رأي

غناوة علم في نابولي..

  ‬تقع‭  ‬مدينة‭ ‬‮«‬نابولي‮»‬‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬إيطاليا‭ ‬على‭ ‬ساحل‭ ‬البحر‭ ‬الأبيض‭ ‬المتوسط،‭ ‬وهي‭ ‬عاصمة‭ ‬إقليم‭ ‬‮«‬كامبانيا‮»‬،‭ ‬وبالقرب‭ ‬منها‭ ‬يقع‭ ‬بركان‭ ‬‮«‬فيزوف‮»‬‭ ‬حيث‭ ‬تعد‭ ‬مدينة‭ ‬سياحية‭. ‬من‭ ‬معالمها‭ ‬مدينة‭ ‬‮«‬بومبي‮»‬‭ ‬الأثرية‭ ‬والكنائس‭ ‬القديمة،‭ ‬والقصر‭ ‬الملكي‭ ‬وجزيرتي‭ ‬‮«‬كابري‭ ‬وإسكيا‮»‬‭ ‬المجاورتين‭. ‬كما‭ ‬يوجد‭ ‬بها‭ ‬نادي‭ ‬نابولي‭ ‬الرياضي‭ ‬الذي‭ ‬سبق‭ ‬أن‭ ‬تعاقد‭ ‬مع‭ ‬اللاعب‭ ‬الأرجنتيني‭ ‬‮«‬دييغو‭ ‬مارادونا‮»‬‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬بضعة‭ ‬أعوام‭ ‬في‭ ‬الثمانينيات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الفائت‭ .. ‬في‭ ‬منتصف‭  ‬الثمانينيات‭ ‬سافرتُ‭ ‬رفقة‭ ‬المرحوم‭ ‬الدكتور‭ ‬فضل‭ ‬القوريني‭ ‬من‭ ‬أثينا‭ ‬إلى‭ ‬إيطاليا‭  ‬كانت‭ ‬الرحلة‭  ‬برية‭ ‬غاية‭ ‬المتعة‭ .. ‬كانت‭ ‬وجهتنا‭ ‬مدينة‭ ‬نابولي‭ .. ‬ليس‭ ‬لدينا‭ ‬هدف‭  ‬معين‭ ‬لكنَّني‭ ‬كنتُ‭ ‬شغوفًا‭ ‬بزيارة‭ ‬هذه‭ ‬المدينة‭ ‬التي‭ ‬ذكرتْ‭ ‬في‭ ‬تراثنا‭ ‬الشعبي‭ ‬وبالتحديد‭ ‬في‭ ‬‮«‬غناوة‭ ‬علم‮»‬‭ .. ‬ثم‭ ‬لزيارة‭ ‬بركان‭ ‬‮«‬فيزوف‮»‬‭ ‬الشهير‭ .. ‬ولرؤية‭ ‬اللاعب‭ ‬الأسطورة‭ ‬‮«‬مارادونا‮»‬‭ ‬عن‭ ‬كثب‭ .. ‬على‭ ‬كل‭ ‬حال‭ ‬تحققتْ‭ ‬الغايات‭ ‬الثلاث‭ .. ‬فقد‭ ‬روى‭ ‬ليَّ‭ ‬أحد‭ ‬المجاهدين‭  ‬الأحياء‭ ‬آنذاك‭ ‬عندما‭ ‬كنتُ‭ ‬طالبًا‭ ‬بقسم‭ ‬التاريخ‭ ‬بتكليف‭ ‬من‭ ‬الدكتور‭ ‬المختص‭ ‬بتدريس‭ ‬مادة‭ ‬تاريخ‭ ‬ليبيا‭ ‬الحديث،‭ ‬والمعاصر‭ ‬بجمع‭ ‬الروايات‭ ‬الشفهية‭ ‬عن‭ ‬حركة‭ ‬الجهاد‭ ‬أن‭ ‬ذكر‭ ‬ليَّ‭ ‬غناوة‭  ‬علم‭ ‬لامرأة‭ ‬ليبية‭ ‬سيق‭  ‬زوجها‭ ‬ضمن‭ ‬المنفيين‭ ‬إلى‭ ‬إيطاليا‭ .. ‬لم‭ ‬يهدأ‭  ‬بال‭ ‬تلك‭ ‬المرأة‭ ‬حتى‭ ‬عرفتْ‭ ‬مكان‭ ‬زوجها‭ ‬فقيل‭ ‬لها‭ ‬أنه‭ ‬قابع‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬سجون‭ ‬نابولي‭ .. ‬وفي‭ ‬مناسبة‭ ‬عرس‭  ‬بالنجع‭ ‬تغنتْ‭ ‬تلك‭ ‬المرأة‭ ‬بهذه‭ ‬الغناوة‭  ‬قائلةً‭ :‬

‮«‬‭ ‬اللي‭ ‬شاغلك‭ ‬يا‭ ‬عين‭ .. ‬أطري‭ ‬في‭ ‬علاوي‭ ‬نابولي‮»‬‭ ..!!‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى