مازال الوجع كبيرا مازلنا نتخيل ماحدث في درنه صباح مساء والذي فاق تصورنا حتى عجزنا عن ادراك هول المصاب فصور الاعصار او جريان السيل أو الفيضانات لا تفارق مخيلتنا رغم غضبنا وصراخنا وحديثنا مع انفسنا الدائم داخلنا ماذا لوكان هناك اهتماما ومتابعة لكل ما يخص المواطن ويؤمن حياته ؟لطرقه وسدوده والجسور للمباني التي تخضع لمعايير ومواصفات فنية سليمة وضمن مخطط غير عشوائي لسلامته لكن لا شيء من هذا حدث بل العكس تماما ايقظتنا الفاجعة على دفاتر مطوية للاهمال والفساد على تسيب ولا مبالاة وكشفت أمام مصابنا قيمة المواطن في هذه الدولة وما يعنيه لها
علي الذي فقد اولاده الخمسة ولم يجدهم الى هذه اللحظة وسلمى التي جرفها السيل بعد ان سقطت بها البناية بطوابقها الخمسة وخرجت بميلاد جديد بعد ان فقدت بعضا من افراد عائلتها وكثيرا من الجيران والأحباب
ومفتاح الطفل الذي خرج علينا كأنه رجل في الستين وهو يروي تفاصيل مؤلمة كيف غابت امه وخالته واخوته الثلاثة وسط السيل وجريان الوادي كيف يتذكر كل التفاصيل التي لن تمحها الذاكرة يوما من خياله
وتلك الام المكلومة التي تبحث عن اولادها والتي تؤمل نفسها بجثمان تضمه وتودعه وداعا اخيرا وآخرون يفوقون الألف يحملون في جعبتهم كما من الأوجاع والذكريات المرعبة دفنوا احبتهم وضاع منهم اخرون اكتظت الذاكرة بالالم والصور
اختلطت انفاسهم وبالعبرات والتنهيدات والدموع والحزن رفقة الغضب ولسان حالهم يقول من ماتوا حملوا معهم اسرارنا ولحظاتنا الاخيرة احياء في مكان اخر ينتظرون وبقينا نحن هامات تمشي على الارض ميتة بلا روح وكثير من الحزن