غوته في شباك لغة العرب
منذ سنة مضت وصلتني رسالة معايدة بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية من صديقة ألمانية كنتُ قد تعرفتُ عليها من خلال ابنتي «براءة» التي اعانتني في ترجمة لغتها وتوصيل ما وددتُ ايصاله لها بلغتي العربية.
هي مهتمة جدًا بتفاصيل أكدت ليَّ انها اكتشاف عظيم بالنسبة لها كانت شديدةالانبهار بتلك اللغة _العربية_ التي تتضمن ثمانية وعشرين حرفًا، وتكتب من اليمين لليسار تقول «الريكا» الصديقة الالمانية :
إن لغتنا من اعظم اللغات وادفاها على الاطلاق تحمل من المعاني ما يفوق الوصف وتحفز الخيال للوصول لاروع الصور بالفاظ سلسة واشتقاقات عدة.
الريكا تعرفت على العربية من خلال الشاعر وعالم الطبيعة الالماني «يوهان غوته» الذي تأثر بالاشعار العربية، والرحلات لعالم الشرق واستلهم من الملحمة الكبيرة (ألف ليلة وليلة) معانٍ وصور كان قد تأثر بها، واشار إليها في بعض من أشعاره ورواياته مثل روايته (سنوات التجوال) التي كانت طريقة سردها حسب اعترافات غوته هي عينها لاقاصيص مختلفة وصور متداخلة مستوحاة من (ألف ليلة وليلة) بل تقوم على طريقة السلطانة شهرزاد
تقول اريكة اكتشفتُ أن غوته في وقت مبكر عندما كان لا يزال طالبًا في جامعة لايبزج تعرف على المتنبي من خلال الترجمة التي قام بها رايسكو لإحدى قصائده عن طريق الشاعر يوهان هردر الذي جذب انتباه غوته للاهتمام بمناخات أخرى من العالم العربي
تقول صديقتي إنها لم تنسَ ما قيل عن العربية والعالم العربي من غوته وسواه بأن العرب شعراء منذ القدم؛ فلغتهم وعاداتهم تكونت بتأثير الشعر وغدت هي نفسها شعرًا كانت تمازحني فتقول أصحاب اللغة الشاعرة الساحرة لو تكلم غوته العربية واتقنها لقرأنم بلسانكم اروع ماقد يكتب
اقول ربما لو حدث ذلك ولو كتب (نيتشه، أو هيجل، أو ماركس) أفكارهم وفلسفاتهم بالعربية لكانت اضافة عظيمة حتمًا ولظلت العربية لغة ساحرة وملهمة وبحرًا لا ينتهي ..لا شاطي يوقفه ولا قاع يحده لكل من اتقنها وأحبها
وأنا اتذكر هذه المعايدة في اليوم العالمي للغة العربية من الصديقة المهتمة ارسلتُ لها رسالة شكر وتذكير بان اليوم هو يوم اللغة العربية مع مجموعة أسماء لكتب ومؤلفات لشعراء عرب وكتَّاب وطلبتُ منها تزويدي بأي دراسة عن علاقة غوته باللغة العربية، والعالم الاسلامي والشرق عمومًا لأني لم اجد اهتمامًا كبيرًا ولا دراسات معمقة عن هذه العلاقة بين الشاعر الألماني والعالم العربي ولغتنا الساحرة في أبحاث الدارسين العرب.