فنون

محمد الصادق: مؤسف أنَّ لا يوجد في عاصمتنا مسرحٌ

حاورته : فاطمة سالم عبيد

محمد‭ ‬الصادق‭ ‬فنان‭ ‬ومخرج،‭ ‬وممثل‭ ‬أبداع‭ ‬في‭ ‬تقمص‭ ‬عديد‭ ‬الأدوار‭ ‬التمثيلية‭ ‬التي‭ ‬قدمها‭ ‬بكل‭ ‬ماهرة‭ ‬واتقن‭ ‬له‭ ‬مشور‭ ‬فني‭ ‬طويل‭ ‬تنوع‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المشوار‭ ‬وتعامل‭ ‬مع‭ ‬الكاميرا‭ ‬والشاشة‭ ‬المرئية‭ ‬مع‭ ‬أعماله‭ ‬في‭ ‬الدراما‭ ‬وأثناء‭ ‬حواري‭ ‬معه‭ ‬عرفتُ‭ ‬أنه‭ ‬يعشق‭ ‬المسرح‭ ‬ويفضله‭ ‬على‭ ‬باقي‭ ‬الفنون‭ .. ‬اليوم‭ ‬هو‭ ‬معنا‭ ‬في‭ ‬حوار‭ ‬للحديث‭ ‬عن‭ ‬مسيرته‭ ‬الفنية‭ ..‬

‭ ‬لديكَ‭ ‬تجاربُ‭ ‬في‭ ‬الاخراج‭  ‬وأخرى‭ ‬في‭ ‬التمثيل‭ .. ‬سؤالنا‭ ‬ماذا‭ ‬عن‭ ‬الأعمال‭ ‬التي‭ ‬قمتَ‭ ‬بالتمثيل‭ ‬فيها،‭ ‬وإخراجها‭ ‬في‭ ‬الوقت‭  ‬نفسه‭ .. ‬هل‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬صعب‭ ‬أم‭ ‬أنه‭ ‬طبيعي؟

الصعوبة‭ ‬كوني‭ ‬ممثل‭ ‬فيها‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬من‭ ‬يوجهني‭ ‬أثناء‭ ‬التجارب؛‭ ‬فكنتُ‭ ‬اهتم‭ ‬بالشخوص‭ ‬الأخرى‭ ‬أكثر‭ ‬مني،‭ ‬وآخر‭ ‬أيام‭ ‬التجارب‭ ‬كنتُ‭ ‬اهتم‭ ‬بنفسي،‭ ‬وكنتُ‭ ‬استشير‭ ‬الجميع‭ ‬على‭ ‬تمثيلي‭ ‬أثناء‭ ‬البروفات،‭ ‬والمسرحيات‭ ‬التي‭ ‬اخرجتها‭ ‬ومثلتُ‭ ‬فيها‭ ‬هي‭ : ‬مسرحية‭ ‬‮«‬شابن‭ ‬الهدوب‭ ‬الليل‮»‬‭ ‬من‭ ‬تأليف‭ ‬علي‭ ‬الفلاح،‭ ‬ومسرحية‭ ‬‮«‬حميدة‭ ‬راجل‭ ‬حميد‮»‬‭ ‬من‭ ‬تأليف‭ ‬علي‭ ‬الجهاني‭ ‬ومسرحية‭ ‬‮«‬البحر‭ ‬فيه‭ ‬فيل‮»‬‭ ‬تأليف‭ ‬علي‭ ‬بوعجيلة،‭ ‬ومسرحية‭ ‬‮«‬الفندق‮»‬‭ ‬من‭ ‬تأليف‭ ‬محمد‭ ‬الصهبي،‭ ‬ومسرحية‭ ‬‮«‬فاصوليا‭ ‬حارة‮»‬‭ ‬وهي‭ ‬من‭ ‬إعدادي‭ .‬

هل‭ ‬يعد‭ ‬ابنكَ‭  ‬الفنان‭ ‬الشاب‭ ‬مصطفى‭ ‬محمد‭ ‬الصادق‭ ‬امتدادًا‭ ‬لك‭ ‬أم‭ ‬له‭ ‬نمطٌ‭ ‬آخر‭ ‬في‭ ‬فن‭ ‬الدراما‭ ‬؟

الحقيقة‭ ‬مصطفى‭ ‬له‭ ‬شخصية‭ ‬منفردة‭ ‬عني،‭ ‬وحثيثة‭ ‬على‭ ‬الدراسة،‭ ‬تخرج‭ ‬في‭ ‬معهد‭ ‬‮«‬علي‭ ‬الشعالية‮»‬‭ ‬للتمثيل‭ ‬والموسيقى‭ ‬اتعامل‭ ‬معه‭ ‬كأي‭ ‬ممثل‭.‬

الحركة‭ ‬المسرحية‭ ‬تمر‭ ‬بتذبذب،‭ ‬وصعوبات‭.. ‬هل‭ ‬بالإمكان‭ ‬التغلب‭ ‬عليها؟

التذبذب‭ ‬نتيجة‭ ‬عدم‭ ‬اهتمام‭ ‬الدولة‭ ‬بالمسرح،‭ ‬والمسرحيين‭ ‬ومن‭ ‬المؤسف‭ ‬في‭ ‬عاصمتنا‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬مسرح،‭ ‬وهذه‭ ‬كارثة‭.‬

وأقل‭ ‬ميزانية‭ ‬ترصد‭ ‬لوزارة‭ ‬الثقافة،‭ ‬وعند‭ ‬تعيين‭ ‬وزير‭ ‬للثقافة‭ ‬فهي‭ ‬آخر‭ ‬وزارة‭ ‬يتم‭ ‬اختيارها،‭ ‬ووزيرها‭ ‬يختار‭ ‬وفقًا‭ ‬المحاصصة‭ ‬وليس‭ ‬للكفاء‭ ‬هذا‭ ‬بخصوص‭ ‬الدولة‭.‬

الموضوع‭ ‬الآخر‭ ‬هو‭ ‬المسرحيون‭ ‬الأغلبية‭ ‬ابتعدوا‭ ‬عن‭ ‬المسرح‭ ‬وذهبوا‭ ‬إلى‭ ‬التليفزيون‭ ‬حيث‭ ‬الشهرة،‭ ‬والمال‭ ‬السهل‭ ‬والأكثر‭ ‬أصبح‭ ‬المسرح‭ ‬آخر‭ ‬اهتمامات‭ ‬الدولة،‭ ‬وأغلبية‭ ‬المسرحيين‭.‬

من‭ ‬وجهتك‭ ‬نظركَ‭ ‬هل‭ ‬يوجد‭ ‬لدينا‭ ‬نقد‭ ‬فني،‭ ‬وإذا‭ ‬وُجِدَ‭ ‬هل‭ ‬نجد‭ ‬النقد‭ ‬الفني‭ ‬البناء‭ ‬؟

‭ ‬النقد‭ ‬الفني‭ ‬بناء‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الأحوال،‭ ‬ولكن‭ ‬نحن‭ ‬عندما‭ ‬يكون‭ ‬النقد‭ ‬ضدنا‭ ‬فنقول‭ ‬إنّ‭ ‬النقدَ‭ ‬هدام،‭ ‬ونعم‭ ‬يوجد‭ ‬عندنا‭ ‬نقاد،‭ ‬ولكن‭ ‬قليلًا‭ ‬جدًا،‭ ‬وطبيعة‭ ‬شغل‭ ‬الفنانين‭ ‬دائمًا‭ ‬يحاربونهم‭ ‬وعلى‭ ‬هذا‭ ‬الأساس‭ ‬أصبح‭ ‬النقادُ‭ ‬يبتعدون‭. ‬

‭ ‬يقولون‭ ‬مَنْ‭ ‬لم‭ ‬يقف‭ ‬على‭ ‬خشبة‭ ‬المسرح‭ ‬لا‭ ‬يعد‭ ‬فنانًا؛‭ ‬فماريك؟

المسرحُ‭ ‬هو‭ ‬الأساسُ،‭ ‬والمسرح‭ ‬فن‭ ‬طازج،‭ ‬وغير‭ ‬معلب‭ ‬والفنان‭ ‬المتمرس‭ ‬في‭ ‬المسرح‭ ‬سهل‭ ‬عليه‭ ‬التمثيل‭ ‬في‭ ‬التليفزيون‭ ‬ولكن‭ ‬ممثل‭ ‬التليفزيون‭ ‬يصعب‭ ‬عليه‭ ‬التمثيل‭ ‬في‭ ‬المسرح،‭ ‬وهذا‭ ‬رأي‭.‬

‭ ‬نسمع‭ ‬كثيرًا‭ ‬بأنه‭ ‬هناك‭ ‬أزمة‭ ‬نَّص‭ ‬مسرحي‭ ‬وحتي‭ ‬في‭ ‬الدراما‭ ‬أكيد‭ ‬لكَ‭ ‬رأي‭ ‬يخص‭ ‬فماذا‭ ‬تقول‭ ‬؟

بالبحث‭ ‬والدراسة‭ ‬تجد‭ ‬نصوصًا‭ ‬كثيرة‭ )‬ليبية‭ ‬وعربية‭ ‬وأجنبية‭(‬،‭ ‬أما‭ ‬النَّص‭ ‬المرئي‭ ‬فعندما‭ ‬يتوفر‭ ‬المال‭ ‬والإنتاج‭ ‬الحقيقي‭ ‬خاصة‭ ‬تاريخ‭ ‬ليبيا‭ ‬لازال‭ ‬بكرًا‭ ‬في‭ ‬الدراما،‭ ‬وهناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المواضيع،‭ ‬والقصص،‭ ‬ولكن‭ ‬المشكلة‭ ‬في‭ ‬الإنتاج‭.‬

‭ ‬دورٌ‭ ‬قدمته‭ ‬مازال‭ ‬حاضرًا‭ ‬في‭ ‬ذهنك‭ ‬تتمنى‭ ‬لو‭ ‬عاد‭ ‬الزمن‭ ‬تعيده؟

دوري‭ ‬في‭ ‬مسلسل‭ )‬الأدلة‭( .. ‬الحقيقة‭ ‬لم‭ ‬تتوفر‭ ‬بعد‭ ‬شخصية‭ ‬عقيلة‭ ‬‮«‬اللبق‮»‬‭.‬

‭ ‬هل‭ ‬تجد‭ ‬نفسك‭ ‬علي‭ ‬خشبة‭ ‬المسرح‭ ‬أم‭ ‬في‭ ‬الأعمال‭ ‬الفنية‭ ‬مثل‭ ‬الدراما‭ ‬؟

المسرح،‭ ‬ثم‭ ‬المسرح‭.‬

أريد‭ ‬أن‭ ‬أقول‭ ‬لكل‭ ‬مسؤولي‭ ‬الدولة‭ :‬

إنَّ‭ ‬بناء‭ ‬الإنسان‭ ‬أهم‭ ‬من‭ ‬التشييد‭ ‬والبنيان‭ ‬المادي،‭ ‬اهتموا‭ ‬بالتعليم،‭ ‬والثقافة؛‭ ‬لأن‭ ‬غلق‭ ‬باب‭ ‬التعليم‭ ‬والثقافة‭ ‬هو‭ ‬اللي‭ ‬صنع‭ ‬داعش،‭ ‬والتخلف‭ ‬نظزًا‭ ‬لعدم‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالتعليم‭.‬

‭ ‬كلمة‭ ‬لمن‭ ‬تود‭ ‬أن‭ ‬ترسلها‭ ..‬

في‭ ‬الختام‭ ‬اتمنى‭ ‬من‭ ‬المسؤولين‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالفن،‭ ‬والفنانين‭ ‬في‭ ‬زمن‭ ‬اللاوعي‭.‬

الدراما‭ ‬لا‭ ‬زالت‭ ‬أرضها‭ ‬بكرًا

والمشكل‭ ‬الرئيس‭ ‬يكمن

في‭ ‬الإنتاج

‭(‬الأدلة‭)‬من‭ ‬المسلسلات

المهمة‭ ‬في‭ ‬مسيرتي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى