على حجم وعظم المصائب إلا أن عمل الخير لاينقطع بين الناس ، ومهما اشتدت الأزمات وكثُرت فصنائع الرجال تعرف عند المحن ، فكان العمل الجماعي الانساني المنظم من أولوياتهم في إحتواء الأزمة بتقديم المساعدة لضيوف البلدية ممن إضطرتهم الحرب لمغادرة منازلهم النجاة بأرواحهم وأبنائهم من موت محقق جزاء الصواريخ والقذائف التي لاترحم كبير ولا صغير بل تنشر الدمار والترويع النفوس.
من هنا تواجدت صحيفة فبراير في عين المكان ضمن تغطيتها وتابعتها لما تمر به طرابلس من محنة كان لنا لقاء مع وكيل بلدية سوق الجمعة ورئيس لجنة الطوارئ السيد رياض الطاهر بيرام حيث حدثنا عن عمل ومهام اللجنة فقال : تشكلت لجنة الطواريء بقرار من السيد عميد البلدية لتقديم الخدمات للنازحين من مناطق الاشتباكات والذين اختاروا أن يكونوا ضيوفا على بلدية سوق الجمعة للحصول على مكان أمن في هذه الظروف فكان دور اللجنة توفير المأوى والغذاء والدواء فجهزنا الأماكن والأغطية والفرش والسلة الغذائية بمساهمة حقيقية وفعالة من قبل منظمات المجتمع المدني وسكان المنقطة وأهل الخير .
كيف تم التعامل مع الأعداد التي توافدت على المنطقة دون تنسيق مسبق؟
لقد قسمنا النازحين إلى نازحين لديهم مأوى ونازحين من دون مأوى وبدأنا نبحث عن أماكن تأوي هذه العائلات فكان القائمين على روضة أجيال بسوق الجمعة في الموعد فاستضافوا عدد 15 عائلة وفي المجمع الحي المجد الذي تم تجهيزه ولم يباشر العمل فاستغليناه في هذا الوقت ليكون مكان يضم 7 عائلات وأيضا هناك روضة أخرى بها 7 عائلات وروضة الهاني بها 5 عائلات وهناك مأوى جماعي بمدرسة أم القرى بمنطقة الحشان وهو تحت التجهيز ويمكن أن يستوعب 25 عائلة .
أما الجانب الثاني النازحين الذين لديهم مأوى فهناك عدد كبير جدا من النازحين سكنوا عند أهاليهم إما عند الأب أو الأخ أو ابن العم فاغلبهم عندما كبرت العائلة انتقلوا للسكن في خلة الفرجان وعين زارة ووادي الربيع وكلها اماكن امتداد لسوق الجمعة وبعض البيوت بها 4 عائلات ولكن مع طول المدة قد يشعر البعض بأنه أثقل على مضيفه حتى من الناحية الاقتصادية فنحن نحاول أن نذلل بعض الصعوبات الإقتصادية والإجتماعية بأن نوفر الأغطية والفراش والسلة الغذائية ومواد التنظيف وبعض الأدوية لأصحاب الأمراض المزمنة مثل الضغط والسكري .
أستاذ رياض هل كانت لكم خطوة مع أصحاب المصحات الخاصة بأن يخفضوا أسعار الكشف بالتنسيق مع ديوان البلدية ؟
بصراحة أتوجه الشكر التقدير لأصحاب المصحات والعيادات الخاصة التي أبدت رغبتها في الساهمة في هذه الظروف الاستثنائية ونتمنى من البقية الباقية أن يتأسوا بهم حيث عرضنا عليهم آلية عمل لعلاج بعض النازحين فقالوا نحن مستعدون لمعالجتهم بالمجان وهذا أمر يدعو للفخر والإعتزاز للموقف الشهم في هذه المحنة التي تمر بها طرابلس طبعا ها يتم بالتنسيق مع مكتب الصحة بالبلدية ، كما يوجد عدد من الأطباء تطوعوا بالمرور على أماكن تواجد النازحين وعلاج الحالات ، أيضا بعض المجمعات الصحية تشتغل 24 ساعة لأي حالة طارئة قد تأتي إليها ، والحمد لله سوق الجمعة يغلب علينا الطابع الإجتماعي الأسري الأهلي وهذا من خصال أهل المنطقة .
هل استحدثتم قاعدة بيانات لتسجيل النازحين داخل البلدية ؟
نعم لدينا فرق عمل وكل لديه مهامه فالتسجيل يتم عن طريق نموذج مُعد به بيانات شخصية تعبأ بناء على إفادة من مختار المحلة بأن هذه العائلة تسكن عند ( سين) ، وهذه عملية تنظيمية نظمن حق النازح حتى إذا جاءت بعض المنظمات لتقديم الدعم تجد الأمر بسيط ومتيسر بالرجوع لقاعدة البيانات التي أوجدناها ، ولأن بعض النازحين يصلون إلينا في الصباح وبعضهم في المساء وحتى في الليل فأوجدنا فرق عمل وزعت الفترات الصباحية والمسائية فيما بينها .
ماذا عن العمالة الأجنبية في هذه الظروف ؟
نحن لن نتوانى عن تقديم المساعدة حتى للأجانب فقد حضروا إلينا من الجالية الفلسطينية والسودانية ومن تونس وطالما هم في ليبيا لن نقصر معهم فهم أيضا ضيوف لدينا مثلهم مثل باقي الليبيين .
كم عدد العائلات المسجلة لديكم وكم سلة غذائية وزعت ؟
بالنسبة للعدد الدقيق من الصعب حصره لأنه وكما أسلفت بالذكر بعض العائلات سكنت عند أقاربهم ولم يسجلوا لدينا كنازحين وبالتالي يصعب أن نصل أليهم أو حتى تقديم يد المساعدة لهم أما الين مسجلين لدينا والعدد في تزايد فقد تعدى 1200 عائلة وهناك نعني بأن كل عائلة بمتوسط بين 5 أو 6 أفراد .
وفي كلمة أخيره للأستاذ رياض قال :أتمنى من الدولة أن تيسر الأمور أكثر في هذه الظروف فنحن تقدم في الخدمات أكثر من شهر في ظل الدائرة الروتينية ولم نستلم أي دينار وبالتالي النازحين لم يستفيدوا بشكل مباشر من الخدمات إلا ماقدمه أهل الخير وبلدية سوق الجمعة وهنا أخص بالشكر لفوج كشافة سوق الجمعة والأعيان والشؤون الإجتماعية والعاملين في لجنة الأزمة والمتطوعون وأهل الخير على كل ماقدموه .
وكانت لنا وقفة مع الأستاذة عواطف الجدائمي عضو المجلس البلدي سوق الجمعة وحول عمل الشؤون الاجتماعية في هذه الأزمة قالت :
في هذه الظروف نحن نستقبل في المساعدات أي كانت سواء ملابس أو أواني الطهي ونقوم بتقديمها للنازحين وأول ماقمنا به هو التواصل ثم التنسيق مع منظمة الهجرة الدولية فتنادوا معنا رفقة مؤسسة الشيخ الطاهر الزاوي ومنظمة اليونيسيف وصندوق السكان للمرأة الذين دعموا جهودنا حيث أوجدنا مكتب لتسجيل النازحين داخل ديوان البلدية وايضا في روضة الأمل المشرق وهو مكان لجنة الطواريء حيث قدمت هذه المنظمات مساعدات تمثلت في بعض مواد التنظيف وألعاب الأطفال وللنساء ، كما قدم مكتب الشؤون الاجتماعية برنامج الدعم النفسي للنازحين والوقوف على بعض الحالات الخاصة ، ومن جانب أخر أقمنا يوم ترفيهي بمنتزه أبي ستة بالتنسيق مع مراقبة التعليم بالبلدية لغرض أن نخرج العائلات والأطفال من التوتر والقلق ونضفي عليهم شيئا من البهجة فكان يوم تخللته الكثير من الفقرات التنشيطية من مسابقات وتوزيع بعض الألعاب والهدايا على الأطفال .
من جهته أبا عضو لجنة الأزمة بالبلدية السيد عبدالقادر النجار إلا أن يشارك بكلمة فقال : أن بلدية سوق الجمعة تضم 17 محلة وجميع النازحين في كل محلة يتم تسجيلهم لدى مختار المحلة فيتقدم إلينا الشخص ومعه إفادة بلك لك يتم إدراجه لدينا في البلدية لكي يتم حصر العائلات المجودة بسوق الجمعة ، فنحن نعلم بأن العديد من النازحين سكنوا عند أقاربهم ونحن نعتبر جميع النازحين ضيوف لدينا نتقاسم مهم الأكل والسكن فهناك العديد من العائلات تأوي لديها نازحين دون أي مقابل فقط وقف نبيل تؤجر به عند الله عزوجل وسيسجله التاريخ ونسأل الله تعالى أن يحقن الدماء ويوحد البلاد ويهدي النفوس فالخير موجود ويتسع للجميع .
وعقب إنتهاء اللقاءات بعدة أيام تلقت لجنة الطواريء دعم عيني من الشركة القابضة للإتصالات والمعلوماتية في سياق التعاون بين مؤسسات القطاع العام . حيث وصلت عصر يوم الخميس الماضي شحنة مواد من السلع الغذائية الأساسية لمقر مركز تسجيل الأسر النازحة من أماكن الإشتباكات ، الكائن بمبنى روضة الأمل المشرق .
هذا وشرعت لجنة الطوارى يوم الأحد الماضي في توزيع السلة الرمضانية على ضيوف البلدية وقد سبق وأن قامت اللجنة بتوزيع أكثر من 1250 سلة غذائية على ضيوف بلدية سوق الجمعة خلال الأسبوع الماضي . (إضافة إلى ما تم توزيعه قبل رمضان)، وبذلك تكون السلة الرمضانية هي بمثابة الدفعة الثانية من السلة الغذائية التي تقدمها لجنة الطوارئ بالبلدية، والتي ستتسمر في عملها “حسب الإمكانيات التي تتوفر للبلدية”، ولا يسعنا بهذه المناسبة إلا أن ندعو كل أهل الخيرين من التجار والميسورين لدعم اللجنة بما تجود به أنفسهم في هذا الشهر الكريم، والله لا يضيع أجر من أحسن عملاً .
وأخير لاأنسى توجيه الشكر الجزيل للسيد سالم فشلوم أحد العاملين خلف الكواليس وعلى قدم وساق ، إخلاصه في العمل وتفانيه أكسبه ثقة زملائه بالبلديه فكان معنا خطوة بخطوة إلى ن دخولنا مقر لجنة الطواريء بروة الأمل المشرق.
متابعة : عبدالمولى الشوشان