
منذ زمن بعيد وأنا أميل إلى الدادائية، وإلى العبث والتشوه المقصود والفاضح، إلى التمرد الصادق الذي لا يتزيف ولا يتجمل لأتذكر دائمًا مقولة «بيكاسو» بأنَّ العالم الذي نعيش فيه بلا معنى لا يستحق أن أرسم فيه لوحات ذات معنى، وأتأمل كلام «ألبير كامو» بأنَّ الإنسانَ مطالب بأن يجد معنى في قلب العبث، وأستحضر «هيغل» حين يرى أنَّ الروحَ تتحقَّق في الصراع، ومع كل هذا أجد نفسي أضع كل الأحمر في لوحاتي كدم الحرية، والغضب والحياة والأمل مجتمعين، كل لمسة هي اعتراف بالعبث، وكأنَّ التشوه والفوضى صارت لغتي الصادقة لأواجه الفراغ، ولأرفض الزيف ولكي أجد في عملي الفني مساحة للحرية المطلقة لصدق التجربة الفردية، ولأدرك أن الفن ليس ترفًا بل وسيلة للمعرفة والوجود وأن اللون الأحمر ليس مجرد لون، بل صرخة الروح وميلاد المعنى في قلب عالم بلا معنى، تتحوَّل فيه كل فجوة وكل تشوه، وكل وهج أحمر إلى دليل على مواجهة الإنسان لعبث الحياة ورفض الاستسلام للفراغ، وعلى القدرة على صنع جمال صادق مشوه من قلب الخراب .
اللوحات من أعمال المعرض الشخصي..لماذا ..؟؟



