يدخل فصل الصيف فيضع الناس أيديهم على قلوبهم ويحبسون أنفاسهم؛ متوقعين بداية حلقات انقطاع الكهرباء وطرح الأحمال، ويلقون باللوم على هذا الفصل وكأنه يحكم أو يدير الأمور الخدمية في البلاد.
يدخل فصل الصيف فيضع الناس أيديهم على قلوبهم ويحبسون أنفاسهم؛ متوقعين بداية اشتباك من هناك أو اندلاع حرب من هناك، وكأنه من يؤمن الأوضاع ويسن قوانين السلامة في البلاد.
يدخل فصل الصيف فيضع الناس أيديهم على قلوبهم ويحبسون أنفاسهم متوقعين تزايد حالات الغرق في البحر أو تدفق رحلات الهجرة غير النظامية وكأنه من يدعو الناس قسرا إلى السباحة وقت تنبيه الخطر بدخول البحر أو من يملك قنوات الفرار من البلاد.
يدخل فصل الصيف فيضع الناس أيديهم على قلوبهم ويحبسون أنفاسهم متوقعين انتشار الأمراض بسبب الفواكه التي لا تخضع لاشتراطات الصحة وكأنه من يراقب الأغذية الوافدة إلى البلاد.
يدخل الصيف فيضع الناس أيديهم على قلوبهم ويحبسون أنفاسهم متوقعين احتراق غابات وكأن البلاد مازال فيها أشجار لم يقطعها حطابو هذي البلاد من أهلها وليسوا بأهلها.
يأتي فصل الصيف فيضحك الربيع ويتهكم الخريف ويتشفى الشتاء والقصد محبي هذي الفصول التي لا علاقة لها بلعناتنا التي أغلبها من صنع أنفسنا وعدم خضوعنا للقوانين وعدم احترامنا النظام، حتى لو غاب ألف صيف ولم يأت الحر ولم يعل البحر ففصول اللعنة هي في قلوبنا التي نضع أيدينا عليها وفي أنفاسنا التي نحبسها، فهل ستصحو شمس الصيف الساطعة في أوراحنا وعقولنا ذات يوم؟!