في عالمٍ يشهد صعوداً ملحوظاً لدور المرأة في شتى المجالات، لا سيما في الفنون والإبداع، يبقى غياب المخرجات الليبيات عن المشهد السينمائي المحلي والإقليمي سؤالاً يحفز على التأمل والتساؤل. ففي الوقت الذي تتألق فيه مخرجات من دول عربية شقيقة، وتحقق إنجازاتٍ عالمية، تبقى السينما الليبية تفتقر إلى هذه الرؤية النسائية المميزة.
إن غياب المخرجات الليبيات عن المشهد السينمائي ليس مجرد غياب عدد، بل هو غياب بصمةٍ مميزة، غياب صوتٍ نسويٍّ يحكي قصصاً واقعية، ويعبر عن هموم وآمال المرأة الليبية مع اني لست مع التصنيف القائل بالسينما النسائية والأدب النسوي تحت أبعاد ذات دلالات الميز والجنادرية ولكن غياب المخرجات السينمائيات حتى من الأجيال الشبابية الجديدة استوقفني
ففي ظل تنوع القضايا التي تشغل المجتمع الليبي، وتعدد التحديات التي تواجه المرأة، كان من المتوقع أن نرى وجودا لمخرجات ليبيات يتصدين لهذه القضايا، ويقدمن أعمالاً سينمائية تعكس واقعهن وتطلعاتهن.
إن المقارنة بين الوضع السينمائي في ليبيا وبين الدول العربية الأخرى، تكشف عن فجوة كبيرة. ففي تونس ومصر، وغيرهما من الدول العربية، برزت أسماء لامعة لمخرجات حققن نجاحاتٍ باهرة على المستوى المحلي والإقليمي والدولي. فقد استطعن تقديم أعمال سينمائية ذات جودة عالية، تناولت قضايا اجتماعية وسياسية، وحازت على إعجاب النقاد والجمهور على حد سواء مثل
هند البكري نجوى الخشيمي الفائزة بفيلم أمي في مهرجان ليبيا السينمائي و
نايلة التليلي وإيناس الدغيدي وغيرهن كثر فبسبب غياب الدعم المادي والمعنوي وغياب البنية التحتية وغياب التوجيه والإرشاد والتحديات الاجتماعية والثقافية تاثر وجود المخرجات الليبيات وكان سببا في
غيابهن عن المشهد السينمائي والذي يعد خسارة كبيرة للسينما الليبية وللمرأة الليبية على حد سواء. وعلى الرغم من التحديات الكبيرة التي تواجهها المرأة الليبية في هذا المجال، إلا أنه لا يزال هناك أمل في المستقبل. فبإرادة الشابات الراغبات في اقتحام مجال الإخراج السينمائي ودعم المؤسسات الحكومية والخاصة، يمكن للسينما الليبية أن تشهد نهضة جديدة، تساهم فيها المرأة بشكل فعال و أدعو المخرجات الليبيات ان وجدت إلى التمسك بأحلامهن، والعمل بجد واجتهاد لتحقيق طموحاتهن. فصوت المرأة الليبية يستحق أن يُسمع، ورؤيتها تستحق أن تُعرض على الشاشة.