من ثقب الباب
في أغلب الأحيان لا تكتمل الأشياء حتى لو اعطتنا تقديرات في قمة التصنَّيف والايجابية .. وهو أمرٌ طبيعي لأن الكمال لله وحده.
«مارلين مونرو» فاتنة السينما العالمية فترة ستينيات القرن الماضي كانت فتاة أحلام كل مراهق، ورجل وحتى عجوز غنياً كان أم فقيراً.. كان الجميع يأملُ منها ولو ابتسامة خاصة تكون ربيعًا دائمًا لكل شخص محظوظ بهذه الابتسامة إلا أنها لم تكن عالمة ولا حتى مميزة الذكاء، بل لم تكن ربة بيت تجيد الطبخ، أو تربية الأطفال ولا أي التزام اجتماعي، ومع هذا لم تكن غبية يقال إنها تجرأتْ وطلبتْ الزواج من العالم «اينشتاين» لأنها أحبته في علمه الذي كانت تحتاجه، ومحرومة منه؛ فقد أحبتْ «إينشتاين» كونه قامة علمية، ولم تلتفت أبدًا إلى قامته الجسدية، أو اتساع عينيه، ووسامة وجهه، كما أن «اينشتاين» لم يكن هو الآخر أحمق، أو غبياً عندما رفض هذا العرض الكوني الذي لا يأتي إلا في الأحلام؛ وأيضاً كان مصرًا على رفضه رغم محاولات «مارلين» إقناع «اينشتاين» بأنه لو تزوج منها فإنهما سينجبان أطفالاً أذكياء مثل «اينشتاين»، وفائقي الجمال مثلها.
المنطق السطحي يقول بإن «مارلين مونرو» تريد الكمال وهي لم تكن غبية في تفكيرها .. حيث لم تفكر أبداً في استحالة أن تصل بزواجها مع «اينشتاين» بهذا الكمال.
كما أن «اينشتاين» بطبيعة قامته العلمية، ونظرياته المخلَّدة لدى البشر لم يكن غبياً عندما رفض هذا العرض.
أسباب رفض «اينشتاين» لهذا الزواج أُدرجتْ ضمن القيم العلمية، والفكرية التي يتمتع بها هذا العالم؛ فقد كان رده على الممثلة ذات الشهرة العالية هو أنه من المحتمل جداً أن ينجبا أطفالاً بوجه وقبح «اينشتاين» وبغباء «مارلين».
مؤكدًاً بذلك حتمية عدم إكمال أي مشهد، أو حالة .. هذا مادمنا بشرًا لا نمتلك الحلول الكاملة لرغباتنا ولمشكلاتنا وحتى لظروفنا الشخصية البسيطة أحيانًا.
«اينشتاين» بخبرته العلمية راهن على قراءة الأشياء بعمق، لذا كان مكتفيًا بعلمه مقابل ما خسر من وسامة، واحضان كانت ستكون دافئة دون أي شك عند أكبر المتشائمين .
والمقاصد من هنا كثيرة لمن امتلك جزءًا من الحكمة، واقتنع بعدم اكتمال الأشياء.
كونوا بخير