ثقافة

مساحة للحرية

سميرة البوزيدي

منذ‭ ‬زمن‭ ‬بعيد‭ ‬وأنا‭ ‬أميل‭ ‬إلى‭ ‬الدادائية،‭ ‬وإلى‭ ‬العبث‭ ‬والتشوه‭ ‬المقصود‭ ‬والفاضح،‭ ‬إلى‭ ‬التمرد‭ ‬الصادق‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يتزيف‭ ‬ولا‭ ‬يتجمل‭ ‬لأتذكر‭ ‬دائمًا‭ ‬مقولة‭ ‬‮«‬بيكاسو‮»‬‭ ‬بأنَّ‭ ‬العالم‭ ‬الذي‭ ‬نعيش‭ ‬فيه‭ ‬بلا‭ ‬معنى‭ ‬لا‭ ‬يستحق‭ ‬أن‭ ‬أرسم‭ ‬فيه‭ ‬لوحات‭ ‬ذات‭ ‬معنى،‭ ‬وأتأمل‭ ‬كلام‭ ‬‮«‬ألبير‭ ‬كامو‮»‬‭ ‬بأنَّ‭ ‬الإنسانَ‭ ‬مطالب‭ ‬بأن‭ ‬يجد‭ ‬معنى‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬العبث،‭ ‬وأستحضر‭ ‬‮«‬هيغل‮»‬‭ ‬حين‭ ‬يرى‭ ‬أنَّ‭ ‬الروحَ‭ ‬تتحقَّق‭ ‬في‭ ‬الصراع،‭ ‬ومع‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬أجد‭ ‬نفسي‭ ‬أضع‭ ‬كل‭ ‬الأحمر‭ ‬في‭ ‬لوحاتي‭ ‬كدم‭ ‬الحرية،‭ ‬والغضب‭ ‬والحياة‭ ‬والأمل‭ ‬مجتمعين،‮ ‬‭ ‬كل‭ ‬لمسة‭ ‬هي‭ ‬اعتراف‭ ‬بالعبث،‭ ‬وكأنَّ‭ ‬التشوه‭ ‬والفوضى‭ ‬صارت‭ ‬لغتي‭ ‬الصادقة‭ ‬لأواجه‭ ‬الفراغ،‭ ‬ولأرفض‭ ‬الزيف‭ ‬ولكي‭ ‬أجد‭ ‬في‭ ‬عملي‭ ‬الفني‭ ‬مساحة‭ ‬للحرية‭ ‬المطلقة‭ ‬لصدق‭ ‬التجربة‭ ‬الفردية،‭ ‬ولأدرك‭ ‬أن‭ ‬الفن‭ ‬ليس‭ ‬ترفًا‭ ‬بل‭ ‬وسيلة‭ ‬للمعرفة‭ ‬والوجود‭ ‬وأن‭ ‬اللون‭ ‬الأحمر‭ ‬ليس‭ ‬مجرد‭ ‬لون،‭ ‬بل‭ ‬صرخة‭ ‬الروح‭ ‬وميلاد‭ ‬المعنى‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬عالم‭ ‬بلا‭ ‬معنى،‮ ‬‭ ‬تتحوَّل‮ ‬‭ ‬فيه‭ ‬كل‭ ‬فجوة‭ ‬وكل‭ ‬تشوه،‭ ‬وكل‭ ‬وهج‭ ‬أحمر‭ ‬إلى‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬الإنسان‭ ‬لعبث‭ ‬الحياة‭ ‬ورفض‭ ‬الاستسلام‭ ‬للفراغ،‭ ‬وعلى‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬صنع‭ ‬جمال‭ ‬صادق‭ ‬مشوه‭ ‬من‭ ‬قلب‭ ‬الخراب‭ . ‬

اللوحات‭ ‬من‭ ‬أعمال‭ ‬المعرض‭ ‬الشخصي‭..‬لماذا‭ ..‬؟؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى