الكثير من المرافق الصحية سواء مستوصفات أو مراكز أو مجمعات يشتغلون في الخفاء دون أن يسلط الضوء عليها إعلامينا فأخذتنا خطواتنا للسير نحو مجمع عيادات زاوية الدهماني ، هذا المرفق النموذجي .
ومنذ أن دخلت ساحة المجمع كان النظام هو سيد الموقف فكان تصفيف السيارات بشكل منظم وما أن تدخل المبنى مرورا بموظفي الإستقبال الذين يبادرونك بالسؤال ( تفضل كيف نقدروا نخدموك ) وما إن عرفتهم بنفسي وجريدة فبراير قال موظف الاستعلامات (هذه جريدة تابع الدولة مش خاصة تفضل ياخونا ) فأجبته بنعم فقال ، وبدأت جولتي داخل أروقة المجمع الصحي ومنذ الوهلة الأولى لمست بأن هذا المكان تُديره إدارة رشيدة من خلال الجدية في العمل والإلتزام وعدم التراخي والاستهانه فالمسألة مرض وألم وليس فسحة ونتمنى أن يستمر على نفس المنوال .
زيارتي الأولى ليست في فترة الدروة فهو تسليم واستلام بين الفترة الصباحية والمسائية فوجدنا حملة تعقيم تشمل مرافق المجمع .
وبسؤالي هل هذا المرفق الصحي خاص بفئة معينة فعلمت بأنه عام ويستقبل مختلف الحالات ووفقا للتخصصات الموجودة فهو يفتح أبوابة منذ الصباح إلى الساعة 8 مساء .
الشغل يسير بطريقة سلسة لأن الإدارة استثمرت العنصر البشري والوقت في آن واحد ونجحت في توزيع المهام المنوطة فالكل يعمل بأريحية .
كانت حركة الدخول والخروج والكشفات تسير بشكل طبيعي كل حسب دوره ، وقد شدتني غرفة العلاج الطبيعي بالمجمع بما تحتويه من أجهزة ومعدات فعالة والأهم هو وجود كوادر وكفاءات وطنية، وهذا القسم يتوافد عليها المواطين بشكل كبير جدا لدرجة أن الطبيب المعالج أخبرني ( انعالجوا في حالات الجلطة وفيه حالات اتجي حتى من برا طرابلس ) وبأنه لديهم حالات انتظار فهو يقومون بعلاج حتى من لديه خلطات ، ويصل عدد المترددين أحيانا إلى 45 حالة
ثم أخذتنا الخطى نحو معمل التحاليل والذي الذي به أجهزة حديثة ودقيقة ، ثم مررنا بصيدلية المجمع وجميع الصيدلانيات رفضن التصور بل خرجوا وتركوا تنا المكان وهو تصرخ وينين لعدم وجود أدوية فالرفوف شبه خاوية إلا من بعض الأدوية البسيطة وهنا نوجه نداء لجهاز الإمداد الطبي ووزارة الصحة بأن تقدم الأدوية لهذه المراكز بشكل دوري سيما وأن المواطنين يتوافدون عليها يوميا وخلال هذه الفترة التي انتشرت فيها النزلات المعوية والبردة الشتوية والفيروس التنفسي الذي يصيب الصغار والكبار .
أما قسم الأشعة المقطعية والاشعة العادية فوجدنا لديهم جهاز به عطب ويحتاج لصيانة والصيانة تحتاج لفنيين والفنيين لدى الوكيل والوكيل يحتاج لمستحقاته من أجل الصيانة ، أما التصوير العادي فهو متوفر، المجمع به عدة عيادات هي الجراحة العامة والأطفال والأنف والاذن والحنجرة والعيون والأسنان والسكري والغدد الصماء وغرفة سحب الدم وعيادة الجلدية وعيادة الصدرية والصحة العامة وأمراض النساء والولادة ، وتعتبر عيادة الصحة العامة هي أكثرهم ازدحاما إذ يصل عدد المرضى إلى 86 حالة يوميا ، أما باقي العيادات تتراوح ما بين 30 إلى 45 حالة .
وهكذا انهينا جولتنا رفقة المصور محمد عتيق بعد أن أخذ لقطات رائعة توثيقية لهذا المجمع الصحي الذي هو نموذج يحتدى به في النظام والعمل .
