التقاه/ معمر سلام
دكتور سؤالنا عن مدى إقبال النَّاس على المراكز سواء أكان ذلك في مركزكم (الغيران) أم بلدية حي الأندلس عامة؟
أولاً باسم الله ثم الصلاة والسلام على رسول الله وبعد بالنسبة للمراكز الصحية ولنتحدث على نطاق بلدية حي الأندلس حيث تحتوي على 21 مركزاً صحياً تقدم خدماتها للمواطن على فترتين الصباحية وتمتد من الساعة التاسعة صباحاً حتى الثانية ظهرا والفترة المسائية من الثانية ظهراً وحتى السادسة مساء، وفي الحقيقة فإن المراكز الصحية تعد خط الدفاع الأول عن صحة المواطن؛ وكذلك الخيار الأول الذي يلجاء إليه المواطن حيث أنه يتردد على المراكز بشكل يومي مثل أصحاب الأمراض المزمنة التي بعضها يستدعي مراجعة شبه يومية للمركز مثل : السكر ضغط الدم وأمراض القلب وبعض الأمور المحتاجة للتمريض مثل المداوة والخياطة وتعقيم الجروح؛ فهذه تستدعي أن يتابعها المريض أكثر من مرة في الأسبوع حسبما يرى الطبيب فلذلك تعتبر المراكز حائط الصد الذي يخفف العبء عن المستشفيات.
ما أبرز الصعوبات والعراقيل التي تواجه العاملين في المراكز الصحية؟
بالنسبة لهذه الظروف التي تشهدها البلاد فإن أغلب القطاعات تعاني منها .. أما فيما يخص القطاع الصحي وعلى الخصوص المراكز الصحية؛ فالعراقيل عديدة منها قلة المواد التي يتطلبها العمل وعدم إيفائها بحاجة المراكز وعندما نتواصل مع الإخوة في جهاز الإمداد الطبي بشارع الزاوية في الحقيقة لا يبخلون عن تقديم الموجود لديهم لكن المعاناة واحدة وهم أيضا يعانون من ضعف الإمكانات وقلة المواد التي تأتيهم مما يسبب في قلتها لكي يتحصل كل مركز على حصته وبالتالي يسبب لنا ربكة في العمل وبالأخص المواد المسحوبة يومياً مثل مواد مداواة الجروح، والخياطة، والتحاليل فنحن نحتاج المزيد الحقيقة لكي نقدم للمواطن أفضل ما لدينا.
قلة الإمكانات سببت لنا ربكة في العمل وخصوصا المواد المسحوبة يومياً
دكتور هل تذكر لنا الأقسام الفعالة لديكم؟
الحقيقة كل الأقسام فعالة لدينا من (صحة عامة، أطفال، نساء، عيون، باطنة وقلب، متابعة حالات ضغط الدم والسكر، جلدية، قسم التحاليل، والتطعيمات، والتمريض والمداواة)، بالإضافة لعيادتي أسنان؛ والحمدلله كلها تشتغل بكوادر وكفاءات وطنية تتمع بالخبرة والقدرة لولا ما ينقصها من المعدات والإمكانات التي تساعدهم على تأدية عملهم بصورة أفضل.
بالرغم من الجهود المبذولة من قبل العاملين في قطاع الصحة مادى رضاهم عن مرتباتهم؟
بالنسبة لموضوع المرتبات الحقيقة موضوع مؤلم وشائك فعندما ترى بعض الأطباء يأتي بأكثر لوازم الشغل على نفقته الخاصة رغم كل الظروف الصعبة تستشعر مدى اهتمامهم بوظيفتهم ورغبة في تقديم المساعدة للنَّاس لكن أين تقدير هذه الجهود فبدلاً من ذلك يعاني العاملون في قطاع الصحة من تدني الأجور وتأخرها الحقيقة أمر محبط حتى أصبح الكثير يفكر في تغيير مجاله بالكامل بل البعض فعلاً غادر المجال واتجه إما إلى التجارة أو أنشطة أخرى بالرغم كل التضحيات التي بذلها العناصر الطبية والطبية المساعدة وبالذات في فترة الجائحة ومنهم من قدم روحه في سبيل حماية النَّاس وتأدية واجبه والعلم فإن جميع المراكز الصحية في بلدية حي الأندلس لم تغلق أبوابها في فترة الجائحة بل استمرت تقدم خدماتها رغم كل الخوف والربكة التي حصلت في تلك الفترة.
وبالنسبة لقرار 885 ما آخر التطورات؟
صدر فيه قرار من رئيس حكومة الوحدة الوطنية ولكن يبدو أنه لا يزال هناك بعض العراقيل وعلى كل حال نحن نتأمل خيراً ونتفاءل ربما يأتي اليوم الذي يتحسن فيه دخل العاملين في قطاع الصحة.
من المواضيع الشائكة موضوع زيادة الإداريين هل تشملهم أم لا؟
للأسف أن القرار 885 لا يشمل الزملاء الإداريين ولكن تحصلوا على وعود ولأن النقابات الإدارية تسعى لاستصدار قرار واحب أن انوه بالنسبة لهذا الشأن انه لا فرق بين العناصر الطبية والطبية المساعدة وزملائهم الإداريين بل نحن في مركب واحد مصلحتنا واحدة ومشاكلنا وهمومنا مشتركة حتى في الحائحة الجميع اشتغل في دائرة الخطر ولم يفرق الفايرس بين إداري وعنصر طبي بل الكل مهدد فنحن نسجل تضامننا معهم حتى يحصلوا على حقوقهم أسوة بزملائهم.
جميع المراكز الصحية في بلدية حي الأندلس لم تغلق أبوابها خلال فترة الجائحة
دكتور كلمة أخيرة ولمن تحب أن توجهها؟
كلمتي الأخيرة احب أن أوجهها لجهات عدة:
الجهة الأولى الجمهور الذين يترددون على المراكز بصفة عامة وبالنسبة لمركزنا خاصة أن يعينونا بصبرهم وتحملهم نعلم أن لدينا نواقص والظروف صعبة ونحاول أن نقدم ما نستطيع تقديمه.
الجهة الثانية : الزملاء بارك الله فيكم على صبركم وتحملكم رغم كل الصعوبات والعراقيل ومزيداً من العطاء ولكم جزيل الشكر.
ثالثاً: المسؤولين في ليبيا عليهم بتقوى الله وتحمل المسؤولية وتقديم مصلحة الوطن والمواطن الذي يتطلع للعدل والحرية والمساواة في بلده ليبيا التي قدم شعبها الكثير من التضحيات ويتطلع للكثير فلا تخذلوا هذا الشعب.
واخيرا وليس آخرا الشكر موصول لصحيفتكم الموقرة مشكورين على توصيل صوت النًّاس والاهتمام بما يشغلهم من آمال وتطلعات..
اسامة اوشن / مدير المركز الصحي الغيران
إن للمراكز الصحية (المستوصفات) دوراً مهماً في تخفيف الضغط على المستشفيات الكبرى باستيعاب أكبر عدد من الحالات والتي تتوجه للمراكز لعدة أسباب منها:
انتشارها داخل الأحياء السكنية مما يسهل الوصول إليها وأنها مجانية في جميع الخدمات التي تقدمها فلايدفع المواطن أي مبالغ نظير الكشف والخدمات الأخرى وكذلك سهولة التعامل معها وسرعة الحصول على كشف رغم كل ذلك إلا أنها تعاني من التهميش وضعف الإمكانات مما يعيقها عن أداء دورها المطلوب .. فكان لنا هذا اللقاء مع الدكتور أسامة سعيد أوشن مدير المركز الصحي الغيران ومنسق اقسام المختبرات والتحاليل على مستوى بلدية حي الأندلس للحديث عن كل ذلك.