأسف‭..‬

أيضاً‭ ‬شاركتُ،‭ ‬هذه‭ ‬السنة‭ ‬وانتظر‭ ‬نتيجة‭ ‬التحكيم‭ ‬التي‭ ‬ستكون‭ ‬آخر‭ ‬سبتمبر‭ ‬القادم‭. ‬

عن‭ ‬القادم‭ ‬من‭ ‬مشاريعك‭ ‬الفنية‭ ‬والأدبية؟‭ ‬

لدي‭ ‬مشاركات‭ ‬كثيرة‭ ‬في‭ ‬المسابقات‭ ‬والمنتديات‭ ‬باللغات‭ )‬الإيطالية،‭ ‬والإنجليزية‭ ‬والإسبانية‭( ‬بكتاباتي‭ ‬التي‭ ‬اترجمها‭ ‬بنفسي‭ ‬وأعمل‭ ‬حاليًا‭ ‬على‭ ‬ترجمة‭ ‬رواية‭ ‬من‭ ‬الإيطالية‭ ‬للعربية‭ ‬انتظر‭ ‬في‭ ‬ناشر‭ ‬لها،‭ ‬وآخر‭ ‬تجهيزات‭ ‬لخمسة‭ ‬كتب‭ ‬عن‭ ‬السينما،‭ ‬الفن‭ ‬التشكيلي،‭ ‬عن‭ ‬الترجمة،‭ ‬الشعر،‭ ‬الأطفال‭ ‬والآخر‭ ‬عن‭ ‬فلسفة‭ ‬الإختيار‭ ‬ترجمة‭ ‬من‭ ‬الإنجليزية‭ ‬للعربية‭ ‬للكاتب‭ ‬الروسي‭ ‬الكسندر‭ ‬كابيشيف‭ ..‬

أما‭ ‬عن‭ ‬الصعيد‭ ‬الفني‭ ‬كانت‭ ‬آخر‭ ‬مشاركاتي‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬الماضي‭ ‬عبر‭ ‬برامج‭ ‬مسموعة‭ ‬وهي‭ ‬ثابتة‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬رغم‭ ‬عدم‭ ‬صرف‭ ‬المستحقات‭ ‬المالية‭ ‬لكن‭ ‬الأمر‭ ‬أصبح‭ ‬إلتزامًا‭ ‬مع‭ ‬المستمع‭ ‬وعلينا‭ ‬الوفاء‭ ‬معه‭. ‬

ما‭ ‬السبب‭ ‬في‭ ‬غيابك‭ ‬الطويل‭ ‬عن‭ ‬الظهور‭ ‬التلفزيوني‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬أعمال‭ ‬درامية‭ ‬وبرامج؟‭ ‬

السبب‭ ‬الرئيس‭ ‬أنَّ‭ ‬المناخ‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬صحيًا‭ ‬للعمل‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬العمل‭ ‬بنفوس‭ ‬نقية‭ ‬أو‭ ‬روح‭ ‬مشتركة،‭ ‬وعن‭ ‬نفسي‭ ‬لستْ‭ ‬مستعدة‮ ‬‭ ‬لتفاهات‭ ‬الأمور‭ ‬لدي‭ ‬إلتزامات،‭ ‬وعالمي‭ ‬الآخر‭ ‬الذي‮ ‬‭ ‬يفتح‭ ‬ليّ‭ ‬آفاقًا‭ ‬كبيرة،‭ ‬وتنوعًا‭ ‬في‭ ‬الثقافات‭ ‬وأتعامل‭ ‬مع‭ ‬شريحة‭ ‬متعلمة‭ ‬ومثقفة‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬العالم‭..‬

ثانيًا‭ ‬أنا‭ ‬لستُ‭ ‬من‭ ‬عشاق‭ ‬المرئية‭ ‬انقطعتُ‭ ‬منذ‭ ‬عشرين‭ ‬عامًا،‭ ‬و‭ ‬لا‭ ‬أفكر‭ ‬في‭ ‬العودة‭. ‬

والغياب‭ ‬الأكبر‭ ‬عن‭ ‬المسرح‭ ‬لماذا؟‭ .. ‬وهل‭ ‬سنشهد‭ ‬عودة‭ ‬قريبة‭ ‬لسيدة‭ ‬الركح‭ ‬سعاد‭ ‬خليل؟‭ ‬

لم‭ ‬أغبْ‭ ‬عن‭ ‬المسرح‭ ‬لفترة‭ ‬طويلة‭ ‬سنة‭ ‬فقط،‭ ‬ولكنَّ‭ ‬ظروفًا‭ ‬تقديم‭ ‬عرضًا‭ ‬مسرحيًا‭ ‬أصبح‭ ‬أمرًا‭ ‬صعبًا‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬عدم‭ ‬توفر‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬للمسرح‭ ‬والتي‭ ‬أبسطها‭ ‬خشبات‭ ‬مسرح‭ ‬مجهزة‭ ‬للعروض‮ ‬‭ ‬في‭ ‬بنغازي‭ ‬باستثناء‭ ‬المسرح‭ ‬الشعبي‭ ‬الذي‭ ‬يقدم‭ ‬عليها‭ ‬أعمال‭ ‬الفرقة‭ ‬الخاصة‭ ‬به،‭ ‬أما‭ ‬الفرق‭ ‬الأخرى‭ ‬لا‭ ‬تجد‭ ‬أيًا‭ ‬من‭ ‬سُبل‭ ‬المساعدة‭ ‬في‭ ‬تسهيل‭ ‬تقديم‭ ‬عروضها؛‭ ‬فلا‭ ‬يصح‭ ‬أن‭ ‬نقوم‭ ‬بالبروڤات‭ ‬في‭ ‬فضاء‭ ‬عادي‭ ‬دون‭ ‬تجهيز‭ ‬إضاءة‭ ‬أو‭ ‬جغرافية‭ ‬المكان‭ ‬‮«‬السينوغرافيا‮»‬‭ ‬المطلوبة‭ ‬لذلك‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬أعمالٌ‭ ‬جديدة‭ ‬للفرق‭ ‬هنا‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬يملك‭ ‬مسرحًا‭ ‬بكل‭ ‬مكوناته‭ .. ‬أما‭ ‬ما‭ ‬يعرض‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬يشارك‭ ‬به‮ ‬‭ ‬أغلبها‭ ‬أعمالٌ‭ ‬سبق‭ ‬تقديمها‭ ‬بأكثر‭ ‬من‭ ‬عرض‭..‬

ولو‭ ‬استمر‭ ‬هذا‭ ‬الجحود‭ ‬والإقصاء‭ ‬ممن‭ ‬يتصدرون‭ ‬المشهد‭ ‬فقريبًا‭ ‬سأعلنُ‭ ‬اعتزالي‭ ‬والتفرغ‭ ‬للكتابة‭ ‬والترجمة‭ ‬لأني‭ ‬اتعامل‭ ‬بكل‭ ‬إحترام‭ ‬وتقدير‭ ‬و‭ ‬لا‭ ‬يليق‭ ‬بي‭ ‬سوى‭ ‬المعاملة‭ ‬بالمثل‭. ‬

كيف‭ ‬تتعاملين‭ ‬مع‭ ‬وقتكِ؟،‭ ‬هل‭ ‬لديك‭ ‬أوقاتُ‭ ‬فراغ؟،‭ ‬وفيما‭ ‬تقضينها؟‭ ‬

يومي‭ ‬مزدحمٌ‭ ‬جدًا‭ ‬بإلتزامات‭ ‬أدبية‭ ‬بمقال‭ ‬أسبوعي‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ )‬الحياة‭ ‬الليبية‭( ‬مترجم‭ ‬عن‭ ‬اللغة‭ ‬الإنجليزية‭ .. ‬أيضاً‭ ‬في‭ ‬جريدة‭ )‬رأي‭ ‬اليوم‭( ‬اللندنية‭ ‬بمقالة‭ ‬او‭ ‬اثنين‭ ‬أسبوعيًا،‭ ‬وصحيفة‭ ‬نصف‭ ‬شهرية إيطالية،‭ ‬ومجلة‭ ‬إيطالية‭ ‬فصلية‭ ‬إضافة‭ ‬لمجلة‭ ‬باللغة‭ ‬الإنجليزية‭ ‬شهرية،‭ ‬وموقع‭ ‬باللغة‭ ‬الإسبانية،‭ ‬ومجلة‭ ‬‮«‬سماورد‮»‬‭ ‬السعودية‭ ‬بمقالة‭ ‬شهرية‭..‬بمعنى‭ ‬آخر‭ ‬وقتي‭ ‬لا‭ ‬يكاد‭ ‬يكفيني‭ ‬مع‭ ‬إلتزاماتي‭ ‬المهمة‭ ‬الأخرى‭ ‬كقراءة‭ ‬القرآن‭ ‬والكتب‭ ‬الأخرى‭ ‬وعائلتي‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى