على الطريق

كلمتي الأخيرة

سميرة البوزيدي

لا‭ ‬أحدٌ‭ ‬ياخذك‭ ‬على‭ ‬محمل‭ ‬الجد

إلا‭ ‬إذا‭ ‬قمت‭ ‬بكارثة

إلا‭ ‬إذا‭ ‬سددْت‭ ‬أذُنيك

وصرخت‭ ‬بقوة‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬العالم

وصغرْت

لا‭ ‬أحدٌ‭ ‬يأخذك‭ ‬على‭ ‬محمل‭ ‬الجد

إلا‭ ‬إذا‭ ‬مِت‭ ‬

كل‭ ‬المرات‭ ‬التي‭ ‬جربت‭ ‬الموت‭ ‬فيها‭ ‬خنقتني‭ ‬الحياة

أنا‭ ‬هنا‭ ‬أكابر‭ ‬الوجود

أدفع‭ ‬لليوم‭ ‬أجرته‭ ‬كي‭ ‬لا‭ ‬يعوِّل‭ ‬عليَّ‭ ‬كثيراً

وأركض‭ ‬مسرعة

متجنبة‭ ‬الانتظار‭ ‬

بهذا‭ ‬الجسد‭ ‬أحاول‭ ‬أن‭ ‬أقول‭ ‬كلمتي‭ ‬الأخيرة

أحشرهُ‭ ‬في‭ ‬زاوية‭ ‬باردة‭ ‬كي‭ ‬لا‭ ‬يهرب

لا‭ ‬أريد‭ ‬أن‭ ‬أموت‭ ‬بطريقة‭ ‬درامية

أن‭ ‬يجرحني‭ ‬أحدهم‭ ‬فتصبح‭ ‬العلة‭ ‬قلبي

ولا‭ ‬يعرف‭ ‬لي‭ ‬الطب‭ ‬دواء

أريد‭ ‬أن‭ ‬أموت‭ ‬دفعةً‭ ‬واحدة

أن‭ ‬أسقط‭ ‬كلي‭ ‬فجأة‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬خدوش

أتخاصم‭ ‬مع‭ ‬الهواء‭ ‬كي‭ ‬لا‭ ‬أستنشقه‭ ‬بعد‭ ‬الآن

أفرغ‭ ‬دمي‭ ‬في‭ ‬زجاجة‭ ‬وأهديها‭ ‬لكل‭ ‬الذين‭ ‬قالوا‭ ‬لي

ليس‭ ‬لديك‭ ‬دم‭ ! ‬

عنيد‭ ‬هذا‭ ‬الجسد‭ ‬

أتربص‭ ‬له‭ ‬ويفلت‭ ‬بقوة‭ ‬الله‭ ‬

هذه‭ ‬الجثة‭ ‬ترتديني‭ ‬بقوة

تتعرى‭ ‬للحب‭ ‬والموت‭ ‬

في‭ ‬كل‭ ‬حالاتها‭ .. ‬لحم

مادة‭ ‬للأكل‭ ‬ومع‭ ‬الوقت‭ ‬للتآكل‭ ‬

يا‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬مفارقة‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬نجوع‭ ‬فيها

بينما‭ ‬نملك‭ ‬أجساداً‭ ‬من‭ ‬لحم‭ ‬

ما‭ ‬زال‭ ‬يوجعني‭ ‬الحبل‭ ‬السري

كلما‭ ‬نظرت‭ ‬إلى‭ ‬المرآة‭ ‬وجدته‭ ‬يتدلى‭ ‬من‭ ‬عنقي‭ ‬

بكل‭ ‬حيادية‭ ‬اتتبع‭ ‬العروق‭ ‬في‭ ‬يدي

إلى‭ ‬أين‭ ‬سيأخذني‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الطريق

والخريطة‭ ‬لا‭ ‬تنتهي‭ ‬

لا‭ ‬نهاية‭ ..‬

حتى‭ ‬المرة‭ ‬الأخيرة‭ ‬بعدها‭ ‬مرة‭ ‬أخيرة‭ ‬أخرى‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى