توكرة ..المصادفـة تقود لكشف أثري
خلال أعداد ماضية وضمن صفحة شن صار نشرنا بعض الاثار التي وجدها مواطنون وبعض الجهات الخدمية التي أثناء اعمال الصيانة هذه المرة الخبر يقول غفير من السودان عثر على قطعة أثرية بالقرب من مقر إقامته في توكرة ضمن ركام .. فأبلغ الشباب وهم بدورهم أبلغوا رئيس قسم الآثار بجامعة بنغازي الذي حضر للموقع على الفور ليتضح أنها قطعة آثرية من العصر الرومانيتم تسلمتها مراقبة آثار توكرة..توالت ردود والتعليقات من المتابعين :
وهذه عينة من تعليقات الناس :
أحدهم علق كتباً : سبحان الله العالم كله يحفر وينقب ويبحث عن الآثار والذهب في الحقيقة وفي الأفلام …. باهي القطعة طاحت في يد شخص زاهد ونقي … باهي ما طاحت في يد حد آخر ..
تعليق آخر :ياريت ماينسوشي في مكافئة على هذا الموقف وتشجيع لغيره لأن مثل هذه الاشياء لا تقدر بثمن..
صفحة شخصيات مشرفة علقت : اذا كان أحد يعرف اسمه يبعث حتى يتم نشره ضمن شخصيات مشرفة سجلها التاريخ الحديث..
تعليق من إحدى الأخوات : كيف تحافظ الدول عن كنوزها التاريخيه ؟
يكافؤون من يجدها ويعطونه ميزات لو معنداش سكن يعطوه سكن لو معنداش عمل يعطوه خاطي المكافأة .
نحنا تلقا حاجة يعطوه ورقه يكتبوافيها شكراً وخلاص ..
التعليقات كثيرة وهذا شي مفرح ان الناس عندها وعي بأهمية الاثار ، لكن أمتى الدولة والجهات المعنية بتنقيب عن الاثار خاصة في المناطق اللي لقوا فيها اثار من قبل بالصدفة ؟
أكيد كان يكملوا البحث ياما يلقوا منها ؟
الآثار ثروة قومية وعامل جدب سياحي أمتى نفهموا هذا وإلا كونش فاهمين ومعندناش وقت ، يمكن !؟
أسئلة الناس توجهنا بها لأهل الاختصاص ومواكبي للحدث في هذا اللقاء :
البداية كانت مع : د. خالد محمد الهدار : عضو هيئة التدريس بقسم الآثار بجامعة بنغازي ورئيس مكتب الدراسات بكلية الآداب والذي توجه للموقع فور سماعه للخبر :
دكتور خلال المدة الماضية عامل سوداني وجد قطعة اثرية ، كنت أحد الموجودين في الموقع حسب خبرتك ما اهمية هذه القطعة ؟
في الواقع إن هذه القطعة الاثرية كتلة معمارية هي قطع من بعض المباني المعمارية وقد تكون قطع من المقابر أو واجهة للمنازل هي قطع صغيرة قد تكون قطع لتزين واجهة المقابر هي جزء من الحجر الرملي وهذا يعني انها منحوتة محلياً وغير مستوردة ..
أين وجدت هذه القطعة تحديداً ؟
المكان الذي وجدت به يبعد عن المنطقة الاثرية توكرة أكثر من 2 كيلو متر أي يعني أن المكان الذي وجد فيه العامل السوداني «السر أحمد» وجدها في مكان بعيد عن الموقع الأثري كما ذكرت ، ولكن حسب المعلومات من بعض الأشخاص إن هذا «رديم » جرف من السوق القديم في توكرة وهو سوق شعبي قديم من الفترة الايطالية يقع بالقرب من السوق القديم من المدينة الاثرية توكرة جلبت من تلك المنطقة«ميات» يبدو انه كانت القطعة معها وليس من مكانها الاصلي وفي الواقع أنا شخصياً عملت في توكرة خلال السنوات من 1986 الى عام 1990 كنت مسؤلاً عن مكتب الاثار بتوكرة وكثيراً من الاحيان شاهدت هذه القطع المعمارية بالقرب من السوق القديم منذ زمن وسجلت بعض القطع المشابهة لهذه القطعة مع الردميات الأخرى نقلت من جانب المدينة الأثرية الى مكان بالقرب من الطريق الساحلي حوالي 2 كيلو متر المنطقة منخفضة لهذا جلبوا جرافة ونقلوا الردميات لردم المكان وعن تفريغ الردميات لاحضوا وجود القطعة المزخرفة المزينة ..
حين تم العثور عليها تم الاتصال بشخص يعمل في كلية الآداب والعلوم السيد ناجي الرقيق وأنا عادة كل يوم سبت أتي الى الكلية قسم الاثار والارشاد السياحي للتدريس كمتعاون فأخبرني السيد خالد قميرة نقلاً عن السيد الرقيق ان هناك قطعة أثرية وعلي مشاهدتها للتأكيد انها قطعة اثرية أتصلنا بالاخ السوداني وصلنا ظهراً وتوجهنا الى المنطقة وشاهدت القطعة وتأكدت أنها قطعة اثرية وطالبنا من السوداني ان يحافظ عليها حتى يتسلمها العاملون في المكتب ورئيس مكتب الاثار توكرة السيد محمد سعد هاشم وتواصلت معه شخصياً لاستلام القطعة ..
باعتقدك هل توجد قطع أخرى في الموقع الذي وجدت فيه القطعة ؟
حاولت التفتيش عن قطع أخرى ولكني لم اتمكن ويبدو أنها قطعة واحدة وليست من مكانها الأصلي ..
الى أي تاريخ ترجع هذه القطعة ؟
يرجح تاريخها الى العصر الروماني وحقيقة تحتاج الى دراسة دقيقة واستبعد وجود قطع أخرى وللتأكيد لازم إجراء مسح حفري في الموقع وهذا ليس من المتيسر الأن ، القطعة مجلوبة ضمن ردميات وكنت شاهد عيان على كثير من الحالات بالقرب من الموقع الأثري وسألنا العمال في الموقع ولم يأكدوا وجود أي قطع أخرى يحتاج الأمر الى عمل مستقبلي ..
ماهي الاجراءات المتخذة للحفاظ على هذه القيمة الاثرية ؟
الإجراء الأولي هو توثيقها ونقلها إلى مكانها حتى تحتفظ في مكتب الآثار توكرة ويمكن أن تكون مجالاً للدراسات أخرى وأهم شي هو المحافظة عليها ونقلها وتسجيلها مع القطع الأثرية ويمكن أن يكون لها أجزاء مكملة للقطعة ويوجد في مراقبة آثار توكرة قطع مشابهة لها مبعترة في ذلك الموقع ، مكتب الاثار مهمته المحافظة عليها ، هي قطعة اثرية مهمة يجب أن تسجل في السجل الاثري لمدينة توكرة الاثرية ..
محمد سعد هاشم : مدير مكتب مراقبة آثار توكرة :
في البداية لو تعطينا فكرة عن عمل المراقبة ؟
مراقبة آثار توكرة من مراقبات الاثار بشرق ليبيا وتشرف على المواقع الاثرية من شرق بنغازي إلى منطقة البياضة وسط الجبل الأخضر ومن شواطي البحر المتوسط إلى المنطقة الصحراوية جنوب الجبل الأخضر ويوجد بهذه المنطقة ثلاث مدن آثار هي طلميثة «بتلمايوس» وتوكرة«توخيرا» والمرج«باركي» بالإضافة إلى العديد من المواقع الأثرية والتي تتفاوت في تاريخها من عصور ماقبل التاريخ مرورا بالحضارة الاغريقية والرومانية والحضارة الإسلامية وما جاء بعدها حتي العهد التركي وفترة الاحتلال الإيطالي، ، وعمل مراقبة آثار توكرة هو الإشراف والمتابعة والصيانة والترميم والحفريات العلمية وإدارة الموروث الحضاري بشكل عام ..
خلال الايام القليلة الماضية وجد عامل سوداني قطعة اثرية حدثني عنها ؟
أما ماتم نقله في مواقع التواصل الاجتماعي بخصوص العثور على قطعة اثرية وهي جزء من كرنيش أو حجر يستخدم في البناء في الفترة الكلاسيكية فهذا الحجر هو من ضمن ردميات لمنازل منهارة ترجع إلى الفترة الإيطالية والمستخدم في بنائها حجارة من المدينة الأثرية وذلك في الفترات التركية والإيطالية..
هل جرى مسح للمنطقة لمعرفة اذا ما وجد قطع أخرى ؟
أما بخصوص إجراء أعمال مسح اثري فإن المواقع محمي بقانون الاثار وهذه المنازل تابعة لجهاز المدن التاريخية ومسؤولية حمايتها تقع على عاتق الجميع وبعض المنازل ملكية خاصة ونحن نقوم بدورنا فيما يخص الجانب الاثري وفيما يتم العثور عليه من نقوش اوغير ذلك من مواد قد تحمل الصفة الأثرية..
هل تم تكريم العامل على هذا العمل الجليل ؟
نحن نشكر كل من ساهم في الحفاظ على هذه القطعة الاثرية ومن منبركم هذا نقدم الشكر إلى السيد «السر احمد» عصمان وهو من الجنسية السودانية ويقيم بمدينة توكرة من منذ زمن بعيد ويعتبر من سكان توكرة ولا نراه عامل اجني بل هو مواطن من توكرة وسوف يتم تكريمه من مراقبة آثار توكرة عن قريب، ، والختام نشكركم على جهودكم في التوعية بأهمية الحفاظ على الموروث الحضاري في بلادنا..