رياضة

في الملاعب

 نجيب جمعة

يرتبُ‭ ‬الاتحاد‭ ‬الليبي‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬لأخذ‭ ‬الخطوة‭ ‬الأولى‭ ‬لإعداد‭ ‬وتكوين‭ ‬المنتخبات‭ ‬الوطنية‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬الفئات‮…‬‭ ‬خطوة‭ ‬منتظرة‭ ‬بكل‭ ‬تفاصيلها‭ ‬خاصة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬المنتخب‭ ‬الأول‭ ‬الذي‭ ‬تاه‭ ‬في‭ ‬دوامة‭ ‬الاختيارات‭ ‬العشوائية،‭ ‬وعانى‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬الاستقرار‭ ‬لسنوات‭ ‬بين‭ ‬مدربين‭ ‬أجانب،‭ ‬ومحليين‭ ‬الذين‭ ‬لم‭ ‬يصيبوا‭ ‬نجاحاً،‭ ‬ولم‭ ‬يحققوا‭ ‬انجازًا‭ ‬يليق‭ ‬بحضرة‭ ‬الكرة‭ ‬الليبية،‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تعرف‭ ‬خلال‭ ‬مسيرتها‭ ‬الطويلة‭ ‬غير‭ ‬الاخفاق،‭ ‬والنقد،‭ ‬والتعثر،‭ ‬والفشل‭ ‬في‭ ‬كامل‭ ‬الاستحقاقات‭ ‬القارية‭ ‬حتى‭ ‬بعد‭ ‬رفع‭ ‬عدد‭ ‬المنتخبات‭ ‬المتأهلة‭ ‬إلى‭ ‬نهائيات‭ ‬إلى‭)‬24‭( ‬منتخبًا‭ ‬في‭ ‬‮«‬الكان‮»‬،‭ ‬بقينا‭ ‬خارج‭ ‬اللعبة‭!!‬‭ ‬للأسباب‭ ‬ذاتها‭ ‬التي‭ ‬تتصدرها‭ ‬العشوائية‭ ‬في‭ ‬طريقة‭ ‬تعامل‭ ‬اتحاد‭ ‬الكرة‭ ‬مع‭ ‬المنتخبات‭ ‬الوطنية‭!!‬؛‭ ‬فلا‭ ‬ناشئون‭ ‬نجحوا،‭ ‬ولا‭ ‬شباب‭ ‬تألقوا،‭ ‬ولا‭ ‬كبار‭ ‬وقفوا‭ ‬ندًا‭ ‬حتى‭ ‬لصغار‭ ‬القارة‭ ! ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬من‭ ‬الخطوة‭ ‬القادمة‭ ‬لاتحاد‭ ‬الكرة‭ ‬الحل‭ ‬الاخير‭ ‬للنهوض‭ ‬بمنتخباتنا‭ ‬بعد‭ ‬ان‭ ‬اقبل‭ ‬على‭ ‬فتح‭ ‬هذا‭ ‬الملف‭ ‬على‭ ‬طاولة‭ ‬التخطيط‭ ‬و‭ ‬الدراسة‭ ‬للمراحل‭ ‬القادمة‭ ‬،التي‭ ‬سيبدأها‭ ‬بالبحث‭ ‬عن‭ ‬مزدوجي‭ ‬الجنسية‭ ‬في‭ ‬الملاعب‭ ‬الأوربية‭ ‬التي‭ ‬يتواجد‭ ‬فيها‭ ‬ما‭ ‬يتجاوز‭ ‬العشرين‭ ‬لاعبا‭ ‬الذين‭ ‬بامكانهم‭ ‬تقديم‭ ‬الاضافة‭ ‬المطلوبة‭ ‬خاصة‭ ‬للمنتخب‭ ‬الأول‭ ..‬

أنا‭ ‬هنا‭ ‬لستُ‭ ‬بصدّد‭ ‬طرح‭ ‬هذه‭ ‬الأسماء،‭ ‬أو‭ ‬البحث‭ ‬في‭ ‬مستواهم‭ ‬الفني‭ .. ‬وإنما‭ ‬لاذكر‭ ‬بأن‭ ‬لنا‭ ‬تجارب‭ ‬سابقة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬بالصورة‭ ‬التي‭ ‬تحقَّق‭ ‬ما‭ ‬تطمح‭ ‬إليه‭ ‬الكرة‭ ‬الليبية،‭ ‬اذكر‭ ‬استدعاء‭ ‬اللاعب‭ ‬‮«‬أيمن‭ ‬زايد‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬ينشط‭ ‬في‭ ‬الدوري‭ ‬الإيرلندي،‭ ‬واللاعب‭ ‬‮«‬جمال‭ ‬عبد‭ ‬الله‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬أحد‭ ‬الاسماء‭ ‬التي‭ ‬مثلت‭ ‬منتخبنا‭ ‬في‭ ‬نهائيات‭ ‬‮«‬الكان2012‮»‬،‭ ‬وأيضًا‭ ‬اللاعب‭ ‬‮«‬أحمد‭ ‬المسماري‮»‬‭ ‬لاعب‭ ‬رديف‭ ‬برشلونة‭ ‬الاسباني،‭ ‬أسماء‭ ‬جاءت‭ ‬ولبت‭ ‬نداء‭ ‬الواجب‭ ‬لكنها‭ ‬لم‭ ‬تلقَ‭ ‬ما‭ ‬يليق‭ ‬من‭ ‬اهتمام‭ ‬بالمنتخب‭ ‬فعادتْ‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬آتت‭ ‬والسبب‭ ‬اللامبالاة‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬يتعامل‭ ‬بها‭ ‬اتحاد‭ ‬الكرة‭ ‬مع‭ ‬هؤلاء‭ ‬اللاعبين‭ ‬فإما‭ ‬أن‭ ‬يظل‭ ‬على‭ ‬دكة‭ ‬البدلاء،‭ ‬أو‭ ‬لا‭ ‬يمنح‭ ‬الوقت‭ ‬الكافي‭ ‬للدخول‭ ‬في‭ ‬المجموعة،‭ ‬أو‭ ‬يتم‭ ‬ركنه‭ ‬في‭ ‬خانة‭ ‬الاستبعاد‭ ‬لأسباب‭ ‬ليست‭ ‬منطقية‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬سلمنا‭ ‬بأن‭ ‬تكوينهم‭ ‬كان‭ ‬صحيحًا‭ ‬وبامكانهم‭ ‬قول‭ ‬كلمتهم‭ ‬لو‭ ‬وجدوا‭ ‬اتحاد‭ ‬كرة‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬استيعابهم‭ ‬بالطريقة‭ ‬الصحيحة،‭ ‬ودعمهم‭ ‬معنويًا‭ ‬لتعزيز‭ ‬الرغبة‭ ‬ورفع‭ ‬سقف‭ ‬الطموحات‭ ‬مع‭ ‬هؤلاء‭ ‬اللاعبين‭ ‬الذين‭ ‬عبَّر‭ ‬أغلبهم‭ ‬عن‭ ‬رغبته‭ ‬في‭ ‬تمثيل‭ ‬المنتخب‭ ‬الوطني،‭ ‬وقصة‭ ‬‮«‬دانيال‭ ‬الفاضلي‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬ينشط‭ ‬في‭ ‬الدوري‭ ‬الألماني‭ ‬درجة‭ ‬ثانية‭ ‬خير‭ ‬دليل‭ ‬اللاعب‭ ‬جاء‭ ‬متحمسًا‭ ‬وقدَّم‭ ‬ما‭ ‬يدفع‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬تشكيلة‭ ‬المنتخب‭ ‬الأول‭ ‬لكن‭ ‬تعطل‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬وعاد‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬أتى‭ ‬والسبب‭ ‬إجراءات‭ ‬إدارية‭ ‬عرقلت‭ ‬قدومه‭ ‬وبعثرت‭ ‬رغبته‭ ‬في‭ ‬نيل‭ ‬هذا‭ ‬الشرف‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬مع‭ ‬اللاعبين‭ ‬المحترفين‭ ‬أمثال‭:‬

‮«‬‭ ‬المصراتي،‭ ‬والسنوسي‭ ‬الهادي‮»‬‭ ‬من‭ ‬سوء‭ ‬معاملة،‭ ‬وسوء‭ ‬تقدير‭ ‬لإمكاناتهم‭ ‬وحضورهم‭ ‬في‭ ‬تشكيلة‭ ‬الفرسان‭ ‬وتصوروا‭ ‬أن‭ ‬اتحاد‭ ‬كرة‭ ‬يوجه‭ ‬دعوات‭ ‬للاعبيه‭ ‬المحترفين‭ ‬عبر‭ ‬‮«‬الواتساب‮»‬‭ !!‬،‭ ‬ما‭ ‬وددتُ‭ ‬الإشارة‭ ‬إليه‭ ‬أن‭ ‬التجارب‭ ‬السابقة‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬تكن‭ ‬مثالية،‭ ‬ولم‭ ‬تنعكس‭ ‬إيجاباً‭ ‬على‭ ‬الكرة‭ ‬الليبية،‭ ‬وإذا‭ ‬أراد‭ ‬الاتحاد‭ ‬الجديد‭ ‬النجاح‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬الذي‭ ‬أمسى‭ ‬الوحيد‭ ‬للنهوض‭ ‬بالكرة‭ ‬الليبية‭ ‬عليهم‭ ‬أن‭ ‬يتعاملوا‭ ‬بجد‭ ‬وحكمة‭ ‬في‭ ‬استقطابهم‭ ‬ودعمهم‭ ‬باهتمام‭ ‬خاص‭ ‬ومتابعة‭ ‬أحوالهم‭ ‬وتسهيل‭ ‬حضورهم‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الدقة‭ ‬في‭ ‬اختيارهم‭ ‬فإما‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لاعباً‭ ‬قادراً‭ ‬على‭ ‬صنع‭ ‬التفوق‭ ‬أو‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬فالمرحلة‭ ‬القادمة‭ ‬حساسة‭ ‬جداً‭ ‬ولا‭ ‬تقبل‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬العثرات‭ ‬لأننا‭ ‬إن‭ ‬اخفقنا‭ ‬مجدَّداً‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة‭ ‬فالنجاح‭ ‬لن‭ ‬يكن‭ ‬حليفنا‭ ‬في‭ ‬قادم‭ ‬الاستحقاقات‭ ‬والتي‭ ‬ستكون‭ ‬في‭ ‬مقدمتها‭ ‬التأهل‭ ‬لنهائيات‭ ‬الكان‭ ‬بعد‭ ‬عامين‭ !! ‬وقت‭ ‬كاف‭ ‬لترميم‭ ‬الصفوف‭ ‬بوجود‭ ‬السنغالي‭ ‬اليو‭ ‬سيسيه‭ ‬الذي‭ ‬يعوَّل‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة‭ ‬لتحقيق‭ ‬ما‭ ‬وعد‭ ‬به‭ ‬بالتأهل،‭ ‬وإخراجنا‭ ‬من‭ ‬رقعة‭ ‬الصراع‭ ‬على‭ ‬نيل‭ ‬ورقة‭  ‬التأهل‭ ‬إلى‭ ‬المنافسة‭ ‬على‭ ‬اللقب‭ !! ‬أمر‭ ‬ممكن‭ ‬جداً‭ ‬أن‭ ‬يتحقّق‭ ‬فقط‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬عقول‭ ‬راقية‭ ‬في‭ ‬التفكير‭ ‬والتخطيط‭ ‬والإعداد‭ ‬والنية‭ ‬الصادقة‭ ‬أيضًا،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬ينتظره‭ ‬من‭ ‬اللجنة‭ ‬الفنية‭ ‬التي‭ ‬تقودها‭ ‬نخبة‭ ‬بعقلية‭ ‬ناضجة‭ ‬من‭ ‬نجوم‭ ‬الكرة‭ ‬الليبية‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى