الرئيسيةمتابعات

ندوة احتفائية عن المصراتي صحفيًا ومؤرخًا 

نظمتْ الهيئة العامة للصحافة وكلية الآداب جامعة طرابلس، احتفالية مصحوبة بندوة حول سيرة الأديب  علي مصطفى المصراتي باعتباره صحفيًا  ومؤرخًا بمناسبة مرور 58 عامًا على صدور صحيفة (الشعب) التي كان يرأس هيئة تحريرها .

حضر الاحتفالية التي أقيمت بمدرج رشيد كعبار نخبة من أعضاء هيئة التدريس والطلاب ولفيف من الصحفيين والمعنيين بشؤون الثقافة والأدب كما ألقيت في الندوة ورقات احتفائية ناقشت رحلة المصراتي  الصحفي وانشغاله بقضايا مهنة المتاعب اضافة إلى جهوده في توثيق تجارب صحفية سبقته أو جايلته.

وقال رئيس اللجنة التحضيرية الدكتور إسماعيل القروي إن المصراتي عبر جريدته (الشعب) كانت انعكاسًا لرسالته الصحفية ووظيفته الرئيسة في تأطير الوعي الوطني من خلال دورها في مواكبة كافة التحولات، والتبشير والدفع بها نحو المزيد من التطور، ومقاومتها لأشكال التخلف والعطالة والاجترار .

 كتب وكتاب 

واشار عميد كلية الآداب الدكتور عبدالله مليطان أن القدر منحه فرصة التعرَّف على عديد الأدباء منهم وهبي البوري الذي كتب القصة سنة 1935في (ليبيا المصورة) وتعرفتُ على عبدالقادر أبو هروس، الذي أصدر أول مجموعة قصصية (نفوس حائرة) سنة1957، ومحمد فريد سيالة الذي أصدر أول رواية ليبية وهي (اعترافات إنسان) سنة 1963، وعبدالله القويري الذي أصدر أول مسرحية سنة 1959وتتلمذ على محمد عبدالكريم الوافي، وصادق خليفة التليسي، وعلي فهمي خشيم .. كما رافق كونًا بأسره وهو الأديب والصحفي علي مصطفى المصراتي الذي تعلم منه دروسًا كثيرة، وكان أحد الدروس والذي يتمثله في كلية الآداب قول المصراتي له (الفارس يترك أثره) .

وأوضح عبدالرزاق الداهش رئيس الهيئة العامة للصحافة أن هناك فارقًا بين من يُفكرون بأقدامهم، ومن يفكرون برؤوسهم.

وأضاف أننا لا نملك ميسي، ولا مارادونا، ولكن لدينا علي مصطفى المصراتي والنيهوم وإبراهيم الكوني واردف أن الاحتفاء برئيس تحرير صحيفة (الشعب) ليس مجاملة للماضي بل انصافًا للتاريخ؛ وعندما نطالع صحيفة (الشعب) بعد ستة عقود  لا تشدنا طريقة الاخراج ولا طبيعتها ولكن تأسرنا القواعد الحاكمة وكسلوك مهني في تعاطيه مع الموضوعات، وحدة ليبيا واستقلالها وصون دماء أبنائها .

وعبَّرتْ الدكتورة حنان كريمة الأديب علي مصطفى المصراتي عن عمق شكرها لمن قاموا على انجاح هذه الاحتفالية ، ثم تحدثت عن أمنيات والدها الذي كان طموحه لا ينتهي كتابةً وتأليفًا، ولكن تظل روحه حاضرة معنا نستمد منها الطموح والاستمرار .

وشدَّد الدكتور خالد عون رئيس جامعة طرابلس على أن المصراتي  هرم  يستحق الكثير علاوة على أن ليبيا تزخر بعديد  المبدعين الواجب الاحتفاء بهم، وتضمن البرنامج العام للاحتفاء شريطًا وثائقيًا بعنوان (بين عالمين) سلط الضوء على سيرة المصراتي صحفيًا ومؤرخًا .

أوراق بحثية 

تضمنت الندوة جلستين ، أدار الأولى الدكتور خالد غلام، وشارك فيها كل من البحاث (إسماعيل القروي، حسين المزداوي يونس الفنادي، د. عبدالعزيز الصويعي، علي الهازل).

وأشار القروي في ورقة أن عقد ندوة فكرية حول علي مصطفى المصراتي صحفيًا ومؤرخًا هي أولاً للاحتفاء بجهود هذا الرجل الذي كتب للصحافة الليبية وأرخ لها منذ نشأتها؛ وكتب عن رموزها وأعلامها، وثانيًا رصد أعماله ومنجزه الإعلامي في الكتابة الصحفية، والتأريخ لها .

وأضاف أن بعضًا مَّمن كتبوا عن واقع الصحافة الليبية وتاريخها؛ يستهلون إصدار الأحكام المختلفة بصدَّدها، وكأنهم يحيلون عن واقع معروف، والحال أن تشابك التفاعل والتأثير، والتأثر ويجعلان الكثير من هذه الأحكام في حاجة إلى التحليل والتدقيق .

فيما تحدث الكاتب حسين المزداوي عن صحيفة (الشعب) في إصدارها الستيني تطرق الناقد يونس الفنادي إلى كتاب المصراتي (صحافة ليبيا في نصف قرن)الذي قدم عنه ببلوغرافيا تقول إنه الكتاب العاشر للأديب الراحل الصادر سنة 1960ويقع في300صفحة حيث جاء عنوانه الثانوي داخل صفحته الأولى مبينًا تعدَّد أغراضه واختصاصه بفنون الصحافة الليبية شاملاً العرض والتوثيق والدراسة التحليلية المعمقة كما صرح حرفيًا بذلك؛ اثر ذلك يستقبل القارئ إهداءً أدبيًا بليغًا معبرًا متقن الصياغة وعميق الدلالة بخطاب شامل وعام إلى (الذين يغمسون أقلامهم في مداد الحق)، و(الذين تحترق أصابعهم لإضاءة النَّور  والذين ينحتون الكلمة ليعبدوا الطريق).

دوريات وتواريخ 

وذكر د. عبدالعزيز الصويعي في ورقة له تُحلَّل أيضا ما جاء في كتاب المصراتي (صحافة ليبيا في نصف قرن) مقتفيًا سلسلة سرده بتتبع تواريخ إصدار الصحف مثل (طرابلس الغرب)أول صحيفة رسمية صدرت في ليبيا سنة 1866 والتي تقلبت بين عديد الاساليب التحريرية والطباعية والاخراجية حتى استقرت على نمط معين عرفت به توقفت عن الصدور مع دخول الطليان إلى البلاد سنة 1911 وبقيت مختفية طيلة 32سنة ثم عادت للظهور من جديد حيث صدر عددها الأول بلسان الإدارة البريطانية  يوم 2311943.

وتوقف الصويعي عند (سألناه) كأول دورية سنوية صدرت في ليبيا (18681869)، يقول عنها المصراتي أنها كانت تدخل من باب الصحافة الجانبي وتخرج من باب آخر، فهي ليست صحيفة بالمعنى المألوف، إنما هي تقويمٌ سنوي، ونشرة دورية .

وشارك في الجلسة الثانية التي أدارتها الدكتورة بلسم الشيباني كلٌ من الكتَّاب (د.جمعة الزريقي، ود.علي ارحومة ، ود.مصطفى ابديوي، والباحث زيد الاجورني والصحفي عبدالسلام الفقهي)..وتناولت أوراقهم دور المصراتي في مجلة الفنون واضواء على كتاب (لقاء وحوار) للأديب علي مصطفى المصراتي ايضا قراءة في كتابه (لقاء وحوار ) اضافة إلى مجهوده في ترجمته لأعلام الصحافة الليبية .

وعن دور المصراتي في مجلة (الفنون) الصادرة عن مدرسة الفنون والصنائع سنة 1898يشير د. علي ارحومة إلى قيامه باعادة نشرها كاملة في مجلد واحد سنة 2006، وهو ما يدل على عناية المصراتي لجهود الصحافة العلمية، والتقنية المبكرة في ليبيا ولو أنها جاءت متأخرة عن اهتماماته البحثية السابقة في الأدب والتراث والتراجم .

وأضاف د. ارحومة أن متابعة المصراتي لهذا العمل يأتي في مسار متابعته للأعمال التاريخية وتوثيقه للموروث الثقافي الليبي ويبدو أن المصراتي انتبه إلى ضرورة مساهمته في هذا المجال العصري وهو الكاتب الموسوعي بدرجة لافتة ، فعمد إلى جمع أعداد المجلة ومتابعتها ومراجعتها والتدقيق فيها وتقديمها بشكل فني جميل .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى