لقي الرئيس الإيراني «إبراهيم رئيسي» حتفه مقتولًا إثر تحطم المروحية التى كانت تنقله في رحلة عمل إلى «أذربيجان» والحاملة تسعة من مرافقيه أشهرهم وزير الخارجية، ففتح الموتُ أكثر من تفسير كما أظهر حاجة إيران للمساعدة التركية والروسية عندما تعذّر العثور على الطائرة، وتعيّن دستوريًا أن يحل محله نائبه على الأقل لمدة لا تزيد عن خمسين يومًا مع عدم الإخلال بالحق المُعطى دستوريًا للمرشد الذي يرى فيه الفقيه صاحب الكلمة العليا في تقرير مصلحة النَّاس.
ومهما تعددت التفسيرات فإن حقيقة تأثر إيران بالحضر الأمريكي يصعب إنكارها لتبقى أبواب المرحلة المقبلة أكثر اتساعًا أمام ما قد يهب من رياح التغيير على هذه القوة الإقليمية وما لديها من المخططات وينشغل بها من الخبراء انعكاس ذلك كله على مجموعة الصراعات، تلك التى ليس خارجها العربي الإسرائيلي، وما يرتبط به من الثوابت المتعلقة بإيران كقومية وجارة ودور لا يتحقق بدونه الانغماس فيما يجري والإسهام فيه من حيث المصلحة تحديداً والتى سيكون غبياً من يرى إمكانية التأثر بالعامل الديني على سبيل المثال، ذلك أن معظم المراجعات إن لم نقل كلها تثبت أن تأثير الأعراق أكثر قوةً، وإن غُطيَ أيديولوجياً ابتداء من تشقق المعسكر الإشتراكي ولا يقل عن ذلك الرأسمالي، وما تحرص على التمسك به إيران في الخليج إلا الدليل القوي على فعل هذا المؤثر و الموظف بالضرورة للمصلحة .. إنها المصلحة التى لا يصعب على المراقب اليقظ، وقد نقول الجريء أن يلمسها بـ(لبنان والعراق واليمن والسودان) والأمثلة أكثر من أن تُحصى، وما حدث للمروحية والمواقف منها لن يكون الأول وبالأحرى الأخير ولو أن المواقف العربية ستبقى خير من يساعد إيران على الخروج من أي مأزق تُدق طبولُه ليكون الثمن مسددًا من سوء أحوال العرب، و بالذات من يسارعون لتنكيس أعلامهم عند حلول أي مكروه، وبكلمة ِ: مات الرئيس، وقد تبقى السياسة وما تمليه من مواقف إيران في المحيط لا سيما تجاه العرب من الثوابت التي لا تتغير، والتى لا تجعل العمل على صونها وتطويرها بين أولويات هذه الجارة والتى لا مهرب من وضعها في الحسبان استعانةً أو خشيةً .