
يقول كبار المتصوفة والمتحدثين عن الحقائق في مجرى الحديث المتعلق عن أهمية الصبر والرضا بالأقدار وتعليل النفس بالتأسي بالأولين وأن الصبر كمفتاح للفرج هو ضرورة ماسة لإستمرار الحياة وهو كذلك بسبب تنوع مجريات الحياة وإختلافاتها التي قد لاتأتي وفق رغبة المرء في كثير من الأحيان وخصوصا عندما يسيطر على السوق وإقتصاد البلد أناس لايعرفون معنى وجوب أن لايكون هناك مدعاة للصبر في المجتمع إذا ماتوفرت المنح وإشرقت الأرض بنور ربها .
يقول المتصوفة أن حقائق المحن التي هي الشدائد هي منح أصيلة لإستجلابها الصبر كأسلوب تلق مبارك ومنشود . وأن مجرى الحكمة لايعلمه الا الله في ذلك وأن أيضا الخيرة فيما اختاره الله . وكل هذا القول في أصوله صحيح وأبيض .
ومن هنا صارت التسميات على سياق التفاؤل وإدخال المسرات .
لكن الأمر لايشبه ماسبق عندما يتعلق الأمر بما يسمى )منحة الزوجة والأولا( .. مطلقا . فهي برأي حق أريد به باطل وشماعة تستعمل لأغراض ليست صادقة ولا حتى تحتوى على أدني مستويات الرغبة الحقيقية في دعم الأسرة وبعيدا عن تفاصيل قد تؤدي إلى اعتباري معادِ لها وتركيزا على مبدأ إستحداثها والسبب الذي أنشئت من أجله في هنا صارت كالجزرة في عصا الحكومة ومعلقة على عاتق المواطن الأمر الذي يجعل من السخرية بمكان اعتبارها مظهر من مظاهر إحترام الدولة للمواطن والأسرة كنواة وحيدة معنية بتوغر الدولة والحكومة لقد صدق فيها قول العلماء بأن من المنح محن وأن من المحن منح ..
لقد تحولت هذه )المنحة( والتي أتحفظ على تسميتها بهذا الإسم إلى كابوس يقض مضاجع الأسر وحلم معطل مضاف الى الكثير من الاحلام المعطلة في بلاد تحتظر فيها الامنيات وتنمو في الكوابيس .
كان من الأجدر بالحكومة ضم هذه المنحة باعتبارها شكلا آخر لعلاوة العائلة الى الراتب الشهري في منظومة واحدة تنزل تلقائيا في حسابات المرتبات دونما داع لمنظومة مستقلة وأذونات مستمرة وضرورية من ديوان المحاسبة واذن رئيس الحكومة وووو كوادر من البيروقراطية المتفسخة بالاضافة للطوابير المنبجسة في كل مكان .
وبهدا تساعد على تخفيف أعبائها وأعباء المواطن .وتستعيد إسمها الحقيقي الذي يشمل العائلة ويضمها تحت مسمى واحد كما هي في الأصل بعيدا عن المزيد من التشظي و إذلاله )بمنحه( ماهو من حقه ومستحقه ..
أنا أعتقد أنه لو لم يتم معالجة الأمر بالشكل الصحيح فإننا سنقف يوما معا على )قبر المرحومة ( منحة أرملة )أرباب الأسر( ونعطى الفاتحة تحسراً على روحها الطاهرة وعيننا على المزيد من القتلى .
وهاه … قولوا قالها !!!