مركز طرابلس الطبي مستشفى من المستشفيات العامة توفرت به الطواقم الطبية من أطباء وممرضين ومسعفين وهذا المركز المتقدم لايقارن بأي مستشفى آخر على مستوى الوطن العربي حيث صرفت عليه الدولة الليبية الأموال الطائلة لتجهيزه في أحسن صورة.
ولكن يتأسف المواطن على وجود مركز متقدم مثله ولا يؤدي خدماته الصحية على أكمل وجه.
وهنا تتسٱئل صحيفتنا؟!
ولكي نعرف الإجابة توجهنا إلى عين المكان مباشرة حيث كان لقاؤنا الأول مع رئيس قسم الإسعاف والطوارئ.
الدكتورة/ نجوي مختار دورار.
إن قسم الإسعاف يستقبل في اليوم من 500-600 حالة إلا أن هذه الحالات غير مفلترة بمعنى أوضح ليست كل الحالات إسعاف وطوارئ حسب المسمى الذي يطلق على القسم مما يسبب في إزدحام وربكة وبالتالي قلة خدمات.
وأوضحت أن قسم الإسعاف يحتاج إلى تنظيم من قبل الجهات المختصة من ناحية وضع آلية تنظيم لاستقبال الحالات وتفعيل دور المراكز الصحية والنظر إليها بعين الإعتبار، حيث تساهم وبشكل كبير في عملية فلترة الحالات، وتحويل الحالات المستعجلة والطارئة إلى قسم الإسعاف، وهذه الآلية تساهم وبشكل كبير في تحسين قدرة استيعاب قسم الإسعاف للحالات وتقديم أفضل الخدمات داخل القسم.
واستمرت قائلة:
ورغم معاناة الطبيب من عدم توفير بيئة ملائمة للعمل تتمثل في بعض الأشياء التي يمكن ذكرها وابسطها حجرة مكيفة ومجهزة على أكمل وجه تليق بعمل رئيس قسم بشكل متواصل ولساعات طويلة متتالية إلى جانب تهميش حقوق الأطباء والممرضين بكل مقاييسها والتي تتمثل في صرف العلاوات المخصصة واهمها علاوة الخطر والتأمين الصحي رغم عملنا الوطني المتواصل وبمجهودات الذاتية في كثير من الأحيان وحتى في فترة جائحة كورونا وإصابة العديد من الزملاء إلا أننا حقيقة مهمشين ومن ناحية التأمين الصحي لدينا طبيبة زميلة قديرة أفنت عمرها في عملها الجاد إلا أنها أصيبت بحالة مرضية ولم تنظر لها الوزارة بعين الاعتبار كحالة من حالات الأطباء الذين كانوا في الصفوف الأمامية لمواجهة أي خطر يجتاح المريض إلا أن الزملاء والمستشفى لم تتخلى على مثل هذه الجهود المثمنة
وفي ذات السياق أضافت:
بأن لايوجد أي دعم لا مادي ولا معنوي للأطباء والعناصر المساعدة ولهذا القسم يفتقر العديد من العناصر المساعدة والحوافز المادية تساهم وبشكل كبير في أداء عمل المستشفى العام مقابل مايتقاضى في المصحات الخاصة .
وأضافت : بأن موضوع البصمة هو أجراء ظالم للطبيب وليس لصالح المريض فوقت الطبيب دائما مرتبط بحالة المريض وليس ببصمة وكان الأفضل التركيز على أشياء أهم تحفز الطبيب للعمل.
وأكدت أن دور الوزارة مهم جدا في تحسين تقديم أفضل الخدمات الصحية فمن المفترض أن تعمل على تطوير وتأهيل الأطباء وإلحاقهم بمؤتمرات طبية يواكبون من خلالها بقية العالم وبالتالي الإرتقاء بالمستوى الصحي للبلاد .
ما أهم الصعوبات التى تواجه قسم الاسعاف؟
د.نجوى : قسم الإسعاف يفتقر إلى حجرة ملاحظة يدخل بها المريض حيث تكون مقسمة إلى باطنة وجراحة يتم تشخيصه بها إلا أننا نواجه صعوبة تعامل مع بعض الأطباء من ناحية إيواء الحالات في الاقسام فمثلا قسم الباطنة يرفض حالة يرى أنها ليست ضمن تخصصه وحالاته فيحدث نوع من التوتر والإرباك بين الطبيب والمريض كذالك الجراحة مهمة وغرفة عمليات مصغرة وأشعة وجبر الكسور كل هذه المستلزمات قد تقف عائقا للعمل وتحول دون تقديم أفضل الخدمات الصحية .وخاصة مع كثرة استقبال الحوادث ودخول البلاد في كثير من الأحيان بإشتباكات تستوجب سرعة الإسعاف.
كذالك ربط قسم الإسعاف بالصيدلية بشكل مباشر ولمدة 24 ساعة.
كذالك نوهت إلى ضرورة الفلترة قبل دخول الإسعاف واقترحت أن يكون قسم الاسعاف يستقبل حالات من خلال أطباء وليس طبيبات وخاصة الفترة الليلية حتى يتم التواجد في أي وقت وحتى ساعات متأخرة من الفترة الليلية وذالك للظروف الإجتماعية التي تتحكم في الطبيبات .
وبذات السياق أضاف /الدكتور /فتحي بن يحي/رئيس وحدة
يجب أن يكون هناك شركة قابضة بكل إمكاناتها وكوادرها مخصصة لقسم الإسعاف.
وتفعيل كل المراكز الصحية لكي تقوم بعملية فلترة وتحويل الحالات الطارئة إلى قسم الإسعاف ليصبحح مخصص للطوارئ وإنقاذ الحياة.
والعمل على توفير كل الإمكانات أمر مهم جدا والنظر في التسويات والعلاوات وخاصة في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد فالأطباء والعناصر المساعدة في حاجة إلى تحفيز مادي ومعنوي وإن لم تنظر الدولة للمؤسسات وكوادرها بعين الإعتبار فلا عماد لهذا المجتمع.
وهنا أضاف المدير الإداري لقسم الإسعاف السيد / الصديق الحاتمي قائلا:
العمل جاد ومتواصل على تقديم المقترحات وعرضها وتوثيق النواقص وتحويلها إلى الشوؤن الطبية ومن تم مراسلة الإدارات المختصة وهذه من أهم المهام المناطة لي
نحن في الحقيقة دائما نحث على العمل المتعاون بين الإدارات بكل نزاهة ومصداقية ونثمن كل الجهود المبذولة لسير العمل وإن وجدت بعض العراقيل والصعاب نحاول تجاوزها لمصلحة المريض ووضعها أمام الجهات المختصة للنظر والمعالج.
وفور نهاية هذه الحوارات والمقابلات قمنا برفقة كل من
رئيس قسم الإسعاف/ د نجوى مختار
ورئيس الوحدة /د.فتحي يحي
السيد مدير الادارات/الصديق الحاتمي.
بالتجول داخل قسم الإسعاف لمشاهدة الواقع يعاني منه المريض والطبيب معا يعني أن الطبيب يعاني من بيئة غير ملائمة وغير مجهزة من معدات وقاية وغرف بدون تهوية والمريض يفقد حياته لولا مرافقيه ومجهوداتهم الذاتية .
نقطة البداية كانت بحجرة الكشف حيث نستطلع ونشاهد وندون.
كانت تحتوي هذه الغرفة على أربع أسرة بتواجد عليها أجهزة ليست بأكملها تعمل وثلاث طبيبات ولاحظنا عدم وجود معدات وقاية للأطباء وكانت بعض الأجهزة معطلة وغيرها لا يعطي قراءة دقيقة بمعنى أن القسم يحتاج إلى فريق صيانة بشكل متواصل ودوري .
وفور خروجنا لاحظنا عدم وجود غرفة ملاحظة يمر بها المريض فور خروجه من حجرة الكشف لتشخيصه وإجراء التحاليل المطلوبة دون البهدلة في الأقسام الأخرى.
ثم كانت وجهتنا إلى غرفة الإنعاش كانت إنعاش وعناية وكانت تفتقر بعض المستلزمات تمتلت في توفير أنابيب تنفس صناعي )التوبو( وهذا حسب ماأفادنا به إحدى المرافقين
ومن ثم التقينا من داخل إسعاف الأطفال بالدكتورة /
سماح المبروك
حيث أفادتنا قائلة: العمل داخل إسعاف الأطفال قائم بمجهودات ذاتية يفتقر لكل المعدات والإمكانات بمعنى الكلمة لاوجود لأي علاج لا تغذية ولا أكسجين ولامضادات ولا قفازات للطبيب ولا كحول إفتقار كامل داخل حجرة الكشف
وهنا تساءلت فبراير ؟
كيف يتم التعامل مع الحالات الطارئة في ظل هذا الإفتقار؟!
د. سماح /يتم التعامل مع مرافق المريض مباشرة بإحضار كل مستلزمات العلاج أو الكشف
وفي ذات السياق أضافت الطبيبة المتعاونة /عائشة فؤاد
لايوجد لدينا متطلبات غسيل المعدة فنواجه مشكلة في إنقاذ الحياة للطفل هنا وهذا الحال مستمر قرابة سنة كاملة كله من خارج المستشفى
ونحن نواجه قلة الأسرة في قسم الأطفال، حيث يتم التحويل من أغلب مناطق ليبيا وبشكل متواصل، مع ضعف وقلة الإمكانات وهذه إحدى الصعوبات التي تواجهنا مع عدم الدعم المادي والمعنوي للأطباء ومن خلال حوارنا قابلتنا غرفة الأطباء والتي تفتقر لكل المقومات البشرية حقيقة تذكر وبدن أي فتحة تهوية أمر لا يمكن استيعابه صحيا وهم أهل الأختصاص ومن حقهم عدم استخدامها نهائيا.
ومن أجل أن يكون هذا التحقيق متكامل الجوانب انتقلنا إلى قسم المختبرات وحدثنا السيد المناوب: هناك ثلاث تحاليل متوفرة فقط وهي cbc تحليل الدم ووظائف الكلى والسكر وافتقر المختبر إلى باقي التحاليل والتي يطلب من المرافقين إجراءها خارج المستشفى مع الأسف .
وخلال تجولنا داخل القسم لاحظنا الإفتقار الملحوظ للعناصر المساعدة )التمريض( ..!! فتوجهنا فورا لإدارة التمريض حيث كانت لنا وقفة مع مدير إدارة التمريض مكلف السيدة /
سمية أحمد المبروك
أجابتنا قائلة فعلا نحن نعاني من نقص شديد في التمريض حيث لايوجد ملاك شاغل وحتى العناصر التي تم تمكينها تكون إفراجاتهم متأخرة فأصبح الممرض يتجه الخاص ليتقاضى مستحقاته وزيادة فالدعم هو تحفيز للعمل ولكن مع الأسف لايوجد .
فبرايرتتساءل
كيف يسير العمل داخل الأقسام في ضوء هذا النقص؟!
في هذه الفترة تم تزويدنا 130عنصرا من عناصر التمريض على أساس تغطية العجز .
فبراير : كيفية توزيع هذا العدد الذي يعتبر بسيط أمام الأقسام !!
-يتم عن طريق المرعاة وبالأولوية والتي تحتاج إلى اهتمام أكثر مثل قسم الأورام والعنايات
فهناك أقسام تحتاج إلى ممرضين فقط وأقسام تحتاج إلى ممرضين ومسعفين صحيين ونعاني في الفترة الليلية من نقص فتجد المشرفين في كثير من الأحيان هم من يغطون العجز ويقومون بإعطاء الأدوية للمرضى.
ماهي حصيلة هذه الجولة ؟!
هناك جملة من الإيجابيات تمثلت في الشعور بالمسؤولية من قبل الأطباء والعاملين بالمركز ورغبتهم في تقديم أفضل الخدمات للمريض … ولكن هناك صعوبات ومعوقات في الطريق تحول دون الوصول إلى أهدافهم في مقدمتها الدعم والتحفيز من خلال التسويات والعلاوات لمجهوداتهم الوطنية ويليها توفير الإمكانيات والمعدات اللازمة وتليها تلف معظم الأجهزة الطبية والتي يجب صيانتها بشكل فوري ودوري إلى جانب تطوير إمكانات الأطباء والفنيين وتوفير كل المستلزمات وانسيابها بشكل مستمر وفق خطط تعمل على تغذية وإنعاش الخدمات المقدمة بشكل منتظم وبالتالي مد جسور الثقة بين المرض والطبيب من خلال تقديم أفضل الخدمات الصحية له.
وهنا يأتي دورنا الإعلامي في عرض كل هذه الصعوبات والعراقيل ووضعها أمام الجهات المسؤولة على أن تأخذ الاهتمام المطلوب وإيجاد كل الحلول لها.
يتبع