فكر المقاطعة أو كما يحلو للبعض تسميته بثقافة المقاطعة هو فكر أصيل ومتجذر في ثقافتنا بجميع أوجهها سواء الإجتماعية أو الدينية أو حتى في حياتنا اليومية .
الا أن التعامل معها كفعل متعمد ومقصود متعلق بالضرورات اليومية وخصوصا في البيع والشراء يعد شيئاً جديدا وطليعيا ومفرحا عندنا كليبيين .
لأن معظم أفعالنا التي كنا من خلالها نقاطع ولا نتواصل ماهي الاردود أفعال عاطفية غير مدروسة وبها الكثير من الحدة التي غالبا مانتراجع عنها متأسفين ونادمين وبالتالي نحن من يلغي القطيعة قبل الوصول للهدف منها .
أصول المقاطعة في ثقافتنا الدينية تتجلى في العديد من الايات القرانية كقوله تعالي : فذرهم ومايعبدون من دون الله يعني اتركهم وقاطعهم .. حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون و يعني بحتى : ضرورة توفر الهدف ومن خلال ذلك نفهم طبيعة العلاقة داخل فكر المقاطعة .
وفي مورثنا الاجتماعي يقول المثل اللي تتركه تعيش بلاه . بدونه يعني لاتخشى الضرر فأنت حر بفكرك وبقراراتك . و«فوته» و «اجبد عليه» .. الخ .
السؤال الذي يطرح نفسه اليوم في أوج المقاطعة المهمة التي ينادى بها الليبيون عبر وسائل التواصل الاجتماعي هو هل نحن نعي حقاً معنى المقاطعة ؟ .
من حيث كونها موقفا فكريا وأدبي وصراع بين ماينبغي ومالايجوز . الخير والشر بالمعنى المجرد يعني وهل نتوقع من التجار إعجاباً بفعلنا وإشادة به أم أننا نعي كيف يسعى للخروج بنفسه من هذا الموقف الذي ورطناه فيه باعتبارنا الطرف الأساسي في المعادلة ..؟!
أعتقد أننا بحاجة لمعرفة أهمية الضرورات المترتبة على فعل المقاطعة والتي هي برأيي أهم من المقاطعة نفسها كونها ماسة لنجاحها ومن دونها تسقط كل مقاطعتنا في مستوى المهزلة .
برأيي أن الاستمرار والتشديد على ضرورة الاستمرار بالمقاطعة إلى ابعد حد ممكن هو مؤشر للنجاح الذي من شأنه أن يجعلنا نسعى إلى تطبيق هذا القياس لا على البيض والدجاج فقط .. ولا حتى على أرجل الدجاج المثيرة للجدل مؤخراً .. بل على كل مامن شأنه أن يمس قيمة الليبيين والوطن .
