رأي

القلق الذي سأسميه رفيقي

نجاح مصدق

سادعي‭ ‬اني‭ ‬امضي‭ ‬يومي‭ ‬بشكل‭ ‬عادي‭  ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬يبدو‭ ‬مألوفا‭ ‬دون‭ ‬تعقيد‭ ‬كما‭ ‬يسلم‭ ‬النهار‭ ‬مجرياته‭ ‬بسلاسة‭ ‬للمساء‭ ‬الذي‭ ‬ينتظره‭ ‬لاتمام‭ ‬المسير‭ ‬والهرولة‭ ‬في‭ ‬متتالية‭ ‬لا‭ ‬تتوقف‭  ..‬مع‭ ‬الصباح‭ ‬احزم‭ ‬الافكار‭ ‬والخطط‭ ‬وعدد‭ ‬من‭ ‬المهام‭ ‬وانجز‭ ‬دون‭ ‬ان‭ ‬يبدو‭ ‬على‭ ‬ملامحي‭ ‬اي‭ ‬علامة‭ ‬تشابك‭ ‬للسلك‭ ‬المتقاطع‭ ‬في‭ ‬راسي‭ ‬كاحد‭ ‬شوراع‭ ‬الصين‭ ‬التي‭ ‬تبدو‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬فوضى‭ ‬عند‭ ‬الظهيرة‭ ‬والمكتظة‭ ‬باصحاب‭ ‬العيون‭ ‬الناعسة‭ ‬

ارسم‭ ‬الابتسامة‭ ‬الذي‭ ‬تبدو‭ ‬الى‭ ‬حد‭ ‬بعيد‭ ‬كملصق‭ ‬محدد‭ ‬الملامح‭ ‬لا‭ ‬يتغير‭ ‬بقياسات‭ ‬دقيقية‭ ‬لعدد‭ ‬الاسنان‭ ‬التي‭ ‬تتصدرالبقية‭ ‬مع‭ ‬اتساع‭ ‬لربما‭ ‬يصل‭ ‬الى‭ ‬الضرس‭ ‬ماقبل‭ ‬الاخير‭ ‬وايضا‭ ‬دونما‭ ‬اي‭ ‬علامة‭ ‬عن‭ ‬كمية‭ ‬الحطب‭ ‬التي‭ ‬توقد‭ ‬داخل‭ ‬كل‭ ‬كرياتي‭ ‬البيضاء‭ ‬والحمراء‭  ‬لارى‭ ‬الطريق‭ ‬التي‭ ‬لاتستقر‭ ‬عليها‭ ‬قدمي‭ ‬االا‭ ‬بكل‭ ‬خفة‭ ‬

لا‭ ‬احد‭ ‬له‭ ‬ان‭ ‬يتطلع‭ ‬على‭ ‬كمية‭ ‬الشحنات‭ ‬المتوترة‭ ‬بسبب‭ ‬ام‭ ‬بدون‭ ‬سبب‭  ‬التي‭ ‬تصيب‭ ‬كل‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬الثانية‭ ‬في‭ ‬تفكيري‭ ‬يقولون‭ ‬انها‭ ‬عادة‭ ‬قديمة‭ ‬وموروثة‭ ‬من‭ ‬جدي‭ ‬لابي‭ ‬فانا‭ ‬اشبهه‭ ‬الى‭ ‬حد‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬عدم‭ ‬السكون‭ ‬والاصابة‭ ‬بهلع‭ ‬التفاصيل‭ ‬وان‭ ‬كانت‭ ‬غير‭ ‬مربكة‭ ‬فهناك‭ ‬قرار‭ ‬ضمني‭ ‬بان‭ ‬تكون‭ ‬كذلك

القلق‭ ‬المتأنق‭ ‬رفيقي‭ ‬الحميم‭ ‬الذي‭ ‬بات‭ ‬يزاحمني‭ ‬تفاصيل‭ ‬نهاراتي‭ ‬عابث‭ ‬الى‭ ‬درجة‭ ‬كبيرة‭ ‬

يبدأ‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬ولا‭ ‬ينتهي‭ ‬ابدا‭ ‬الا‭ ‬بي‭ ‬كمن‭ ‬يقفل‭ ‬حساب‭ ‬له‭ ‬اخر‭ ‬النهارويضبط‭ ‬الارقام‭ ‬

الاستيقاظ‭  ‬ياتي‭ ‬على‭ ‬دفعات‭ ‬فحتى‭ ‬يأتي‭ ‬موعد‭ ‬انطلاقي‭ ‬فانا‭ ‬اصحوو‭ ‬عشرات‭ ‬المرات‭ ‬كل‭ ‬خمس‭ ‬دقائق

لا‭ ‬اتحدث‭ ‬عن‭ ‬من‭ ‬يحتلون‭ ‬خيزا‭ ‬بوسع‭ ‬الارض‭ ‬ومن‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬دائرة‭ ‬اهتماماتي‭ ‬ولا‭ ‬عن‭ ‬مايتعلق‭ ‬بهم‭ ‬من‭ ‬امور‭ ‬تجعلني‭ ‬لحوحة‭  ‬في‭ ‬التساؤل‭ ‬حد‭ ‬الازعاج‭ ‬للاطمئنان‭ ‬عن‭ ‬ما‭ ‬آلت‭ ‬اليه‭ ‬الامور‭ ‬بل‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬احصيه‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬هذا‭  ‬بدون‭ ‬ترتيب‭ ‬هو‭ ‬قائمة‭ ‬من‭ ‬تواقيت‭ ‬زيادة‭ ‬ضربات‭ ‬القلب‭ ‬المتعلقة‭ ‬بكل‭ ‬مايربطني‭ ‬بالحياة‭  ‬كقوائم‭ ‬التبضع‭ ‬التي‭ ‬نحررها‭ ‬عند‭ ‬استلام‭ ‬مرتباتنا

حتى‭ ‬الكتابة‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬الواحة‭ ‬الامنة‭ ‬قبل‭ ‬الدخول‭ ‬اليها‭ ‬تتحرك‭ ‬اقدامي‭ ‬من‭ ‬على‭ ‬الارض‭ ‬بشكل‭ ‬اشبه‭ ‬برفرفة‭ ‬جناحي‭ ‬طائرعندما‭ ‬يبتل

ما‭ ‬ادركه‭ ‬اني‭ ‬منذ‭ ‬ولادتي‭ ‬على‭ ‬مايبدو‭ ‬خلقت‭ ‬بشحنات‭ ‬عديدة‭ ‬من‭ ‬القلق‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬اعي‭ ‬كنهه‭ ‬ولا‭ ‬من‭ ‬اين‭ ‬اتى‭ ‬هل‭ ‬جاء‭  ‬مع‭ ‬جرعات‭ ‬الحليب‭ ‬التي‭ ‬تلقيتها‭ ‬من‭ ‬صدر‭ ‬امي‭ ‬وانا‭ ‬في‭ ‬عامي‭ ‬الاول‭ ‬ام‭ ‬من‭ ‬الكرة‭ ‬التي‭ ‬تتدحرج‭ ‬عام‭ ‬بعد‭ ‬الاخر‭ ‬حتى‭ ‬كبرت‭ ‬وازداد‭ ‬حجمها‭ ‬فصرت‭ ‬انا‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى