يرتبُ الاتحاد الليبي لكرة القدم لأخذ الخطوة الأولى لإعداد وتكوين المنتخبات الوطنية في مختلف الفئات… خطوة منتظرة بكل تفاصيلها خاصة على مستوى المنتخب الأول الذي تاه في دوامة الاختيارات العشوائية، وعانى من عدم الاستقرار لسنوات بين مدربين أجانب، ومحليين الذين لم يصيبوا نجاحاً، ولم يحققوا انجازًا يليق بحضرة الكرة الليبية، التي لم تعرف خلال مسيرتها الطويلة غير الاخفاق، والنقد، والتعثر، والفشل في كامل الاستحقاقات القارية حتى بعد رفع عدد المنتخبات المتأهلة إلى نهائيات إلى)24( منتخبًا في «الكان»، بقينا خارج اللعبة!! للأسباب ذاتها التي تتصدرها العشوائية في طريقة تعامل اتحاد الكرة مع المنتخبات الوطنية!!؛ فلا ناشئون نجحوا، ولا شباب تألقوا، ولا كبار وقفوا ندًا حتى لصغار القارة ! ما يجعل من الخطوة القادمة لاتحاد الكرة الحل الاخير للنهوض بمنتخباتنا بعد ان اقبل على فتح هذا الملف على طاولة التخطيط و الدراسة للمراحل القادمة ،التي سيبدأها بالبحث عن مزدوجي الجنسية في الملاعب الأوربية التي يتواجد فيها ما يتجاوز العشرين لاعبا الذين بامكانهم تقديم الاضافة المطلوبة خاصة للمنتخب الأول ..
أنا هنا لستُ بصدّد طرح هذه الأسماء، أو البحث في مستواهم الفني .. وإنما لاذكر بأن لنا تجارب سابقة في هذا الموضوع لم تكن بالصورة التي تحقَّق ما تطمح إليه الكرة الليبية، اذكر استدعاء اللاعب «أيمن زايد» الذي كان ينشط في الدوري الإيرلندي، واللاعب «جمال عبد الله» الذي كان أحد الاسماء التي مثلت منتخبنا في نهائيات «الكان2012»، وأيضًا اللاعب «أحمد المسماري» لاعب رديف برشلونة الاسباني، أسماء جاءت ولبت نداء الواجب لكنها لم تلقَ ما يليق من اهتمام بالمنتخب فعادتْ من حيث آتت والسبب اللامبالاة التي كان يتعامل بها اتحاد الكرة مع هؤلاء اللاعبين فإما أن يظل على دكة البدلاء، أو لا يمنح الوقت الكافي للدخول في المجموعة، أو يتم ركنه في خانة الاستبعاد لأسباب ليست منطقية إذا ما سلمنا بأن تكوينهم كان صحيحًا وبامكانهم قول كلمتهم لو وجدوا اتحاد كرة قادر على استيعابهم بالطريقة الصحيحة، ودعمهم معنويًا لتعزيز الرغبة ورفع سقف الطموحات مع هؤلاء اللاعبين الذين عبَّر أغلبهم عن رغبته في تمثيل المنتخب الوطني، وقصة «دانيال الفاضلي» الذي ينشط في الدوري الألماني درجة ثانية خير دليل اللاعب جاء متحمسًا وقدَّم ما يدفع به في تشكيلة المنتخب الأول لكن تعطل كل شيء وعاد من حيث أتى والسبب إجراءات إدارية عرقلت قدومه وبعثرت رغبته في نيل هذا الشرف بالإضافة إلى ما حدث مع اللاعبين المحترفين أمثال:
« المصراتي، والسنوسي الهادي» من سوء معاملة، وسوء تقدير لإمكاناتهم وحضورهم في تشكيلة الفرسان وتصوروا أن اتحاد كرة يوجه دعوات للاعبيه المحترفين عبر «الواتساب» !!، ما وددتُ الإشارة إليه أن التجارب السابقة لم تكن تكن مثالية، ولم تنعكس إيجاباً على الكرة الليبية، وإذا أراد الاتحاد الجديد النجاح في هذا الموضوع الذي أمسى الوحيد للنهوض بالكرة الليبية عليهم أن يتعاملوا بجد وحكمة في استقطابهم ودعمهم باهتمام خاص ومتابعة أحوالهم وتسهيل حضورهم إلى جانب الدقة في اختيارهم فإما أن يكون لاعباً قادراً على صنع التفوق أو لا يكون فالمرحلة القادمة حساسة جداً ولا تقبل المزيد من العثرات لأننا إن اخفقنا مجدَّداً في هذه الخطوة فالنجاح لن يكن حليفنا في قادم الاستحقاقات والتي ستكون في مقدمتها التأهل لنهائيات الكان بعد عامين !! وقت كاف لترميم الصفوف بوجود السنغالي اليو سيسيه الذي يعوَّل على هذه الخطوة لتحقيق ما وعد به بالتأهل، وإخراجنا من رقعة الصراع على نيل ورقة التأهل إلى المنافسة على اللقب !! أمر ممكن جداً أن يتحقّق فقط يحتاج إلى عقول راقية في التفكير والتخطيط والإعداد والنية الصادقة أيضًا، وهذا ما ينتظره من اللجنة الفنية التي تقودها نخبة بعقلية ناضجة من نجوم الكرة الليبية.