
كما هو معتاد من نظرة أحادية جاء مقتطف صحافي مفصل حول بلادنا تحت عنوان الأزمة الإنسانية في ليبيا وذلك بتاريخ 17 أبريل 2025..التصريح الذي بدأ بتعبير الأمم المتحدة عن قلقها العميق إزاء تدهور الوضع الإنساني في البلاد وكأن باقي الدول البالغ عددها 192 تعيش في جنة الله على الأرض ولم يتبق إلا نحن..ويضيف البيان المشترك لا يزال ملايين المدنيين يعانون من صعوبات بالغة في تلبية الإحتياجات الإنسانية في جميع أنحاء ليبيا..ويجب على المجتمع الدولي ألا يغض الطرف عن عيش الكثير منهم في ملاجيء مكتظة أو مؤقتة مع محدودية الوصول إلى المياه النظيفة والكهرباء والخدمات..وقد شلّ الصراع الدائر نظام الرعاية الصحية في ليبيا بالكامل وعطّل تعليم مئات الآلاف من الأطفال..ولا يزال نقص الإمدادات الطبية والوقود ومياه الشرب المأمونة قائما في المناطق الحضرية والريفية على حد سواء..ودعا البيان إلى توفير وصول آمن ودون عوائق للمنظمات الإنسانية..ويحث الدول الأعضاء والجهات المانحة على زيادة مساهماتها من أجل تحقيق الإستقرار في المجتمعات المحلية وإعادة بناء البنية التحتية الحيوية..بالنسبة لي انتابني شعور كأني كنت اقرأ رواية رعب من ناحية وزد عليها تدخل سافر لكلمات مندوبي بعض الدول أثناء المداولات فلا ينقص إلا المطالبة بتوحيد زي الليبيين والليبيات..خرجت بعد الفيديوات إلى الشارع لتنفس الصعداء الساعة الثانية صباحا نهاية الأسبوع الماضي لأجد مجموعة من الجيران مارين فسألتهم أين كانوا وهل هناك خطب ما فرد أحدهم كنا نلعب الكارطة والأمور تمام..ربما من صاغ كلام الأمم المتحدة اختلطت عليه الأمور فكان يقصد غزة التي تشهد نزوح جماعي وتدمير للبنية التحتية ونقص حاد في الغذاء والمياه والرعاية الطبية..أو ما يحدث لأوكرانيا من خراب وفرار الملايين وتحديات في مجال المساعدات الإنسانية في المناطق المحتلة..أو سوريا حيث الحرب الأهلية الطويلة مما يتسبب في عدم استقرار إقليمي..وملايين اللاجئين في لبنان والأردن وتركيا وألمانيا..أو جمهورية الكونغو الديمقراطية بلد النزاعات المسلحة وتفشي فيروس إيبولا والفقر..كذلك ملايين النازحين داخليا واستمرار انتهاكات حقوق الإنسان بشكل لا يوصف..أو أفغانستان حيث الأزمة الغذائية وتقييد حقوق المرأة وانهيار نظام الرعاية الصحية..أو اليمن واستمرار الحرب الأهلية والحصار حيث إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية بسبب المجاعة وتفشي الكوليرا وملايين الأشخاص المحتاجين للمساعدات الفورية..أو جنوب السودان مع الصراع والفيضانات والمجاعة وملايين المعوزين للتدخل الإنساني وخاصة في المناطق الريفية..أو ميانمار والحرب الأهلية المستمرة والتطهير العرقي..مع كل الإحترام والتقدير لمقام المنظمة الأممية والشكر لإهتمامها..ولكن تقريرها يدعو للقلق ولديباجته المتكررة ارتدادات لا تخدم المصالحة الوطنية..ولا الإستقرار والأمن القومي حيث طالب مندوب دولة كبرى أثناء كلمته من دولتنا مراقبة الحدود الجنوبية للحد من الهجرة دون الإشارة إلى وجوب أي تعاون أممي..لذا انصح بمتابعة التعميم الصحافي من قبل المولعين بالفانتازيا العالمية..