رياضة

كارثة الصعود الجماعي

نوري النجار

رمية‭ ‬تماس

شكل‭ ‬قرار‭ ‬الاتحاد‭ ‬الليبي‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬بزيادة‭ ‬عدد‭ ‬فرق‭ ‬الدوري‭ ‬المسمى‭ ‬عبثًا‭ ‬بـ«الممتاز‮»‬‭ ‬طعنة‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬جسد‭ ‬الكرة‭ ‬الليبية‭ ‬المنهك‭.‬

قرار‭ ‬لا‭ ‬أسس‭ ‬ولا‭ ‬طعم‭ ‬ولا‭ ‬رائحة‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬مجموعتين‭ ‬بعشر‭ ‬فرق‭ ‬إلى‭ ‬مجموعتين‭ ‬بثمانية‭ ‬عشر‭ ‬فريقًا‭ ‬وصعود‭ ‬جماعي‭ ‬لأربعة‭ ‬عشر‭ ‬فريقًا‭ ‬في‭ ‬سابقة‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬أيام‭ ‬‮«‬الرياضة‭ ‬الجماهيرية‮»‬‭ ‬لم‭ ‬نرها‭ ‬عندما‭ ‬يتم‭ ‬زيادة‭ ‬عدد‭ ‬الفرق‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬المتقدمه‭ ‬كرويًا‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬أسس‭ ‬للزيادة‭.‬

صحيح‭ ‬إنّ‭ ‬قواعد‭ ‬تنظيم‭ ‬مسابقات‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬هي‭ ‬قواعد‭ ‬متطورة‭ ‬ومتجددة‭ ‬والتعديلات‭ ‬مستمرة‭ ‬بما‭ ‬يكون‭ ‬في‭ ‬صالح‭ ‬اللعبة‭ ‬وعندما‭ ‬نشاهد‭ ‬اغلب‭ ‬او‭ ‬افضل‭ ‬دوريات‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬نجد‭ ‬ان‭ ‬اغلبها‭ ‬يلعب‭ ‬من‭ ‬مجموعة‭ ‬واحدة‭ ‬وبواقع‭ ‬عدد‭  ‬18‭ ‬أو‭ ‬20‭ ‬فريقًا‭ ‬مثل‭ ‬الدوريات‭ ‬في‭ ‬‮«‬الاسباني‭ ‬والايطالي‭ ‬والفرنسي‮»‬‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬الرقم‭ ‬الافضل‭ ‬في‭ ‬دوريات‭ ‬العالم‭ ‬المتقدمة‭ ‬ينحصر‭ ‬بين‭ ‬18‭ ‬و20‭.‬

ما‭ ‬يعني‭ ‬ان‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬المتقدمة‭ ‬كروًيا‭ ‬قد‭ ‬اهتدت‭ ‬الى‭ ‬القوام‭ ‬الصحيح‭ ‬لعدد‭ ‬الفرق‭ ‬ومن‭ ‬مجموعة‭ ‬واحد‭ ‬ولاعبين‭ ‬على‭ ‬أعلى‭ ‬مستوى‭ ‬من‭ ‬النواحي‭ ‬الفنية‭ ‬والبدنية‭ ‬والاستيعاب‭ ‬التكتيكي‭ ‬لخطط‭ ‬اللعب‭ ‬وملاعب‭ ‬على‭ ‬اعلى‭ ‬طراز‭ ‬وروابط‭ ‬الدوري‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬يسير‭ ‬ويدير‭ ‬الدوري‭ ‬أما‭ ‬ما‭ ‬وصلت‭ ‬اليه‭ ‬كرتنا‭ ‬الليبية‭ ‬من‭ ‬تدنيٍ‭ ‬بوصولها‭ ‬إلى‭ ‬المرتبة‭ ‬121‭ ‬في‭ ‬آخر‭ ‬إصدار‭ ‬للـ«الفيفا‮»‬‭ ‬مقابل‭ ‬ما‭ ‬يقوم‭ ‬به‭ ‬اتحاد‭ ‬الشلماني‭ ‬ولجانه‭ ‬انه‭ ‬أمر‭ ‬وصل‭ ‬الى‭ ‬درجة‭ ‬لم‭ ‬يسبق‭ ‬لها‭ ‬مثيل‭.‬

الكرة‭ ‬الليبية‭ ‬في‭ ‬ورطة‭ ‬إنّ‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬كارثة‭ ‬وبعد‭ ‬55‭ ‬فريقًا‭ ‬في‭ ‬الدرجة‭ ‬الاولى‭ ‬اليوم‭ ‬يتم‭ ‬ذبح‭ ‬الكرة‭ ‬الليبية‭ ‬بالقرار‭ ‬الظالم‭ ‬بزيادة‭ ‬عدد‭ ‬الفرق‭ ‬إلى‭ ‬36‭.‬

أكيد‭ ‬أنّ‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬فرح‭ ‬بزيادة‭ ‬الفرق‭ ‬لظروف‭ ‬خاصة‭ ‬وهو‭ ‬امر‭ ‬طبيعي‭ ‬أما‭ ‬الحقيقة‭ ‬المرة‭   ‬فهي‭ ‬إنّ‭ ‬الشلماني‭ ‬وجمعيته‭ ‬العمومية‭ ‬قد‭ ‬دقوا‭ ‬آخر‭ ‬مسمار‭ ‬في‭ ‬نعش‭ ‬الكرة‭ ‬الليبية‭ ‬تمهيدًا‭ ‬إلى‭ ‬دفنها‭  !‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى