نخلة زكريا العنقودي
أول لقاء الأول الذي جمعني بالصحفي والكاتب زكريا العنقودي افتراضيا من خلال صفحات البوم ليبيا الذي أشرفت عليه مؤسسة اريتي التي يرأسها الكاتب المميز خالد مطاوع .
اما اللقاء الواقعي الذي جمعني به فكان يوم الاحتفاء بصدور البوم ليبيا سالف الذكر .
قرأت نصي المدرج في الكتاب .. بعدها ارتقى بعض الأصدقاء الكتاب لقراءة نصوصهم .. كانت مميزة أيضا ولولا ذلك لما كان لها شرف ان تمثل ليبيا في البومها المميز .
حان دور زكريا ليشنف اسماعنا بقراءة نصه الذي اختاره للمشاركة في البوم ليبيا .
فتحت صفحة الكتاب على نصه فاستوقفني العنوان : “ نخلة جدي” في الصفحة المقابلة لنصه كانت صورة نخلته الاثيرة على قلبه .
كان هذا اللقاء الحقيقي بهذا الكاتب المرهف الشديد الحساسية .. كان لقاءا وجدانيا فالنخلة تعني لي الكثير ربما أكثر مما يمكنني وصفه .. كانت بطلة للعديد من نصوصي القصصية لهذا انتبهت كل حواسي لنص زكريا .
تحدث زكريا عن نخلة جده وعن علاقته بها وعن إصراره على بقائه على الرغم من معارضة الأهل لوجوده وما تشكله من خطر عليهم بعد ان استطالت وعانقت السماء وضعفت وهرمت .. لكنه نجح في حمايتها لما تحمله في وجدانه من معاني ومعاناة .
لكن منذ أيام قلائل قرات منشورا لزكريا ينعي فيه نخلة جده ونشر صورا لجسده الملقى ارضا .. سقوط الكبار مدوٍ كما يقول الحكماء .
اكتفيت بعبارة متسائلة في خانة التعليقات : هل هذه نخلة جدك ؟
كانت تلك العبارة الوحيدة التي عزيت بها صديقي في فقده لنخلته العزيزة .. تواصل معي زكريا تلك الليلة .. قال أنت الوحيد اللي حسيت باهتمامه بالكارثة بسؤالك البسيط .
تلك الليلة باح لي زكريا بما يعتمل في صدره وكامل وجدانه .. زكريا يحمل قلبا رقيقا مرهفا حساسا .. كان اسقط تلك النخلة كارثة من الصعب احتمالها .. لو سقطت بفعل الريح او ماتت حتف انفها كعادة النخيل لكان الوقع اقل وطئة .. لكنه شهد اسقاطها وتقطيع اوصالها دون ان يتمكن من حمايتها ..
انه الفقد الموجع ..
تحدثنا مطولا عنها .. استمعت إليه بقلبي .. وعدته بأن أغرس نخلة باسمه في مدينتي غدامس عرفان له بهذا الحب والعشق المميز .. سأسميها نخلة العنقودي وسأحدث ابنائي عن هذا العاشق الولهان .. سأعلمه ابجديات العشق .. سيكون ذلك أول سطر في ذلك الكتاب.
أيها الاحباب اغرسوا نخلة من أجل زكريا .. إنه يستحق منا تعزية مميزة ومساندة مختلفة .. ربما سيكفكف ذلك من وجعه ويخفف من ألمه .