والله يا جماعة، حياتي بدات تتغيّر، مش لأني شريت سيارة ولا لقيت شغل محترم، لكن لأني كل ما نفتح التيك توك نلقى الدنيا مقلوبة، عالم ثاني… ناس تبكي تطلب تكبيس، وناس تضحك وتغني وتكبس، وأنا قاعد نكبّس على علبة تونة باش تتفتح معايا!
مرعي، هكي يقولوا عليّا، راجل بسيط نعيش في حوش ورثته من بوك وجدّك، كل طموحي نحصل البنزين و الضيّ ما يهربش ، لكن فجأة حسّيت روحي غريب في العالم. كل شي تغيّر، حتى معنى «الشطارة» تبدّل. زمان كانوا يمدحوا في اللي يقرأ ويخدم ويكد، توا الشهرة تجي من مقطع مدته دقيقة وفلتر يخليك كأنك بطة!
مرة شفت واحد في بث مباشر، لابس جلابية نيون، ويغني أغنية تركية وهو يمضغ علكة، والناس تكبس وتبعتله ورود ونار وقصور! وأنا نتفرج ونسأل في روحي: هو شن دار بالضبط؟! شن الرسالة؟!
أنا مرعي، نعرف كيف نركب الدش بدون «فني»، ونعرف كيف نصلّح الشباك ونضبط السيفون، لكن معاش حد يهمه الكلام هذا. يقولولي: «مرعي، افتح بث وقول شي مؤثر.» نقوللهم: «شن بنقول؟ نحكي كيف طاحت عليّا ستيكة الدحي ؟»
زمان كنا نخجلوا من الكذب، توا صاير الكذب صنعة… يتصنّعوا البكاء، يتصنّعوا المرض، بس باش الناس تكبس وتدفع وتقول: «أوه مسكين!»، وهما ما فيهم شي… إلا حب الظهور.
أقسم بالله مرات نقول نفتح بث ونقعد ساكت، يمكن حد يكبسلي بالغلط.
يا عالم، الشهرة مش عيب، لكن لما تولي تجارة مشاعر وكذب وفلتر وناس تنكد علينا بالبث، نولي نقول: «خيرنا هكي تغيرنا»
أنا مرعي… ونحب نقولكم:
«تكبيس بلا معنى، شهرة بلا قيمة، وزمن التزييف ما يدومش.»
عبير