كلـمات ..
هذا أنا سرقت شبابي غربتي ،،
وتنكرت لي أعين وبيوت !!
علم أنا والريح باست هامتي ،،
من باركته الريح كيف يموت !!
يا صاحبي لو في الخلاص مذلة ،،
دعني عزيزاً في العرين أموت !!
وانا اقرأ هذه الأبيات واستمع اليها من الشاعر الراحل قريبا تسألت
اين يذهب الشعر حين يغادر الشعراء ؟اين تسافر اصواتهم المتحررة من قيد الكلام شعرا في هذا الكون ؟وماذا يحل بالحياة حين يغادرها الشعراء..؟
لطالما تخيلت وجه الكون والحياة بلا شعر ولا شعراء ولطالما ارعبتني هذه الفكرة وطبعت قساوتها على وجداني وانا اتخيل كيف لنا ان نحيا بلا شعر بلا قصيدة بلا خيال
حين يغادرنا شاعرا مترجلا ذات يوم كاول سبتمبر حينما لوح لنا كريم العراقي الشاعر المعجون حبا للوطن للجمال للحب بيده مودعا متاهبا للبعد مؤثتا طريقه للفقد وتاركا على جدران مدنه التي بنهاها بالشعر والخيال تواقيعه ووصورا لاحصر لها من الخيال والحقيقة علقت في عنق الحياة زينة وجعلت من المستحيل ممكنا
كريم العراقي الشاعر الذي روضته الطفولة فاقترب من عوالمها بالموسيقى وابحرفي دروبها صانعا بالكلمة اوبريت ثارة ومسرحية ثارة اخرة وقصيدة هنا وقصة هناك حتى اناخ سحرها اغنية تختزل الوجع والحب ..الوطن والغربة ..المرأة والجمال وترحال يطول واهات لم تغادر نصوصه وكلمات اغانيه
يقول رسول حمزتووف إن الشعراء ليسوا طيوراً مهاجرة، والشعر دون التربة الأم شجرة بلا جذور وطائر دون عش وكر يم العراقي كان كل هذا واكثر
حين رايت الشمس لاول مرة كان كريم العراقي يكتب اغنيتين للاطفال في بلاد الرافدين وعلى الفرات يتناقلها الاطفال هناك وترددها الفتيات جيئة وذهابا يالشميسة ويا الخالة يالخياطة وعلى دجلة رقصة الفتيان مع حبيباتهم حالمين بوعود كريم في اغانيه واشعاره
حين كبرت سمعت وبكيت مع سعدون جابر على اغنية ياامي ياام الوفى ياقلب مليان محنة ولم يغادرني كريم واشعاره المكتوبة والمغناة للعراق الجريح الموجوع و للحب في اغاني كاظم الساهر سلامتك من الآه ولا تحرموني منه وااه حبيبي وبغداد
وهل عذب الله غيرك في الدنيا اجمعها
كريم العراقي كان ملحمة حفظت التجربة والالم والحرمان وعبرت عن ملايين الناس في كل الاوطان في عزفة ناي حزين او صوت ساهر جميل او ايقاع عراقي نواح يلهب الوجدان ويضع على الجرح يده
وداعا ايها الشاعر الذي سيبقى مكانه فارغا الا من كلماته وقصائده وقصصه واوجاعه
وسلامي ان شاء الله يوصل سلامي الى حيث بقت روحك محلقة مع الكلامات حرة لاتموت نعم الكلمات الثّمينة حين تخرج من كهوف أصحابها تكون ملكًا للرّيح الشعراء لا يسترجعون كلماتهم وانت قلت ومضيت.