أثار الدوري الليبي الممتاز هذا الموسم الكثير من الجدل ولاقى سيلا من الانتقادات قبل أن ينطلق بسبب الرقم القياسي العالمي في عدد الفرق «35 فريقا» ونظام المجموعات الأربعة الذي لا يخدم تطور المستوى الفني للكرة الليبية بصفة عامة وهذا ماظهر واضحاً للعيان في المرحلة الأولى التي خلت من الإثارة والندية في أغلب المباريات، وإن كانت قد شهدت بزوغ نجم فرق أخرى لتتسيد قمة ترتيب المرحلة التي انتهت كما هو مخطط لها بفضل الطريقة المثالية والروزنامة التي ضبطتها المسابقات بوضع المتنافسين على خط واحد دون محاباة أو مجاملة لتضرب بذلك الأقاويل التي شككت في قدرتها على إدارة دوري هذا الموسم وبلغت المحطة الثانية من خلال الدوري السداسي الأول الذي يعتبر المقياس الحقيقي لمدى قدرة لجنة المسابقات على التسيير المثالي للمرحلة الأولى في سباق التتويج.
المنافسة محتدمة والسباق نحو اللقب عسير والمتوج بالبطولة سيركن في خانة التتويج المستحق وليس بالهين أن يعتلي فريقاً قمة الدوري وهذا ما اتضح من خلال السداسي الأول مباريات قوية ومثيرة ونتائج كشفت عن الوجه الآخر لدورينا وجعلت التكهن بمن يحمل اللقب أمراً لا يخضع لاحتمالات أو ترشيحات مسبقة وكل شيء لن يحسم إلا في الملعب ومن يتهور أو يتنبأ بمن سيتوج بلقب الممتاز فلا شك أن حساباته ستسقط في الماء وهذا ماكنا نطمح للوصول إليه لمشاهدة كرة قدم ليبية على أعلى مستوى بعد الصفقات القوية التي أبرمتها الأندية مع اللاعبين الأجانب الذين كانوا في الموعد وقدموا مستويات فنية مبهرة كانوا من خلالها النقطة المضيئة وازاحوا ظلام قرار «35 فريقاً» الذي كان الخطأ الجسيم الذي وقعت فيه الكرة الليبية.
وبما أن للنجاح قصص تكتب وحكايات تروى فإنني أرى أن دورينا سيكتب القصة الأجمل والحكاية الأمتع بفضل نسق تصاعدي مشوق بالإضافة لمنظومة تنظيمية وتحكيمية تميزت حتى الآن بعد أن تهيأ لها جميع الظروف بما فيها تعاون الأندية والجمهور، فلابد أن نمضي معاً نحو الهدف المنشود.. دوري قوي يواكب خطة النهوض بالمنتخب الوطني وهذا الأهم من وجهة نظري ولا يتحقق هذا إلا بتعاون جميع الأطراف وتعزيز الثقة في لجنتي المسابقات والتحكيم بما يساعدهما على الوصول فيما نأمل الوقوف عنده ليكون ختام موسمنا بالصورة البهية لكرة القدم لنضيف على جمالها حسن التزامنا بتطبيق اللوائح والعمل بروح القانون لا استثناءات ولا مجاملات ولا مايثير الشك والريبة ويزعزع استقرار الدوري حتى يرفع بذلك المتوج صوته بكل قوة على منصة الأبطال ويجتهد من لم يحالفه الحظ في الموسم القادم وحتى نبلغ الدوري وكرة القدم التي نريد والتي ستنعكس بدورها على الأندية والمنتخبات في في المنافسات القارية الحلم والطموح وأساس اللعبة.