تعود بداية )صحافة الأطفال( في الوطن العربي للعام 1870م، مع صدور صحيفة )التلميذ( الأمر الذي شهدته بلادنا، حيث تشير المصادر التاريخية إلى مطبوع للأطفال كان قد صدر في عهد الجمهورية الطرابلسية كنشاط ثقافي لمكتب «النجاح» التابع لحزب «الإصلاح الوطني» الموثق وفق شهادة أحد محرَّريه وهو العلم عبد السلام الربيعي الذي عاش حياته في إسطنبول واشتهر بتأليف كتب الأطفال ويعد من رواده هناك، كذلك ثمة إشارة في صحيفة )العصر الجديد( لصاحبها محمد البارودي بعنوان )السمير الصغير( كمطبوع مستقل منشطر عن الأصل، ولكن للأسف لم نعثر عليهما في الاراشيف المتاحة.
لقد ارتبط الأطفال بالبرامج الإذاعية التي ازدهرتْ في منتصف القرن الماضي، كمصدر إعلامي تثقيفي مهم للغاية، فظهر برنامج )ركن الأطفال( أعده الراحل محمد عبد الله كريستة الذي أصدر جريدة حائطية لنتاج الأطفال، وسريعًا ما تحولتْ إلى مطبوع متداول عنوانه )الطفل( وبه توثق البداية لصحافة الأطفال في ليبيا، علمًا بأن طوال عقود الاحتلال الإيطالي لم تصدر مطبوعات للأطفال باستثناء عنوانين أحدهما يُعنى بالنشاط الرياضي، والآخر بالعروض السينمائية وسريعًا ما توقفتا معًا خلال الثلاثينيات.
عقب الاستقلال واكبت المرأة الليبية حركة النهضة العربية التحرَّرية هادفة النهوض بالمجتمع من كبوة تخلفه، قادته نساء رائدات على رأسهن السيدة خديجة الجهمي التي تعلمت ثم عملت معلمة لسنوات حتى انتقالها للعمل في الإذاعة، وقدمت عديد البرامج الداعية للإصلاح لذلك بدأت ببرنامج موجه للأسرة والعناية بالطفل، حتى منتصف العقد السادس من القرن الماضي لتبدأ في إصدار مجلة )المرأة( عام 1965م، واستمرت في نجاحها حتى وجدت عديد المواهب ممن يجيدون فنون الرسم والاشغال الفنية وغيرها فأفسحت لهم صفحات تحت عنوان «عصافير الجنة» لم تعد تلك الصفحات تكفي فما كان منها إلا تقديم طلب لإصدار مجلة «الأمل»للأطفال التي لاقت الترحيب والقبول، بذلت فيه «ماما خديجة» كل جهودها في تأليف القصص وتوثيق الحكايات الشعبية، يساندها الفنانان محمد الزواوي، ومحمد عبية، كما استعانت بفريق كادر الموظفين في مجلة )المرأة( كما أسستْ نتاجًا أدبيًا للأطفال من خلال سلسلة قصص الأمل عام 1976م، وألفت من بينها قصتين هما )أمينة( و )عزيزة( مع ترجماتها لسلسلة ثقافية بعنوان )كتاب الأمل( وغيرها؛ مما يعد أولى المطبوعات التي اهتمت بالطفل وثقافته.
كما دعمت عديد الشباب الموهوبين بالدورات التي أسهمتْ في نجاحهم حتى صاروا اليوم من أهم الفنانين التشكيليين مثل:
علي البكوش/محمد بالحاج/رمضان قليدان/عياد هاشم/محمود النطاح/فوزي الصويعي/مصطفى بادي/عبد السلام النطاح…وآخرون
لقد تعاقب على رئاسة تحرير هذه المجلة المهمة عديد الكُتّاب والأدباء ورغم انضواءها تحت جناح المؤسسة الرسمية وتغير القوى البشرية فيها بعديد المواهب من المتخصصين وحملة الشهادات العليا إلا انها شهدت تعثرا طوال نصف قرن من الزمن ولازالت تشهد عديد الصعوبات لعل أهمها في تقديرنا عدم توافر أرشيف مكتمل يضم كل أعدادها حتى يكون بين أيدي الباحثين لإجراء عديد الدراسات العلمية وللارتقاء بهذا المشروع وتطويره واستمراره قبل فوات الأوان.