أشارتْ أرقام مجموعة «ارتكل 19» العالمية إلى أن أكثر من نصف سكان العالم يعيشون الآن حالة أزمة في حرية التعبير وكما تعودنا المقصود بلدانا دون غيرها..ومن الغريب اعتبار الاحتلال «الإسرائيلي» من ضمن الذين صعدوا على مؤشر تحسن التعبير..رغم أن 64% من سكان الكيان منزعجون من الأوضاع الاجتماعية..
والتالي ملخص تقارير تقول إن العدوان على غزة بلغ فيه عدد الصحفيين الفلسطينيين الذين فقدوا حياتهم وحرية التعبير 97
وعدد الإصابات 16، والمعتقلين 25 والمفقودين 4 .. بل طالت انتهاكات الاحتلال العشرات من أفراد عائلات الصحفيين..كما أن هناك إنتهاك حرية الصحافة، والجاني هي وسائل الإعلام الغربية نفسها التي تتسم بالميل إلى الرواية «الإسرائيلية»، وتستعمل لغة تتعاطف أكثر مع «الإسرائيليين» حيث تقدمهم بصفتهم ضحايا..في حين يتم تغطية الخسائر الفلسطينية بشكل أقل تفصيلاً وأحيانًا بطريقة تفتقر إلى الإنسانية..وغالبًا ما يتم تجاهل سياق الأحداث، أو تفسيرها بشكل سلبي.
ولوحظ تكرار مصطلحات مثل حق «إسرائيل» في الدفاع عن نفسها دون الفلسطينيين..
وأسهمت التغطية المنحازة في تشكيل ثقافة العامة نحو خطاب الكراهية..كما تم طمس صوت التعبير في المظاهرات والاعتصامات المؤيدة لفلسطين في الجامعات الأميركية، والأوروبية بحجة الهاجس الأمني..وحتى مداولات محكمة الجنايات الدولية انحصرت في إشكالية زحف العدوان داخل رفح من عدمه..وبالتالي الضرب بعرض الحائط تعبير عدد من الدول عن رفضها للإبادة الجماعية..فها هو تذبذب إدخال المساعدات مازال قائمًا..مع استمرار تسليح الاحتلال..ولعل الجهود الرافضة للعدوان تساق إلى ذر الرماد في العيون..ليظل الضوء الأخضر مفتوحًا أمام «الإسرائيليين» للمضي قدمًا..
مع العلم أيضًا إن النَّاس في نصف الكرة الشمالي ما زالوا محرومين من الوصول إلى المعلومات الأساسية حول القضايا المناخية التي تسمح لهم بالاستعداد لها.. كما تستخدم الدول وسائل عديدة لقمع الناشطين في مجال تغير المناخ والحد من الحق في الاحتجاج..وباسم الأمن القومي
تحاول بعض الدول تقييد التواصل الرقمي على نحو متزايد أو الرَّد على مظاهرات الشوارع بحجب «الانترنت»..إذن العالم بلا حرية كما قال الكاتب الأمريكي الساخر «مارك توين» : )نتكلم عن حرية التعبير، وحرية التفكير مع عدم وجود مقدرة على تطبيق أياً منهما(..