رأي

مات الرئيس وقد تبقى السياسة

■ أمين مازن

لقي‭ ‬الرئيس‭ ‬الإيراني‭ ‬‮«‬إبراهيم‭ ‬رئيسي‮»‬‭ ‬حتفه‭ ‬مقتولًا‭ ‬إثر‭ ‬تحطم‭ ‬المروحية‭ ‬التى‭ ‬كانت‭ ‬تنقله‭ ‬في‭ ‬رحلة‭ ‬عمل‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬أذربيجان‮»‬‭ ‬والحاملة‭ ‬تسعة‭ ‬من‭ ‬مرافقيه‭ ‬أشهرهم‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية،‭ ‬ففتح‭ ‬الموتُ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬تفسير‭ ‬كما‭ ‬أظهر‭ ‬حاجة‭ ‬إيران‭ ‬للمساعدة‭ ‬التركية‭ ‬والروسية‭ ‬عندما‭ ‬تعذّر‭ ‬العثور‭ ‬على‭ ‬الطائرة،‭ ‬وتعيّن‭ ‬دستوريًا‭ ‬أن‭ ‬يحل‭ ‬محله‭ ‬نائبه‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬لمدة‭ ‬لا‭ ‬تزيد‭ ‬عن‭ ‬خمسين‭ ‬يومًا‭ ‬مع‭ ‬عدم‭ ‬الإخلال‭ ‬بالحق‭ ‬المُعطى‭ ‬دستوريًا‭ ‬للمرشد‭ ‬الذي‭ ‬يرى‭ ‬فيه‭ ‬الفقيه‭ ‬صاحب‭ ‬الكلمة‭ ‬العليا‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬مصلحة‭ ‬النَّاس‭.‬

ومهما‭ ‬تعددت‭ ‬التفسيرات‭ ‬فإن‭ ‬حقيقة‭ ‬تأثر‭ ‬إيران‭ ‬بالحضر‭ ‬الأمريكي‭ ‬يصعب‭ ‬إنكارها‭ ‬لتبقى‭ ‬أبواب‭ ‬المرحلة‭ ‬المقبلة‭ ‬أكثر‭ ‬اتساعًا‭ ‬أمام‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يهب‭ ‬من‭ ‬رياح‭ ‬التغيير‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬القوة‭ ‬الإقليمية‭ ‬وما‭ ‬لديها‭ ‬من‭ ‬المخططات‭ ‬وينشغل‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬الخبراء‭ ‬انعكاس‭ ‬ذلك‭ ‬كله‭ ‬على‭ ‬مجموعة‭ ‬الصراعات،‭ ‬تلك‭ ‬التى‭ ‬ليس‭ ‬خارجها‭ ‬العربي‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬وما‭ ‬يرتبط‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬الثوابت‭ ‬المتعلقة‭ ‬بإيران‭ ‬كقومية‭ ‬وجارة‭ ‬ودور‭ ‬لا‭ ‬يتحقق‭ ‬بدونه‭ ‬الانغماس‭ ‬فيما‭ ‬يجري‭ ‬والإسهام‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬المصلحة‭ ‬تحديداً‭ ‬والتى‭ ‬سيكون‭ ‬غبياً‭ ‬من‭ ‬يرى‭ ‬إمكانية‭ ‬التأثر‭ ‬بالعامل‭ ‬الديني‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬معظم‭ ‬المراجعات‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬نقل‭ ‬كلها‭ ‬تثبت‭ ‬أن‭ ‬تأثير‭ ‬الأعراق‭ ‬أكثر‭ ‬قوةً،‭ ‬وإن‭ ‬غُطيَ‭ ‬أيديولوجياً‭ ‬ابتداء‭ ‬من‭ ‬تشقق‭ ‬المعسكر‭ ‬الإشتراكي‭ ‬ولا‭ ‬يقل‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬الرأسمالي،‭ ‬وما‭ ‬تحرص‭ ‬على‭ ‬التمسك‭ ‬به‭ ‬إيران‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬إلا‭ ‬الدليل‭ ‬القوي‭ ‬على‭ ‬فعل‭ ‬هذا‭ ‬المؤثر‭ ‬و‭ ‬الموظف‭ ‬بالضرورة‭ ‬للمصلحة‭ .. ‬إنها‭ ‬المصلحة‭ ‬التى‭ ‬لا‭ ‬يصعب‭ ‬على‭ ‬المراقب‭ ‬اليقظ،‭ ‬وقد‭ ‬نقول‭ ‬الجريء‭ ‬أن‭ ‬يلمسها‭ ‬بـ‭(‬لبنان‭ ‬والعراق‭ ‬واليمن‭ ‬والسودان‭) ‬والأمثلة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تُحصى،‭ ‬وما‭ ‬حدث‭ ‬للمروحية‭ ‬والمواقف‭ ‬منها‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬الأول‭ ‬وبالأحرى‭ ‬الأخير‭ ‬ولو‭ ‬أن‭ ‬المواقف‭ ‬العربية‭ ‬ستبقى‭ ‬خير‭ ‬من‭ ‬يساعد‭ ‬إيران‭ ‬على‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬مأزق‭ ‬تُدق‭ ‬طبولُه‭ ‬ليكون‭ ‬الثمن‭ ‬مسددًا‭ ‬من‭ ‬سوء‭ ‬أحوال‭ ‬العرب،‭ ‬و‭ ‬بالذات‭ ‬من‭ ‬يسارعون‭ ‬لتنكيس‭ ‬أعلامهم‭ ‬عند‭ ‬حلول‭ ‬أي‭ ‬مكروه،‭ ‬وبكلمة‭ ‬ِ‭: ‬مات‭ ‬الرئيس،‭ ‬وقد‭ ‬تبقى‭ ‬السياسة‭ ‬وما‭ ‬تمليه‭ ‬من‭ ‬مواقف‭ ‬إيران‭ ‬في‭ ‬المحيط‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬تجاه‭ ‬العرب‭ ‬من‭ ‬الثوابت‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تتغير،‭ ‬والتى‭ ‬لا‭ ‬تجعل‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬صونها‭ ‬وتطويرها‭ ‬بين‭ ‬أولويات‭ ‬هذه‭ ‬الجارة‭ ‬والتى‭ ‬لا‭ ‬مهرب‭ ‬من‭ ‬وضعها‭ ‬في‭ ‬الحسبان‭ ‬استعانةً‭ ‬أو‭ ‬خشيةً‭ .‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى