في إطار الجهود المستمرة لتعزيز دور المرأة في الاقتصاد شهدت في نوفمبر الماضي قاعة فندق حي الأندلس منتدى تمكين اقتصاد المرأة انطلاق المنتدى العالمي الثاني لدعم وتمكين المرأة وبحضور وزير الاقتصاد و وكيل وزارة الاقتصاد و وزير الشؤون الاجتماعية وكيل وزارة العدل وعضو المجلس الأعلى للدولة نعيمة الحامي وممثلين عن un ولفيف من سفراء الدول العربية والأجنبية وقد تميز المنتدى أنه جمع بين مجموعة من الفاعلين في المجتمع المدني وبعض الشركات الناجحة للنساء في القطاع الخاص كما تميز بحضور رئيس مؤسسة مبدعات ليبيا التي استطاعت أن تجمع المشاريع الصغرى والمتوسطة من أغلب المدن الليبية .
ومن أهداف إقامة المنتدى الثاني العالمي للتمكين الاقتصادي للمرأة هو تسليط الضوء على نجاح المرأة في إدارة المشاريع و تحديد أبرز التحديات التي تواجه النساء في مجالات العمل والاستثمار بالإضافة إلى استعراض الفرص المتاحة لدعمهن وتمكينهن من تحقيق طموحاتهن الاقتصادية كما تم على هامش المنتدى إقامة معرض لبعض مشاريع خاصة بالمرأة الليبية الناجحة. و تضمن المنتدى ورش عمل و حلقات نقاش وتجارب ملهمة من نساء رائدات في مختلف المجالات مما أضفى عليه طابعًا تفاعليًا وملهمًا. كما تم استعراض العديد من المبادرات والبرامج التي تساهم في تطوير المهارات وتعزيز القدرات النسائية مما يفتح آفاقًا جديدة لمشاركة النساء في الحياة الاقتصادية والاجتماعية. ومن أهم التوصيات التشديد على زيادة الاهتمام بالمرأة الليبية في الجانب الاقتصادي وإخراجها من المشاريع الهشة والصغرى إلى مشاريع متوسطة والكبرى من خلال تقديم الدعم المادي والتدريب لغرض التطوير وتم مناقشة ذلك في ورشة العمل من العصر حتى 8 مساء. و تأتي هذه الفعالية في وقت حاسم حيث تتزايد الدعوات العالمية والمحلية لتمكين المرأة مما يعكس التزام المجتمع بتحقيق أهداف التنمية المستدامة والمساواة بين الجنسين.
قالت الدكتورة أمال عبد الله الترهوني رئيس منظمة سيدات أعمال ليبيا ورئيس مجموعة خبراء القابضة التي نظمت هذا المنتدى: تميز المنتدى بحضور متميز من الوزراء والسفرات والمسؤولين في أغلب قطاعات الدولة وكذلك حضور مدراء مجلس نساء تونس لأصحاب المشاريع . وأكدت على أن الهدف من مرافقة المنتدى معرض بمشاركة السيدات رواد المشاريع الواعدة في ليبيا لأجل إظهار لضيوف الأجانب مدى جدارة المرأة الليبية في إدارة مشاريع سواء إنتاجية أو تجارية أو خدمية . وأشارت «الترهوني» إلى نجاح المنتدى بدعم من رؤساء المشاريع والشركات الكبرى وكذلك دعم من شركة ليبيانا للهاتف المحمول والشريك الاستراتيجي لهذا المنتدى شركة الإنجاز التام للمقاولات والاستثمار العقاري وشركة أوليليا وشكرة التقنية الحديثة وشركة دار العنود للبان وصناعة الجلباب العربي وشركة كليوبترا وشركة أطلس للمعدات الطبية وشركة النادي الرياضي وشركة أنت الأجمل . ولهم الشكر لدعمهم هذا المنتدى والشكر موصول لسادة في الاتحاد الصناعة الليبي والخبراء اللذين أداروا محاور الجلسات باحترافية فتم مناقشة محور التمكين الاقتصادي للمرأة في ليبيا والمحور الثاني التمويل والدعم والاستثمار نحو المرأة والتكنولوجيا وهذا أهم المحاور الذي يشرح آلية اندماج المرأة في المنظومة الدولية والاطلاع لأحداث التقنيات الحديثة المرأة الليبية نجحت في إدارة العديد من المشاريع الواعدة وهي تساهم في تطوير ونهضة الوطن وابتكار أفاق شركاء دولية ورفع مستوى السيدات في ليبليا والتي تتحصل على اهتمام من قبل حكومة الوحدة الوطنية.
دكتور حسين فرج الشتيوي مدير إدارة الدراسات والبحوث الصناعية بوزارة الصناعة والمعادن قال من أحد محاور المنتدى سيدات الأعمال في ظل الصناعة الرقمية مؤكداً على أن مؤسسات ومنظمات المجتمع المدني في ليبيا تقع عليها مسؤولية التواصل معنا لتمكين المرأة اقتصاديا للاستفادة من تحصيلها العلمي عالي المستوى حيث تعد قضية إدراج المرأة وتمكينهن اقتصاديا ضمن أولوياتنا في صناعة المستقبل. وأوضح أن تعليم المرأة يأتي على سلم التمكين الاقتصادي ونقل مهاراتها خطوة أخرى لصعود السلم والمشاركة الفاعلة من خلال فتح قنوات التواصل والمشاركة في البرامج التي نطرحها علامة مرور على سكة بناء مستقبل المرأة الاقتصادي ومشاركتها الفاعلة. وأشار «الشتيوي» تشكل رائدات الأعمال الأفريقيات نحو 30% من تعداد النساء في القارة السمراء بإجمالي إسهامات في النمو الاقتصادي للقارة خلال.. يقدر بنحو 350 مليار دولار. بينما تشكل النساء نسبة 20% من ريادة الأعمال في القارة السمراء فما هي نسبة ما تشكله نساء ليبيا في ريادة الأعمال وكم حجم إسهاماتهن هذه في الاقتصاد الليبي؟ هذا السؤال ليس للنقاش وإنما لتحفيز المرأة الليبية في الدخول إلى الاقتصاد الصناعي الرقمي والاقتصاد الدائري. وفي الأحوال فإن المساهمة لازالت محتشمة ومقيدة بالعرف والتمويل والمهارات أحيانا وشدد على ضرورة أن ندق ناقوس الخطر الذي يتعلق بمخاطر فقدان المرأة لوظائف المستقبل وضياع عمرها في التعليم العقيم بسبب سوق العمل المتعطش للتكنولوجيا المتقدمة المتمثلة في الأنشطة الرقمية والذكاء الاصطناعي. وأكد أن بعض التقديرات تشير إلى أن حوالي11% من النساء العاملات وفي فترة قصيرة يتعرضن إلى فقد وظائف بنسبة 9% مقارنة لنظرائهن من الرجال وأن 26 مليون امرأة في 30 بلدا معرضات لخطر فقدان وظائفهن بسبب التكنولوجيا خلال السنوات القادمة وختم قائلا نود الإشارة أن بعض العلامات المضيئة في طريق المرأة الليبية على وجه الخصوص حيث أن معظم العاملات يحملن مستوى تعليم عال ويملكن مهارات التعامل الرقمي والتسويق الإلكتروني وينشطن في مجال ريادة الأعمال والأبحاث المتقدمة ذات التطبيقات الرقمية ونحن نطمح أن تشق المرأة الليبية مجال تطبيقات التكنولوجيا الرقمية الداعمة للاقتصاد الصناعي المعرفي وأن يكسبون مهارت سوق العمل الجديدة. ونحن كرماء معهن في تطوير منظمات على غرار منظمة الفتيات المبرمجات Girls Who Code في أمريكا والمنظمات العالمية المشابهة وأن ينطلقن من حياة الظل في ريادة الأعمال التقليدية إلى ريادة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات كما ختم بالشكر الجزيل للدكتورة أمال الترهوني والدكتورة سوسن العائب على الدعوة للمشاركة في هذا المنتدى ولكل القائمين عليه و لصحيفة فبراير ولسيدة رئيس مؤسسة مبدعات ليبيا.
الأستاذة فاطمة احقيق رئيس مجلس إدارة شركة مكتبة طرابلس العلمية والعالمية قالت من خلال اهتمامي بمشاريع سيدات الأعمال منذ عام 2000م وكنا أول من شاركنا في مجلس سيدات نساء العرب وكنت عضو في مجلس الإدارة عام 2012م واستمرت مشاركتنا إلى هذا اليوم ويعتبر هذا المنتدى من وسائل دعم المرأة في جانب العلمي ونتطلع على تنفيذه عملياً وأكدت أن التنمية الاقتصادية في ليبيا لن تتحقق ما لم تكن المرأة عنصر أساسي فالمرأة هي مثلث البناء والعطاء والحياة. والمرأة الليبية أصبحت واعية وناجحة في مجال إدارة المشاريع الصغرى والمتوسطة ونتطلع أن تهتم جميع المؤسسات التي لها علاقة بتمكين المرأة أن تدعمها ماديا ومعنوياً.
دكتورة نجاح العباني رئيس شركة لبان العالمية وأيضاً صناعة العبايات دار العنود ذا خامة قماش عالي الجودة قالت نجحنا في إنجاز مشروع خاص وهو استيراد اللبان العربي ذا الجودة العالية سواء من دولة عمان والكويت وتم استيراد منتجات طبيعية تهتم بجانب تجميل المرأة للبشرة والشعر وأهم ما يميز منتجاتنا هي زبدة وكريم اللبان الذكر للحماية من لسع الحشرات كالبعوض . وقالت نظرا لارتفاع سعر المواد الأولية في ليبيا فضلنا إقامة مصنعنا في دولة الكويت حيث يتم استيرادها من اليابان وكوريا ونستخدم الحاسب الآلي في شغل التطريز والحياكة اليدوية ويتم بيعها في متجرنا في بن عاشور ميدان القادسية ومستقبلا نفكر في استيراد اللبان العربية وأن تصنع مستحضرات التجميل في ليبيا .
مهندس محمد قمام مدير مكتب الهندسة الاقتصادية والتميز المؤسسي بوزارة الاقتصاد والتجارة قال الاهتمام بموضوع آلية تمكين المرأة لها أهميتها في الدفع بعجلة الاقتصاد الليبي فالمرأة رافد أساسي لتطوير التنمية الاقتصادية وأشار إلى تواجد المرأة أكثر من الرجل في عدة قطاعات في الدولة مع تساوي الحقوق وكذلك استطاعت المرأة أن تثبت نجاحها في قطاع التكنولوجيا والمجال الرقمي وهذا يفتح أفاق جديدة لمشاريع واعدة ومتعددة في ليبيا وأكد على أهمية وجود المرأة في التنمية والتنوع الاقتصادي ليس صدفة بل كان ناتج عن استثمار استراتيجي .
الأستاذة حنان منير متحصلة حاليا على ماجستير لغة فرنسية أكدت إنها استفدت من حضورها للمنتدى وقالت لقد شجعني في خوض تجربة مشروع خاص وأتطلع أن اصبح رائدة أعمال ومن خلال أجنحة المعرض للمشاريع الصغرى تشجعت أن أعمل مشروع خاص بدل البحث عن تعين في أحد مؤسسات الدولة . وأشارت إلى وجود العديد من منظمات المجتمع المدني والتي ابرزها رئيس مؤسسة مبدعات ليبيا ويدل هذا على نجاح المرأة ووجودها في عدة محافل وأنشطة ثقافية واجتماعية واقتصادية كما يعتبر حضور الوزراء والسفراء والمسؤولين في عدة قطاعات الدولة داعما للمرأة العاملة ويشجع باقي النساء في التفكير بمشروع خاص للقضاء على البطالة والمشاركة الفاعلة في تنمية وتطوير اقتصاد ليبيا .وأشارت إلى كلمة معالي وزير الاقتصاد والتجارة خلال مداخلته في بداية المنتدى أنه سيدعم سيدات في منظمات المجتمع المدني كما أشارت إلى حضور السفرة التونسية و سيدات المشاريع في دولة تونس وقد اعلن عن إنشاء منصة الإلكترونية باسم منظمة صاحبات المشاريع التونسية والتي تتضمن الشراكة مع مشاريع ليبية كما إن اهتمام معالى وزيرة الشؤون الاجتماعية وحضور المتميز لمعالي وزير وكالة العدل .
الأستاذة انتصار ميلاد رئيس مؤسسة مبدعات ليبيا شكرت الدكتورة أمال الترهوني والدكتورة سوسن العائب على الدعوة لحضور المنتدى وأكدت على أن تحقيق التمكين الاقتصادي للمرأة في ليبيا يتطلب اتخاذ مجموعة من الخطوات والإجراءات الفعالة، منها « تعزيز التعليم والتدريب من خلال توفير برامج تعليمية وتدريبية موجهة للنساء في مجالات متنوعة بما في ذلك المهارات التقنية والمهنية. وتوفير فرص العمل بدعم إنشاء المشاريع الصغيرة والمتوسطة التي تقودها النساء، وتحفيز القطاع الخاص على توظيف النساء . وتعديل القوانين والسياسات بمراجعة وتعديل القوانين التي تتعلق بحقوق المرأة في العمل الخاص والملكية وضمان حماية حقوقها في مكان العمل. دعم مهام مؤسسات ومنظمات المجتمع المدني في مجال ريادة الأعمال بتقديم برامج دعم وتمويل للمشاريع النسائية بما في ذلك قروض ميسرة وتوجيهها في المشاريع الواعدة .التوعية والتثقيف بتنظيم حملات توعية لتغيير المفاهيم الثقافية السلبية حول دور المرأة في المجتمع وسوق العمل. تعزيز الشبكات والدعم الاجتماعي بإنشاء شبكات دعم للنساء العاملات المبدعات في المهن اليدوية وتسهيل إقامة معارض وبازارات وورش عمل وجلسات حوارية في مجال المهن اليدوية لتبادل المعرفة والخبرات. تحسين البنية التحتية ووسائل المواصلات لتسهيل تنقل النساء من الشمال إلى الجنوب لدعم وصول إنتاج أصحاب المشاريع الصغرى والمتوسطة إلى سوق العمل في المدن الكبرى كطرابلس وبنغازي وسرت. وتوفير خدمات الرعاية بإنشاء مرافق رعاية الأطفال لدعم الأمهات العاملات، مما يسهل مشاركتهن في سوق العمل. وتشجيع السياسات الحكومية من خلال العمل مع الحكومة لوضع سياسات تدعم التمكين الاقتصادي للمرأة بما في ذلك الحوافز الضريبية للشركات الخاصة التي توظف النساء. وتقديم الدعم النفسي والمجتمعي بتوفير خدمات الدعم النفسي والاجتماعي للنساء لمساعدتهن على تجاوز التحديات والضغوطات. وختمت قائلة: من خلال تنفيذ هذه الإجراءات بشكل متكامل يمكن تعزيز التمكين الاقتصادي للمرأة في ليبيا وتحقيق تأثير إيجابي على المجتمع ككل.