
كما رامبو في جحيم الجنة يسأل:
ماذا أفعل هنا؟!
أجلس انا في منتصف الصحراء ،
أرعى الإتجاهات
التي تبدو كلها مناسبة لي ،
كما الموت هو مناسبٌ لكل شيء .
لطالما عرفت منذ البداية
أن السر يملكه الهمجيون ، الفاشلون ،
والسفلة الذين يقلبون الحانات رأساً على عقب
من أجل أتفه الأشياء .
أنتمي للشوارع البعيدة ، التي لايجروء أحد على وصفها بالشوارع،
إنها في منظورهم أزقة مشردة تتسكع في المدينة
كالزائدة الدودية ،
شوارع الأسى والبؤس ،
التي نبذها الله ،
المصابة بالكبرياء والجرب ،
كانت دائماً مكاني المفضل
لتمديد عباراتي المشلولة .
رائحة البول في الزوايا ،
صراخ الأطفال من تحت جلود الباعة ،
ومسكنات الفولترين في جيوب السكارى .
لقد قبلت نساء كثيرات هناك ،
لا أشهى من قبلة واثقة ومرتعدة في نفس الوقت ،
قبلة خائفة وشجاعة ،
قبلة يمكنها تفخيخ فمك للأبد ،
وجعله لانهائي .
ولكني في الصحراء ،
أجر ظلي كحيوان أليف ،
أحتاج للجدارن ،
أحتاج للأبواب والنوافذ ،
للعمارات والشرفات ،
أحتاج لأقول على الأقل
لأحد ما
وداعاً..



