ثقافة

لأقول‭ ‬وداعا

سراج الدين الورفلي

كما‭ ‬رامبو‭ ‬في‭ ‬جحيم‭ ‬الجنة‭ ‬يسأل‭: ‬

ماذا‭ ‬أفعل‭ ‬هنا؟‭! ‬

أجلس‭ ‬انا‭ ‬في‭ ‬منتصف‭ ‬الصحراء‭ ‬،

أرعى‭ ‬الإتجاهات‭ ‬

التي‭ ‬تبدو‭ ‬كلها‭ ‬مناسبة‭ ‬لي‭ ‬،

كما‭ ‬الموت‭ ‬هو‭ ‬مناسبٌ‭ ‬لكل‭ ‬شيء‭ . ‬

لطالما‭ ‬عرفت‭ ‬منذ‭ ‬البداية‭ ‬

أن‭ ‬السر‭ ‬يملكه‭ ‬الهمجيون‭ ‬،‭ ‬الفاشلون‭ ‬،

والسفلة‭ ‬الذين‭ ‬يقلبون‭ ‬الحانات‭ ‬رأساً‭ ‬على‭ ‬عقب‭ ‬

من‭ ‬أجل‭ ‬أتفه‭ ‬الأشياء‭ . ‬

أنتمي‭ ‬للشوارع‭ ‬البعيدة‭ ‬،‭ ‬التي‭ ‬لايجروء‭ ‬أحد‭ ‬على‭ ‬وصفها‭ ‬بالشوارع،‭ ‬

إنها‭ ‬في‭ ‬منظورهم‭ ‬أزقة‭ ‬مشردة‭ ‬تتسكع‭ ‬في‭ ‬المدينة‭ ‬

كالزائدة‭ ‬الدودية‭ ‬،

شوارع‭ ‬الأسى‭ ‬والبؤس‭ ‬،

التي‭ ‬نبذها‭ ‬الله‭ ‬،

المصابة‭ ‬بالكبرياء‭ ‬والجرب‭ ‬،

كانت‭ ‬دائماً‭ ‬مكاني‭ ‬المفضل‭ ‬

لتمديد‭ ‬عباراتي‭ ‬المشلولة‭ . ‬

رائحة‭ ‬البول‭ ‬في‭ ‬الزوايا‭ ‬،

صراخ‭ ‬الأطفال‭ ‬من‭ ‬تحت‭ ‬جلود‭ ‬الباعة‭ ‬،

ومسكنات‭ ‬الفولترين‭ ‬في‭ ‬جيوب‭ ‬السكارى‭ . ‬

لقد‭ ‬قبلت‭ ‬نساء‭ ‬كثيرات‭ ‬هناك‭ ‬،

لا‭ ‬أشهى‭ ‬من‭ ‬قبلة‭ ‬واثقة‭ ‬ومرتعدة‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬،

قبلة‭ ‬خائفة‭ ‬وشجاعة‭ ‬،

قبلة‭ ‬يمكنها‭ ‬تفخيخ‭ ‬فمك‭ ‬للأبد‭ ‬،

وجعله‭ ‬لانهائي‭ . ‬

ولكني‭ ‬في‭ ‬الصحراء‭ ‬،

أجر‭ ‬ظلي‭ ‬كحيوان‭ ‬أليف‭ ‬،

أحتاج‭ ‬للجدارن‭ ‬،

أحتاج‭ ‬للأبواب‭ ‬والنوافذ‭ ‬،

للعمارات‭ ‬والشرفات‭ ‬،‭ ‬

أحتاج‭ ‬لأقول‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬

لأحد‭ ‬ما‭ ‬

وداعاً‭..‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى