إجتماعي

كفيفة : لا نطلب الشفقة .. فقط نحتاج الدعم

فايزة العجيلي

نظم‭  ‬مكتب‭ ‬شؤون‭ ‬المرأة‭ ‬بجمعية‭ )‬النَّور‭( ‬للمكفوفين،‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬القسم‭ ‬الاجتماعي‭  ‬يوم‭ ‬الأربعاء‭ ‬19‭ ‬فبراير‭ ‬الحالي‭ ‬ملتقى‭ ‬حمل‭ ‬شعار‭ : ‬‭)‬بصيرتنا‭ ‬تنير‭ ‬الدروب‭ .. ‬وإرادتنا‭ ‬تصنع‭ ‬المستقبل‭(‬‭ ‬ليكون‭ ‬يومًا‭ ‬مفعمًا‭ ‬بالإلهام،‭ ‬والتحدي،‭ ‬والأمل‭.‬

يومًا‭ ‬تجلتْ‭ ‬فيه‭ ‬القوة‭ ‬الحقيقة‭ ‬للمرأة‭ ‬الكفيفة،‭ ‬والتأكيد‭ ‬فيه‭ ‬أن‭ ‬بصيرتها‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬رؤية‭ ‬أبعد‭ ‬من‭ ‬الحدود‭ ‬التي‭ ‬يراها‭ ‬الآخرون‭.‬

‭ ‬افتتح‭ ‬الملتقى‭ ‬بكلمات‭ ‬من‭ ‬القلب،‭ ‬ملؤها‭ ‬العزيمة‭ ‬والتفاؤل‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬الجمعية،‭ ‬الذي‭ ‬أكد‭ ‬في‭ ‬كلمته‭ ‬أن‭ ‬التمكين‭ ‬الحقيقي‭ ‬لا‭ ‬يكمن‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬إعطاء‭ ‬الفرص،‭ ‬بل‭ ‬في‭ ‬فتح‭ ‬الآفاق‭ ‬أمام‭ ‬المرأة‭ ‬الكفيفة‭ ‬ليتربع‭ ‬دورها‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬المجتمع‭.‬

‭ ‬ثم‭ ‬جاءتْ‭ ‬كلمة‭ ‬رئيس‭ ‬وحدة‭ ‬شؤون‭ ‬المرأة،‭ ‬ألقت‭ ‬كلمة‭ ‬حافلة‭ ‬بالإصرار‭ ‬والعزيمة،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المرأة‭ ‬الكفيفة‭ ‬ليست‭ ‬ضحية،‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬صاحبة‭ ‬إرادة‭ ‬لا‭ ‬تعرف‭ ‬المستحيل،‭ ‬تقود‭ ‬مسيرتها،‭ ‬وتبتكر‭ ‬الحلول‭ ‬أمام‭ ‬التحديات‭.‬

اليوم‭ ‬نحن‭ ‬لا‭ ‬نطلب‭ ‬الشفقة،‭ ‬بل‭ ‬نريد‭ ‬التقدير‭ ‬والدعم‭ ‬الحقيقي‭ ‬ليتمكن‭ ‬كل‭ ‬كفيف‭ ‬وكفيفة‭ ‬من‭ ‬صناعة‭ ‬مستقبله‭ ‬بأيدينا‭.‬

الضيوف‭ ‬الكرام‭ ‬ألقوا‭ ‬كلمات‭ ‬مليئة‭ ‬بالإشادة،‭ ‬والتحفيز،‭ ‬مؤكدين‭ ‬أن‭ ‬المرأة‭ ‬الكفيفة‭ ‬ليست‭ ‬استثناء،‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬في‭ ‬صميم‭ ‬عملية‭ ‬التغيير‭ ‬والإبداع‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭.‬

‭ ‬وفي‭ ‬لفتة‭ ‬تقديرية،‭ ‬تم‭ ‬تقديم‭ ‬شهادات‭ ‬تقدير‭ ‬للضيوف‭ ‬عرفانًا‭ ‬بمشاركتهم‭  ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الملتقى‭.‬

‭ ‬الجلسة‭ ‬الحوارية،‭ ‬التي‭ ‬أدارتها‭ ‬بكل‭ ‬اقتدار‭ ‬أ‭.‬فاطمة‭ ‬البدري،‭ ‬كانت‭ ‬بمثابة‭ ‬فسحة‭ ‬من‭ ‬الأمل،‭ ‬عرضت‭ ‬فيها‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الكفيفات‭ ‬تجاربهن‭ ‬الحَّة‭ ‬والمُلهمة،‭ ‬حيث‭ ‬أكدّن‭ ‬أن‭ ‬التحديات‭ ‬كانت‭ ‬دافعًا‭ ‬لهن‭ ‬للمضي‭ ‬قدمًا،‭ ‬وكانت‭ ‬البصيرة‭ ‬والإرادة‭ ‬هما‭ ‬السلاح‭ ‬الأقوى‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬الصعاب‭.‬

‭ ‬قدمت‭ ‬الجلسة‭ ‬أروع‭ ‬الأمثلة‭ ‬التي‭ ‬تثبت‭ ‬أن‭ ‬المستحيل‭ ‬ليس‭ ‬إلا‭ ‬كلمة‭ ‬فارغة‭ ‬أمام‭ ‬عزيمة‭ ‬المرأة‭ ‬الكفيفة‭.‬

‭ ‬وفي‭ ‬المساء،‭ ‬أضاءت‭ ‬الوجوه‭ ‬بابتسامات‭ ‬عريضة،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬الأجواء‭ ‬ترفيهية‭ ‬بامتياز،‭ ‬مليئة‭ ‬بالمرح‭ ‬والتفاعل،‭ ‬لتؤكد‭ ‬لنا‭ ‬أن‭ ‬النساء‭ ‬الكفيفات‭ ‬لديهن‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬الجمع‭ ‬بين‭ ‬الجدية‭ ‬والمرح،‭ ‬وأن‭ ‬الحياة‭ ‬جميلة‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬التحديات‭. ‬المسابقة‭ ‬الترفيهية‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬مجرد‭ ‬لحظات‭ ‬من‭ ‬المرح،‭ ‬بل‭ ‬كانت‭ ‬لقاءً‭ ‬يُظهر‭ ‬تلاحم‭ ‬المشاركات‭ ‬وأرواحهن‭ ‬المتجددة‭.‬

‭ ‬لقد‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬الملتقى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مجرد‭ ‬حدث،‭ ‬كان‭ ‬تجسيدًا‭ ‬لإرادة‭ ‬لا‭ ‬تلين‭ ‬وطموح‭ ‬لا‭ ‬يحده‭ ‬شيء،‭ ‬نحن‭ ‬اليوم‭ ‬أثبتنا‭ ‬أن‭ ‬إرادة‭ ‬المرأة‭ ‬الكفيفة‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تصنع‭ ‬المستقبل،‭ ‬وأنه‭ ‬بيدينا‭ ‬جميعًا‭ ‬أن‭ ‬نضيء‭ ‬الطريق‭ ‬ونفتح‭ ‬الأفق‭ ‬أمام‭ ‬من‭ ‬حولنا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى